وقال الإمام أحمد: حدثنا علي بن إسحاق ، حدثنا عبد الله ، حدثنا ابن لهيعة ، حدثني يزيد: أن أبا الخير حدثه: أنه سمع عقبة بن عامر [ رضي الله عنه] يحدث ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " ليس من عمل يوم إلا وهو يختم عليه ، فإذا مرض المؤمن قالت الملائكة: يا ربنا ، عبدك فلان ، قد حبسته ؟ فيقول الرب جل جلاله: اختموا له على مثل عمله ، حتى يبرأ أو يموت ". إسناده جيد قوي ، ولم يخرجوه. وقال معمر ، عن قتادة: ( ألزمناه طائره في عنقه) قال: عمله. اقرأ كتابك. ( ونخرج له يوم القيامة) قال: نخرج ذلك العمل ( كتابا يلقاه منشورا) قال معمر: وتلا الحسن البصري ( عن اليمين وعن الشمال قعيد) [ ق: 17] يا ابن آدم ، بسطت لك صحيفتك ووكل بك ملكان كريمان ، أحدهما عن يمينك والآخر عن يسارك فأما الذي عن يمينك فيحفظ حسناتك ، وأما الذي عن يسارك فيحفظ سيئاتك ، فاعمل ما شئت ، أقلل أو أكثر ، حتى إذا مت طويت صحيفتك فجعلت في عنقك معك في قبرك ، حتى تخرج يوم القيامة كتابا تلقاه منشورا ( اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا) قد عدل - والله - عليك من جعلك حسيب نفسك. هذا من حسن كلام الحسن ، رحمه الله. القرطبى: اقرأ كتابك قال الحسن: يقرأ الإنسان كتابه أميا كان أو غير أمي.
تفسير الآية الكريمة (وَكُلَّ إِنسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَاباً يَلْقَاهُ مَنشُوراً* اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً). | دروبال
إسناده جيد قوي ، ولم يخرجوه. وقال معمر ، عن قتادة: ( ألزمناه طائره في عنقه) قال: عمله. تفسير الآية الكريمة (وَكُلَّ إِنسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَاباً يَلْقَاهُ مَنشُوراً* اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً). | دروبال. ( ونخرج له يوم القيامة) قال: نخرج ذلك العمل ( كتابا يلقاه منشورا) قال معمر: وتلا الحسن البصري ( عن اليمين وعن الشمال قعيد) [ ق: 17] يا ابن آدم ، بسطت لك صحيفتك ووكل بك ملكان كريمان ، أحدهما عن يمينك والآخر عن يسارك فأما الذي عن يمينك فيحفظ حسناتك ، وأما الذي عن يسارك فيحفظ سيئاتك ، فاعمل ما شئت ، أقلل أو أكثر ، حتى إذا مت طويت صحيفتك فجعلت في عنقك معك في قبرك ، حتى تخرج يوم القيامة كتابا تلقاه منشورا ( اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا) قد عدل - والله - عليك من جعلك حسيب نفسك. هذا من حسن كلام الحسن ، رحمه الله.
الباحث القرآني
وذُكر عن مجاهد ما حدثنا أحمد بن يوسف، قال: ثنا القاسم، قال: ثنا يزيد، عن جرير بن حازم عن حميد، عن مجاهد أنه قرأها (وَيخْرَجُ لَهُ يَوْمَ القِيامَةِ كِتابا) قال: يزيد: يعني يخرج الطائر كتابا، هكذا أحسبه قرأها بفتح الياء، وهي قراءة الحسن البصري وابن محيصن؛ وكأن من قرأ هذه القراءة وجَّه تأويل الكلام إلى: ويخرج له الطائر الذي ألزمناه عنق الإنسان يوم القيامة، فيصير كتابا يقرؤه منشورا. وقرأ ذلك بعض أهل المدينة: (ويُخرَجُ لَهُ) بضم الياء على مذهب ما لم يسمّ فاعله، وكأنه وجَّه معنى الكلام إلى ويخرج له الطائر يوم القيامة كتابا، يريد: ويخرج الله ذلك الطائر قد صيره كتابا، إلا أنه نحاه نحو ما لم يسمّ فاعله.
اقرأ كتابك
القول في تأويل قوله تعالى: ﴿اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا (١٤) ﴾
يقول تعالى ذكره: ﴿ونُخرِجُ لَهُ يَوْمَ القِيامَةِ كِتابا يَلقاهُ مَنْشُورًا﴾ فيقال له ﴿اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا﴾ فترك ذكر قوله: فنقول له، اكتفاء بدلالة الكلام عليه. وعنى بقوله ﴿اقرأْ كِتابَكَ﴾: اقرأ كتاب عملك الذي عملته في الدنيا، الذي كان كاتبانا يكتبانه، ونحصيه عليك ﴿كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا﴾ يقول: حسبك اليوم نفسك عليك حاسبا يحسب عليك أعمالك، فيحصيها عليك، لا نبتغي عليك شاهدا غيرها، ولا نطلب عليك محصيا سواها. ⁕ حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة ﴿اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا﴾ سيقرأ يومئذ من لم يكن قارئا في الدنيا.
