التّوجيه النّبوي في الحديث:
- التّرغيب في التّصدُّق والحثِّ عليه: ذلك أنّ اليد العليا يد المُتصدِّق، والسُّفلى يد السّائل، والمعطِي مُفضّلٌ على المُعطَى، والمُفضِل خيرٌ من المُفضَل عليه. - مشروعيّة السّعي في اكتساب المال: حتى ينفِق على نفسه وعلى من يعول، وليكون لديه بعد ذلك ما ينفقه في وجوه الخير والبرّ، فيكون من أهل اليد العُليا الممدوحة في الحديث. - تقديم الأهمّ على المُهمّ: أفضل الصّدقة ما وقع من غير مُحتاج إلى ما يتصدّق به لنفسه، أو لمن تلزمه نفقته، حيث قال: ( وَابْدَأْ بِمَنْ تَعُولُ، وَخَيْرُ الصَّدَقَةِ عَنْ ظَهْرِ غِنى).
- حديث (اليدُ العليا خير من اليد السفلى) – الموقع الرسمي للدكتورة راويه رجب
- معنى حديث اليد العليا خير من اليد السفلى - إسلام ويب - مركز الفتوى
- شرح حديث اليدُ العُلْيَا خير من اليدِ السُّفْلَى، واليد العُلْيَا هي المُنْفِقَةُ، والسُّفْلَى هي السَائِلة
حديث (اليدُ العليا خير من اليد السفلى) – الموقع الرسمي للدكتورة راويه رجب
وفي هذا التشبيه لمحةٌ لطيفةٌ إلى فناء المال وسُرعة زواله؛ لأنَّ الأخضرَ سريعُ الذُّبول، والتأنيث في هذه الرواية؛ لأنَّ المال في معنى الدنيا، وهي مؤنَّثة، وفي رواية أخرى: ((إنَّ المال خضرٌ حلو)) [3]... إلخ. شرح حديث اليدُ العُلْيَا خير من اليدِ السُّفْلَى، واليد العُلْيَا هي المُنْفِقَةُ، والسُّفْلَى هي السَائِلة. وروى مسلم من حديث أبي سعيد رضي الله عنه: ((إنَّ الدنيا حلوةٌ خضرة، وإنَّ الله مُسْتخلفكم فيها، فناظرٌ كيف تعملون)) [4] ، وهما على الأصل. فَمَنْ أخذه بسخاوةِ نفس: بغير إلْحافٍ في المسألة، ولا إلْحاحٍ بالطلب، والمراد بالنفس: نفس الآخذ، أو المعنى: فمن أخذه بطيب نفس المعطي، وانشراح صدره دون مضايقةٍ ولا إحراج، وإذا كان أصلُ السخاوةِ في اللغة: السهولة والسَّعَة، فلن يضيقَ صدرها عن احتمال المعنيين معًا. وإشراف النفس: تطلُّعها وحِرْصها. واليد العليا: هي المنفقة والمعطية، والسُّفلى: هي السائلة والآخذة، وهذا تفسير حديث الشيخين، فقد رَوَيا عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال - وهو على المنبر، وذكر الصدقة والتعفُّف والمسألة: ((اليد العليا خير من اليد السُّفلى، فالعليا هي المنفقة، والسفلى هي السائلة)) [5] ، وقد استخلص صاحب "الفتح" من صحيح الآثار أنَّ الأيديَ خمسٌ: أعلاها المنفقةُ، ثمَّ المُتَعفِّفةُ عن الأخذ، ثمَّ الآخذة بغير سؤال، وأسفلها السَّائلة، والمانعة [6].
معنى حديث اليد العليا خير من اليد السفلى - إسلام ويب - مركز الفتوى
تاريخ النشر: الأربعاء 5 ذو القعدة 1428 هـ - 14-11-2007 م
التقييم:
رقم الفتوى: 101261
29625
0
258
السؤال
قال عليه الصلاة والسلام: اليد العليا خير من يد السفلى، هل اليد العليا هي نفس اليد البيضاء ؟ لي زميل قال لي ذات مرة لديك اليد البيضاء، أريد أن أعرف معنى هذا الكلام؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فاليد العليا هي اليد المنفقة، واليد السفلى هي السائلة. وهذا هو الراجح في تفسير الحديث، ويدل له ما في الرواية الأخرى في صحيح مسلم: اليد العليا خير من اليد السفلى، واليد العليا هي المنفقة واليد السفلى هي السائلة. قال النووي في شرحه: فيه دليل لمذهب الجمهور أن اليد العليا هي المنفقة. وأما اليد البيضاء فهي مجاز تراد به النعمة والإحسان اللذين لا من فيهما ولا أذى. ومن ذلك تعلم أن الذي يعنيه زميلك في قوله: إن لديك يدًا بيضاء عليه، يعني به أنك قد صنعت له معروفا. حديث (اليدُ العليا خير من اليد السفلى) – الموقع الرسمي للدكتورة راويه رجب. والله أعلم.
