مفهوم توحيد الألوهية [ عدل]
عرف العلماءتوحيد الألوهية بتعريفات متقاربة، إلا أن بعضها قد يكون أطول من بعض، فمن تلك التعريفات مايلي
1- هو إفراد الله بأفعال العباد. 2- هو إفراد الله بالعبادة. [1]
3- هو إفراد الله تعالى بجميع أنواع العبادة؛ الظاهرة، والباطنة، قولاً، وعملاً، ونفي العبادة عن كل من سوى الله تعالى كائناً من كان. [2]
4- وعرفه عبد الرحمن بن ناصر السعدي تعريف جامع ذكر فيه حد هذا التعريف، وتفسيره، وأركانه، فقال: "فأما حدُّه، وتفسيره، وأركانه فهو أن يعلم، ويعترف على وجه العلم، واليقين أن الله هو المألوه وحده المعبود على الحقيقة، وأن صفات الألوهية ومعانيها ليست موجودة بأحد من المخلوقات، ولا يستحقها إلا الله تعالى. فإذا عرف ذلك واعترف به حقَّاً أفرده بالعبادة كلها؛ الظاهرة، والباطنة، فيقوم بشرائع الإسلام الظاهرة: كالصلاة، والزكاة، والصوم، والحج، والجهاد، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، وبر الوالدين، وصلة الأرحام، والقيام بحقوق الله، وحقوق خلقه. ويقوم بأصول الإيمان بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، والقدر خيره وشره لله، لا يقصد به غرضاً من الأغراض غير رضا ربِّه، وطلب ثوابه، متابعاً في ذلك رسول الله، فعقيدته ما دل عليه الكتاب والسنة، وأعماله وأفعاله ما شرعه الله ورسوله، وأخلاقه، وآدابه الاقتداءُ بنبيه، في هديه، وسمته، وكل أحواله.
توحيد الألوهية بالعبادة في العقيدة الإسلامية – E3Arabi – إي عربي
وقال الله تعالى: ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ ﴾ [الأنبياء: 25]. وعنْ أبي هُريرةَ رضي الله عنه عَنْ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم أَنَّه قَال: «الْأَنْبِيَاءُ إِخْوَةٌ لِعَلَّاتٍ [8] ، أُمَّهَاتُهُمْ شَتَّى [9] وَدِينُهُمْ وَاحِدٌ [10] » [11]. ومن ثمرات توحيد الألوهية:
إفراد الله بالعبادة، فمن حقق توحيد الألوهية لم يشركْ بالله أحداً. فلا يصلي لغير الله، ولا يذبح لغير الله، ولا يرجو غير الله، ولا يتوكل على غير الله، ولا يطلب الرزق إلا من الله، ولا يدعو غير الله. [1] انظر: مقاييس اللغة، ولسان العرب، مادة «أله». [2] انظر: لسان العرب، مادة «عبد». [3] انظر: مجموع الفتاوى، لشيخ الإسلام ابن تيمية (10/ 149-150). [4] انظر: تفسير ابن كثير (5/ 502). [5] متفق عليه: رواه البخاري (7373)، ومسلم (30). [6] متفق عليه: رواه البخاري (7372)، واللفظ له، ومسلم (19). [7] انظر: أعلام الموقعين، لابن القيم (1/ 40). [8] أولاد العلات: هم الإخوة لأب من أمهات شتى، وأما الإخوة من الأبوين فيقال لهم: أولاد الأعيان. [انظر: شرح صحيح مسلم، للنووي (15/ 119)].
توحيد الألوهية | التوحيد
2 - ننتقل إلى المتعبد به: تعريف العبادة باعتبار المتعبد به وهو المفعول ما هي؟ عرفه شيخ الإسلام ابن تيمية بالتعريف المشهور المعروف عند الجميع بكتاب العبودية وغيره بقوله العبادة هي اسم جامع لكل مايحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الباطنة والظاهرة قال فالصلاة والزكاة والصيام والحج وصدق الحديث إلى آخره وأمثال ذلك من العبادة كذلك حب الله ورسوله وخشية الله والإنابة إليه وإخلاص الدين له والصبر لحكمه وشكر نعمته و نعمه والرضا بقضائه والتوكل عليه كذلك هو من عبادة الله عز وجل إذن اسم جامع لكل مايحبه الله ويرضاه من الأقوال الباطنة والأقوال الظاهرة-والأعمال-الأعمال الباطنة والأعمال الظاهرة
شروط قَبول العبادة وأركانها:
لا تكون العبادة صحيحة مقبولة، ومُحَقِّقة للمقصد منها، إلاَّ بثلاثة شروط: الإيمان، والإخلاص، والاتِّباع. فأوَّلها: الإيمان بالله وملائكته، وكُتبه ورُسله، واليوم الآخر، والقدر خيرِه وشرِّه؛ قال تعالى: ﴿ وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُورًا ﴾ [الإسراء: 19]. والثاني: الإخلاص؛ أي: أن تكون العبادة خالصةً لوجه الله تعالى دون رياءٍ ولا سُمعة، ولا يُقصد مِن فِعْلها إلاَّ التقرُّب إلى الله، وابتغاء مَرضاته؛ كما قال – سبحانه -: ﴿ فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا ﴾ [الكهف: 110]. وفي الصحيحين عنه – صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((إنَّما الأعمال بالنيَّات، وإنما لكلِّ امرئ ما نوى)).