من للصبية؟ فقال: النار). تفسير قوله تعالى: (ولم تكن له فئة ينصرونه... )
تفسير قوله تعالى: (هنالك الولاية لله الحق... )
قال تعالى: هُنَالِكَ الْوَلايَةُ لِلَّهِ الْحَقِّ هُوَ خَيْرٌ ثَوَابًا وَخَيْرٌ عُقْبًا [الكهف:44]. هنالك أي: يوم القيامة الوَلاية، فإن قلنا: الولاية فهى الحكم والسلطان والأمر والنهي، وإن قلنا: الوِلاية فهى: النصرة والتعزيز والمؤازرة، وكل ذلك انفرد به الله جل جلاله، إذ يقول إذ ذاك: أنا الملك أين الملوك؟ فيقولها ويكررها جل جلاله، ولا جواب، فالكل ذل وخنع وأصبح يقول: نفسي نفسي، بما فيهم الأنبياء إلا نبينا محمداً صلى الله عيه وسلم، وعند ذاك يجيب نفسه بنفسه: أنا الملك أين الملوك؟ أنا ملك الملوك. قال تعالى: هُنَالِكَ الْوَلايَةُ لِلَّهِ الْحَقِّ [الكهف:44]. وهناك الحكم الحق والمناصرة والتأييد والقوة لله وحده، وليس لأحد موالاة ولا نصرة ولا سلطان يعتز به ولا حاكم يعود إليه، فالحاكم الله، له الأمر والنهي، وبيده العز والذل، يعز من يشاء ويذل من يشاء، بيده الخير جل جلاله وعلا مقامه. وهذا هو المغزى والنتيجة من ضرب المثل. ولقد قال السلف الصالح: إذا سمعت ربك يقول: ياأيها الناس! القرآن الكريم - تفسير السعدي - تفسير سورة الكهف - الآية 39. يا أيها الذين آمنوا!
القرآن الكريم - تفسير السعدي - تفسير سورة الكهف - الآية 39
السؤال:
بالنسبة لـ"ما شاء الله، تبارك الله" و"ما شاء الله، لا قوة إلا بالله" هل تُقال إذا رأى شيئًا أعجبه؟
الجواب:
"ما شاء الله، لا قوة إلا بالله": وَلَوْلَا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ [الكهف:39]، أو يقول: "اللهم بارك فيه"، "بارك الله فيه"، مع هذا، يُبَرِّك. ولولا إذ دخلت جنتك قلت ماشاء الله. س: "ما شاء الله، تبارك الله"؟
ج: هذه ما ورد فيها شيء، الوارد: "ما شاء الله، لا قوة إلا بالله"، أما "تبارك الله" فما ورد فيها شيء، وفي لفظ الحديث: ألَّا بَرَّكْتَ. إذا رأى ما يُعجبه يقول: "اللهم بارك فيه"، "بارك الله فيه"، مع: "ما شاء الله، لا قوة إلا بالله"، يدعو بالبركة: "اللهم بارك فيه"، "بارك الله فيه"، ضدّ العين يعني. فتاوى ذات صلة
إسلام ويب - تفسير القرطبي - سورة الكهف - قوله تعالى ولولا إذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله لا قوة إلا بالله- الجزء رقم10
ت + ت - الحجم الطبيعي
تتكلم هذه الآية في سورة الكهف عن التجارة مع الله، وكيف ان هناك مقاييس لأهل الدنيا تختلف عن مقاييس أهل الآخرة. أما القصة التي تناولتها الآية عند بعض المفسرين، فهي لرجلين من بني إسرائيل أحدهما مؤمن واسمه يهوذا والآخر كافر واسمه قرطوش. ولولا اذ دخلت جنتك قلت ماشاء الله. كانا شريكين لهما ثمانية آلاف دينار فاقتسماها، فاشترى أحدهما أرضا بألف دينار، فقال صاحبه: اللهم إن فلاناً قد اشترى أرضا بألف دينار وإني شتريت منك أرضا في الجنة بألف دينار، فتصدقَ بها، ثم إن صاحبه بنى داراً بألف دينار فقال:
اللهم إن فلاناً بنى داراً بألف دينار وإني أشتري منك داراً في الجنة بألف دينار، فتصدَّق بألف دينار، ثم تزوج امرأة فأنفق عليها ألف دينار، فقال: اللهم إن فلاناً تزوج مرأة بألف دينار وإني أخطب إليك من نساء الجنة بألف دينار، فتصدَّق بألف دينار. ثم اشترى خدماً ومتاعاً بألف دينار، وإني أشتري منك خَدَماً ومتاعاً من الجنة بألف دينار، فتصدَّق بألف دينار. ثم أصابته حاجة شديدة فقال: لعلّ صاحبي ينالُنِي معروفه فأتاه فقال: ما فعل مالُك؟ فأخبره قصته فقال: وإنك لمن المصدّقين بهذا الحديث! والله لا أعطيك شيئاً ثم قال له: أنت تعبد إله السماء، وأنا لا أعبد إلا صنماً؛ فقال صاحبه: والله لأعظَنّه، فوعظه وذكّره وخوّفه.
