لأن التذكير بالنظائر واستحضار الأمثال يقرب إلى الأذهان الأمر الغريب الوقوع. { { بِعَادٍ}} قبيلة عاد تسمية لهم باسم جدّهم. والمراد هنا عادا الأولى أو عاد إرم، قال تعالى: { { وَأَنَّهُ أَهْلَكَ عَاداً الْأُولَى}}، وقيل لمن بعدهم: عاد الأخيرة، قبيلة كانت بمكة مع العماليق. { { إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ}} أرم أسم قبيلة عاد. وقيل: إرم اسم مدينتهم، ويسمون بعاد إرم. القرآن الكريم - تفسير القرطبي - تفسير سورة الفجر - الآية 14. { { ذَاتِ العماد}} من قال: إرم قبيلة قال: العماد أعمدة بنيانهم أو أعمدة بيوتهم من الشعر، وقال ابن عباس: ذلك كناية عن طول أبدانهم. ومن قال إرم مدينة فالعماد الحجارة التي بنيت بها، وقيل القصور والأبراج. { { التي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي البلاد}} صفة للقبيلة لأنهم كانوا أعظم الناس أجساماً، يقال: كان طول الرجل منهم أربعمائة ذراع. قيل: كان الرجل منهم يأتي إلى الصخرة فيحملها على كاهله فيلقيها على أي حي أراد فيهلكهم. أو صفة للمدينة، وهذا أظهر لقوله في البلاد، ولأنها كانت أحسن مدائن الدنيا ، وروي أن إرم كانت على وجه الدهر باليمن، بناها شداد بن عاد في ثلاثمائة عام، وكان عمره تسعمائة عام، وجعل قصورها من الذهب والفضة، وأساطينها من الزبرجد والياقوت وفيها أنواع الشجر والأنهار الجارية، وروي أنه سمع ذكر الجنة فأراد أن يعمل مثلها فلما أتمها وسار إليها بعث الله عليها وعلى أهله صيحة قبل أن يدخلها فهلكوا جميعاً.
- حكاية مقتل الطالب مصطفى سراج تشعل ثورة غضب النشطاء:مات أبشع موته
- القرآن الكريم - تفسير القرطبي - تفسير سورة الفجر - الآية 14
- الغانم: لنطرد وفد إسرائيل قبل «الروسي»
حكاية مقتل الطالب مصطفى سراج تشعل ثورة غضب النشطاء:مات أبشع موته
القول في تأويل قوله تعالى: ﴿فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ (١٢) فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ (١٣) إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ (١٤) فَأَمَّا الإنْسَانُ إِذَا مَا ابْتَلاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ (١٥) ﴾. يقول تعالى ذكره: فأكثروا في البلاد المعاصي، وركوب ما حرّم الله عليهم ﴿فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ﴾ يقول تعالى ذكره: فأنزل بهم يا محمد ربك عذابه، وأحلّ بهم نقمته، بما أفسدوا في البلاد، وطغَوْا على الله فيها. وقيل: فصبّ عليهم ربك سَوط عذاب. وإنما كانت نِقَما تنزل بهم، إما ريحا تُدَمرهم، وإما رَجفا يُدَمدم عليهم، وإما غَرَقا يُهلكهم من غير ضرب بسوط ولا عصا؛ لأنه كان من أليم عذاب القوم الذين خوطبوا بهذا القرآن، الجلد بالسياط، فكثر استعمال القوم الخبر عن شدّة العذاب الذي يعذّب به الرجل منهم أن يقولوا: ضُرب فلان حتى بالسياط، إلى أن صار ذلك مثلا فاستعملوه في كلّ معذَّب بنوع من العذاب شديد، وقالوا: صَبّ عليه سَوْط عذاب. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ان ربك لبالمرصاد یعنی چه. * ذكر من قال ذلك:
⁕ حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى، وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله: ﴿سَوْطَ عَذَابٍ﴾ قال: ما عذّبوا به.
القرآن الكريم - تفسير القرطبي - تفسير سورة الفجر - الآية 14
والمراد: إن ربك- أيها الرسول الكريم- يرصد عمل كل إنسان، ويحصيه عليه، ويجازيه به، دون أن يخفى عليه- سبحانه- شيء في الأرض أو السماء. وفي هذه الآيات الكريمة تخويف شديد للكافرين، وتهديد لهم على إصرارهم في جحودهم، وأنهم إذا ما ساروا في طريق الجحود والعناد، فسيصيبهم ما أصاب هؤلاء الطغاة. ثم ذكر- سبحانه- حال الإنسان عند اليسر والعسر، والغنى والفقر، والسراء والضراء فقال:
﴿ تفسير ابن كثير ﴾
وقوله: ( إن ربك لبالمرصاد) قال ابن عباس: يسمع ويرى. الغانم: لنطرد وفد إسرائيل قبل «الروسي». يعني: يرصد خلقه فيما يعملون ، ويجازي كلا بسعيه في الدنيا والأخرى ، وسيعرض الخلائق كلهم عليه ، فيحكم فيهم بعدله ، ويقابل كلا بما يستحقه. وهو المنزه عن الظلم والجور. وقد ذكر ابن أبي حاتم هاهنا حديثا غريبا جدا - وفي إسناده نظر وفي صحته - فقال: حدثنا أبي ، حدثنا أحمد بن أبي الحواري ، حدثنا يونس الحذاء ، عن أبي حمزة البيساني ، عن معاذ بن جبل قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " يا معاذ ، إن المؤمن لدى الحق أسير. يا معاذ ، إن المؤمن لا يسكن روعه ولا يأمن اضطرابه حتى يخلف جسر جهنم خلف ظهره. يا معاذ ، إن المؤمن قيده القرآن عن كثير من شهواته ، وعن أن يهلك فيها هو بإذن الله ، - عز وجل - فالقرآن دليله ، والخوف محجته ، والشوق مطيته ، والصلاة كهفه ، والصوم جنته ، والصدقة فكاكه ، والصدق أميره ، والحياء وزيره ، وربه ، - عز وجل - من وراء ذلك كله بالمرصاد ".
الغانم: لنطرد وفد إسرائيل قبل «الروسي»
وعن بعض العرب أنه قيل له: أين ربك ؟ فقال: بالمرصاد. وعن عمرو بن عبيد أنه قرأ هذه السورة عند المنصور حتى بلغ هذه الآية ، فقال: إن ربك لبالمرصاد يا أبا جعفر قال الزمخشري: عرض له في هذا النداء ، بأنه بعض من توعد بذلك من الجبابرة فلله دره. أي أسد فراس كان بين يديه ؟ يدق الظلمة بإنكاره ، ويقمع أهل الأهواء والبدع باحتجاجه!
الساعة الآن 19h27.