وقال قتادة: أي ما بينهم فاختلفت الفرق من أهل الكتاب في أمر عيسى - عليه السلام - فاليهود بالقدح والسحر. والنصارى قالت النسطورية منهم: هو ابن الله. والملكانية ثالث ثلاثة. وقالت اليعقوبية: هو الله ؛ فأفرطت النصارى وغلت ، وفرطت اليهود وقصرت. وقد تقدم هذا في ( النساء) وقال ابن عباس: المراد من الأحزاب الذين تحزبوا على النبي - صلى الله عليه وسلم - وكذبوه من المشركين. فويل للذين كفروا من مشهد يوم عظيم أي من شهود يوم القيامة ، والمشهد بمعنى المصدر ، والشهود الحضور ويجوز أن يكون الحضور لهم ، ويضاف إلى الظرف لوقوعه فيه ، كما يقال: ويل لفلان من قتال يوم كذا ؛ أي من حضوره ذلك اليوم. وقيل: المشهد بمعنى الموضع الذي يشهده الخلائق ، كالمحشر للموضع الذي يحشر إليه الخلق. وقيل: فويل للذين كفروا من حضورهم المشهد العظيم الذي اجتمعوا فيه للتشاور ، فأجمعوا على الكفر بالله وقولهم: إن الله ثالث ثلاثة. ﴿ تفسير الطبري ﴾
يقول تعالى ذكره: فاختلف المختلفون في عيسى، فصاروا أحزابا متفرّقين من بين قومه. كما حدثني محمد بن عمرو ، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى; وحدثني الحارث، قال: ثني الحسن، قال: ثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله ( فَاخْتَلَفَ الأحْزَابُ مِنْ بَيْنِهِمْ) قال: أهل الكتاب.
- تفسير: (فاختلف الأحزاب من بينهم فويل للذين كفروا من مشهد يوم عظيم)
- القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة مريم - الآية 37
- الباحث القرآني
- اسئلة عن مولد الامام الحسين
- مولد الامام الحسين ع
تفسير: (فاختلف الأحزاب من بينهم فويل للذين كفروا من مشهد يوم عظيم)
لكن الظالمون اليوم في ضلال مبين وليس لهم عذر في هذا الضلال؛ لأنهم بين معاند ضال على بصيرة، عارف بالحق، صادف عنه، وبين ضال عن طريق الحق، متمكن من معرفة الحق والصواب، ولكنه راض بضلاله وما هو عليه من سوء أعماله، غير ساع في معرفة الحق من الباطل، وتأمل كيف قال: فويل للذين كفروا بعد قوله فاختلف الأحزاب من بينهم ولم يقل "فويل لهم" ليعود الضمير إلى الأحزاب؛ لأن من الأحزاب المختلفين طائفة أصابت الصواب، ووافقت الحق، فقالت في عيسى: "إنه عبد الله ورسوله" فآمنوا به، واتبعوه، فهؤلاء مؤمنون، غير داخلين في هذا الوعيد، فلهذا خص الله بالوعيد الكافرين.
القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة مريم - الآية 37
فاختلف الأحزاب من بينهم فويل للذين كفروا من مشهد يوم عظيم أسمع بهم وأبصر يوم يأتوننا لكن الظالمون اليوم في ضلال مبين وأنذرهم يوم الحسرة إذ قضي الأمر وهم في غفلة وهم لا يؤمنون إنا نحن نرث الأرض ومن عليها وإلينا يرجعون. قوله تعالى: " فاختلف الأحزاب من بينهم " قال المفسرون: " من " زائدة، والمعنى: اختلفوا بينهم. وقال ابن الأنباري: لما تمسك المؤمنون بالحق، كان اختلاف الأحزاب بين المؤمنين مقصورا عليهم. وفي " الأحزاب " قولان:
أحدهما: أنهم اليهود والنصارى، فكانت اليهود تقول: إنه لغير رشدة، والنصارى تدعي فيه ما لا يليق به. [ ص: 233] والثاني: أنهم فرق النصارى، قال بعضهم: هو الله، وقال بعضهم: ابن الله، وقال بعضهم: ثالث ثلاثة. قوله تعالى: " فويل للذين كفروا " بقولهم في المسيح، " من مشهد يوم عظيم "; أي: من حضورهم ذلك اليوم للجزاء. قوله تعالى: " أسمع بهم وأبصر " فيه قولان:
أحدهما: أن لفظه لفظ الأمر، ومعناه الخبر، فالمعنى: ما أسمعهم وأبصرهم يوم القيامة، سمعوا وأبصروا حين لم ينفعهم ذلك; لأنهم شاهدوا من أمر الله ما لا يحتاجون معه إلى نظر وفكر، فعلموا الهدى وأطاعوا، هذا قول الأكثرين. والثاني: أسمع بحديثهم اليوم وأبصر كيف يصنع بهم " يوم يأتوننا " ، قاله أبو العالية.
