وقال ابن عبد البر في الاستذكار:.. عن يحيى بن سعيد أنه بلغه أنه قال: بلغني أن أول ما ينظر فيه من عمل الصلاة، فإن قبلت منه نظر في سائر عمله، وإن لم تقبل منه لم ينظر في شيء من عمله، فهذا المعنى قد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم من وجوه قد ذكرناها في التمهيد، ومثله لا يكون رأيا وإنما يكون توقيفا، فمن ذلك حديث تميم الداري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة صلاته.. الخ. انتهى. ولكن لا يلزم من هذا كفر تارك الصلاة لأن من حبطت أعماله وفي قلبه مثقال ذرة من الإيمان خرج من النار بإذن الله تعالى كما دلت على ذلك أحاديث الشفاعة، ولهذا استدل بهذا الحديث الجمهور على عدم كفر تارك الصلاة. قال الشوكاني في نيل الأوطار عن هذا الحديث: وأورده المصنف في حجج من قال بعدم الكفر لأن نقصان الفرائض أعم من أن يكون نقصا في الذات وهو ترك بعضها أو في الصفة وهو عدم استيفاء أذكارها أو أركانها، وجبرانها بالنوافل مشعر بأنها مقبولة مثاب عليها، والكفر ينافي ذلك... اول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة؟؟؟؟؟؟؟؟. انتهى. والاستغفار لتارك الصلاة والتصدق عنه أو عدم الاستغفار له والتصدق عنه ينبني على خلاف الفقهاء في حكمه هل هو كافر أم مسلم، فمن يراه كافرا كفرا مخرجا من الملة لا يرى جواز الاستغفار له ولا التصدق عنه، ومن يراه عاصيا من جملة عصاة الموحدين جاز عنده الاستغفار لتارك الصلاة والتصدق عنه.
اول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة؟؟؟؟؟؟؟؟
حيث إنها من حق الله تعالى على العبد، كما أوضح في الحديث الشريف أن ظلم الناس والقتل أو الإصابة بالجروح من أول ما يتم الحساب عليه يوم القيامة، حتى يأخذ كل ذي حقٍ حقه. في ذلك الحديث الشريف وغيره من الأحاديث النبوية تعليمات وتوجيهات هامة من الرسول ـ عليه الصلاة والسلام ـ بضرورة الحفاظ على الصلوات وفضلها على جميع العباد. اقرأ أيضًا: المهدي المنتظر في صحيح البخاري
حكم ترك الصلاة من السنة النبوية
عن بريدة بن الحصيب الأسلمي ـ رضي الله عنه ـ أن الرسول ـ عليه الصلاة والسلام ـ قال: "إن العهدُ الذي بيننا وبينهم الصلاةُ فمن تركها فقد كفرَ" [حديث صحيح النسائي]. الصلاة هي ثاني أركان الدين الإسلامي وهي عامود الدين، فمن قام بها وأدّها على أتم وجه فقد نجا وأفلح، ففي ذلك الحديث أوضح رسولنا الكريم ـ عليه الصلاة والسلام ـ أن العهد بين الأعمال الظاهرة للمسلمين والكافرين هو الصلاة، وه, ما يفرق بين الملة للأشخاص المختلفين. الترك في الحديث الشريف هو الترك الناتج عن التكاسل أو نسيان الصلوات للأمور الأخرى التي قد يراها الشخص هامة في حياته، كالعمل أو المرح والتنزه، وهو ما يجعله يتهاون في أدائها بميعادها، وإن الله تعالى أحق بأن يتم ترك كافة الأمور لأجل الامتثال بين يديه.
فهذا صلى ولكن لم يحسن الركوع والسجود والقيام. فما بالك بمن ضيع الصلاة ؟!! فما ظنك بمن ترك الصلاة ؟!! قال جل فى علاه { فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا} [ مريم: 59]. فما هو الغى ؟ قال ابن عباس وعائشة الغى نهر فى جهنم بعيد قعره خبيث طعمه.
