القافلة تسير
أيّ من الذي أتاح لك التدخّل في شؤون غيرك؟ دعهم وشأنهم واهتم بشؤونك. هذا تعريف مبسّط للعنوان المُسطّر بلهجة عامية. قصدتُ منه البدء كمدخل لحكاية شائعة تحدث كثيراً في مجتمعنا وتتسبب في وقوع الخلافات والمشاحنات بين من لا يعرفون بعضهم البعض وفي بعض الأحيان بين المعارف من الأقارب والجيران وربما أفراد الأسرة الواحدة. مالك ومال الناس ياعامر. ألا وهي التدخل في شؤون الغير مثل نقد تصرف ما أو سلوك معين أو مظهر أو عبادة فرد وحتى اختيارات الناس في بعض الأحيان. باختصار نسميها محلياً ب (اللقافة). تخيّل عزيزي القارئ مشهد أُناس جمعتهم الصدفة أو هو قدرهم أن يركبوا (أتوبيسا) عاماً يضم في جوفه عدداً من النساء والرجال والأطفال من مختلف الأعمار والجنسيات والثقافات والمذاهب والأديان. فقام أحدهم بدعوى الوعظ والإرشاد بتوجيه سهام (تهكّمه) لجنسيّة ما بسبب المفردات التي يستخدمونها في كلامهم. وعرج على لبس أحد الركاب لأنه لا يناسب عادات وتقاليد أهل البلد. لم يترك المخالف بالدين بل كال كل المثالب والقدح في عقيدته علناً ثم في الأخير كفّره وبدأ بالدعاء عليه وعلى أتباع دينه بالمحق والزلزال وتيتيم أطفالهم وشل أطرافهم وتجميد الدماء في عروقهم وهكذا من حقد أسود.
حل لغز يا ويش عذرى تكفي الناس شرك لو انت من ناس قليل وذاهم ان كان ما تنفع ترى ما تضرك اصحابك الغالين تكسب رضاهم مجيها للي بالاعيان - سطور العلم
ويقتصر الوجود المسيحي في القدس على 15, 800 نسمة (12, 600 مسيحيين عرب، و3200 مسيحيين غير عرب)، يتمركزون في أحياء: البلدة القديمة وبيت حنينا وبيت صفافا وجبل الزيتون وشعفاط وضاحية البريد وحي الشيخ جراح وأحياء كفر عقب والمطار وسميراميس. إظهار التعليقات
تحدث الشعر عن المال في الفخر، والمدح، والزهو بالكرم. يقول زهير بن أبي سلمى: أخي ثقة لا تتلف الخمر ماله ولكنّه قد يهلك المال نائله تراه إذا ما جئته مـتـهـلّـــلاً كأنك تعطيه الذي أنت سائلهْ فبسبب مكارم أخلاقه، وثقته وخيره، ولأنه جواد سخي، فهو يحسن استخدام المال، ولا يفنيه في الدنايا، حتى ربما عصف العطاء بماله. وقد بلغ من فرحه بالبذل أن وجهه يصبح بشوشاً بالكرم، فكأن المعطي الواهب. هو من يطلبه العون! وهما من أجمل الشعر، يقول الثعالبي عن البيت الأخير: «وقع الإجماع على أنه أمدح بيتٍ قالته العرب». حل لغز يا ويش عذرى تكفي الناس شرك لو انت من ناس قليل وذاهم ان كان ما تنفع ترى ما تضرك اصحابك الغالين تكسب رضاهم مجيها للي بالاعيان - سطور العلم. وكعادة المتنبي، يأتيك بالمعنى اللافت من حيث لا تحتسب، يقول مادحاً المبحر في بحور العطاء: يتداوى منْ كثْرة المال بالْإقـْ ـلال جوداً كأنّ مالاً سقام سئل الفرزدق؛ ما أفخر شعر العرب؟ فأجاب؛ قول امرئ القيس؛ فلو أنّ ما أسْعى لأدْنى معيشة كفاني ولم أطلبْ قليلٌ من المال ولكنّما أسْعى لمجدٍ مؤثّلٍ وقد يدْرك المجْد المؤثّل أمْثالي والمؤثّل؛ العريق، الأصيل، الشريف. وقد شرح حاتم الطائي، كبير الكرماء، فلسفته في المال، مخاطباً زوجته؛ ماوية، التي ناداها (أماوي)، ترخيماً، بقوله... أماوي ما يغْني الثّراء عن الفتى إذا حشْرجتْ يوماً وضاق بها الصّدْر أماوي إنّ المال غادٍ ورائحٌ ويبقى من المال الأحاديث والذكْر واحتل المال حيزاً كبيراً من أمثال العرب، وغيرهم، فمنه: «المال ما أفاد الرجال»، وهو «مادّة الشهوات»، والمال «يبدي جواهر الرجال وخلائقها»، بقول علي بن أبي طالب، رضي الله عنه.