تاريخ النشر: الأحد 26 محرم 1437 هـ - 8-11-2015 م
التقييم:
رقم الفتوى: 312919
27362
0
107
السؤال
هل كفران العشير خاص بالنساء فقط أم يشمل الرجال؟ فإن زوجي أحسبه على خير، وهو زوج صالح، ويحسن معاملتي، ولكن إن حدثت بيننا مشكلة وإن كانت تافهة، يقول لي: أنت هكذا دومًا، عمرك ما فعلت كذا ولا كذا، عمرك ما رأيت فيّ شيئًا حسنًا. وينسى وكأنه لم ير مني خيرًا. الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإن كفران العشير قد ورد في الحديث الذي رواه البخاري عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "أُريت النار فإذا أكثر أهلها النساء، يكفرن". قيل: أيكفرن بالله؟ قال: "يكفرن العشير، ويكفرن الإحسان، لو أحسنت إلى إحداهن الدهر، ثم رأت منك شيئًا، قالت: ما رأيت منك خيرًا قط". حديث يكفرن العشير - ووردز. والمقصود إنكار الزوجة ما يقدم لها زوجها من معروف إن هي غضبت عليه يومًا من الدهر. وهذا الوصف وإن كان ورد في حق النساء إنما ذلك لـتحقق هذا الوصف فيهن أكثر من الرجال؛ قال المناوي: فرأيت أكثر أهلها النساء؛ لأن كفران العشير والعطاء وترك الصبر عند البلاء فيهن أكثر. انتهى. ويوجد في النساء صالحات يعرفن جميل أزواجهن ويحفظنه لهم.
باب: كفران العشير، وكفر بعد كفر. - حديث صحيح البخاري
يكفرن العشير للشعراوي
عندما سأل الشيخ الشعراوي رحمة الله عليه عن حديث النساء ناقصات عقل ودين ويكفرن العشير. أجاب الشيخ بأن عقلك هو وسيلتك لفعل المطلوب منك فقط، ويتحكم بنوازعك، فالعقل جعل للمفاضلة بين الآراء واختيار أفضلها. وقال الشيخ أن العاطفة هي آفة اختيار الرأي، والمرأة تعتمد في رأيها على العاطفة، فهي بنهاية الأمر امرأة لديها مشاعر الأمومة. فإذا كان تكفير العشير سبب لدخول النار فلنبتعد عن هذا السبب، وأن تتذكر المرأة عندما يسيء إليها زوجها أنه أحسن إليها ألف مرة وبهذه الطريقة تسعد حياتها، ولا تكفر زوجها وتدخل جنة ربها. اقرأ: حديث تنكح المرأة لأربع وشرحه ومعناه
صفات كافرة العشير
كافرة العشير هي من تكفر زوجها وإحسانه وسائر أفضاله في لمح البصر، ومن أهم صفاتها ما يأتي:
فلو أخطأ في حقها مرة نسيت كل ما فعل لأجلها. حديث النساء يكفرن العشير. ولو لم يأتي بطلب طلبته تخبره أنه هذه عادته، حتى لو لم ينسا شيئًا قبل. تلعن وتسب وتقول فيك وفيك، وربما يدفعها الغل إلى الادعاء الباطل. كثيرة الكلام قليلة الشكر لله وللعباد. هل الرجال يكفرن العشير؟
كثيرا من الرجال ألفوا وأحبوا حديث رسول الله عن كفران العشير. وأحبوا ذلك لأنه بنظرهم يتحدث عن المرأة فقط، بل وأصبح البعض يسمعه زوجته كل يوم ويتشدق به دون أن يفهم كل جوانبه وأبعاده.
حديث يكفرن العشير - ووردز
[وفي رواية]: بمِثْلِهِ، غيرَ أنَّهُ قالَ: ثُمَّ رَأَيْنَاكَ تَكَعْكَعْتَ. 14 - دخلتُ الجنةَ فإذا أكثرُ أهلِها البُلهُ
جابر بن عبدالله
ابن القيسراني
ذخيرة الحفاظ
3/1330
باطل بهذا الإسناد
15 - دخلتُ الجنَّةَ فإذا أَكثرُ أَهلِها البُلهُ
جابر
ابن الجوزي
العلل المتناهية
2/934
لا يصح
وعود إلى الحديث، قال الإمام النووي: "فيه أن كفران العشير والإحسان، من الكبائر؛ فان التوعد بالنار من علامة كون المعصية كبيرة". وقال ابن دقيق العيد: "تعليله، صلى الله عليه وسلم، بالشكاة، وكفران العشير: "دليل على تحريم كفران النعمة؛ لأنه جعله سببًا لدخول النار". باب: كفران العشير، وكفر بعد كفر. - حديث صحيح البخاري. وقال بعض أهل العلم إن وصف (كفران العشير والإحسان)، أغلبي، وليس عامًا للنساء كلهن، أي أنه "خاص لفظًا، عام معنى"؛ لأن في النساء من هن ذوات إيمان وتقوى، ومن تخاف الله وتراقبه، أكثر من الرجل. وبالجملة أجمع العلماء على أنه يُستنبط من الحديث أن العبد يُعذَب على جحد الإحسان والفضل وشكر النعمة، وأن الحديث يحث النساء على تجنب كفران العشير؛ لئلا يكون ذلك سببًا لدخولهن النار، وأن فيه أيضا دعوة إيجابية لكل زوجة أن تشكر زوجها على أفعاله الحسنة. وفي هذا الصدد، روى النسائي عَنْ عَبْدِ الله بْنِ عَمْرٍو، رضي الله عنهما، قال: "قَالَ رَسُولُ الله، صَلَّى الله عليه وسَلَّمَ: لا يَنْظُرُ الله إِلَى امْرَأَةٍ لا تَشْكَرُ لِزَوْجِهَا، وَهِيَ لا تَسْتَغْنِي عَنْهُ". (رواه النسائي، وصححه الألباني). والمحصلة أنه يجب على كل مسلمة أن تتقي الله في زوجها، وأن تقر له بالفضل، وأن تعلم أنه لا يجوز لها أن تنكر إحسانه، وتحرص على أن ترد له الفضل بالفضل، والإحسان بالإحسان، وتجتهد في أن تكافئه على أي فضل أو إحسان، سواءً أكان: دنيويًا: ماليًا أو بدنيًا أو نحو ذلك، أو دينيًا، وأن تدعو له.