السؤال: هل هناك تخصيص بفضل الصلاة في المسجد النبوي، وما الذي يكتب للإنسان
إذا صلى أربعين صلاة مكتوبة متتالية في الحرم النبوي، وهل هذا الفضل
خاص بالحرم النبوي؟
الإجابة: الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه
أجمعين، أما بعد:
فقد ثبت من حديث ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
" صلاة فيه أفضل من ألف صلاة فيما سواه من
المساجد إلا مسجد الكعبة " (رواه مسلم)، ومن حديث أبي هريرة رضي
الله عنه قال: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " صلاة في مسجدي خير من ألف صلاة فيما سواه إلا
المسجد الحرام " (متفق عليه). و(روى الشيخان) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: " لا تشد الرحال إلا
إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، ومسجدي هذا، والمسجد الأقصى "،
فالصلاة في مسجده عليه الصلاة والسلام تعدل ألف صلاة فيما سواه من
المساجد سوى المسجد الحرام. وأما صلاة أربعين صلاة مكتوبة متتالية في المسجد النبوي فقد روي فيها
حديث عن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
" من صلى في مسجدي أربعين صلاة لا تفوته
صلاة كتب له براءة من النار وبراءة من العذاب وبرئ من النفاق "
(رواه أحمد والترمذي والطبراني في الأوسط).
- حديث: صلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام
حديث: صلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام
قلت: هو صحيح بنقل العدل عن العدل حسب ما بيناه في سورة ( إبراهيم). الثالثة: المساجد وإن كانت لله ملكا وتشريفا فإنها قد تنسب إلى غيره تعريفا; فيقال: مسجد فلان. وفي صحيح الحديث أن النبي - صلى الله عليه وسلم - سابق بين الخيل التي أضمرت من الحفياء وأمدها ثنية الوداع ، وسابق بين الخيل التي لم تضمر من الثنية إلى مسجد بني زريق. وتكون هذه الإضافة بحكم المحلية كأنها في قبلتهم ، وقد تكون بتحبيسهم ، ولا خلاف بين الأمة في تحبيس المساجد والقناطر والمقابر وإن اختلفوا في تحبيس غير ذلك. الرابعة: مع أن المساجد لله لا يذكر فيها إلا الله فإنه تجوز القسمة فيها للأموال. ويجوز وضع الصدقات فيها على رسم الاشتراك بين المساكين وكل من جاء أكل. ويجوز حبس الغريم فيها ، وربط الأسير والنوم فيها ، وسكنى المريض فيها ، وفتح الباب للجار إليها ، وإنشاد الشعر فيها إذا عري عن الباطل. وقد مضى هذا كله مبينا في سورة ( براءة) و ( النور) وغيرهما. الخامسة: قوله تعالى: فلا تدعوا مع الله أحدا هذا توبيخ للمشركين في دعائهم مع الله غيره في المسجد الحرام. وقال مجاهد: كانت اليهود والنصارى إذا دخلوا كنائسهم وبيعهم أشركوا بالله ، فأمر الله نبيه والمؤمنين أن يخلصوا لله الدعوة إذا دخلوا المساجد كلها.
وقد حكم أهل العلم بالحديث عليه بأنه حديث منكر، وقد (روى ابن ماجه
بإسناد حسن) عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
" من صلى لله أربعين يوماً في جماعة، يدرك
التكبيرة الأولى كتبت له براءتان: براءة من النار وبراءة من
النفاق " والله تعالى أعلم. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نقلاً عن شبكة المشكاة
الإسلامية. 46
10
215, 779