﴿ كُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنْشُورًا * اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا ﴾ [الإسراء: 13، 14]. قال الطبري في تفسيره: عنى بقوله ﴿ اقرأْ كِتابَكَ ﴾: اقرأ كتاب عملك الذي عملته في الدنيا، الذي كان كاتبانا يكتبانه، ونحصيه عليك ﴿ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا ﴾ يقول: حسبك اليوم نفسك عليك حاسبا يحسب عليك أعمالك، فيحصيها عليك، لا نبتغي عليك شاهدا غيرها، ولا نطلب عليك محصيا سواها. وعن قتادة ﴿ اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا ﴾ سيقرأ يومئذ من لم يكن قارئا في الدنيا.
يقول الله تعالى في سورة الأعراف: (إن الذين كذبوا بآياتنا واستكبروا عنها لا تفتح لهم أبواب السماء ولا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط وكذلك نجزي المجرمين){40-الأعراف}، فما المقصود من قوله تعالى( يلج الجمل في سم الخياط)؟ وما القراءات الواردة فيها؟ وما إعرابها حسب علم النحو؟ في هذا المقال تحاول الموسوعة بإذن الله الإجابة على هذه الأسئلة الثلاثة نسأل الله تعالى أن يوفقنا والله المستعان. الجمل وسم الخياط
نذكر آراء المفسرين المختلفة في معنى قوله تعالى يلج الجمل في سم الخياط ومن هذه الآراء:
تفسير ابن كثير
ذكر أن الجمهور فسر الجمل بمعنى البعير ابن الناقة، وقيل هو زوج الناقة. وقال الحسن البصري حتى يدخل البعير خرق الإبرة. وقيل الحبل الغليظ في خرق الإبرة. وقيل قلاس السفن وهي الحبال الغلاظ. تفسير القرطبي
ذكر أن الجمل من الإبل. وقيل زوج الناقة لأن الجمل يسمى الجمل جملًا إذا أربع. وقيل حبل السفينة وهو القلس. وقيل الحبل الغليظ من القنب. وقيل الحبل الذي يصعد به النخل. وسم الخياط هو ثقب الإبرة وكل ثقب لطيف في البدن يسمى سمًا. والخياط ما يخاط به كالإبرة ونحوها. تفسير الطبري
ذكر الطبري أن القول في التأويل هو أن الذين كذبوا بآيات الله واستكبروا عنها، لا يدخلون الجنة كما لا يدخل الجمل في سم الخياط أبدًا، وذلك ثقب الإبرة.
حتى يلج الجمل في سم الخياط معناها
سم
تقرأ بفتح السين وضمها أي ( سَم) و( سُم). إعراب حتى يلج الجمل في سم الخياط
يجب علينا أولًا إعراب الآية كاملةً حتى نصل إلى إعراب ذلك الجزء منها:
إن: حرف ناقص ناسخ ينصب المبتدأ ويرفع الخبر. الذين: اسم موصول مبني على الفتح في محل نصب اسم إن. كذبوا: فعل ماض مبني على الفتح المقدر والواو ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل. بآياتنا: جار ومجرور والضمير (نا) ضمير متصل مبني في محل جر مضاف إليه، والجار والمجرور متعلق بـ(كذبوا)، وجملة (كذبوا بآياتنا) صلة الموصول لا محل لها من الإعراب. واستكبروا: الواو حرف عطف والفعل (استكبروا) فعل ماض مبني على الفتح المقدر والواو ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل. عنها: جار ومجرور متعلق بـ(استكبروا)، وجملة استكبروا عنها معطوفة على ما قبلها لا محل لها من الإعراب. لا تفتح: ( لا) نافية و (تفتح) فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة. لهم: جار ومجرور. أبواب السماء: (أبواب) نائب فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة، و(السماء) مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة. وجملة (لا تفتح لهم أبواب السماء) خبر إن في محل رفع. ولا يدخلون: (لا) نافية، و(يدخلون) فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه ثبوت النون، والواو ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل.
