8- أن جملة من علماء أهل السنة توسلوا برسول الله في قضاء حاجاتهم فقضيت لهم، ولو كان التوسل بالنبي شركاً لما قضيت لهم به حاجة. منهم: القسطلاني:
قال: وأما التوسل به صلى الله عليه وسلم بعد موته في البرزخ فهو أكثر من أن يحصى أو يدرك باستقصاء...
إلى أن قال: ولقد كان حصل لي داء أعيا دواؤه الأطباء، وأقمت به سنين، فاستغثت به صلى الله عليه وسلم ليلة الثامن والعشرين من جمادى الأولى سنة ثلاث وتسعين وثمانمائة بمكة زادها الله شرفاً، ومنَّ عليَّ بالعود في عافية بلا محنة، فبينا أنا نائم إذ جاء رجل معه قرطاس يكتب فيه: هذا دواء لداء أحمد بن القسطلاني من الحضرة الشريفة بعد الإذن الشريف النبوي، ثم استيقظت فلم أجد بي والله شيئاً مما كنت أجده، وحصل الشفاء ببركة النبي صلى الله عليه وسلم. (المواهب اللدنية 3/418).
القرآن الكريم - تفسير البغوي - تفسير سورة المائدة - الآية 35
وإنا لنسأل الله -عز وجل- بأسمائه الحسنى وصفاته العليا أن يوفقنا أجمعين لسديد الأقوال وصالح الأعمال، وأن يهدينا أجمعين لحسن الفقه في دين الله -عز وجل- وحسن العمل بطاعته وما يقرب إليه. وصلُّوا وسلِّموا -رعاكم الله- على محمد بن عبد الله كما أمركم الله بذلك في كتابه فقال: ( إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً) [الأحزاب:56]. اللهم صلِّ على محمدٍ وعلى آل محمد كما صلَّيت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميدٌ مجيد، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميدٌ مجيد. وارض اللهم عن الخلفاء الراشدين، الأئمة المهديين: أبي بكرٍ، وعمرَ، وعثمان، وعلي، وارض اللهم عن الصحابة أجمعين، وعن التابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنَّا معهم بمنِّك وكرمك وإحسانك يا أكرم الأكرمين. القرآن الكريم - تفسير البغوي - تفسير سورة المائدة - الآية 35. اللهم أعز الإسلام والمسلمين، اللهم انصر من نصر دينك وكتابك وسنة نبيك محمدٍ -صلى الله عليه وسلم-، اللهم انصر إخواننا المسلمين المستضعفين في كل مكان، اللهم كن لهم ناصرًا ومعينا وحافظًا ومؤيدا. اللهم آمنَّا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، واجعل ولايتنا فيمن خافك واتقاك يا رب العالمين، اللهم وفِّق ولي أمرنا لهداك واجعل عمله في رضاك، وأعِنه على طاعتك يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والإكرام.
اللهم آتِ نفوسنا تقواها، وزكها أنت خير من زكاها، أنت وليها ومولاها. اللهم إنا نسألك الهدى والتقى والعفة والغنى. اللهم اغفر لنا ذنبنا كله، دقَّه وجلَّه، أوَّله وآخره، علانيته وسره، اللهم اغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين والمسلمات، والمؤمنين والمؤمنات، الأحياء منهم والأموات. اللهم إنا نستغفرك إنك كنت غفارا، فأرسل السماء علينا مدرارا، اللهم إنا نسألك بأنك أنت الله لا إله إلا أنت يا من وسعت كل شيء رحمة وعلما، نسألك ونتوجه إليك يا ربنا بأسمائك الحسنى وصفاتك العليا أن تسقينا الغيث ولا تجعلنا من القانطين، اللهم اسقنا الغيث ولا تجعلنا من اليائسين، اللهم اسقنا وأغثنا، اللهم اسقنا وأغثنا، اللهم اسقنا وأغثنا، اللهم سقيا رحمة لا سقيا هدمٍ ولا عذابٍ ولا غرق، اللهم أغثنا، اللهم أغثنا، اللهم أغثنا. اللهم إنا نسألك غيثًا مغيثا، هنيئًا مريئا، سحًّا طبقا، نافعًا غير ضار، عاجلًا غير آجل. اللهم أغث قلوبنا بالإيمان وديارنا بالمطر. اللهم أعطنا ولا تحرمنا، وزدنا ولا تنقصنا، وآثرنا ولا تؤثر علينا. القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة المائدة - الآية 35. ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
وابتغوا إليه الوسيلة - ملتقى الخطباء
ولأن من قام به، فهو على القيام بغيره أحرى وأولى { لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} إذا اتقيتم الله بترك المعاصي، وابتغيتم الوسيلة إلى الله، بفعل الطاعات، وجاهدتم في سبيله ابتغاء مرضاته. والفلاح هو الفوز والظفر بكل مطلوب مرغوب، والنجاة من كل مرهوب، فحقيقته السعادة الأبدية والنعيم المقيم.
