بالمناسبة وجدتُ في اللسان لابن منظور أن إطلاق مفردة "صحفي" خطأ والصحيح "صحافي" لأن الأولى تعني القراءة الخاطئة، من صحّف. ويؤلم أصحابَ الجرائد ومحرريها وحتى رؤساء التحرير هزأ أو سخرية البعض من القراء، من جهدهم. وفي لبنان،، كثرت المطبوعات حتى أن اثنتين أو ثلاث مطبوعات يظهرن للعلن وقت الصيف، عندما يكثر أهل الخليج في المصايف، وكانت تلك المطبوعات ذوات مردود إعلاني وتوزيعي مُربح. وعُرف آنذاك أن كل حزب لبناني له صحيفته. وتُغلق الصحيفة، ثم تُعاود الصدور بتوجّه آخر، وسبحان مُقسّم الأرزاق. جريدة الرياض | «معاريض» فوق النظام..«اجيبها من فوق»..!. وقالوا في مصايف جبال لبنان إن بائع الصحف كان يسير ومعهُ رُزم من الصحف يبيعها. وينادي من الرصيف: «نصب كبير والضحايا ألفين». ولم يجد المهتمون وقتا للتفحص فيشترون الجريدة. وعندما يعود البائع قادماً من الاتجاه الآخر يكون قد وزّع أكثر، وينادي: «نصب كبير والضحايا ألفين وخمسين». لا حظوا زاد عدد الضحايا..! والناس في حماسهم يبحثون عن الخبر المثير، والبائع يُوزّع. وإن صادف وفتح المشتري الصحيفة فلن يجد سوى خبرا عاديا.
- الرياض من فوق فم رضيع
الرياض من فوق فم رضيع
أما المسيحيون فيؤمنون بأن السير فوق الماء من معجزات عيسى عليه السلام - الذي علم اتباعه إمكانية ذلك إن آمنوا به ولم يخشوا الغرق «فحين نزل بطرس من السفينة ناداه المسيح من اليابسة فسار فوق الماء ملبياً فرحاً ولكنه حين أحس بالخوف بدأ يغرق فصاح منادياً أيها الرب أنقذني - 22 - 14 Matthew». ٭ أما في تراثنا الإسلامي فهناك قصة مشهورة عن العلاء بن الحضرمي الذي سار بجيشه فوق الماء في غزوة البحرين. وروى أنس عما حدث قائلاً: كنت في غزوته فأتينا عدونا وقد جاوزوا خليجاً في البحر إلى جزيرة بعيدة فوقف العلاء على الخليج ونادى ربه: يا علي يا عظيم يا حليم يا كريم، قم قال: أجيزوا بسم الله.. قال: فأجزنا ما يبل الماء (أو يصل الماء) حوافر دوابنا. فلم نلبث إلا يسيراً فأصبنا العدو (ثم عدنا) فقال مثل مقالته الأولى فأجزنا ما يبل الماء حوافر دوابنا (البداية والنهاية 155/6)! ٭ على أي حال؛ لأن الكرامات لا تحصل لأي إنسان ظهرت اختراعات وتقنيات تتيح (لمثلي ومثلك) السير فوق الماء.. الرياض: سقوط سيارة من فوق جسر وإصابات متوسطة لقائدها | الشرق الأوسط. فقبل أيام مثلاً قرأت خبراً عن فتاة صينية ابتكرت جزمة مطاطية تمكنها من السير فوق الماء (رأيت صورتها على موقع Ananova)!! وفي علم الفيزياء هناك حقيقة مفادها أن الأجسام الثقيلة يخف وزنها بازدياد سرعتها؛ وهذا المبدأ بالذات هو ما يتيح لسحلية الماء (واسمها العلمي Basiliscus Plumifrons) الجري فوق البرك والمستنقعات بسرعة كبيرة بحيث تغرق، لو توقفت..
وفي ولاية لويزيانا تحول هذا المبدأ إلى سباق سنوي تنطلق فيه السيارات بسرعة كبيرة لاجتياز مستنقع صغير.. وفي حين لا يتجاوز بعض السيارات منتصف المستنقع - أو يغرق قبل نهايته - ينجح البعض الآخر في الصعود من الضفة الأخرى!!..
وعليه لابد من التحذير أن جميع المرافق المشيدة في مدينة الرياض الكبرى، وخاصة تلك المشيدة في المنطقة الممتدة من وادي حنيفة غربًا إلى سلسلة الجبيل (جبل السلي) هي منطقة قلقة جيولوجيًا، وأن توالي سقوط الأمطار وجريان السيول قد يتسبب، لا قدّر الله، في انهيار العديد من المنشآت، كما أن شرق الرياض وخاصة تلك المشيدة على وادي السليّ تتكون أرضيتها من رواسب طمي ورواسب لينة قد تتعرض للتحرك والتشقق بسبب تشبعها بالمياه مما قد يتسبب في زحزحة وتصدع المياني والمرافق. دراسة جيولوجية:
نظرًا لما تعيشه مملكتنا الغالية من قفزات تنموية على مختلف الأصعدة وخاصة منها العمرانية والصناعية فإنني أوصي بإجراء دراسات جيولوجية جيوفيزيائية موسعة خاصة لمناطق التنمية العمرانية والصناعية، ولعل من أول تلك المناطق مدينة سدير الصناعية التي تقع فوق صخور جيرية كثيرة الخفوس والفجوات. الرياض من فوق فم رضيع. المنطقة الشرقية:
إن ما ذكرناه حول منطقة الرياض ينطبق إلى حد كبير على المنطقة الشرقية. تتميز المنطقة الشرقية بخصائصها الجيولوجية القلقة، فبجانب طبقات أحجار الرمل، تتكون صخورها من تتابعات متبادلة من صخور جيرية ومتبخرات (أنهيدريت) وطينية وتعرف بمتكونات الدمام وأم الرؤوس وأم الرضمة والعرمة، ترسبت في بحار ضحلة إبان العصر الثلاثي، خلال الفترة ما قبل 35 إلى 65 مليون سنة تقريبًا في بحار ضحلة.