تعس عبد الدينار فهو وإن لم يصل للدينار ويسجد، لكنه في الواقع قد عبّد قلبه ونفسه و جوارحه لهذا الدينار، فحياته مسخرة من أجل كسبه، والحلال عنده ما حل باليد بغير نظر في طرق هذا الاكتساب، أهله لا يعرفونه، جيرانه لا يعرفونه، قراباته لا يعرفونه، المسجد لا يعرفه، وإن صلى فقلبه مشغول، يصلي وهو يحسب الحسابات ويخطط للصفقات، فمثل هذا يكون عبداً للدينار بهذا الاعتبار، فالعبودية هي عبودية القلب، والحرية هي حرية القلب، فمن كان قلبه مسترَقاً للدينار والدرهم فإنه في حال كما وصف النبي ﷺ، تعس عبد الدينار أي: هلك عبد الدينار والدرهم، تعس عبد الدينار، تعس عبد الدرهم.
- تعس عبد الدينار تعس عبد الدرهم
- تعس عبد الدرهم تعس عبد الدينار
- خطبة صلاة الاستسقاء
تعس عبد الدينار تعس عبد الدرهم
فأصبح وأمسى وهي همّـه. ونام وقام وهي في قلبـه. وما ذُكر في الحديث لا يُراد به الحصر ، وإنما هذه أمثلة لما يتعلق به الإنسان فيُصبح عبدا له. فهذا تعلق بالدنانير والدراهم
وذاك تعلّق بالبيوت والفُرش والأثاث والمتاع
وثالث تعلّق ببغي من بغايا بني ألأصفر ( الروم)! ورابع تعلق بسيجارة
وخامس تعلق بحقنة
وسادس أو سادسة تعلقوا بالمغني الفلاني ، فعلى صوته ينامون ، وعلى صوته يستيقظون
فصوته ومعازفه أذكار صباحهم ومساهم!!! والجامع المشترك بينهم أنهم لا يصبرون عنها ، ولا يرضون بفراقها ، وإن غابت سخطوا.
تعس عبد الدرهم تعس عبد الدينار
ومنهم من هدفه رضا الله والدار الآخرة، فلا يتطلع إلى جاه ولا يطلب شهرة، إنما يقصد بعمله طاعة الله ورسوله، وعلامة هذا الصنف من الناس عدم الاهتمام بمظهره، ورضاه بالمكان الذي يوضع فيه، وهوانه على الناس، وابتعاده عن ذوي المناصب والهيئات، فإن استأذن عليهم لم يُؤْذَنْ له، وإن شفع عندهم لم يُشَفِّعُوه، لكن مصيره الجنة، ونَعِمَ الثواب. الترجمة:
الإنجليزية
الفرنسية
الإسبانية
الأوردية
الإندونيسية
البوسنية
الروسية
الصينية
الفارسية
الهندية
السنهالية
الكردية
البرتغالية
عرض الترجمات
وفي قوله صلى الله عليه وسلم: ( تَعِسَ وَانْتَكَسَ ، وَإِذَا شِيكَ فَلاَ انْتَقَشَ ،) فالرسول صلى الله عليه وسلم يدعو على من عبد المال ،والدنيا وشهواتها ومفاتنها بالانتكاسة ،وعدم تيسير الأمور له ، حتى في إخراج الشوكة من جسمه إذا أصابته 🙁 شِيكَ فَلاَ انْتَقَشَ) ، نعم ، فمن عبد الدرهم والدينار والخميصة والخميلة جدير بأن لا تيسير له الأمور ،لأنه مخالف لتقوي الله عز وجل. ورسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو عليه أن لا يلتئم له شأنه ،ولا يعود له ما رجاه، حتى لو كان مجرد زوال شوكة عنه. وقوله صلى الله عليه وسلم: ( تَعِسَ) ، فهو دعاء عليه ، بل وهي حقيقة كونية، فإن من تشتت همّه إلى مطالب عدة ، تنقلت به أمواله ،وأتعبته سبلها، وكلما أراد شيئاً ،وجده سراباً ،لا غناء فيه ولا كفاية، وأما من جعل الله قصده وغايته ونيته ،فهو كافيه ،لأنه نعم المولى ، ونعم الوكيل ، قال الله تعالى: ( أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ) الزمر 36.
ورفع جموع المصلين، في جو من الخشوع والابتهال، الدعاء المعتاد في صلاة الاستسقاء، وهو الوارد عن رسول الله في قوله صلى الله عليه وسلم: "اللهم اسق عبادك وبهيمتك، وانشر رحمتك، وأحي بلدك الميت، اللهم اسقنا الغيث ولا تجعلنا من القانطين".
خطبة صلاة الاستسقاء
وقد القيت في جميع المساجد خطبة موحدة تضمنت مغزى هذه السنة المباركة التي دأب المغاربة على إحيائها استدرارا لرحمة الله وجوده وعطائه. وجاء في هذه الخطبة أن "التضرع إلى الله تعالى، والالتجاء إليه، والإلحاح في الدعاء، هو شأن المؤمنين الصادقين، الطامعين في رحمة الله، الموقنين بالإجابة، إسوة بسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم. وها نحن اليوم، مرة أخرى، مع قلة نزول الغيث، نهرع إلى باب من لا يرد دعاء السائلين الصادقين، ملحين في الدعاء، والله يحب العبد الملحاح، راجين فضله عز وجل وكرمه العميم، فالدعاء هو العبادة، وله أثر عظيم في نزول لطف الله فيما قدر، فقد جاء في الحديث: (لا يرد القدر إلا الدعاء، ولا يزيد العمر إلا البر)". وأضافت الخطبة ذاتها أن الاستغفار باب عظيم لإجابة الدعاء والأوبة إلى رحاب العزيز الغفار، وهو أمر يتطلب التوكل الصادق، والتعلق المتين، والانكسار بين يدي الله تعالى، وكلما عظم الخطب واشتد الكرب يكون الفرج. صلاة الاستسقاء كم خطبة. يقول الله تعالى "وأن استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يمتعكم متاعا حسنا إلى أجل مسمى". كما ورد في الخطبة أيضا أن "الله تعالى، كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم، حي كريم يستحيي من عبده إذا رفع يديه إليه أن يردهما صفرا، فادعوه مخلصين موقنين بالإجابة، وألحوا في الدعاء، فإن الله يحب العبد الملحاح، وهو قادر سبحانه أن يبدل عسرنا يسرا وأن ينزل علينا غيثا نافعا".
عباد الله، الجؤوا إلى ربكم، واقلبوا أرديتكم، رجاء تغير حالكم إلى أحسنه، وتوجهوا إلى ربكم بقلوب خاضعة، خاشعة، من الله خائفة. وادعوا وأنتم موقنون بالإجابة، ألا وصلوا وسلموا على نبيكم، وعلى آله وصحبه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليماً كثيراً، والحمد لله رب العالمين.