شرح حديث اليدُ العُلْيَا خير من اليدِ السُّفْلَى، واليد العُلْيَا هي المُنْفِقَةُ، والسُّفْلَى هي السَائِلة
فالحديث الشريف السابق يُوضّح بأنّ اليد العُليا هي يد المُتصدّق، والسفلى يد السائل أو الطالب للمعونه، والمعطي مُفضَّل عند الله عز وجل على المُعطَى، والمفضّل خير من المفضل عليه عند الله سبحانه وتعالي.
لماذا كل هذا الوعيد؟ مصداقاً لقوله تعالى في سورة التوبة الآية (34 – 35):
((الذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم يوم يحمى عليها في نار جهنم فتكون بها جباههم وجنوبهم وظهورُهم هذا ما كنزتم لأنفسكم فذوقوا ما كنتم تكنزون)). ولأن البخيل قد أشرك حب المال مع حب الله ، وآثر الدنيا على الآخرة وظلم أصحاب الحقوق عليه ، وتحلى بصفة يبغضها الله عز وجل – ويبغض من كنز المال ومنع حق الفقراء فيه. قال النبى – صلى الله عليه وسلم: (تعس عبدُ الدرهم ، وعبدُ الدينار وعبد الخميصة تعس وانتكس ، وإذا شيك فلا انتقش) رواه البخاري. الخميصة: ثوب له أعلام – وإذا شيك فلا نتقش: إذا أصابته شوكة لا يجد من ينقشها له لعدم تعاونه مع الناس ، وبخله عليهم بما هم في حاجة إليه. وقوله – صلى الله عليه وسلم: (ولا تلام على كفاف وابدأ بمن تعول). شرح حديث اليد العليا خير من اليد السفلى. إن الإنسان إذا كان فقير لا يلومه الناس – والكفاف: هو مقدار الضرورة. فلا ينبغي أن يتصدق المسلم على فلان وفلان ، ويترك أهله بلا طعام ، أو يتركهم يسألون الناس. ولا شك أن الإنفاق على الأهل والأقارب أعظم أجراً من الإنفاق على غيرهم. روى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم: ((دينار أنفقته في سبيل الله ، ودينار أنفقته في رقبة ، ودينار تصدقت به على مسكين، ودينار أنفقته على أهلك ، أعظمها أجراً الذى أنفقته على أهلك)).
في الرواية الأولى، يغرم الملازم الأمريكي ‹فريدريك هنري› بالشابة الجميلة ‹كاثرين باركلي› التي تعمل ممرضة في مستشفى ميداني إيطالي. وفي الثانية، تعيش جميلة قصة حب جارف مع ‹دانيار›، الجندي العائد إلى القرية بعد أن أصيب في المعركة. فتهرب معه قبل عودة زوجها من جبهة القتال. لا يملك الأدب إلا الخيال. أما الحقيقة، فتغيب تفاصيلها بين جثث الضحايا، كما تقول ‹سفيتلانا أليكسييفيتش›. تلك تستعصي حتى على قضاة التحقيق الذين ‹يتقصون› كل شيء. الكاتب: إعداد: سعيد منتسب
بتاريخ: 22/04/2022
تضاهي الحرب في مخاتلتها ومراوغتها- وهما إشكالها العويص- التباس السياسة وغموضها، إذ هما صنوان يرتديان الأقنعة ذاتها ويسعيان إلى الأهداف نفسها، وإن بوسائل مختلفة. وعندما تشرع الحرب في التسلل إلى صفحات الكتب، تفعل ذلك بصورة محتشمة للغاية، إذ تدفن قبل ذلك الكثير من حقائقها في المقابر الجماعية وتحت الأنقاض الرهيبة والجثث المتعفنة والدماء المتجمدة… ماذا يبقى للأديب بعد أن يرحل الجنود؟ ماذا سيكتب عن مرارة الحرب، حتى لو كان جنديا مثل ‹إرنست همنغواي› أو ‹جورج أورويل›؟ ماذا سيبدع بعد أن يخترع القاتل صورة لقتيله، كما يقول الشاعر العراقي فاروق يوسف؟ لا يبقى له سوى كلمات وصورا تقتطع الواقع على المقاس أحيانا، وحكايات غارقة في النسيان وشذرات ذاكرة محا الخوف والرعب مساحات كبيرة منها. تصيب الحرب الأدب بحيرة كبيرة- بسبب التباسها ومفارقاتها أساسا. يندهش الأديب من الحماسة والصخب البالغين للجنود الذاهبين إلى الحرب، لكن تصدمه نظراتهم الفارغة وصمتهم الرهيب حينما يعودون من ساحات الوغى. لماذا يكون النفير فعلا بطوليا مجيدا في البداية، ثم تتحول العودة- وحتى وإن كانت مظفرة- إلى مأتم عام؟ هل يستطيع الأديب أن يصف ما يعتمل في نفس جندي تساقطت أشلاء رفاقه على جبينه واندلقت دماؤهم على جسده؟ أظن أنه لن يتملك إلا صورة جزئية في هذه الحالة، لأن الواقع يبقى دائما أقوى من الخيال، ولأن هول الحرب أعظم من أي وصف.
