وسئل عن الزهد فقال: إذا أُنعم عليه، فشكر، وإذا ابتلى ببلية فصبر، فذلك الزُّهد، ومرة قال: الزُّهد فيما حرَّم الله، فأمَّا ما أحلَّ الله؛ فقد أباحه الله؛ فإنَّ النَّبيِّين قد نكحوا، وركبوا، ولبسوا، وأكلوا، لكن الله نهاهم عن شيءٍ، فانتهوا عنه، وكانوا به زهاداً. ولما قيل له في هذا إن عيسى لم يتزوج قال: إنما كان عيسى ابن مريم عليه السلام لا يريد النساء، لأنه لم يخلق من نطفة. فرحم الله سفيان بن عيينة فإنه قد قيل إنه في آخر سنة حج قال: جاوزت هذا الموضوع سبعين مرة، وأقول في كل مرة: الله لا تجعله آخر العهد في هذا المكان، وإني قد استحييت من الله من كثرة ما أسأله ذلك، فرجع فتوفي في العام القابل ودفن بالحجون بمكة.
- سفيانُ بن عُيينةَ (إمامُ الصِّحة والتَّوثيق) - ملتقى الخطباء
- قول الإمام سفيان بن عيينة في عدم تكفير تارك الصلاة كسلاً
- سفيان بن عيينة شيخ شيوخ مكة في عصره - المكتبة الوقفية للكتب المصورة PDF
- التفريغ النصي - سلسلة من أعلام السلف الإمام سفيان بن عيينة - للشيخ أحمد فريد
- مجلة الرسالة/العدد 768/سلافان - ويكي مصدر
- تقل نسبة البطالة في البلدان الصناعية . - جيل التعليم
- تقل نسبة البطالة في البلدان الصناعية - العربي نت
سفيانُ بن عُيينةَ (إمامُ الصِّحة والتَّوثيق) - ملتقى الخطباء
[ ص: 469]
قال المسيب بن واضح: سئل ابن عيينة عن الزهد: قال: الزهد فيما حرم الله. فأما ما أحل الله ، فقد أباحكه الله ، فإن النبيين قد نكحوا ، وركبوا ، ولبسوا ، وأكلوا ، لكن الله نهاهم عن شيء ، فانتهوا عنه ، وكانوا به زهادا. وعن ابن عيينة قال: إنما كان عيسى ابن مريم لا يريد النساء ، لأنه لم يخلق من نطفة. قال أحمد بن حنبل: حدثنا سفيان قال: لم يكن أحد فيما نعلم أشد تشبها بعيسى ابن مريم من أبي ذر. وروى علي بن حرب ، سمعت سفيان بن عيينة في قوله: والشهداء والصالحين قال: الصالحون: هم أصحاب الحديث. وروى أحمد بن زيد بن هارون ، حدثنا إبراهيم بن المنذر ، سمعت ابن عيينة يقول: أنا أحق بالبكاء من الحطيئة ، هو يبكي على الشعر ، وأنا أبكي على الحديث. قال شيخ الإسلام عقيب هذا: أراه قال هذا حين حصر في البيت عن الحديث ، لأنه اختلط قبل موته بسنة.
قول الإمام سفيان بن عيينة في عدم تكفير تارك الصلاة كسلاً
قال الشافعيُّ: "وجدت أحاديث الأحكام كلها, عند ابن عيينة, سوى ستة أحاديث, ووجدتُها كلَّها عند مالك, سوى ثلاثين حديثاً". قال الذهبيُّ: "فهذا يوضِّح لك, سعة دائرة سفيان في العلم؛ وذلك لأنه ضم أحاديث العراقيين, إلى أحاديث الحجازيِّين, وارتحل, ولقي خلقاً كثيراً, ما لقيهم مالك, وهما نظيران بالإتقان". وقال عبد الرحمن بن مهديِّ: "كان ابنُ عيينة من أعلم الناس بحديث الحجاز". وقال ابن وهب: "لا أعلم أحداً, أعلمَ بالتفسير من ابن عيينة". وقال أحمد: "ما رأيت أعلم بالسُّنن منه". ولقد كان خلقٌ من طلبة الحديث يتكلَّفون الحجَّ, وما المحرك لهم سوى لقي سفيان بن عيينة, لإمامته وعلوِّ إسناده. وجاور عنده غيرُ واحد من الحفاظ. ومن كبار أصحابه المكثرين عنه: الحميديُّ, والشافعيُّ, وابن المديني, وأحمد, وإبراهيم الرماديُّ. قال الإمام الشافعيُّ: "لولا مالك وسفيان بن عيينة لذهب علم الحجاز". قال حرملة: "سمعت الشافعيَّ يقول: ما رأيتُ أحداً فيه من آلة العلم ما في سفيان بن عيينة, وما رأيت أكفَّ عن الفُتيا منه، قال: وما رأيت أحداً أحسن تفسيراً للحديث منه". قال عليُّ بن المديني: "ما في أصحاب الزهريِّ أحدٌ أتقنَ من سفيان بن عيينة".
