سيد الاستغفار
عنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ رضي اللَّه عنْهُ عن النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قالَ: « سيِّدُ الاسْتِغْفار أَنْ يقُول الْعبْدُ: اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي ، لا إِلَه إِلاَّ أَنْتَ خَلَقْتَني وأَنَا عَبْدُكَ ، وأَنَا على عهْدِكَ ووعْدِكَ ما اسْتَطَعْتُ ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ ما صنَعْتُ ، أَبوءُ لَكَ بِنِعْمتِكَ علَيَ ، وأَبُوءُ بذَنْبي فَاغْفِرْ لي ، فَإِنَّهُ لا يغْفِرُ الذُّنُوبِ إِلاَّ أَنْتَ
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
تفسير آية (ومن يتوكل على الله فهو حسبه) - موضوع
وما طُغيان الإنسان ونسيانه للافتقار إلى ربِّه إلَّا لنسيانه هذه الحقائق؛ ﴿ كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى * أَنْ رَآهُ اسْتَغْن ﴾ [العلق: 6، 7]. أمَّا قدرة الله وقوَّته فتتجلَّى في كلِّ شيء في أنفسنا؛ أن خلَقَنا من عدَم، وأمدَّنا بالعافية، وأنعَم علينا بالطيِّبات، وفي السموات برَفعها بغير عمَدٍ وإنزال الماء مِنها بقَدَر، وبَسط السحاب فيها بحِساب، وفي الأرض ببَسْطها ومدِّها... إنَّ قدرة الله أكبر من أن ندرِكها أو نحدِّد مداها، إنَّنا عاجزون عن مَعرفة منتهاها، فكيف يتسنَّى لأحدنا الاستغناءُ عنها بحجَّة الاعتماد على نَفسه وقوَّته الهزيلة وقدرتِه العاجزة، إنَّ المتكبرين عن عبادة الله والافتقارِ له لَفي ضلال؛ ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ ﴾ [غافر: 60].
إسلام ويب - التحرير والتنوير - سورة الطلاق - قوله تعالى ومن يتوكل على الله فهو حسبه إن الله بالغ أمره- الجزء رقم30
وقرأ الجمهور ( بالغ) بالتنوين و ( أمره) بالنصب. وقرأه حفص عن عاصم ( بالغ أمره) بإضافة ( بالغ) إلى ( أمره).
وسيسوق بمنه ولطفه وكرمه إليك الرزق الحسن من زوج وغيره فإنه بيده سبحانه ملكوت كل شيء. ولا تحزني ولا تأسي فربما كان هذا البلاء من الله تعالى لتمحيصك وتكفير خطيئتك ورفع درجتك. والله يتولاك برحمته ويكلؤك بحفظه وعنايته. وأخيرا ننبهك إلى خطأ قول: لولا لطف الأقدار... فإن الأقدار ليس لها لطف، بل اللطف إنما هو لله وحده. والله أعلم.
قال عبد الله بن أحمد: قال أبي: ولدت سنة أربع وستين ومائة. وقال عبد الله: ومات في ربيع الآخر سنة إحدى وأربعين ومائتين ، وله سبع وسبعون سنة. حملت به أمه بمرو ، وولدته ببغداد ، ونشأ بها ، وسافر في طلب العلم أسفارا كثيرة ، ثم رجع إلى بغداد ، وتوفي بها ، بعد أن ساد أهل عصره ، ونصر الله به دينه. قال أبو عبيد القاسم بن سلام: ليس في شرق ولا غرب مثل أحمد بن حنبل ، ما رأيت رجلا أعلم بالسنة منه. وقال الإمام أبو عبد الله محمد بن إدريس الشافعي ، رحمة الله ورضوانه عليه: أحمد بن حنبل إمام في ثمان خصال; إمام في الحديث ، إمام في الفقه ، إمام في القرآن ، إمام في اللغة ، إمام في الفقر ، إمام في الزهد ، إمام في الورع ، إمام في السنة. وقال عبد الرحمن بن مهدي فيه ، وهو صغير: لقد كاد هذا الغلام أن يكون إماما في بطن أمه. تحميل كتاب المغني لابن قدامة. وقال أبو عمير بن النحاس الرملي ، وذكر أحمد بن حنبل: رحمه الله ، ما كان أصبره ، وبالماضين ما كان أشبهه ، وبالصالحين ما كان ألحقه ، عرضت له الدنيا فأباها ، والبدع فنفاها ، واختصه الله سبحانه بنصر دينه ، والقيام بحفظ سنته ، ورضيه لإقامة حجته ، ونصر كلامه حين عجز عنه الناس. قيل لبشر بن الحارث ، حين ضرب أحمد: يا أبا نصر ، لو أنك خرجت فقلت: إني على قول أحمد بن حنبل ؟ فقال بشر: أتريدون أن أقوم مقام الأنبياء ؟ إن أحمد بن حنبل قد قام مقام الأنبياء.
تحميل كتاب المغني لابن قدامة
قال أبو شامة عن الإمام ابن قدامة: كان إماماً عَلَماً في كلٍّ من العلم والعمل. المصدر:
تحميل كتاب المغني لأبن قدامه Pdf
وقال علي بن شعيب الوسي: كان أحمد بن حنبل عندنا المثل الذي قال النبي صلى الله عليه وسلم: { إنه كائن في أمتي ما كان في بني إسرائيل ، حتى إن المنشار ليوضع على مفرق رأس أحدهم ما يصرفه ذلك عن دينه} ، ولولا أن أبا عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل قام بهذا الشأن لكان عارا وشنارا علينا إلى يوم القيامة ، أن قوما سئلوا فلم يخرج منهم أحد. وفضائله ، وما قاله الأئمة في مدحه كثير ، وليس هذا موضع استقصائه ، وقد صنف فيه غير واحد من الأئمة كتبا مفردة ، وإنما غرضنا هاهنا الإشارة إلى نكتة من فضله ، وذكر نسبه ، ومولده ، ومبلغ عمره ، إذ لا يحسن من متمسك بمذهبه ، ومتفقه على طريقته ، أن يجهل هذا القدر من إمامه. ونسأل الله الكريم أن يجمع بيننا وبينه في دار كرامته ، والدرجات العلى من جنته ، وأن يجعل عملنا صالحا ، ويجعله لوجهه خالصا ، ويجعل سعينا مقربا إليه ، مبلغا إلى رضوانه ، إنه جواد كريم.
ومن باب المناسبة أذكر أن صحف التفسير من البحوث التي لم تطرح حتى الآن، فياحبذا لو تولاَّها أصحاب هذا الشأن. ٦ ـ أنه مما يتبع هذه المسألة أنه قد اشتهر بعض هؤلاء الأعلام في التفسير إما رواية وإما دراية، ويجب أن لا ينجرَّ الحكم عليه في مجال الرواية إلى مجال الدراية، بل التفريق بين الحالين هو الصواب، فتضعيف مفسر من جهة الرواية لا يعني تضعيفه من جهة الرأي والدراية، لذا يبقى لهم حكم المفسرين المعتبرين، ويحاكم قولهم من جهة المعنى، فإن كان فيه خطأ رُدَّ، وإن كان صوابًا قُبِلَ. (١) ينظر في رجال إسناد تفسير العوفي: تفسير الإمام الطبري، تحقيق: محمود شاكر (١: ٢٦٣).