يحتاجون إلى من يوقظهم ويحتاجون إلى مبالغة في التذكر تخيفهم وترهبهم وليس تذكراً عقلياً فقط وإنما هذا تذكر فيه شدة وتكثير للتذكر ومبالغة فيه بحيث تجعله يستيقظ، هذا يسمى مبالغة في التذكر. (وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَتْهُمْ رِجْسًا إِلَى رِجْسِهِمْ وَمَاتُواْ وَهُمْ كَافِرُونَ (125) أَوَلاَ يَرَوْنَ أَنَّهُمْ يُفْتَنُونَ فِي كُلِّ عَامٍ مَّرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ لاَ يَتُوبُونَ وَلاَ هُمْ يَذَّكَّرُونَ (126) التوبة) هؤلاء في قلوبهم رجس يحتاجون إلى هزة توقظ قلوبهم ليس مسألة تعداد. (وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَـذَا الْقُرْآنِ لِيَذَّكَّرُواْ وَمَا يَزِيدُهُمْ إِلاَّ نُفُورًا (41) الإسراء) ليعتبر. هل يتذكر حافظ القرآن يوم القيامة ما نسيه من الآيات ؟ - الإسلام سؤال وجواب. إذن يتذكر ويذّكّر الصيغتان في القرآن عموماً. يتذكر لما هو أطول وهو تذكر عقلي ويذّكّر فيه مبالغة وفيه إيقاظ للقلب، تهز القلب. يذّكّر فيه إيقاظ للقلب وهزة ومبالغة مع أن الجَذر واحد.
هل يتذكر حافظ القرآن يوم القيامة ما نسيه من الآيات ؟ - الإسلام سؤال وجواب
3. ثم إن حفظ القرآن الكريم فيه من المعاناة والمثابرة والتميز ما يتجه تعليق الفضل
به دون القراءة المجردة ، خاصة وأن هذا الحفظ فرض كفاية على الأمة ، فجدير أن يثاب
حفاظ القرآن - الذين تحملوا عن أمتهم هذا الفرض – ذلك الثواب الجزيل. القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة النازعات - الآية 35. ثم إن ظاهر الحديث أيضا يدل على أن الحافظ المتقن ليس كالحافظ غير المتقن ، فارتفاع
الدرجات حيث تبلغ القراءة عن ظهر قلب ، وقراءة الحافظ المتقن ستزيد على قراءة
الحافظ غير المتقن آيات وآيات ، وما إتقانه إلا دليل على سهره بالليل ، وتعبه
بالنهار ، وصبره في معاناة الحفظ ، وترديد الآيات والكلمات ، والميزان العدل يقضي
أن يكون ثواب المتقن أعلى من ثواب غير المتقن ، وكلا وعد الله الحسنى. يقول ابن حجر الهيتمي رحمه الله:
" الخبر المذكور خاص بمن يحفظه عن ظهر قلب ، لا بمن يقرأ في المصحف ؛ لأن:
مجرد القراءة في الخط لا يختلف الناس فيها ، ولا يتفاوتون قلة وكثرة ، وإنما الذي
يتفاوتون فيه كذلك هو الحفظ عن ظهر قلب ، فلهذا تفاوتت منازلهم في الجنة بحسب تفاوت
حفظهم. ومما يؤيد ذلك أيضا أن حفظ القرآن عن ظهر قلب فرض كفاية على الأمة ، ومجرد القراءة
في المصحف من غير حفظ لا يسقط بها الطلب ، فليس لها كبير فضل كفضل الحفظ ، فتعين
أنه - أعني الحفظ عن ظهر قلب - هو المراد في الخبر ، وهذا ظاهر من لفظ الخبر بأدنى
تأمل.
القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة النازعات - الآية 35
وفى لحظات تجمعت تحت يدى عدة صفحات من مئات الأرقام... تداعت فى ذهنى ولمعت كالبرق وكأنى حاسب الكترونى وكان المشهد مذهلاً. كيف أحفظ هذا الكم الهائل من الأعداد.. كل عدد يبلغ طوله ستة أوسبعة أرقام؟
وأين تختفى هذه الأرقام فى تلافيف المخ؟
وكيف يتم أستدعاؤها فتلمع فى الوعى كالبرق الخاطف؟
وبأى اسلوب تصطف هذه الأرقام فى اعداد متمتيزة.. كل عدد له مذكرة تفسيرية ملحقة به تشرح دلالته ومعناه؟
وكيف تتراكم المئات والمئات من هذه الأرقام فى ذاكرتنا ولايختلط بعضها بعضاً؟
وغير الأرقام.. هناك الأسماء والمصطلحات والكلمات والأشكال والوجوه.. تزدحم بها رأسنا وهناك معالم الطبيعة التى زرناها.. وهناك الروائح ومع كل رائحة صورة لامرأة عرفناها أو مشهد تذكارى ولواعج وأشواق وقصص من سيناريو من الالاف اللقطات.. وهناك الطعوم والنكهات. يأتى الطعم فى الفم فيسيل اللعاب شوقاً أويتحرك الغثيان أشمئزاز.. ومع كل طعم يجرى شريط يحكى عن وليمة دسمة ذات يوم أو جرعة دواء مريرة ومرض طويل ممض وأوجاع أليمة.. حتى لمسات النسيم الحريرية. والأصوات والهمسات والوشوشات والصخب والصراخ والضجيج والعويل والنشيج. وفاصل من الموسيقى. ومقطع من أغنية. ولطمة على الوجه.
ولكنه حديث ضعيف باتفاق المحدثين ، فيه علل عدة ، كالكلام في عبد المجيد بن أبي
رواد حيث تفرد به ، والانقطاع بين كل من ابن جريج والمطلب ، وبين المطلب وأنس بن
مالك. قال الترمذي رحمه الله:
" هذا حديث غريب ، لا نعرفه إلا من هذا الوجه ، وذاكرت به محمد بن إسماعيل فلم
يعرفه واستغربه ، قال محمد: ولا أعرف للمطلب بن عبد الله بن حنطب سماعا من أحد من
أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، إلا قوله: حدثني من شهد خطبة النبي صلى الله
عليه وسلم. قال: وسمعت عبد الله بن عبد الرحمن – هو الدارمي صاحب المسند - يقول: لا نعرف
للمطلب سماعا من أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. قال عبد الله: وأنكر علي
بن المديني أن يكون المطلب سمع من أنس " انتهى. وقال ابن عبد البر رحمه الله:
" ليس هذا الحديث مما يحتج به لضعفه " انتهى من " التمهيد " (14/136)
وقال الدارقطني رحمه الله:
" والحديث غير ثابت ؛ لأن ابن جريج لم يسمع من المطلب شيئا ، ويقال: كان يدلسه ،
عن ابن أبي سبرة ، أو غيره من الضعفاء " انتهى من " العلل " (12/171)
وقال النووي رحمه الله:
" إسناده فيه ضعف " انتهى من " الخلاصة " (1/306)
وضعفه ابن حجر في " فتح الباري " (9/70)، والألباني في " ضعيف أبي داود – الأم "
(1/164-167)
والله أعلم.