سفيان بن عيينة شيخ شيوخ مكة في عصره - المكتبة الوقفية للكتب المصورة Pdf
وقال يحيى بن معين: "وهو أثبتُ الناس, في عمرو بن دينار". وقال ابنُ المدينيِّ: "قال لي يحيى القطانُ: ما بقيَ من معلميَّ أحدٌ غيرُ سفيان ابن عيينة؛ وهو إمامٌ منذ أربعين سنة". وقال ابن المبارك: "سُئل سفيانُ الثوريُّ عن سفيان بن عيينة, فقال: ذاك أحدُ الأحدين, ما أغربه"!. وقال ابو حاتم الرازيُّ: "سُفيان بن عيينة, إمامٌ, ثقة, كان أعلمَ بحديث عمرو ابن دينار من شعبةَ", قال: "وأثبتُ أصحاب الزهريِّ هو ومالك". وقال الربيع بن سليمان: "سمعتُ الشَّافعيَّ يقول: لولا مالكٌ وسفيان؛ لذهب علمُ الحجاز". وقال عليٌّ: "وسمعت بشر بن المفضل, يقول: ما بقي على وجه الأرض أحدٌ, يُشبه سفيان بن عيينة". وقال عثمانُ بن سعيد الدراميُّ: "سألت يحيى بن معين؛ قلت له: ابنُ عيينةَ أحبُّ إليك, في عمرو بن دينار, أو الثوريُّ؟ فقال: ابنُ عيينةَ أعلمُ به, قلت: فابنُ عيينةَ أحبُّ إليك فيه, أو حمادُ بن زيد, قال: ابنُ عيينة أعلمُ به, قلت: فشعبة؟ قال: وأيش روى عنه شعبة! ؟ إنما روى عنه نحواً من مائة حديث". وقال محمد بن إسحاق: "وكان ثقة, ثبتاً, كثير الحديث, حجةً, توفِّي؛ وهو ابن إحدى وتسعين سنة". سعة علمه
قال حرملة بن يحيى: "سمعت الشافعيَّ يقول: ما رأيتُ أحداً من الناس فيه من آلة العلم, ما في سفيان بن عيينة, وما رأيت أحداً أكفأ في الفتيا منه".
التفريغ النصي - سلسلة من أعلام السلف الإمام سفيان بن عيينة - للشيخ أحمد فريد
كتب المؤلف حديث سفيان بن عيينة رواية المروزي الكتاب: جزء حديث سفيان بن عيينة
المؤلف: سفيان بن عيينة بن ميمون (ت ١٩٨هـ)
برواية: أبى يحيى زكريا بن يحيى بن أسد المروزي (ت ٢٧٠ هـ)
تحقيق: مسعد بن عبد الحميد السعدني
الناشر: دار الصحابة للتراث بطنطا
الطبعة: الأولى ١٤١٢ ه - ١٩٩٢ م
عدد الأجزاء: ١
[ترقيم الكتاب موافق للمطبوع] تعريف بالمؤلف سفيان بن عيينة (١٠٧ - ١٩٨ هـ = ٧٢٥ - ٨١٤ م) سفيان بن عيينة بن ميمون الهلالي الكوفي، أبو محمد: محدث الحرم المكي. من الموالي. ولد بالكوفة، وسكن مكة وتوفي بها. كان حافظا ثقة، واسع العلم كبير القدر، قال الشافعي: لولا مالك وسفيان لذهب علم الحجاز. وكان أعور. وحج سبعين سنة. قال علي بن حرب: كنت أحب أن لي جارية في غنج ابن عيينة إذا حدث! له (الجامع) في الحديث، وكتاب في (التفسير) نقلا عن: الأعلام للزركلي
واحد من شيوخ الإسلام والفقهاء المرموقين ومن المشهود لهم بالمكانة العالية والفقه، إنه سفيان ابن عيينة بن ميمون الهلالي الكوفي ثم المكي، محدث فقيه، ولد بالكوفة عام 107هـ في النصف من شعبان، ولقي في الكوفة الكبار من العلماء، ولحرصه ورغبته فقد حمل عنهم علماً كثيراً، وجمع منهم وألّف في التفسير والحديث، فكان له مكانة حيث ازدحم طلاب العلم عليه، بل رحلوا للأخذ عنه والالتقاء به، من أماكن شتى، وقد توفي بمكة عام 196هـ.
