تاريخ النشر: الأربعاء 10 شوال 1427 هـ - 1-11-2006 م
التقييم:
رقم الفتوى: 78235
27897
0
352
السؤال
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما معناه: رفع عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه. صدق رسول الله، أي أننا لن يحاسبنا الله عز وجل عن الخطأ والنسيان وما نكره على إتيانه، ونجد أيضا قول الله عز وجل: ربنا لا تؤاخذنا أن نسينا أو أخطأنا. ربنا لا تؤاخذنا ان نسينا او اخطانا 2/286. صدق الله العظيم، فلماذا إذاً ندعو الله أن يغفر لنا أشياء هو لن يحاسبنا عليها تبعا لنص الحديث؟ وجزاكم الله خيراً. الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن هذا الدعاء مما تعبدنا به لثبوته في القرآن، وقد بشرنا النبي صلى الله عليه وسلم باستجابته فعلاً، كما في صحيح مسلم عن أبي هريرة قال: لما نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم: لِّلَّهِ ما فِي السَّمَاواتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَإِن تُبْدُواْ مَا فِي أَنفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُم بِهِ اللّهُ فَيَغْفِرُ لِمَن يَشَاء وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاء وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ.
ربنا لا تؤاخذنا ان نسينا او اخطانا
﴿ ربَّنا لا تُؤاخذنا إنْ نَسِينا ﴾
الحمد لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على رسوله الكريم، وعلى آله وصحبه أجمعين، أمَّا بعدُ:
فخَلَقَ اللهُ الناسَ، وجعلَ في طبعِهم النِّسيان، فصحَّ عن ابن عباسٍ رضي الله عنهما؛ أنه قال: (إِنَّمَا سُمِيَّ الْإِنْسَانُ إِنْسَانًا؛ لِأَنَّهُ عُهِدَ إِلَيْهِ فَنَسِيَ). فالنِّسيان: ضِدُّ الذِّكْر والحِفْظ. ربنا لا تؤاخذنا ان نسينا او. وهو سهوٌ حادِثٌ بعد حصول العلم. قال ابن عاشور رحمه الله: (النِّسْيَانُ: عَدَمُ خُطُورِ الْمَعْلُومِ السَّابِقِ فِي حَافِظَةِ الْإِنْسَانِ بُرْهَةً أَوْ زَمَانًا طَوِيلًا). واللهُ تعالى نزَّه نفسَه عن النِّسيان؛ لأنه صِفَةُ نقصٍ، قال تعالى: ﴿ وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا ﴾ [مريم: 64]؛ وقال موسى عليه السلام: ﴿ لَا يَضِلُّ رَبِّي وَلَا يَنسَى ﴾ [طه: 52]. وأمَّا النبيُّ صلى الله عليه وسلم فيَعْتَرِيه ما يعْتَرِي البَشَرَ من النِّسيان وعدمِ التَّذَكُّر؛ يقول النبيُّ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ، أَنْسَى كَمَا تَنْسَوْنَ» رواه البخاري. وقد زعم بعضُ الصُّوفية: أنه لا يَقع منه صلى الله عليه وسلم نِسيانٌ أصلًا، وإنما يقع منه صُورتُه لِيَسُنَّ للناس أمْرَ دينهم!
ربنا:منادى مضاف
لا تؤخذنا:فعل مضارع مجزوم بلا و(نا)مفعول به والفاعل (انت) والجمله ابتدائيه
ان نسينا: ان شرطيه جازمه ( نسينا) فعل ماض و(نا) فاعل وهو فعل الشرط وجواب الشرط محذوف دل عليه ماقبله
او اخطأنا:عطف على نسينا
تم الرد عليه
يناير 9، 2019
بواسطة
Dydawryry
★
( 3.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فقد سبق أن بينا أن من العلماء من ذهب إلى أن الكفار مستثنون من المرور على الصراط ويدخلون النار قبل أن يضرب الصراط فوق النار، لحديث أبي سعيد الخدري في الصحيحين، وانظره في الفتوى رقم: 113802 ، عن أحوال الخلق في الوزن وعلى الصراط، ففيها مزيد بيان. وعلى هذا القول، فإنه لا تعارض بين كونهم يدخلون النار قبل ضرب الصراط وبين الآيات الكريمات التي ذكرتها، وهي قوله تعالى: كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ {الملك:8}. وقوله تعالى: وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَرًا {الزمر:71}. أول من تسعر بهم النار ثلاثة. فإنهم يساقون إليها ويلقون فيها قبل أن يُجعل الصراط جسرا فوق جهنم، نسأل الله أن يعفو عنا وعن جميع المسلمين ونعوذ به من سخطه وعقابه. وأما الثلاثة الذين هم أول من تسعر بهم النار: فإننا بعد البحث لم نقف على ما يدل على أنه يفعل بهم ذلك قبل نصب الصراط أم أنهم يمرون عليه، ولم نقف على كلام لأهل العلم حول ذلك, والوارد فيهم أنهم أول من تُسعر بهم النار، ومعنى كلمة: تُسَعَّر ـ توقد وتهيج، نسأل الله السلامة والعافية، وانظر الفتوى رقم: 159227 ، عن أقوال العلماء في معنى الورود على النار التي جاءت به الآية الكريمة في سورة مريم.