ثانيها: النداء، كقولك: يا زيد، وكما في قوله تعالى: ( يَوْمَ يَدْعُوكُمْ فَتَسْتَجِيبُونَ بِحَمْدِهِ وَتَظُنُّونَ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا قَلِيلاً) (الإسراء: 52) ، أي يناديكم. ثالثها: التسمية، كقولهم: دعوتُ ابني زيداً، أي أسميته، قال تعالى: ( لا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضاً)(النور: 63). رابعها: الطلب، كما في قوله تعالى: ( وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ)(غافر: 60). خامسها: الاستغاثة، كما في قوله تعالى: ( قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللَّهِ أَوْ أَتَتْكُمُ السَّاعَةُ أَغَيْرَ اللَّهِ تَدْعُونَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ * بَلْ إِيَّاهُ تَدْعُونَ فَيَكْشِفُ مَا تَدْعُونَ إِلَيْهِ إِنْ شَاءَ وَتَنْسَوْنَ مَا تُشْرِكُونَ) (الأنعام: 40، 41). وغير ذلك. وابتغوا إليه الوسيلة أهل البيت. ومنه يتبيَّن أن العبادة هي أحد معاني الدعاء، وأن الاستغاثة وإن اشتملت على نداء أو طلب حاجة، لكنها لا تكون عبادة بالضرورة؛ إذ ليس كل نداء وطلب حاجةٍ عبادة. 2- أن الدعاء إنما يكون عبادة إذا كان مقترناً باعتقاد الألوهية في المدعو، وأما إذا لم يكن كذلك فليس بعبادة، ولولا ذلك لكان كل دعاء عبادة، وهذا لا يقوله جاهل فضلاً عن فاضل.
القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة المائدة - الآية 35
7- أن بعض الصحابة توسلوا برسول الله في طلب الشفاء من أمور لا يقدر عليها إلا الله تعالى. فقد أخرج البخاري 1/64 بسنده عن أبي هريرة قال: قلت: يا رسول الله إني أسمع منك حديثاً كثيراً أنساه، قال: ابسط رداءك. فبسطته، قال: فغرف بيديه، ثم قال: ضُمَّه. فضممته، فما نسيت شيئاً بعده. ومن الواضح أن أبا هريرة بحسب دلالة هذا الحديث إنما توسل برسول الله لشفائه من حالة النسيان التي كان يعاني منها، ولم يسأل النبي أن يدعو له. وقتادة بن النعمان ـ وهو صحابي بدري ـ سأل رسول الله أن يردَّ عليه حدقته بعد أن سالت على وجنته. قال الحاكم النيسابوري في المستدرك 3/334: وشهد قتادة بن النعمان العقبة مع السبعين من الأنصار، وكان من الرماة المذكورين من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، شهد بدراً وأحداً، ورُميتْ عينه يوم أحد، فسالت حدقته على وجنته، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله، إن عندي امرأة أحبّها، وإن هي رأت عيني خشيتُ تقذّرها. فردَّها رسول الله بيده، فاستوت ورجعت، وكانت أقوى عينيه وأصحّهما بعد أن كبر، وشهد أيضاً الخندق والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم. ومن الواضح أن قتادة بن النعمان إنما سأل رسول الله أن يردَّ عليه عينه التي سالت على وجنته، وهذا أمر لا يقدر عليه إلا الله سبحانه، ولم يرد في كلام قتادة أنه طلب الدعاء من النبي.
