روى البخاري ( 773) من حديث أبي هريرة الطويل ، وفيه قوله صلى
الله عليه وسلم:
(... فَأَكُونُ أَوَّلَ مَنْ يَجُوزُ مِن الرُّسل بِأُمَّتِهِ). 4- أنه أول من ينشق عنه القبر ، وأول شافع ، وأول مشفَّع
عَن أبي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( أَنَا سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ،
وَأَوَّلُ مَنْ يَنْشَقُّ عَنْهُ الْقَبْرُ ، وَأَوَّلُ شَافِعٍ ، وَأَوَّلُ
مُشَفَّعٍ). رواه مسلم ( 2278). 5- غفر الله تعالى له صلى الله عليه وسلم ذنبه كلَّه ما تقدَّم
منه وما تأخر
قال الله تعالى: ( إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا. لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ
نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا) الفتح/1،2. 6- النداء بالنبوة والرسالة
قال الله تعالى: ( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا
أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا) الأحزاب/45. ما اسم الكتاب المنزل على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم – المحيط التعليمي. وقال تعالى: ( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ
إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ
يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ)
المائدة/67.
الهم صلي وسلم على نبينا محمد
وأما إخوانه الأنبياء عليهم السلام فنودوا بأسمائهم المجردة. 7- أمر الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم بالاقتداء بهدي
الأنبياء عليهم السلام. قال الله تعالى: ( أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ
فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ) الأنعام/90. اللهم صلي وسلم وبارك على نبينا محمد. قال الشيخ عبد الرحمن السعدي – رحمه الله -:
أي: امش أيها الرسول الكريم خلف هؤلاء الأنبياء الأخيار ، واتبع
ملتهم ، وقد امتثل صلى الله عليه وسلم ، فاهتدى بهدي الرسل قبله ، وجمع كل كمال
فيهم ، فاجتمعت لديه فضائل وخصائص ، فاق بها جميع العالمين ، وكان سيد المرسلين ،
وإمام المتقين ، صلوات الله وسلامه عليه وعليهم أجمعين. وبهذا الملحظ استدل بهذه من استدل من الصحابة أن رسول الله صلى
الله عليه وسلم أفضل الرسل كلهم. " تفسير السعدي " ( ص 263). وانظر أجوبة الأسئلة (
2036) و (
7459) و (
10669). والله أعلم.
اللهم صلي وسلم على نبينا محمد
بلغ عدد من حج مع نبينا محمد صلى الله عليه وسلم
لقد حج النبي صلى الله عليه وسلم بعد الهجرة إلى المدينة حجة واحدة هي حجة الإسلام، وسميت بحجة الوداع، وقد خطب النبي في المسلمين خطبة سميت بخطبة الوداع، وخرج مع النبي صلى الله عليه وسلم لأداء مناسك الحج الكثير من المسلمين، وقد بلغ عدد من حج مع نبينا محمد صلى الله عليه وسلم أكثر من:
100000 حاج، من النساء والرجال. الحج أحد أركان الإسلام الخمسة والتي فرضت على المسلمين بعد الهجرة، وقد حج النبي صلى الله عليه وسلم بعد الهجرة حجة واحدة سميت بحجة الوداع، حيث بلغ عدد من حج مع نبينا محمد صلى الله عليه وسلم أكثر من مائة ألف من الرجال والنساء.
صلي وسلم علي نبينا محمد بشار
وهو الشفاعة يوم القيامة للفصل بين الخلائق ، وذلك بعد أن تطول
مدة الحشر ، ويصيب الناس ما يصيبهم ، فيذهب الناس للأنبياء ، وكلٌّ يعتذر عن
الشفاعة لهم ، حتى تصل لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، فيذهب إلى ربه فيخر ساجداً
، ويطلب الشفاعة للناس فيعطاها ، وسمي بـ " المقام المحمود " لأنّ جميع الخلائق
يحمدون محمَّداً صلى الله عليه وسلم على ذلك المقام ؛ لأنّ شفاعته كانت سبباً في
رفع معاناتهم من طول المحشر. صلي وسلم علي نبينا محمد بشار. عن ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا يَقُولُ: ( إِنَّ
النَّاسَ يَصِيرُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ جُثًا ، كُلُّ أُمَّةٍ تَتْبَعُ
نَبِيَّهَا يَقُولُونَ: يَا فُلانُ اشْفَعْ ، يَا فُلانُ اشْفَعْ ، حَتَّى
تَنْتَهِيَ الشَّفَاعَةُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
فَذَلِكَ يَوْمَ يَبْعَثُهُ اللَّهُ الْمَقَامَ الْمَحْمُودَ) رواه البخاري
( 4441). 2 - جوامع الكلم ، والنصر بالرعب ، وحل الغنائم ، وجعل الأرض
مسجداً وطهوراً ، وختم النبيين به ، والشفاعة. قال الله تعالى: ( مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ
رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ
بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا) الأحزاب/40.