قلت: هل سمعته يذكر الهوى ؟ قال: نعم: بينا نحن معه -صلى الله عليه وسلم- في مسير ، إذ ناداه أعرابي بصوت له جهوري ، فقال: يا محمد ، فأجابه على نحو من كلامه: هاؤم ، قال: أرأيت رجلا أحب قوما ولما يلحق بهم ؟ قال: المرء مع من أحب ، ثم أنشأ يحدثنا: أن من قبل المغرب بابا يفتح الله للتوبة مسيرة عرضه أربعون سنة ، فلا يزال مفتوحا حتى تطلع الشمس من قبله ، وذلك قوله تعالى: يوم يأتي بعض آيات ربك الآية. وبه ، قال ابن عاصم: سمعت من ابن عيينة ، وأنا محرم لبعض النساء ، ومن حج بعدي لم يره ، مات سنة ثمان وتسعين ومائة. [ ص: 471]
أخبرنا أبو المعالي أحمد بن إسحاق بمصر ، أخبرنا أبو المحاسن محمد بن هبة الله بن عبد العزيز الدينوري ببغداد ، أخبرنا عمي محمد بن عبد العزيز في سنة تسع وثلاثين وخمسمائة ، أخبرنا عاصم بن الحسن ، أخبرنا أبو عمر بن مهدي ، حدثنا الحسين بن إسماعيل المحاملي ، إملاء ، حدثنا أبو موسى محمد بن المثنى ، حدثنا ابن عيينة ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة أن النبي -صلى الله عليه وسلم- لما جاء إلى مكة دخلها من أعلاها ، وخرج من أسفلها أخرجه الشيخان ، وأبو داود والترمذي والنسائي. أخبرنا أحمد بن إسحاق المصري ، أخبرنا أحمد بن يوسف ، والفتح بن عبد السلام قالا: أخبرنا محمد بن عمر القاضي ، أخبرنا أبو الحسين أحمد بن محمد البزاز ، أخبرنا علي بن عمر السكري ، أخبرنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي سنة ثلاث وثلاثمائة ، حدثنا يحيى بن معين ، حدثنا ابن عيينة ، عن حميد الأعرج ، عن سليمان بن عتيق ، عن جابر بن عبد الله أن النبي -صلى الله عليه وسلم- أمر بوضع الجوائح ، ونهى عن بيع السنين أخرجه أبو داود عن يحيى.
وقد آلمني ذلك وبخاصة في السن التي يتألم فيها المرء لمثل هذه الأمور. ثم أخذت أثقف نفسي بنفسي، وعلى قدر استطاعتي، فأنا أعلم اليوم أكثر مما يعلمه غالبية البورجوازيين في مثل سني. ولكن الراجح أني لم أتعلم هذه الأشياء بطريقة منظمة، كما تقول. ومن ثم لا يعدني الناس مثقفاً، وأصدقك القول إنني مستني العدوى من أفكار الناس عني، فأصبحت أشك أنا أيضاً في ثقافتي. إنها لثقافة طيبة، لا تخلو من رسوخ وغنى، ولكنها ليست ثقافة (أصيلة). لا ضير! تقل نسبة البطالة في البلدان الصناعية . - جيل التعليم. إنني مثابر على القراءة. وهو يقضي سحابة نهاره في بعض تلك المكاتب التي تؤوي عشرات أو مئات من طبقته، يؤدون أعمالاً تافهة. وهو مشغوف بالموسيقى يعالج النفخ بالناي، ولكنه يقول عن نفسه: (والأمر المؤلم أنني لنقص الدربة والدراية والدرس أوقع بطريقة عاجزة صبيانية قطعاً أحسها إحساساً طيباً؛ إذ ينبغي أن أقول - لأكون عادلاً في الحكم على نفسي - إني مشغوف بالموسيقى، وإني أدين لها بأنبل مشاعري. ولكني حين أجاهد آلتي لا يبدو علي أنني أفهم شيئاً مما أرقعه، على حين أن أورين مثلاً - وهو ينفخ في الناي أيضاً - أورين هذا الذي لا يفهم شيئاً من الموسيقى، ولكن له أصابع متمرنة، يخيل إلي من يسمعه أنه مشبوب الوجدان).
