من أفضل الأعمال هي الصلاة على النبي يوم الجمعة، كما أنها واحدة من سنن هذا اليوم المبارك، وللصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم أكثر من صيغة، يتساءل البعض عن أفضلها وأكثرها أحب إلى الله ونبيه، ومن أكثر صيغ الصلاة على النبي شيوعا بين الناس، هي الصلاة الإبراهيمية. وقد ورد سؤال إلى دار الإفتاء المصرية، عن إن كانت الصلاة الإبراهيمية أم الصلاة العادية على النبي صلى الله عليه وسلم، هي الأفضل، وأجاب الدكتور محمود شلبي، أمين الفتوى بدار الإفتاء، عن هذا السؤال في بث مباشر على الصفحة الرسمية للدار على منصة التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، أنه كلما زاد الجهد، وزادت الألفاظ، كلما عظم الثواب. وأشار أمين الفتوى بدار الإفتاء، إلى أن حديث النبي صلى الله عليه وسلم، حين قال للسيدة عائشة رضي الله عنها: «أجرك على قدر نصبك»، كما أشار أيضا إلى قول الإمام السيوطي في الأشباه والنظائر: «ما كثر فعله عظم أجره». وأوضح «شلبي»، أن الصلاة على النبي باستخدام الصلاة الإبراهيمية هو أفضل من الصلاة عليه بالصيغة العادية، لأن الصيغة الإبراهيمية أطول وألفاظها أكثر، لهذا فهي محبذة أكثر من غيرها من صيغ الصلاة على النبي وثوابها أكبر عند الله عز وجل.
الصلاة على النبي بالصيغة الابراهيمية عالم حواء
الصلاة على النبي بالصيغة الابراهيمية - مكررة 10 مرات - YouTube
الصلاة على النبي بالصيغة الابراهيمية مكررة
كما يجوز الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- في الصلاة بالصيغة الإبراهيمية وغيرها. قال العلامة الدردير في "الشرح الصغير" (1/ 320، ط/ دار المعارف): [(و) تاسعها (الصلاة على النبي – صلى الله عليه وسلم – بعد) التشهد (الأخير) بأي لفظ كان]. ثانيا:
يستحب ذكر السيادة عند ذكر اسمه -صلى الله عليه وسلم- وقد علمنا الله تعالى الأدب مع سيدنا محمد -صلى الله عليه وآله وسلم- حين خاطب جميع النبيين بأسمائهم أما هو فلم يخاطبه باسمه مجردا بل قال له: ﴿ يا أيها الرسول ﴾، ﴿ يا أيها النبي ﴾، وأمرنا بالأدب معه وتوقيره فقال: ﴿ إنآ أرسلنك شٰهدا ومبشرا ونذيرا | لتؤمنوا بالله ورسوله وتعزروه وتوقروه وتسبحوه بكرة وأصيلا ﴾ الفتح: 8- 9، ومن توقيره تسويده كما قال السدي فيما ذكره القرطبي في تفسيره. وقال قتادة: "أمر الله بتسويده وتفخيمه وتشريفه وتعظيمه" أخرجه عبد بن حميد وابن جرير الطبري في التفسير، ونهانا أن نخاطبه -صلى الله عليه وآله وسلم- كما يخاطب بعضنا بعضا، فقال سبحانه: ﴿لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا﴾ النور: 63، قال قتادة: "أمر الله -عز وجل- أن يهاب نبيه -صلى الله عليه وآله وسلم- وأن يبجل وأن يعظم وأن يسود" أخرجه ابن أبي حاتم وغيره في التفسير، فكان حقا علينا أن نمتثل لأمر الله، وأن نتعلم مع حب رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- الأدب معه، ومن الأدب معه أن نسوده كلما ذكر، وأن نصلي عليه كلما ذكر، وألا نخاطبه باسمه مجردا عن الإجلال والتبجيل.
ولا فرق بين النداء والذكر في ذلك؛ فكما يشرع استعمال الأدب والتوقير والتعظيم عند دعائه -صلى الله عليه وآله وسلم- يشرع كذلك عند ذكر اسمه -صلى الله عليه وآله وسلم- والصلاة عليه من غير فرق؛ لوجود العلة في كلا الأمرين، وهي النهي عن مساواته بغيره من المخلوقين، وذلك حاصل في الذكر كما هو حاصل في الخطاب والنداء، والحكم يدور مع علته وجودا وعدما. وقد أجمعت الأمة على ثبوت السيادة للنبي -صلى الله عليه وآله وسلم-، وعلى علميته في السيادة، قال الشرقاوي: "فلفظ "سيدنا" علم عليه – صلى الله عليه وآله وسلم -"، وأما ما شذ به البعض للتمسك بظاهر بعض الأحاديث متوهمين تعارضها مع هذا الحكم فلا يعتد به، ولذلك أجمع العلماء على استحباب اقتران اسمه الشريف -صلى الله عليه وآله وسلم- بالسيادة في غير الألفاظ الواردة المتعبد بها من قبل الشرع، كما اتفقوا على عدم زيادتها في التلاوة والرواية، والله أعلم. المصدر: دار الإفتاء المصرية.