قامت سيدة مصرية بارتكاب جريمة قتل بشعة بحق ابنة صديقتها في حادثة تحولت إلى قضية رأي عام شهيرة "الطفلة رودينا"، لكن الشيء الذي زاد من مرارة الجريمة التي راحت ضحيتها طفلة بريئة أنها كانت من صديقة والدتها المقربة مقابل قرط الصغيرة. و في التفاصيل، فقد تلقت الأم الخبر المفزع على حين غِرة: "لقينا جثة بنتك في الزبالة ملفوفة جوة شوال"، طيلة أسبوع، كانت جارتها قمر تبكي معها أثناء رحلة البحث عن رودينا، 3 سنوات، وتسأل وسط شلال الدموع: مين اللي عمل فيكي كده يا بنتي؟! ، لتكشف الأم أن الجارة كتمت أنفاس ابنتها وسرقت قرطها وحملت الجثة في طشت، وسط لعب أطفال، وألقت بها بأرض زراعية نائية في أبو النمرس بالجيزة، وكشف السر نباح الكلاب الضالة، وفقا للمصري اليوم، وفق (البيان). و كانت الأم متماسكة بعد خروج رودينا تلهو مع أولاد عمومتها بالحارة وغيابها 4 أيام عن المنزل، سألتهم الأم: بنتي راحت فين؟! ، كانت بتلعب معاكم، فأخبروها: اتخانقنا مع بعض، وبعدين طلعنا فوق، وسبناها لوحدها. و قلب الأم كان يُحدِّثها بأن ابنتها في خطر، لكنها عاشت ساعات طوالًا على أمل عودة آخر العنقود لأحضانها، وبدد الأب حلمها: لقيناها وودانها مافيهاش الحلق، وتقريبًا كانت مخنوقة.
لقد انخرط الجميع في خطاب تضليلي يوهم بأن هناك مؤامرة إقليمية ودولية تحاك ضد القوة الضاربة، بل وحتى من البنك الدولي والمنظمات الدولية، وأن أسباب تردي أرضية الملاعب وندرة السلع وانسداد الأفق وكل الإخفاقات السياسية والديبلوماسية مردها إلى الجار الذي تحالف مع قوى طبيعية وأخرى لا مرئية من أجل النيل من دولة القوة الضاربة، وذاك هو العبث بعينه!! نعم لقد اتخذوا طيلة السنوات الثلاث الماضية من نتائج المنتخب الجزائري الشقيق وسيلة للتخدير وضرب الحراك وإلهاء الشعب عن مطالبه العادلة في العيش الكريم، ووسيلة للبحث عن الشرعية الضائعة. لكن مطالبهم من الفريق لم تتوقف، بل بتنا نصبح على بيانات عسكرية ورئاسية عقب كل مقابلة، حيث حول ماسكو قصر المرادية كرة القدم إلى وسيلة للإلهاء والاستخفاف بإخوتنا في الجزائر.
نشعر بالدخان والغبار يصل إلى الحلق، ونقاسي شح التموين، ونحس بانقطاع الماء والكهرباء، ونسمع لعلعة سيارات الإسعاف، وتتخاطر في أحلامنا الدبابات والمقنبلات والصواريخ المضادة للطائرات، وكل الخرائط تبدأ في الفركلة داخل رادارات عسكرية، تتهددها بالخراب المبين..
الحرب هي الخطيئة الأصل والجريمة الأولى على الأرض. وظلت كذلك منذ قتل قابيل أخاه هابيل. منذ فجر التاريخ ذاك، سارت البشرية على خطاه، تزهق الأرواح دونما ارتباك أو تردد. تجتهد في تطوير الأسلحة وابتكار طرق التنكيل والإفناء. لو تأملتَ التاريخ، لألفيته سيرورة كر وفر وقعقعة سيوف ولعلعة رصاص وهدير مدافع وشظايا وانفجارات وقتلى وجرحى، سيرورة لا تهدأ إلا ليرمم المنهزمون ثاراتهم وصفوفهم ويُعِدّوا العدة والعتاد ويَعِدوا أنفسهم بنصر قريب. لا ينفتح قوس السلم إلا ليغلق مجددا، كأن الحرب قدر أبدي وأفق زمني لا تتحقق كينونة البشر إلا بوجوده. ما كان للحرب أن تستمر هذه الآلاف من السنوات، وربما الملايين، وأن تصير مكونا أصيلا في الوجود الإنساني، لولا التباسها المراوغ ومخاتلتها المخادعة. ألم يلتبس الأمر على قابيل بعد أن ارتكب جنايته؟ لو فهم الإنسان حقيقة هذا الالتباس وأدرك أسبابها، لوضعت الحرب أوزارها منذ عصور طويلة، وربما منذ أوحى الغراب لقابيل بدفن أخيه.