وفي صحيح مسلمٍ أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا سمعتمُ المؤذِّن فقولوا مثلَ ما يقول، ثم صلُّوا عليَّ؛ فإنه من صلى عليَّ صلاةً، صلى الله عليه بها عشرًا، ثم سلوا لي الوسيلة؛ فإنها منزلةٌ في الجنة، لا تنبغي إلا لعبدٍ من عباد الله، وأرجو أن أكون أنا هو، فمن سأل لي الوسيلة حلَّت عليه الشفاعة)) [3]. ﴿ وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ [المائدة: 35]؛ لَمَّا أمرهم بترك المحارم وفِعل الطاعات، أمرَهم بقتال الأعداء من الكفار والمشركين، الخارجين عن الطريق المستقيم، والتاركين للدين القويم، ورغَّبهم في ذلك بالذي أعدَّه للمجاهدين في سبيله يوم القيامةِ من الفلاح والسعادة العظيمة الخالدة المستمرَّة، التي لا تَبيد ولا تَحول ولا تَزول، في الغرف العالية الرفيعة، الآمنة الحسَنةِ مناظرُها، الطيبةِ مَساكنُها، التي من سَكَنَهَا ينعَم لا يَبأس، ويحيا لا يموت، لا تبلى ثيابُه، ولا يفنى شبابُه [4].
الحمدُ لله ربِّ العالمين، وبه نستعين، ونعوذ بالله مِن الفتن والشرور، وأشهد أن لا إله إلا الله وحْدَه لا شريكَ له، وأشهد أنَّ محمدًا عبدُه ورسوله.
ومن اياته ان خلق لكم من انفسكم ازواجا - Youtube
والأزواج: جمع زوج وهو اسم للعدد الذي يُكرر الواحد تكريرةً واحدة وقد وصف به كما يوصف بأسماء العدد في نحو قول لبيد:... حتى إذا سَلَخَا جُمَادَى سِتَّةً ثم غلب الزواج على كل من الذكر وأنثاه من الإنسان والحيوان ، فقوله: { أزواجاً} أفاد أن يكون الذكر زوجاً للأنثى والعكس ، فالذكر زوج لأنثاه والأنثى زوج لذَكرها ، وتقدم ذلك عند قوله تعالى: { وقلنا يا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة} في سورة البقرة ( 35). إسلام ويب - التفسير الكبير - سورة الروم - قوله تعالى ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها - الجزء رقم10. وفي قوله: وخلقناكم أزواجاً} إيماء إلى ما في ذلك الخلققِ من حكمة إيجاد قوة التناسل من اقتران الذكر بالأنثى وهو مناط الإيماء إلى الاستدلال على إمكان إعادة الأجساد فإن القادر على إيجاد هذا التكوين العجيب ابتداء بقوة التناسل قادر على إيجاد مثله بمثل تلك الدقة أو أدق. وفيه استدلال على عظيم قدرة الله وحكمته ، وامتنان على الناس بأنه خلقهم ، وأنه خلقهم بحالة تجعل لكل واحد من الصنفين ما يصلح لأن يكون له زوجاً ليحصل التعاون والتشارك في الأنس والتنعم ، قال تعالى: { وجعل منها زوجها ليسكن إليها} [ الأعراف: 189] ولذلك صيغ هذا التقرير بتعليق فعل ( خلقنا) بضمير الناس وجُعل { أزواجاً} حالاً منه ليحصل بذلك الاعتبار بكلا الأمرين دون أن يقال: وخلقنا لَكُم أزواجاً.