مجلة الرسالة/العدد 768/سلافان - ويكي مصدر
وإذا كان سلافان مثال الرجل الذي يزداد انحداراً كل يوم، فإدوار مثال الرجل الناجح الذي يزداد كل يوم صعوداً. إدوار هو على الجملة صورة حية للمجتمع الحديث. هو الرجل الذي تخضع حياته لنظام لا يحيد أو لا يكاد يحيد. هو الرجل الذي يترجم جميع أفكاره إلى أعمال، وجميع دوافعه ونوازعه إلى مصالح. هو الرجل الذي تنسجم رغباته مع واقع الحياة، حتى لتحار أيهما يستجيب للآخر... أهو يكيف وجوده طبقاً لواقع حياته، أم هي أحداث الحياة تنساق مع رغباته؟ يصرف سلافان من مطعم كانا يترددان عليه وكأنه يحس فيه ضعفاً وعجزاً عن المضي في تيار الحياة الزاخر، فيود لو يسنده بذراعه القوية؛ ليزداد التذاذاً بقوته... ويقبل سلافان - بعد تردد - هذه اليد الممدودة إليه، ويبذل له الصديق من جاهه ومالهن ويقبل سلافان هذه الهبات أيضاً، ولكن على حساب كرامته وكبريائه، حتى إذا ضاق صدره بعد سنين طوال من هذه الصداقة غير المتكافئة، ثار على ما ألقى فيه من عبودية، وفارق صاحبه فراقاً غير جميل. والقصص الثلاث الأخيرة تصور صراع سلافان لتحقيق فرديته، فإنه لم يحدد بعد مطلبه من الحياة، وإنما كانت نفسه أشبه بصندوق رنان، كل عمله أنه يضخم الذبذبات التي تصل إليه من الخارج: ولكنه قد بدأ يحس نزوعاً إلى إكمال نفسه، فصاحبه يقول له قبل أن يفارقه: (ما بك؟) فيجيب: (بي كل ما ليس بي... أشياء لا تستطيع أن تمنحني إياها يا إدوار... مجلة الرسالة/العدد 768/سلافان - ويكي مصدر. السلام.
تقل نسبة البطالة في البلدان الصناعية . - جيل التعليم
وأكثرهم ينطوون على أنفسهم، ويختبرون إحساساتهم، ويطعمون أحلامهم وآلامهم، وربما وجدوا في الألم لذة أكبرن لأنه لا يلوح لهم بأشياء مستحيلة، ولا يعرضهم لخيبة قاسية. هذه الفرقة من الناس، إذاً، ظاهرة بارزة في الحياة الإنسانية لعصرنا الحاضر، يعني بها علماء الاجتماع، وعلماء النفس، والفلاسفة، والأخلاقيون، والأدباء، والفنانون. ولعل مما يزيد عنايتهم بها أن هذا الفريق من الناس هم الجمهور الأكبر من قراء الأدب والفلسفة، وأهل الفكر، ومتذوقي الفن. فكأن رجال الفكر والفن إذ يعالجون مشاكلهم هم أنفسهم في نطاق أوسع، وكأن هذا الجمهور إذ يطالع ما يكتبه له الأدباء والمفكرون إنما يطلع على مشاكله الخاصة، وما يقدمون لها من حلول. تقل نسبة البطالة في البلدان الصناعية - العربي نت. كتب جورج ديهامل سلسلة من خمس قصص تدور كلها حول محنة الفردية في العصر الحديث، أي حول التنافر بين الفرد ونفسه، وبين الفرد ومجتمعه. وابتدع في هذه شخصية (سلافان)، وهي شخصية لا تقل حياة ولا صدقاً ولا عمقاً عن شخصية (هملت) أو (دون كيشوت). وهي شخصية ذلك المثقف المرهف الحس الذي يلفظه المجتمع الحاضر، وتخنقه أوضاع الحياة التافهة العادية. على أن ديهامل لا يتخذ بطله من أولئك المثقفين ذوي الثقافة العالية المنظمة، ولا من أولئك المفكرين السحابيين الذين يعيشون في أبراج عاجية، وإنما هو رجل من عامة الشعب، لم ينل ما اصطلح الناس على تسميته بالثقافة العالية ولا الثقافة الثانوية، ولكنه قرأ كثيراً وفكر كثيراً.. يقول لصديق: (إنني فقير، وقد كنت فقيراً دائماً، فدرست كما يدرس الفقراء، أعني أنني درست دراسة فقيرة.