تفسير حتى يلج الجمل في سم الخياط
– ثم نأتي لتفسير حتى يلج الجمل في سم الخياط، فالجمل هنا تعني ذكر الإبل ، أو زوج الناقة، والسم تعني الثقب فقد كان العرب يطلقون على أي ثقب السم، الخياط تعني الإبرة، أي أن الأية تعني حتى يلج الجمل والذي هو ذكر الإبل خلال ثقب الإبرة، وبالتالي فالأية تعني نفي الأمر السابق لها، لأن الجمل من المستحيل أن يمر خلال ثقب الإبرة. – وبالتالي فإن تفسير الأية بالكامل يعني بان الذين يكذبون بأيات الله وبرسله ويتكبرون عن تصديقه، فسوف تمنع أرواحهم وأعمالهم من الصعود للسماء ولقاء الله، وسوف يحرموا من دخول الجنة ويتم تعذيبهم في النار حتى يمر الجمل من خلال ثقب الإبرة، أي أنهم لن يدخلوا الجنة أو يصعدو للسماء نهائيا، وهذا هم عقابهم الذي يستحقوه. تفسير حتى يلج الجمل في سم الخياط طبقا لإبن كثير
يقول إبن كثير في تفسير الأية الكريمة، أنها تعني بأن الذين لا يصدقون أيات الله ولا يؤمنون بالله وبرسله، سوف تغلق أبواب السماء في وجه عملهم حتى ولو كان صالح، ولا يقبل لهم دعاء نهائيا، حتى يلج الجمل من ثقب الإبرة، أي أنه من المستحيل أن يقبل منهم أي عمل صالح.
ولا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط
قال القاضي أبو محمد: وهذه عبارة تدل على حرج السائل لارتياب السائلين لا شك باللفظة من أجل القراءات المختلفة، وذكر الطبري عن مجاهد عن ابن مسعود أنه كان يقرأ: {حتى يلج الجمل الأصفر} ، وقرأ أبو السمال {الجمْل} بسكون الميم وقرأ ابن عباس وعكرمة ومجاهد وابن جبير الشعبي ومالك بن الشخير وأبو رجاء: {الجُمّل} بضم الجيم وتشديد الميم وهو حبل السفينة، وقرأ سالم الأفطس وابن خير وابن عامر أيضًا: {الجُمْل} بتخفيف الميم من الجمل وقالوا هو حبل السفن، وروى الكسائي أن الذي روى تثقيل الميم عن ابن عباس كان أعجميًا فشدد الميم لعجمته. قال القاضي أبو محمد: وهذا ضعيف لكثرة أصحاب ابن عباس على القراءة المذكورة وقرأ سعيد بن جبير فيما روى عنه: {الجُمْل} بضم الجيم وسكون الميم، وقرأ ابن عباس أيضًا: {الجُمُل} بضم الجيم والميم، والسم: الثقب من الإبرة وغيرها يقال سَم وسِم بفتح السين وكسرها وضمها، وقرأ الجمهور بفتح السين، وقرأ ابن سيرين بضمها، وقرأ أبو حيوة بضمها وبكسرها، وروي عنه الوجهان، و {الخياط} والمخيط الإبرة، وقرأ ابن مسعود: {في سم المِخْيَط} بكسر الميم وسكون الخاء وفتح الياء، وقرأ طلحة {في سم المَخيط} بفتح الميم، وكذلك أبى على هذه الصفة وبمثل هذا الحتم وغيره يجزى الكفرة وأهل الجرائم على الله تعالى.
وما أسعد الصابرين الذين تخاطبهم الملائكة قائلة {سَلاَمٌ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ}. وما أروع أن يبشر الله سبحانه وتعالى الصابرين بقوله: {وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ}. والبلاء أمر طبيعي لكن الصبر هو أول علاج البلاء، ثم محاولة تغييره للأحسن، والله سبحانه وتعالى يعلمنا في كتابه العزيز: {وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخَاشِعِينَ}، وفي آخر سورة آل عمران التي تحدثت عن غزوة أحد التي منيَ المسلمون فيها بالهزيمة جاء قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُون}. وليس البلاء معناه النهاية كما يظن البعض؛ وكما يسيطر على بعض العقول المتشائمة؛ فالله سبحانه وتعالى يحذرنا من أن يستخفنا الذين لا يوقنون: {فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللهِ حَقٌّ وَلاَ يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لاَ يُوقِنُونَ}. وقد قيل: "اليأس والإحباط بضاعة فاسدة، تصدر من قلوب كاسدة، في الخير زاهدة". التفاؤل سُنة نبوية
هناك الكثير من الأحاديث والمواقف من السنة النبوية المباركة التي تحض على التفاؤل وتدعو إليه؛ من ذلك قوله -صلى الله عليه وسلم-: "من قال هلك الناس فإنه أهلكهم"؛ ففيه تحذير من إشاعة روح التشاؤم بين المسلمين.