وهو قول بعض التابعين كإبراهيم النخعي رحمه الله ، فقد روى عبد الرزاق في
"المصنَّف" (3/34) عن إبراهيم النخعي قال: اقرأ فيهن ما شئت ، ليس فيهن شيء
موقوت. أي: محدد. وجاء في " المدونة " ( 1 / 212):
وقال مالك: الوتر واحدة ، والذي أقر به وأقرأ به فيها في خاصة نفسي: ( قل هو الله
أحد) ، و ( قل أعوذ برب الفلق) ، و ( قل أعوذ برب الناس) في الركعة الواحدة مع
أمِّ القرآن: قال ابن القاسم: وكان لا يفتي به أحدا ، ولكنه كان يأخذ به في خاصة
نفسه. انتهى. وظاهر هذا ، أنه لم يثبت شيء عند الإمام مالك رحمه الله في القراءة في الوتر ، وإلا
كان أفتى به. سبح اسم ربك الاعلى قراءة رائعة - YouTube. وجاء في "الموسوعة الفقهية" (27/298):
"ما يقرأ في صلاة الوتر.. اتفق الفقهاء على أنه يقرأ في كل ركعة من الوتر الفاتحة
وسورة. والسورة عند الجمهور سنة... ثم ذهب الحنفية إلى أنه لم يوقت في القراءة في
الوتر شيء غير الفاتحة, فما قرأ فيه فهو حسن, وما ورد عن النبي صلى الله عليه
وسلم: أنه قرأ به في الأولى بسورة (سبح اسم ربك الأعلى), وفي الثانية بـ
(الكافرون) وفي الثالثة (بالإخلاص), فيقرأ به أحيانا, ويقرأ بغيره أحيانا للتحرز
عن هجران باقي القرآن. وذهب الحنابلة إلى أنه يندب القراءة بعد الفاتحة بالسور
الثلاث المذكورة... وذهب المالكية والشافعية إلى أنه يندب في الشفع (سبح,
والكافرون), أما في الثالثة فيندب أن يقرأ بسورة الإخلاص, والمعوذتين)"
انتهى.
سبح اسم ربك الاعلى قراءة رائعة - Youtube
تسبيح الله على نوعين: 1 – تسبيح اسم الله تعالى: وهذا ملاك التفرقة بين تعلق لفظ التسبيح بلفظ اسم الله نحو ﴿ وَمِنَ اللَّيْلِ فَاسْجُدْ لَهُ وَسَبِّحْهُ لَيْلًا طَوِيلًا ﴾ [8] ، ونحو ﴿ وَيُسَبِّحُونَهُ وَلَهُ يَسْجُدُونَ ﴾ [9]. فإذا قلنا: ﴿ الله أحد ﴾ أو قلنا: ﴿ هُوَ اللهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ ﴾ [10] ، إلى آخر السورة، كان ذلك تسبيحا لاسمه تعالى. سوره سبح اسم ربك الاعلي ماهر المعيقلي. 2 – تسبيح ذات الله تعالى: تفكر العبد في عظمة الله تعالى، وترديد تنزيهه في ذهنه، هو تسبيح لذات الله، وليس تسبيحًا لاسمه. فإذا نفينا الإلهية عن الأصنام، لأنها لا تخلق، كما في قوله تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ ﴾ [11] ، كان ذلك تسبيحا لذات الله لا لاسمه؛ لأن اسمه لم يجر عليه في هذا الكلام إخبار ولا توصيف. ومآل الإطلاقين في المعنى واحد؛ لأن كلا الإطلاقين مراد به الإرشاد إلى معرفة أن الله منزه عن النقائص، ومما يدل على إرادة التسبيح بالقول، وجود قرينة في الكلام تقتضيه، مثل التوقيت بالوقت في قوله تعالى: ﴿ وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا ﴾ [12] ، فإن الذي يكلف بتوقيته هو الأقوال والأفعال دون العقائد، ومثل تعدية الفعل بالباء مثل قوله تعالى: ﴿ وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ ﴾ [13] ، فإن الحمد قول، فلا يصاحب إلا قولا مثله.