تقل نسبة البطالة في البلدان الصناعية - العربي نت
بل - على العكس - صادفت هذه الأصناف إقبالاً طيباً جداً. من المصانع على الرغم من ظروف الحرب التي حدت من التصدير
وإذا كنا متفقين مع المستر هانكوك خبير القطن بوزارة الزراعة فيما ينادي به من أن الصناعة لا تتطلب طول الشعرة فحسب، بل هي تتطلب أيضاً متانة الشعرة ودقتها، فإننا لنغتبط إذ نؤكد أن الصنفين المصريين المستنبطين أخيراً وهما الملكي والكرنك يجمعان إلى مزية طول التيلة مزيتي المتانة والدقة
إن مناطق زراعة القطن في أمريكا وآسيا وأفريقيا - إذا استثنينا بعض جهات أمريكا - لا تنتج إلا أقطاناً قصيرة التيلة. ومن المقطوع به أن البيئة الأولى لإنتاج القطن ذي التيلة الطويلة هي أرض الكنانة التي أكرمتها العناية الإلهية بطبيعة جوية معتدلة ويد عاملة رخيصة مجتهدة
فلنعمم - في غير خشية - زراعة الأقطان طويلة التيلة ما دامت توائم طبيعة أرضنا، ولا سيما وقد استنبطت منها أصناف وفيرة الإنتاج عالية التصافي
على أن الغبن في زراعة القطن السكلاريدس لم يكن مرجعه في الحق إلى نوعه، ولكن إلى ملابسات بيعه، فالمنتج كان ينشد الربح، أو على الأقل الفرار من الخسارة؛ والمغزل كان يستكثر السعر، فكان يؤثر الرخيص من الأنواع ولو كان قصير التيلة.
ولقد عاش هذا النظام طويلاً دون أن ننتبه لمساوئه. فلنعمل جاهدين على درء هذه المساوئ كلها أو بعضها، وليكن ذلك عاجلاً بقدر المستطاع
إن النظام المصرفي الذي ننشده في مصر يجب أن يكون نظاماً يشجع الإنتاج ويحميه من الكساد المصطنع ويحافظ على الثروة الوطنية، ويدفع عنها كيد المتلاعبين، ويكون منطوياً على روح مصرية صميمة تعني بالصالح المصري أولاً وأخيراً
(6) الطموح إلى نهوض بيوت مصرية بتصدير القطن
المصري
وكذلك يجب أن تكون الروح في تصرفات بيوت تصدير القطن مصرية، ولن تكون كذلك إلا إذا كانت وطنية. ولئن قيل إن بيوت التصدير الأجنبية لها من خبرتها الطويلة بحاجات المغازل ما لم يتح لبيوت مصرية، فإن هذه الخبرة لن تكون كل شيء في تصريف إنتاجنا حين تضع الحكومة - طبقاً لاقتراحنا - نماذج للقطن المصري كله
والواقع أنه ليس في التجارة أو الصناعة سر يستغلق على العنصر المصري، وكل ما يستلزمه نهوض المصريين بتصدير أقطانهم هو مزيد من النشاط والمثابرة والجد وممارسة عملية تبصرهم بما خفي عليهم طويلاً. إن المصريين حين يقومون هم أنفسهم بتصدير أقطانهم قد يواجهون مصاعب جساماً، ولكن لنتخذ من هذه المصاعب دروساً نافعة، وكل صعب يهون في سبيل أمنية عزيزة كتمصير بيوت التصدير ذلك التمصير الذي يساعد على إتمام استقلالنا في ناحية اقتصادية لها أهميتها
زكريا حجاج
مدير مراقبة القطن ومنع خلطه