الباحث القرآني
فاختلف الأحزاب من بينهم فويل للذين كفروا من مشهد يوم عظيم
الفاء لتفريع الإخبار بحصول الاختلاف على الإخبار بأن هذا صراط مستقيم ، أي حاد عن الصراط المستقيم الأحزاب فاختلفوا بينهم في الطرائق التي سلكوها ، أي هذا صراط مستقيم لا يختلف سالكوه اختلافا أصليا ، فسلك الأحزاب طرقا أخرى هي حائدة عن الصراط المستقيم فلم يتفقوا على شيء. [ ص: 106] وقوله من بينهم متعلق بـ " فاختلف ". ومن حرف توكيد ، أي اختلفوا بينهم. والمراد بالأحزاب أحزاب النصارى ، لأن الاختلاف مؤذن بأنهم كانوا متفقين ولم يكن اليهود موافقين النصارى في شيء من الدين. وقد كان النصارى على قول واحد على التوحيد في حياة الحواريين ثم حدث الاختلاف في تلاميذهم. وقد ذكرنا في تفسير قوله تعالى فآمنوا بالله ورسله ولا تقولوا ثلاثة في سورة النساء أن الاختلاف انحل إلى ثلاثة مذاهب: الملكانية وتسمى الجاثليقية ، واليعقوبية ، والنسطورية. وانشعبت من هذه الفرق عدة فرق ذكرها الشهرستاني ، ومنها الأليانة ، والبليارسية ، والمقدانوسية ، والسبالية ، والبوطينوسية ، والبولية ، إلى فرق أخرى. منها فرقة كانت في العرب تسمى الركوسية ورد ذكرها في الحديث أن النبيء - صلى الله عليه وسلم - قال لعدي بن حاتم: إنك ركوسي.
ثم قال أحد الاثنين للآخر: قل فيه. قال: هو ثالث ثلاثة: الله إله ، وهو إله ، وأمه إله - وهم الإسرائيلية ملوك النصارى ، عليهم لعائن الله. قال الرابع: كذبت ، بل هو عبد الله ورسوله وروحه ، وكلمته ، وهم المسلمون. فكان لكل رجل منهم أتباع على ما قالوا ، فاقتتلوا فظهر على المسلمين ، وذلك قول الله تعالى: ( ويقتلون الذين يأمرون بالقسط من الناس) [ آل عمران: 21] وقال قتادة: وهم الذين قال الله: ( فاختلف الأحزاب من بينهم) قال: اختلفوا فيه فصاروا أحزابا وقد روى ابن أبي حاتم ، عن ابن عباس ، وعن عروة بن الزبير ، وعن بعض أهل العلم ، قريبا من ذلك.