اهـ
ولذلك، فقد يكون الشفاء في غيرها من الأدوية كما في الأحاديث التي أشرت إليها، والمقصود بالعسل عسل النحل، كما في قوله تعالى: يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس ـ قال المناوي في فيض القدير: والمراد به حيث أطلق عسل النحل، وفيه شفاء للناس، ومنافعه لا تكاد تحصى. اهـ
والله أعلم.
الشفاء في ثلاث قروش
قوله: ( رواه القمي) بضم القاف وتشديد الميم هو يعقوب بن عبد الله بن سعد بن مالك بن هانئ بن عامر بن أبي عامر الأشعري ، ل جده أبي عامر صحبة وكنية يعقوب أبو الحسن وهو من أهل قم ونزل الري ، قواه النسائي وقال الدار قطني ليس بالقوي ، وما له في البخاري سوى هذا الموضع. معنى حديث: (الشفاء في ثلاث ...). وليث شيخه هو ابن سليم الكوفي سيئ الحفظ. وقد وقع لنا هذا الحديث من رواية القمي موصولا في " مسند البزار " وفي " الغيلانيات " في " جزء ابن بخيت " كلهم من رواية عبد العزيز بن الخطاب عنه بهذا السند ، وقصر بعض الشراح فنسبه إلى تخريج أبي نعيم في الطب ، والذي عند أبي نعيم بهذا السند حديث آخر في الحجامة لفظه " احتجموا لا يتبيغ بكم الدم فيقتلكم ". قوله: ( في العسل والحجم) في رواية الكشميهني " والحجامة " ووقع في رواية عبد العزيز بن الخطاب المذكورة " إن كان في شيء من أدويتكم شفاء ففي مصة من الحجام ، أو مصة من العسل " وإلى هذا أشار البخاري بقوله " في العسل والحجم وأشار بذلك إلى أن الكي لم يقع في هذه الرواية.
الشفاء في ثلاث نوادي أساسية ضمن
و الله أعلم. وقال ابن قتيبة: الكي جنسان: كي الصحيح لئلا يعتل، فهذا الذي قيل فيه: لم يتوكل من اكتوى؛ لأنه يريد أن يدفع القدر عن نفسه. والثاني: كي الجرح إذا نغل، والعضو إذا قطع، ففي هذا الشفاء. وأما إذا كان الكي للتداوي الذي يجوز أن ينجع، ويجوز أن لا ينجع، فإنه إلى الكراهة أقرب. انتهى. الشفاء في ثلاث نوادي أساسية ضمن. وثبت في الصحيحين في حديث السبعين ألفًا الذين يدخلون الجنة بغير حساب أنهم الذين: « لَا يَسْتَرْقُونَ، ولَا يَكْتَوُونَ، وَلَا يَتَطَيَّرُونَ، وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ » [23]. فقد تضمنت أحاديث الكي أربعة أنواع، أحدها: فعله؛ والثاني: عدم محبته له؛ والثالث: الثناء على من تركه؛ والرابع: النهي عنه، ولا تعارض بينها بحمد الله تعالى فإن فعله يدل على جوازه، وعدم محبته له لا يدل على المنع منه، وأما الثناء على تاركه، فيدل على أن تركه أولى وأفضل، وأما النهي عنه، فعلى سبيل الاختيار والكراهة، أو عن النوع الذي لا يحتاج إليه، بل يفعل خوفًا من حدوث الداء. و الله أعلم » [24]. والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. [1] صحيح البخاري برقم 2102، وصحيح مسلم برقم 1577 واللفظ له. [2] صحيح البخاري برقم 5691، وصحيح مسلم برقم 1202.
[20] زاد المعاد (4/ 55). [21] برقم 2207. [22] صحيح مسلم برقم 2208. [23] صحيح البخاري برقم 5705، ومسلم برقم 220 وليس فيه موضع الشاهد: ولا يكتوون. [24] زاد المعاد (4/ 58-60) باختصار.