إسلام ويب - التفسير الكبير - سورة الروم - قوله تعالى ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها - الجزء رقم10
الرابعة: ويخدم الرجل زوجته فيما خف من الخدمة ويعينها ، لما روته عائشة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يكون في مهنة أهله فإذا سمع الأذان خرج. وهذا قول مالك: ويعينها. وفي أخلاق النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه كان يخصف النعل ويقم البيت ويخيط الثوب. وقالت عائشة وقد قيل لها: ما كان يعمل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في بيته ؟ قالت: كان بشرا من البشر يفلي ثوبه ويحلب شاته ويخدم نفسه. الخامسة: وينفق على خادمة واحدة ، وقيل على أكثر; على قدر الثروة والمنزلة. وهذا أمر دائر على العرف الذي هو أصل من أصول الشريعة ، فإن نساء الأعراب وسكان البوادي يخدمن أزواجهن في استعذاب الماء وسياسة الدواب ، ونساء الحواضر يخدم المقل منهم زوجته فيما خف ويعينها ، وأما أهل الثروة فيخدمون أزواجهن ويترفهن معهم إذا كان لهم منصب ذلك; فإن كان أمرا مشكلا شرطت عليه الزوجة ذلك ، فتشهد أنه قد عرف أنها ممن لا تخدم نفسها فالتزم إخدامها ، فينفذ ذلك وتنقطع الدعوى فيه. قوله تعالى: ورزقكم من الطيبات أي من الثمار والحبوب والحيوان. أفبالباطل يعني الأصنام; قاله ابن عباس. ومن اياته ان خلق لكم من انفسكم ازواجا - YouTube. يؤمنون قراءة الجمهور بالياء. وقرأ أبو عبد الرحمن بالتاء. وبنعمة الله أي بالإسلام.
وخلقناكم أزواجا
قوله تعالى: وجعل لكم من أزواجكم بنين وحفدة فيه خمس مسائل: الأولى: قوله تعالى: وجعل لكم من أزواجكم بنين ظاهر في تعديد النعمة في الأبناء ، ووجود الأبناء يكون منهما معا; ولكنه لما كان خلق المولود فيها وانفصاله عنها أضيف إليها ، ولذلك تبعها في الرق والحرية وصار مثلها في المالية. قال ابن العربي: سمعت إمام الحنابلة بمدينة السلام أبا الوفاء علي بن عقيل يقول: إنما تبع الولد الأم في المالية وصار بحكمها في الرق والحرية; لأنه انفصل عن الأب نطفة لا قيمة له ولا مالية فيه ولا منفعة ، وإنما اكتسب ما اكتسب بها ومنها فلأجل ذلك تبعها. كما لو أكل رجل تمرا في أرض رجل وسقطت منه نواة في الأرض من يد الآكل فصارت نخلة فإنها ملك صاحب الأرض دون الآكل بإجماع من الأمة لأنها انفصلت عن الآكل ولا قيمة لها. وخلقناكم أزواجا. الثانية: قوله تعالى: وحفدة روى ابن القاسم عن مالك قال وسألته عن قوله - تعالى -: بنين وحفدة قال: الحفدة الخدم والأعوان في رأيي. وروي عن ابن عباس في قوله - تعالى -: وحفدة قال هم الأعوان ، من أعانك فقد حفدك. قيل له: فهل تعرف العرب ذلك ؟ قال نعم وتقول أوما سمعت قول الشاعر: حفد الولائد حولهن وأسلمت بأكفهن أزمة الأجمال أي أسرعن الخدمة.
وفي ذلك حمل لهم على الشكر بالإِقبال على النظر فيما بُلِّغ إليهم عن الله الذي أسعفهم بهذه النعم على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم وتعريض بأن إعراضهم عن قبول الدعوة الإسلامية ومكابرتهم فيما بلغهم من ذلك كفران لنعمة واهب النعم. إعراب القرآن: «وَخَلَقْناكُمْ» ماض وفاعله ومفعوله و«أَزْواجاً» حال.