﴿فاخْتَلَفَ الأحْزابُ مِن بَيْنِهِمْ فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِن مَشْهَدِ يَوْمٍ عَظِيمٍ﴾
الفاءُ لِتَفْرِيعِ الإخْبارِ بِحُصُولِ الِاخْتِلافِ عَلى الإخْبارِ بِأنَّ هَذا صِراطٌ مُسْتَقِيمٌ، أيْ حادَ عَنِ الصِّراطِ المُسْتَقِيمِ الأحْزابُ فاخْتَلَفُوا بَيْنَهم في الطَّرائِقِ الَّتِي سَلَكُوها، أيْ هَذا صِراطٌ مُسْتَقِيمٌ لا يَخْتَلِفُ سالِكُوهُ اخْتِلافًا أصْلِيًّا، فَسَلَكَ الأحْزابُ طُرُقًا أُخْرى هي حائِدَةٌ عَنِ الصِّراطِ المُسْتَقِيمِ فَلَمْ يَتَّفِقُوا عَلى شَيْءٍ. (p-١٠٦)وقَوْلُهُ ﴿مِن بَيْنِهِمْ﴾ مُتَعَلِّقٌ بِـ "فاخْتَلَفَ". ومِن حَرْفُ تَوْكِيدٍ، أيِ اخْتَلَفُوا بَيْنَهم. والمُرادُ بِالأحْزابِ أحْزابُ النَّصارى، لِأنَّ الِاخْتِلافَ مُؤْذِنٌ بِأنَّهم كانُوا مُتَّفِقِينَ ولَمْ يَكُنِ اليَهُودُ مُوافِقِينَ النَّصارى في شَيْءٍ مِنَ الدِّينِ. وقَدْ كانَ النَّصارى عَلى قَوْلٍ واحِدٍ عَلى التَّوْحِيدِ في حَياةِ الحَوارِيِّينَ ثُمَّ حَدَثَ الِاخْتِلافُ في تَلامِيذِهِمْ. وقَدْ ذَكَرْنا في تَفْسِيرِ قَوْلِهِ تَعالى ﴿فَآمِنُوا بِاللَّهِ ورُسُلِهِ ولا تَقُولُوا ثَلاثَةٌ﴾ [النساء: ١٧١] في سُورَةِ النِّساءِ أنَّ الِاخْتِلافَ انْحَلَّ إلى ثَلاثَةِ مَذاهِبَ:المَلْكانِيَّةُ وتُسَمّى الجاثُلِيقِيَّةَ، واليَعْقُوبِيَّةُ، والنَّسْطُورِيَّةُ.
من حِكم الإمام علي (ع): أَكبَرُ العَيبِ أن تَعِيبَ ما فِيكَ مِثلُه.
اسئلة عن مولد الامام الحسين
فَناولَتْهُ أسماء، فاحتضنه النبي (صلى الله عليه وآله) وجعل يُوسعه تَقبيلاً وقد انفجر بالبكاء. فَذُهِلت أسماء وانبرت تقول: فِداك أبي وأمي، ممّ بكاؤك؟! فأجابها النبي (صلى الله عليه وآله) وقد غامت عيناه بالدموع: (مِن ابنِي هَذا). وملكت الحيرة إهابها، فلم تدرك معنى هذه الظاهرة ومغزاها، فقالت: إنه وُلد الساعة!!. فأجابها الرسول (صلى الله عليه وآله) بصوت متقطع النبرات حزناً وأسىً قائلاً: (تَقتُلُه الفِئةُ البَاغية من بعدي، لا أنَالَهُمُ اللهُ شفاعَتي). ثم نهض وهو مُثـقل بِالهَم، وأَسَرَّ إلى أسماء قائلاً: (لا تُخبري فاطمة، فإنها حديثة عهد بولادته). وكانت ولادته (عليه السلام) في الثالث من شهر شعبان من السنة الثالثة أو الرابعة للهجرة النبوية الشريفة. اسئلة عن مولد الامام الحسين. مراسيم ولادته: وأجرى النبي (صلى الله عليه وآله) بنفسه أكثر المراسيم الشرعية لوليده المبارك، فقام (صلى الله عليه وآله) بما يلي: 1 - الأذان والإقامة: فأذّن (صلى الله عليه وآله) في أذنه اليمنى، وأقام في اليسرى. وجاء في الخبر: أن ذلكَ عِصمةٌ للمولود من الشيطان الرجيم. 2 - التسمية: فَسمَّاه النبي (صلى الله عليه وآله) (حُسَيْناً) كما سَمَّى أخاه (حَسَناً).
