إن على المؤمن أن يتقي الله، ولا تأخذه العزة بالإثم، وتأخذه الأنفة من أن يطيع وينقاد لمن ولي أمر المسلمين مهما كان شكله أو نسبه، ما دام أنه يحكم بكتاب الله تعالى. إن وجوب طاعة الإمام ، والنهي عن الخروج عليه لا تعني المداهنة والمسايرة لهذا الإمام على حساب الدين، ولا تعني السكوت عن المنكر وتحسين فعل الإمام ، بل يجب إنكار المنكر، والأمر بالمعروف مع البقاء على الطاعة العامة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إنه يستعمل عليكم أمراء. فتعرفون وتنكرون. فمن كره فقد برئ. ومن أنكر فقد سلم. ولكن من رضى وتابع)) رواه مسلم (1854). وقال: ((إذا رأيتم من ولاتكم شيئا تكرهونه فاكرهوا عمله ، ولا تنزعوا يدا عن طاعة)) رواه مسلم (1855). الخروج على ولاة الأمور.. رؤية شرعية - إسلام ويب - مركز الفتوى. فمن كره ذلك المنكر فقد برئ من إثمه وعقوبته، وهذا في حق من لا يستطيع إنكاره بيده ولا لسانه، فليكرهه بقلبه وليبرأ ولا إثم عليه، أما الإثم والعقوبة فتكون على من رضي وتابع انظر شرح ((صحيح مسلم)) للنووي (12/243)، وانظر ((الفتاوى)) لابن تيمية (28/277)، (75/7). مسألة: متى يجوز الخروج على الإمام بالسيف وقتاله وخلعه؟ بين لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم متى يكون ذلك، إنها في حالة واحدة في حال الكفر بالله عز وجل، ففي الحديث عن عبادة بن الصامت قال: ((دعانا النبي صلى الله عليه وسلم فبايعناه.. على السمع والطاعة في منشطنا ومكرهنا، وعسرنا ويسرنا، وأثرة علينا، وألا ننازع الأمر أهله إلا أن تروا كفرا بواحا عندكم من الله فيه برهان)) رواه البخاري (7056) ، ومسلم (1709).
حكم الخروج على الحاكم - إسلام ويب - مركز الفتوى
ويقاس عليها المذكرات التالية لها حتى هذا اليوم. ثالثاً: إنشاء اللجان بأي مسمى دون إذن ولي أمر المسلمين: وقد أجاب عدد من علماء الأمة منهم الشيخ صالح الفوزان -حفظه الله- بأنه لا يجوز لأحد من الرعية أن ينشئ لجاناً أو مشاريع تتولى شيئاً من أمور الأمة إلا بإذن ولي الأمر لأن هذا يعتبر خروجاً عن طاعته وافتئاتاً عليه واعتداء على صلاحياته ويترتب على ذلك الفوضى وضياع المسؤولية.
الخروج على ولاة الأمور.. رؤية شرعية - إسلام ويب - مركز الفتوى
ثم صلوا وسلموا على نبيكم محمد رسول الله...
يقودكم بكتاب الله فأسمعوا له وأطيعوا)) رواه مسلم (1298). وفي هذه النصوص فوائد وأحكام منها: وجوب طاعة الإمام وأن طاعته من طاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم. إن من أطاع الأمراء ممتثلا أمر الله ورسوله فأجره على الله، أما إن كان لا يطيعهم إلا لما يأخذ من الولاية والمال فإن أعطوه أطاعهم، وإن منعوه عصاهم، فما له في الآخرة من خلاق انظر ((الفتاوى)) لابن تيمية (35/13). ، يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: ((ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم، ولهم عذاب أليم... وذكر منهم: " رجل بايع إماما لا يبايعه إلا لدنياه، إن أعطاه ما يريد وفى له؛ وإلا لم يف له)) رواه البخاري (7212) ، ومسلم (108). حكم الخروج على الحاكم - إسلام ويب - مركز الفتوى. إن المرام بالإمام هنا: ليس مقصورا على إمامة المسلمين العامة، بل يشمل كل من ولي أمرا من أمور المسلمين وقام بأمور الناس، وكانت توليته من الإمام العام انظر ((فتح الباري)) (6/116)، (13/122). فيجري عليه الحكم. إن طاعة الإمام ليست طاعة مطلقة أو مستقلة، بل طاعتهم تكون ما أطاعوا الله ورسوله، فالطاعة في المعروف. وبالتالي: لا طاعة للإمام إذا أمر بمعصية الله تعالى، فيحرم على من كان قادرا على الامتناع عن طاعة الإمام إذا أمر بمعصية، تحرم عليه هذه الطاعة انظر ((فتح الباري)) (13/123).