قصة المؤمن والكافر | مصراوى
وهو التراب الأملس الذي لا نبات فيه {أَوْ يُصْبِحَ مَاؤُهَا غَوْرًا} وهو ضد المعين السارح{فَلَنْ تَسْتَطِيعَ لَهُ طَلَبًا} يعني، فلا تقدر على استرجاعه. قال الله تعالى: {وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ}
أي؛ جاءه أمر أحاط بجميع حواصله وخرب جنته ودمرها{فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلَى مَا أَنْفَقَ فِيهَا وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا}. أي؛ خربت بالكلية، فلا عودة لها، وذلك ضد ما كان عليه أمل حيث قال: {مَا أَظُنُّ أَنْ تَبِيدَ هَذِهِ أَبَدًا}وندم على ما كان سلف منه من القول الذي كفر بسببه بالله العظيم، فهو يقول: {يَا لَيْتَنِي لَمْ أُشْرِكْ بِرَبِّي أَحَدًا} قال الله تعالى:{وَلَمْ تَكُنْ لَهُ فِئَةٌ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مُنْتَصِرًا}
هُنَالِكَ أي؛ لم يكن له أحد يتدارك ما فرط من أمره، وما كان له قدرة في نفسه على شيء من ذلك، كما قال تعالى:{فَمَا لَهُ مِنْ قُوَّةٍ وَلَا نَاصِر} وقوله: {الْوَلَايَةُ لِلَّهِ الْحَقِّ}. ولولا إذ دخلت جنتك قلت ماشاء الله فيكتور. ومنهم من يبتدىء بقوله:{هُنَالِكَ الْوَلَايَةُ لِلَّهِ الْحَقِّ} وهو حسن أيضا، كقوله: {الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ لِلرَّحْمَنِ وَكَانَ يَوْمًا عَلَى الْكَافِرِينَ عَسِيرًا}.