مولد الامام الحسين ع
قالت: رأيت في ليلتي هذه كأنّ بعض أعضائك ملقىً في بيتي، فقال لها رسول الله(صلَّى الله عليه وآله): نامت عينك يا أم أيمن، تلد فاطمة الحسين فتربّينه وتُلبنيه(3) فيكون بعض أعضائي في بيتك(4). الوليد المبارك:ووضعت سيّدة نساء العالمين فاطمة الزهراء (عليها السلام) وليدها العظيم، وزفّت البشرى إلى الرسول (صلَّى الله عليه وآله)، فأسرع إلى دار عليّ والزهراء(عليهما السلام)، فقال لأسماء بنت عميس: (يا أسماء هاتي ابني)، فحملته إليه وقد لُفّ في خرقة بيضاء، فاستبشر النبي(صلَّى الله عليه وآله) وضمّه إليه، وأذّن في أذنه اليمنى وأقام في اليسرى، ثمّ وضعه في حجره وبكى، فقالت أسماء: فداك أبي وأمي، ممّ بكاؤك؟ قال (صلَّى الله عليه وآله): (من ابني هذا). ذكرى مولد الامام الحسين سلام الله علية - العتبة العلوية المقدسة. قالت: إنّه ولد الساعة، قال (صلَّى الله عليه وآله): (يا أسماء! تقتله الفئة الباغية من بعدي، لا أنالهم الله شفاعتي... )(5). ثمّ إنّ الرسول (صلَّى الله عليه وآله) قال لعليّ(عليه السلام): أيّ شيء سمّيت ابني؟ فأجابه علىّ(عليه السلام): (ما كنت لأسبقك باسمه يا رسول الله). وهنا نزل الوحي على حبيب الله محمّد(صلَّى الله عليه وآله) حاملاً اسم الوليد من الله تعالى، وبعد أن تلقّى الرسول أمر الله بتسمية وليده الميمون، التفت إلى علي(عليه السلام) قائلاً: (سمّه حسيناً).
٥ ـ (حسين منّي وأنا من حسين، أحبّ الله من أحبّ حسيناً، حسين سبط من الأسباط)(11). ٦ ـ (الحسن والحسين خير أهل الأرض بعدي وبعد أبيهما، وأمهما أفضل نساء أهل الأرض)(12). ٧ ـ (الحسن والحسين سيّدا شباب أهل الجنة)(13). مولد الامام الحسين باسم الكربلائي. ٨ ـ عن برّة ابنة أُمية الخزاعي أنّها قالت: لمّا حملت فاطمة(عليها السلام) بالحسن خرج النبي(صلَّى الله عليه وآله) في بعض وجوهه فقال لها: (إنّك ستلدين غلاماً قد هنّأني به جبرئيل، فلا ترضعيه حتّى أصير إليك) قالت: فدخلت على فاطمة حين ولدت الحسن(عليه السلام) وله ثلاث ما أرضعته، فقلت لها: أعطينيه حتّى أُرضعه ، فقالت: (كلا) ثمّ أدركتها رقّة الأمهات فأرضعته، فلمّا جاء النبي(صلَّى الله عليه وآله) قال لها: (ماذا صنعت؟) قالت: (أدركني عليه رقّة الأمهات فأرضعته) فقال: (أبى الله عَزَّ وجَلَّ إلاّ ما أراد). فلمّا حملت بالحسين(عليه السلام) قال لها: (يا فاطمة إنّك ستلدين غلاماً قد هنّأني به جبرئيل فلا ترضعيه حتى أجيء إليك ولو أقمت شهراً)، قالت: (أفعل ذلك)، وخرج رسول الله(صلَّى الله عليه وآله) في بعض وجوهه، فولدت فاطمة الحسين(عليه السلام) فما أرضعته حتى جاء رسول الله فقال لها: (ماذا صنعت؟) قالت: (ما أرضعته) فأخذه فجعل لسانه في فمه فجعل الحسين يمصّ، حتى قال النبي(صلَّى الله عليه وآله): (إيهاً حسين إيهاً حسين)!!