أول من تسعر بهم النار يوم القيامة &Raquo; المنصة المعرفية
أول من تسعر النار بهم
عن أبو هريرة رضى الله تعالى عنه:
عن الرسول صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم قال:
( إن الله إذا كان يوم القيامة ينزل إلى العباد ليقضي بينهم, وكل أمة جاثية,
فأول من يدعو به رجل جمع القرآن, و رجل قتل في سبيل الله, و رجل كثير المال,
فيقول الله للقارىء: ألم أعلمك ما أنزلت على رسولي قال: بلى يا رب
قال: فماذا عملت فيما علمت ؟
قال: كنت أقوم به آناء الليل وآناء النهار,
فيقول الله له: كذبت, وتقول له الملائكة: كذبت, ويقول الله له: بل أردت أن يقال فلان قارىء, فقد قيل ذلك. ويؤتى بصاحب المال فيقول الله له: ألم أوسع عليك حتى لم أدعك تحتاج إلى أحد ؟ قال: بلى يا رب,
قال: فماذا عملت فيما آتيتك ؟
قال: كنت أصل الرحم, وأتصدق,
فيقول الله له: كذبت, وتقول الملائكة: كذبت, ويقول الله: بل أردت أن يقال: فلان جواد, فقد قيل ذلك. ويؤتى بالذي قتل في سبيل الله فيقول الله: فيماذا قتلت ؟
فيقول: أمرت بالجهاد في سبيلك فقاتلت حتى قتلت,
فيقول الله له: كذبت, وتقول الملائكة: كذبت, ويقول الله: بل أردت أن يقال فلان جريء, فقد قيل ذلك. أول من تسعر بهم النار يوم القيامة. يا أبا هريرة أولئك الثلاثة أول خلق الله تسعر بهم النار يوم القيامة)
الراوي: أبو هريرة رضى الله تعالى عنه
المحدث: الألباني
المصدر: صحيح الجامع الصفحة أو الرقم: 1713
خلاصة حكم المحدث: صحيح
وهَذا بِعلْمِ اللهِ بحقيقةِ ما كَانَ في قلْبِه "وتقولُ له الملائكةُ: كذبْتَ! " وهذا تصديقٌ مِنَ الملائكةِ للهِ تعالى، "ويقولُ اللهُ: بلْ أردْتَ أنْ يُقال: فُلانٌ جريءٌ"، أي: ليتحَدَّثَ النَّاسُ، ويقولوا عنكَ: إنَّك شُجاعٌ، "فقد قيل ذلك"، أي: قال النَّاسُ ذلك، واستوفيْتَ ما طلبْتَ، فكانَ ذلِكَ جزاءَكَ في الدُّنيا؛ فلا أجْرَ لك عندي. قال أبو هُريرةَ رضِيَ اللهُ عنه: "ثمَّ ضرَبَ رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ على رُكْبتي، فقال: يا أبا هُريرةَ، أولئك الثَّلاثةُ أوَّلُ خلْقِ اللهِ تُسعَّرُ بهم النَّارُ"، أي: تَشتعِلُ عليهم النَّارُ "يومَ القيامةِ". أول من تسعر بهم النار يوم القيامة » المنصة المعرفية. وقيل: إنَّما كان هؤلاء الثَّلاثةُ أوَّلَ خلْقِ اللهِ تعالى تُسعَّرُ بهم النَّارُ؛ لكونِ هذه العِباداتِ (الجهاد، وتعلُّم القُرآنِ وتَعليمه، والإنفاق) رَفيعةَ القدْرِ عندَ اللهِ تعالى؛ فلمَّا لم يَبتَغِ أصحابُها بها وجْهَ اللهِ تعالى، بلْ طلَبوا بها العاجِلَ في الدّنْيَا، وآثَروا الفانِيَ فيها على الباقي في الآخِرةِ؛ فجازاهم اللهُ تعالى بأنْ جعَلَهم أوَّلَ مَن تُسعَّرُ بهم النَّارُ؛ إذ العِقابُ على قدْرِ عِظَمِ الجُرْمِ. وفي الحديثِ: التَّحذيرُ من الرِّياءِ، وبَيانُ شِدَّةِ عُقوبتِه.