قال: [ ثانياً: استحباب قول من أعجبه شيء: ( ما شاء الله، لا قوة إلاّ بالله) فإنه لا يرى فيه مكروهاً إن شاء الله]، وهذه ما ننساها وقد بينتها لكم، فإذا دخلت منزلاً أو بستاناً أو داراً أو دكاناً أو رأيت سيارة أو رأيت إنساناً وأعجبك فقل: ما شاء الله، لا قوة إلا بالله، بل إن الإمام مالك يستحبها لكل من دخل بيته أن يقول هذه الكلمة، وهذا هو التوحيد، فما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن، ولا قوة على الخلق والإيجاد إلا بالله عز وجل، وهذا الاعتراف من العبد إلى العظيم. قال: [ ثالثاً: استجابة الله تعالى لعباده المؤمنين وتحقيق رجائهم فيه سبحانه وتعالى]، استجابة دعاء المؤمنين، فالله عز وجل يستجيب لعباده المؤمنين ويحقق رجاءهم فيه، وقد سمعتم كيف حقق الله رجاء هذا المؤمن، وكيف ذم أموال وبساتين ومياه ذلك الكافر، إذ إن المؤمن الصادق الإيمان إذا رجا من الله شيئاً وسأله فغنه يعطيه ولا يخيبه أبداً. قال: [ رابعاً: المخذول من خذله الله تعالى، فإنه لا ينصر أبداً]، فالمخذول من خذله الله، ومن خذله الله لا ينصر أبداً، إذ من ينصره؟ فإذا كان الله هو الناصر قد خذله يبقى من ينصره؟! إسلام ويب - تفسير القرطبي - سورة الكهف - قوله تعالى ولولا إذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله لا قوة إلا بالله- الجزء رقم10. لو تجمع الدنيا كلها على نصرة من خذله الله والله ما ينتصر، ومعنى هذا أنه يجب أن نخاف من الله، وأن نرهبه، وأن نتحاشى ما يغضبه؛ خشية أن يسخط علينا ويخذلنا ويضلنا، ولنفزع إليه تعالى دائماً بالنصر فإنه هو الناصر الكريم، وقد رأينا كيف نصر الله المؤمن وخذل الكافر وحطمه.
القول في تأويل قوله تعالى: وَلَوْلا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لا قُوَّةَ إِلا بِاللَّهِ إِنْ تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنْكَ مَالا وَوَلَدًا (39)
يقول عز ذكره: وهلا إذ دخلت بستانك، فأعجبك ما رأيت منه، قلت ما شاء الله كان ، وفي الكلام محذوف استغني بدلالة ما ظهر عليه منه، وهو جواب الجزاء، وذلك كان
وهلا حين دخَلْتَ حديقتك فأعجبتك حَمِدت الله، وقلت: هذا ما شاء الله لي، لا قوة لي على تحصيله إلا بالله. إن كنت تراني أقل منك مالا وأولادًا، فعسى ربي أن يعطيني أفضل من حديقتك، ويسلبك النعمة بكفرك، ويرسل على حديقتك عذابا من السماء، فتصبح أرضًا ملساء جرداء لا تثبت عليها قدم، ولا ينبت فيها نبات، أو يصير ماؤها الذي تُسقى منه غائرًا في الأرض، فلا تقدر على إخراجه.
يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ (57) القول في تأويل قوله تعالى: يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ (57) قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره لخلقه: (يا أيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم) ، يعني: ذكرى تذكركم عقابَ الله وتخوّفكم وعيده (4) ، (من ربكم) ، يقول: من عند ربكم ، لم يختلقها محمد صلى الله عليه وسلم ، ولم يفتعلها أحد، فتقولوا: لا نأمن أن تكون لا صحةَ لها. وإنما يعني بذلك جلّ ثناؤه القرآن، وهو الموعظة من الله. وقوله: (وشفاء لما في الصدور) ، يقول: ودواءٌ لما في الصدور من الجهل، يشفي به الله جهلَ الجهال، فيبرئ به داءهم ، ويهدي به من خلقه من أراد هدايته به ، (وهدى) ، يقول: وهو بيان لحلال الله وحرامه، ودليلٌ على طاعته ومعصيته ، (ورحمة) ، يرحم بها من شاء من خلقه، فينقذه به من الضلالة إلى الهدى، وينجيه به من الهلاك والردى. وجعله تبارك وتعالى رحمة للمؤمنين به دون الكافرين به، لأن من كفر به فهو عليه عمًى، وفي الآخرة جزاؤه على الكفر به الخلودُ في لظًى.
القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة يونس - الآية 57
(23) وذلك " النور المبين " ، هو القرآن الذي أنـزله الله على محمد صلى الله عليه وسلم. * * * وبنحو ما قلنا في ذلك قال أهل التأويل. *ذكر من قال ذلك: 10858- حدثنا محمد بن عمرو قال، حدثنا أبو عاصم قال، حدثنا عيسى، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد في قول الله: " برهان من ربكم " ، قال: حجة. 10859- حدثني المثنى قال، حدثنا أبو حذيفة قال، حدثنا شبل، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، مثله. 10860- حدثنا بشر بن معاذ قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد، عن قتادة قوله: " يا أيها الناس قد جاءكم برهان من ربكم " ، أي: بينة من ربكم= " وأنـزلنا إليكم نورًا مبينًا " ، وهو هذا القرآن. 10861- حدثنا محمد بن الحسين قال، حدثنا أحمد بن مفضل قال، حدثنا أسباط، عن السدي: " قد جاءكم برهان من ربكم " ، يقول: حجة. 10862- حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين قال، حدثني حجاج، عن ابن جريج: " برهان " ، قال: بينة= " وأنـزلنا إليكم نورًا مبينًا " ، قال: القرآن. -------------------- الهوامش: (22) انظر تفسير "البرهان" فيما سلف 2: 509. (23) انظر تفسير "مبين" فيما سلف ص: 360 ، تعليق: 5 ، والمراجع هناك.
القرآن الكريم - تفسير القرطبي - تفسير سورة يونس - الآية 57
يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ (57) يقول تعالى ـ مرغبًا للخلق في الإقبال على هذا الكتاب الكريم، بذكر أوصافه الحسنة الضرورية للعباد فقال: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ} أي: تعظكم، وتنذركم عن الأعمال الموجبة لسخط الله، المقتضية لعقابه وتحذركم عنها ببيان آثارها ومفاسدها. {وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ} وهو هذا القرآن، شفاء لما في الصدور من أمراض الشهوات الصادة عن الانقياد للشرع وأمراض الشبهات، القادحة في العلم اليقيني، فإن ما فيه من المواعظ والترغيب والترهيب، والوعد والوعيد، مما يوجب للعبد الرغبة والرهبة. وإذا وجدت فيه الرغبة في الخير، والرهبة من الشر، ونمتا على تكرر ما يرد إليها من معاني القرآن، أوجب ذلك تقديم مراد الله على مراد النفس، وصار ما يرضي الله أحب إلى العبد من شهوة نفسه. وكذلك ما فيه من البراهين والأدلة التي صرفها الله غاية التصريف، وبينها أحسن بيان، مما يزيل الشبه القادحة في الحق، ويصل به القلب إلى أعلى درجات اليقين.
[٣]
وجوب السعادة بالإسلام
قال الله تعالى في سورة يونس: {يا أَيُّهَا النّاسُ قَد جاءَتكُم مَوعِظَةٌ مِن رَبِّكُم وَشِفاءٌ لِما فِي الصُّدورِ وَهُدًى وَرَحمَةٌ لِلمُؤمِنينَ ﴿٥٧﴾ قُل بِفَضلِ اللَّـهِ وَبِرَحمَتِهِ فَبِذلِكَ فَليَفرَحوا هُوَ خَيرٌ مِمّا يَجمَعونَ}. [٤]
سعادة المؤمنين بنصر الله تعالى
قال الله تعالى في سورة الروم: {الم * غُلِبَتِ الرُّومُ * فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُم مِّن بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ * فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّـهِ الْأَمْرُ مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّـهِ يَنصُرُ مَن يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ}. [٥]
صفة سعادة الكافر وقنوطه عند الشدة
قال الله تعالى في سورة الروم: {وَإِذَا أَذَقْنَا النَّاسَ رَحْمَةً فَرِحُوا بِهَا وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ إِذَا هُمْ يَقْنَطُونَ}. [٦]
قال الله تعالى في سورة الشورى: {فَإِنْ أَعْرَضُوا فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا إِنْ عَلَيْكَ إِلَّا الْبَلَاغُ وَإِنَّا إِذَا أَذَقْنَا الْإِنسَانَ مِنَّا رَحْمَةً فَرِحَ بِهَا وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ فَإِنَّ الْإِنسَانَ كَفُورٌ}.