وأيضا: فنصف المهر يثبت لها بمجرد العقد، وتمامه يثبت لها بالخلوة ، وكذلك لو مات
عنها، ولو لم يدخل بها ، فإنه يثبت لها المهر كاملا. فالمهر في الظاهر أجر، وفي الحقيقة عطية وإكرام للمرأة. وهذا من بلاغة القرآن
وعظمته أن جمع بين هذين المعنيين. قال الألوسي في تفسيره (3/421): " فإن قلت: إن النحلة: أُخِذ في مفهومها أيضاً عدم
العوض، فكيف يكون المهر بلا عوض وهو في مقابلة البضع والتمتع به ؟
أجيب بأنه لما كان للزوجة في الجماع ، مثل ما للزوج أو أزيد ، وتزيد عليه بوجوب
النفقة والكسوة ؛ كان المهر مجاناً ، لمقابلة التمتع بتمتع أكثر منه. الحكمة من وجوب المهر في الزواج - الواحة العامة - منتديات واحة المرأة. وقيل: إن الصداق كان في شرع من قبلنا للأولياء ، بدليل قوله تعالى: ( إِنّى
أُرِيدُ أَنْ أُنكِحَكَ إِحْدَى ابنتيَّ) [ القصص: 27] إلخ ، ثم نسخ فصار ذلك
عطية اقتطعت لهنّ ، فسمي نحلة" انتهى. وقال الدكتور وهبة الزحيلي: "والحكمة من وجوب المهر: هو إظهار خطر هذا العقد
ومكانته، وإعزاز المرأة وإكرامها، وتقديم الدليل على بناء حياة زوجية كريمة معها،
وتوفير حسن النية على قصد معاشرتها بالمعروف، ودوام الزواج. وفيه تمكين المرأة من التهيؤ للزواج بما يلزم لها من لباس ونفقة ". انتهى من " الفقه الإسلامي وأدلته" (9/ 6760).
- الحكمة من مشروعية المهر عند الزواج - إسلام ويب - مركز الفتوى
- ص393 - كتاب الجمع بين الصحيحين لعبد الحق - باب في المهر والوليمة والرجل يعتق جاريته فيتزوجها - المكتبة الشاملة
- الحكمة من وجوب المهر في الزواج - الواحة العامة - منتديات واحة المرأة
الحكمة من مشروعية المهر عند الزواج - إسلام ويب - مركز الفتوى
الجواب
الحمد لله. أولا:
قد سمى الله تعالى المهر أجرا ، وسماه نحلة أي عطية ، وسماه صداقا. قال تعالى: ( وَأُحِلَّ لَكُمْ مَا وَرَاءَ ذَلِكُمْ أَنْ تَبْتَغُوا بِأَمْوَالِكُمْ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا تَرَاضَيْتُمْ بِهِ مِنْ بَعْدِ الْفَرِيضَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا) النساء/24. وقال: ( وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ وَلَا مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ) المائدة/5. وقال: (يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ اللَّاتِي آتَيْتَ أُجُورَهُنَّ وَمَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ مِمَّا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَيْكَ) الأحزاب/50
وقال: (وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً فَإِنْ طِبْنَ لَكُمْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ نَفْسًا فَكُلُوهُ هَنِيئًا مَرِيئًا) النساء/4
فسماه أجرا ليبين أهمية النكاح وخطره ، وشرف المرأة ، وأن الرجل لم يأخذها مجانا. ص393 - كتاب الجمع بين الصحيحين لعبد الحق - باب في المهر والوليمة والرجل يعتق جاريته فيتزوجها - المكتبة الشاملة. وسماه نحلة ، أي: عطية، لأنه في غير مقابل يختص به الرجل؛ إذ الاستمتاع حاصل لها ، كما هو حاصل له.