الحمد لله. أولاً:
أخبر الله تعالى في كتابه الكريم عن طرق الوحي لرسله الكرام عليهم السلام ، وكان منها: التكليم من وراء حجاب ، قال تعالى ( وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْياً أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولاً فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ) الشورى/ 51. وأخبر تعالى أن التكليم من وراء حجاب هو منزلة عالية للنبي المكلَّم ، قال تعالى ( تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ) البقرة/ 253. ومن هؤلاء المكلَّمين:
1. آدم عليه السلام. عن أبي أمامة أن رجلا قال: يا رسول الله أنبيٌّ كان آدم ؟ قال: ( نَعَمْ مُكَلَّمٌ) قال: فكم كان بينه وبين نوح ؟ قال: ( عَشْرَةُ قُرُون). رواه ابن حبان في " صحيحه " ( 14 / 69) وصححه شعيب الأرناؤط محقق الكتاب. 2. موسى عليه السلام. صلي وسلم علي نبينا محمد صوره. قال تعالى ( وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا) النساء/ 164 ، وقال عز وجل ( وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ) الأعراف/ 143 ، وقال سبحانه ( يَا مُوسَى إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالاتِي وَبِكَلامِي) لأعراف/ 144.
وأمر النبي صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب رضي الله عنه بأن يتخلّف عن السفر ليؤدي عنه ودائع الناس وأماناتهم، وأن يلبس بردته ويبيت في فراشه تلك الليلة، ثم غادر النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر رضي الله عنه من بابٍ خلفي، ليخرجا من مكة قبل أن يطلع الفجر. ولما كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلم أن الطريق الذي ستتجه إليه الأنظار هو طريق المدينة الرئيسي المتجه شمالا، فقد سلك الطريق الذي يضاده وهو الطريق الواقع جنوب مكة والمتجه نحو اليمن، حتى بلغ إلى جبل يعرف بجبل ثور، وقام كل من عبد الله بن أبي بكر وعامر بن فهيرة وأسماء بنت أبي بكر بدوره. انطلق المشركون في آثار رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وصاحبه، يرصدون الطرق، ويفتشون في جبال مكة، حتى وصلوا غار ثور، وأنصت الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ وصاحبه إلى أقدام المشركين وكلامهم، فعن أنس رضي الله عنه عن أبي بكر رضي الله عنه قال: (قلتُ للنبي صلى الله عليه وسلم وأنا في الغار: لو أن أحدهم نظر تحت قدميه لأبصرنا! ، فقال صلى الله عليه وسلم: يا أبا بكر! القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة التوبة - الآية 40. ما ظنك باثنين الله ثالثهما) رواه البخاري. قال الشيخ ابن عثيمين في شرحه لكتاب رياض الصالحين باب (اليقين والتوكل): ".. فقال أبو بكر رضي الله عنه: يا رسول الله لو نظر أحدهم إلى قدميه لأبصَرَنا، لأننا في الغار تحته، فقال: (ما ظنُّكَ باثْنَينِ اللهُ ثالثُهُما)، وفي كتاب الله أنه قال: {لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا} (التوبة:40)، فيكون قال الأمرين كلاهما، أي قال: (ما ظنُّكَ باثْنَيْنِ اللهُ ثالثُهُما)، وقال: {لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا}.
القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة التوبة - الآية 40
يقول الله عزَّ وجلّ: (الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ)؛ وفي هذه الآية إشارة إلى عقوبة من يسيء الظن بالله -سبحانه وتعالى- ولا يثق بقدرته عزّ وجلّ، وأن هؤلاء سيُعاقبهم الله يوم القيامة لا محالة، وأن من يُسيء الظنّ بالله إنما هو في الحقيقة يَتّهم الله في حكمه وحكمته وقدرته على الخلق ومُحاسبته لهم. فإحسان الظن بالله تعالى، يمنح العبد ما يرجوه، عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل على أعرابي يعوده قال وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل على مريض يعوده فقال له لا بأس طهور إن شاء الله قال قلت طهور كلا بل هي حمى تفور أو تثور على شيخ كبير تزيره القبور فقال النبي صلى الله عليه وسلم فنعم إذن. من قائل ما ظنك باثنين الله ثالثهما واين قالها - موقع موسوعتى. ولذا فإن معرفة المسلم بسعة رحمة مولاه عز وجلّ ويقينه الكامل بفضل الله العظيم على عباده يقوده إلى حسن الظن بربه، فهو القائل سبحانه: (وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا). جاء في الحديث القدسي: (إنَّ اللهَ جلَّ وعلا يقولُ: أنا عندَ ظنِّ عبدي بي إنْ ظنَّ خيرًا فله وإنْ ظنَّ شرًّا فله)؛ فالله تعالى يفعل بالعبد ما يظنّه العبد بالله، وفي الحديث إشارة -لا تخفى- في الحث على إحسان الظنّ بالله تعالى؛ فالمسلم يظنّ بالله خيراً في كلّ طاعاته وقُرباته؛ فيوقن بإجابة الدّعاء وقبول العبادة ومغفرة الذنب.
من قائل ما ظنك باثنين الله ثالثهما واين قالها - موقع موسوعتى
ويقول الله عزَّ وجلّ: (يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ)؛ فالله سبحانه وتعالى في هذه الآية يَنهى عباده أن يظنون به غير الحق، وأن من يكون ذلك حاله فإنه مُتّصف بإحدى صفات الجاهليّة. والنبي -صلى الله عليه وسلم، حث المسلمين على حسن الظن بالله تعالى، ومن ذلك قوله عليه السلام: (لا يموتنَّ أحدكم إلا وهو يحسنُ الظنَّ بالله عزَّ وجلَّ)، والمقصود ألا يغفل العبد المسلم عن رجائه بالله وحسن ظنه به سبحانه حتى لا يفاجئه الموت وهو على حال من الغفلة وقطع الرجاء. وإدراك المسلم أن حسن الظن بالله يجعله يطمئن إلى ركن الله؛ فهو سبحانه لا يضيع رجاء عباده، ولا ينسى أملهم وثقتهم برحمته وفضله؛ فيكون حسن الظن بالله سبباً في انشراح صدورهم واطمئنان قلوبهم، قال تعالى: (وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ فَهُوَ حَسْبُهُ)، ولمّا كان التوكل ناتجاً عن حسن الظن بالله كان ذلك سبباً في أن يطمئن العبد إلى أن الله سيكفيه ما أهمه وأغمه. قال تعالى: (وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ ۚ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ*الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلَاقُو رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ)؛ فقد وصف الله سبحانه وتعالى الذين يُحسنون الظن به أنهم خاشعين في صلاتهم، وأنهم الأقدر على الصبر على ما يُصيبهم من المصائب، وهم الأقدر على القيام بالصلاة وما يُرافقها من خشوع وصبرٍ عليه وتحملٍ له.
وفيه: مَنقَبةٌ ظاهِرةٌ لأبي بَكرٍ الصِّدِّيقِ رَضيَ اللهُ عنه. وفيه: الفِرارُ بالدِّينِ خَوفًا مِن العَدوِّ، ولا يُلْقي الإنْسانُ بيَدِه إلى العَدوِّ؛ تَوكُّلًا على اللهِ تعالَى، واستِسْلامًا له، ولو شاءَ اللهُ لَعصَمَ رَسولَه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، معَ كَونِه معَهم، ولكنَّها سُنَّةُ اللهِ في الأنْبياءِ وغَيرِهم، ولنْ تَجِدَ لسُنَّةِ اللهِ تَبْديلًا.