سبح اسم ربك الأعلى - مع القرآن (من الأحقاف إلى الناس) - أبو الهيثم محمد درويش - طريق الإسلام
وقد صحح هذا الحديث: الحاكم ووافقه الذهبي ، وحسنه الحافظ ابن حجر في
"نتائج الأفكار" وصححه الألباني في صحيح الترمذي. وضعفه الإمام أحمد ويحيى بن معين والعقيلي والشوكاني وغيرهم. تحفيظ سوره سبح اسم ربك الاعلي ماهر المعيقلي. قال ابن قدامة رحمه الله في "المغني" (2/599):
"ويستحب أن يقرأ في ركعات الوتر الثلاث ، في الأولى بـ (سبح) ، وفي الثانية: (قل
يا أيها الكافرون) ، وفي الثالثة: (قل هو الله أحد) وبه قال الثوري وإسحاق وأصحاب
الرأي ، وقال الشافعي: يقرأ في الثالثة: (قل هو الله أحد) والمعوذتين ، وهو قول
مالك في الوتر ، وقال في الشفع: لم يبلغني فيه شيء معلوم ، وقد روي عن أحمد أنه
سئل: يقرأ بالمعوذتين في الوتر ؟ قال: ولِمَ لا يقرأ ؟...
وحديث عائشة في هذا لا يثبت ، فإنه يرويه يحيى بن أيوب وهو ضعيف ، وقد أنكر أحمد
ويحيى بن معين زيادة المعوذتين" انتهى. وقول الإمام أحمد رحمه الله: ولِمَ لا يقرأ ؟ يعني: مع ضعف الحديث ، فلا حرج عليه
إذا قرأ المعوذتين مع قل هو الله أحد في الركعة الثالثة ، وإن كان الأصح أن يقتصر
على (قل هو الله أحد) فقط. وبالرغم من ورود حديث ابن عباس وأبي بن كعب وعائشة رضي الله عنهما في قراءة الرسول
صلى الله عليه وسلم هذه السور الثلاثة فقد اختلف العلماء في ذلك ، فذهب أبو حنيفة
إلى أنه يقرأ في الوتر ما يشاء ، وكذا الإمام مالك ، في ركعتي الشفع ـ كما ذكره ابن
قدامة عنه ، وقد نقلناه آنفاً.
وقال قتادة: ( سبح اسم ربك الأعلى) ذكر لنا أن نبي الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا قرأها ، قال: " سبحان ربي الأعلى ".
اظهار أخبار متعلقة
حكم صلاة المنفرد خلف الصف
نعم. المقدم: أحسن الله إليكم.
وعليه، فإن الأمر الذي ورد في حديث وابصة بن معبد بالإعادة إنما هو على سبيل الاستحباب، جمعاً بين الدليلين. وأما بيان كيفية تصرف المأموم ليجتنب الصلاة منفرداً خلف الصف فهي كما يلي: من دخل المسجد وقد أقيمت الجماعة، فإن وجد فرجة في الصف الأخير وقف فيها، وإن وجد الفرجة في صف متقدم فله أن يخترق الصفوف ليصل إليها لتقصير المصلين في تركها. ومن لم يجد فرجة في أي صف فقد اختلف الفقهاء فيما ينبغي أن يفعله حينئذ: فقال الحنفية: ينبغي أن ينتظر من يدخل المسجد ليصطف معه خلف الصف، فإن لم يجد أحداً وخاف فوات الركعة جذب من الصف إلى نفسه من يعرف منه علماً وخلقاً، فإن لم يجد وقف خلف الصف بحذاء الإمام ولا كراهة حينئذ، لأن الحال حال العذر، هكذا ذكر الكاساني في بدائع الصنائع. صلاة المنفرد خلف الصف. وقال المالكية: من لم يمكنه الدخول في الصف، فإنه يصلي منفرداً عن المأمومين، ولا يجذب أحداً من الصف، وإن جذب أحداً فعلى المجذوب أن لا يطيعه. والصحيح عند الشافعية: أن من لم يجد فرجة ولا سعة، فإنه يستحب أن يجر إليه شخصاً من الصف ليصطف معه، لكن مع مراعاة أن المجرور سيوافقه، وإلا فلا يجر أحداً منعاً للفتنة، وإذا جر أحداً فيندب للمجرور أن يساعده لينال فضل المعاونة على البر والتقوى.