ص393 - كتاب الجمع بين الصحيحين لعبد الحق - باب في المهر والوليمة والرجل يعتق جاريته فيتزوجها - المكتبة الشاملة
أسباب غلاء المهور وتكاليف الزواج: الجهل بالأمور الدينية المتعلّقة بأحكام الزواج وشروطه، وعدم الإقتداء برسول الله وسنته الحسنة بتزويجِ بنات فقراء المسلمين. عدم الأخذ برأي المرأة المخطوبة في تحديد المهر وتكاليف الزواج فعادةً ما يستأثر الأمر برأيه. عدم الأخذ بتشريع يحدُّ من هذه الظاهرة، يلتزم به الجميع. التأثّر بمفاهيم الترفه الإستهلاكية، واعتبار الإسراف والمبالغة في التكاليف نوعاً من الوجاهة الاجتماعية. جهل أولياء الأمور بحيث يعتبرون بناتهم سلعةً للبيع بأغلى الأثمان. العامل الإقتصادي الناتج عن العمل التجاري، والصناعي، والتجاري، فكلما كانت الأسر أكثر ثراءً وأكثرُ بذخاً، كلما أدى إلى مزيد من المغالاة والبذخ في التكاليف ومحاولة الآخرين تقليدهم. الأُميّة بكل مستوياتها وأشكالها وتساهل المجتمع وقواه القادر على التغيير في هذه المشكلة. الآثار السلبية لمشكلة غلاء المهور وارتفاع تكاليف الزواج: إحجام أو تأخّر سن الزواج لكل من الشاب والشابة ودخولهم في مرحلة العنوسة. عدم الاستقرار النفسي للشباب. الحكمة من مشروعية المهر عند الزواج - إسلام ويب - مركز الفتوى. عدم الاستقرار الإجتماعي الناتج من حرمان تكوين الأسرة. سلوك بعض الشباب سلوكاً إنحرافياً، مثل: السرقة، الاختلاس، النصب وكل ذلك من أجل توفير المبالغ اللازمة أحياناً.
الحكمة من وجوب المهر في الزواج - الواحة العامة - منتديات واحة المرأة
وأيضا لا يظهر الاهتمام بالنكاح إلا بمال يكون عوض البضع، فإن الناس لما تشاحوا بالأموال شحا لم يتشاحوا به في غيرها ، كان الاهتمام لا يتم إلا ببذلها ، وبالاهتمام تقر أعين الأولياء حين يتملك هو فلذة أكبادهم ، وبه يتحقق التمييز بين النكاح والسفاح، وهو قوله تعالى: ( أن تبتغوا بأموالكم محصنين غير مسافحين). فلذلك أبقى النبي صلى الله عليه وسلم وجوب المهر كما كان". انتهى من "حجة الله البالغة" ص694. ثانيا:
الزواج ليس قاصرا على الاستمتاع الجسدي كما ورد في السؤال، بل هو رباط وثيق، وعلاقة معنوية مؤكدة، وقد جعله الله سكنا ومودة ورحمة. قال تعالى: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) الروم/21. وإذا وجد من الرجال أو النساء من لا يفهم من النكاح إلا المتعة الجسدية ، فهذا من فهمه القاصر، وإدراكه الناقص ، بل الأمر أعظم من ذلك وأسمى؛ إذ يسعى الزوجان لبناء أسرة مؤمنة موحدة، لتعمر الأرض ، وتقيم الدين، كما أمر الله تعالى. وهذا لا يقلل من أهمية الاستمتاع الجسدي الحلال للرجل والمرأة ؛ إذ هذا من فطرة كل منهما، ولا يستغنيان عن ذلك ، ولا يرغبان عنه إلا لعلة ، وقد علم الله حاجة كل منهما لهذا الاستمتاع فأباحه، وعلم أن الرجل معرض للفتن من جراء خروجه وعمله واتصاله بالناس ، فأكد على حقه في الاستمتاع وضرورة استجابة المرأة له ، ولو كانت في شغل، ما لم يضرها ذلك.
فإذا تراضوا على شيء فلا بأس، سواء جعلوه معجلًا، أو جعلوه مؤجلًا، أو عجلوا قليلًا، وأجلوا كثيرًا تسهيلًا على الزوج، وحرصًا على بقاء العشرة بينهما؛ فلا بأس بهذا. فتاوى ذات صلة