وكان صلى الله عليه وسلم يؤتي إليه بطعامه وشرابه إلى معتكفه كما أراد ذلك سالم بقوله: ( أما طعامه وشرابه فكان يؤتى به إليه في معتكفه) ص 75. وكان صلى الله عليه وسلم يحافظ على نظافته ، إذْ كان يخرج رأسه إلى حجرة عائشة رضي الله عنها لكي ترجّل له شعر رأسه ، ففي الحديث عن عروة عنها رضي الله عنها ( أنها كانت ترجّل النبي صلى الله عليه وسلم وهي حائض ، وهو معتكف في المسجد ، وهي في حجرتها ، يناولها رأسه) رواه البخاري 4/807 فتح الباري. قال ابن حجر: وفي الحديث جواز التنظيف والتطيب والغسل والحلق والتزين إلحاقاً بالترجل ، والجمهور على أنه لا يكره فيه إلا ما يكره في المسجد (4/807 فتح الباري). وكان صلى الله عليه وسلم لا يعود مريضاً ، ولا يشهد جنازة ، وذلك من أجل التركيز والانقطاع الكلي لمناجاة الله عز وجل ، ففي الحديث عن عائشة أنها قالت: ( كان النبي صلى الله عليه وسلم يمرّ بالمريض وهو معتكف ، فيمرّ كما هو ولا يُعرِّج يسأل عنه) وأيضا عن عروة أنها قالت: ( السنّة على المعتكف أن لا يعود مريضاً ، ولا يشهد جنازة ، ولا يمس امرأة ، ولا يباشرها ، ولا يخرج لحاجة إلا لما لا بد منه ، ولا اعتكاف إلا بصوم ، ولا اعتكاف إلا في مسجد جامع) رواه أبو داود 2/333.
- كان النبي عليه الصلاة والسلام يعتكف في العالم
كان النبي عليه الصلاة والسلام يعتكف في العالم
[4]
شاهد أيضًا: هل يصح الاعتكاف في غير رمضان
شروط الاعتكاف
بعد بالإجابة على سؤال كان النبي صلى الله عليه وسلم يعتكف في ؟ سيتمُّ في هذه الفقرة ذكر شروط الاعتكاف، حيث هناكَ شروطًا لا بدَّ من توفرها لصحة الاعتكاف، منها ما يتعلق بالمعتكف ومنها ما يتعلق بالمكان المعتكف فيه، وفيما يأتي تفصي ذلك: [5]
شروط المعتكف: لا بدَّ للمعتكف أن تتحقق به عددًا من الشروط ليصحَّ اعتكافه، وفيما يأتي ذكرها:
الإسلام: وبناءً على ذلك فلا يصحُّ الاعتكاف من الكافر. العقل: كذلك لا يصحُّ الاعتكاف من المجنون. التمييز: كذلك لا يصحُّ الاعتكاف من غير المميز، لكنَّه يصحُّ من غير البالغ. الطهارة: فلا يصح اعتكاف الجنب، ولا الحائض، ولا النفساء؛ لعدم جواز مكث هؤلاء في المسجد. النية: ويكون ذلك بأن ينوي المعتكف لزوم معتكفه طاعةً وقربةً لله -عزَّ وجلَّ- إذ أنَّ مدار الأعمال تعود إلى النية. شروط المكان المتكف فيه: كذلك المكان الذي سيعتكف في المسلم لا بدَّ أن يتوفر فيه بعض الشروط، وفيما يأتي ذكرها:
أن يكون الاعتكاف في المسجد: ودليل ذلك قوله تعالى: {وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِد}، [6] ولأنَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يعتكف في المسجد، ولم يُنقل أنَّه اعتكف في غيره.
حسن استغلال الوقت: وفي سنة الاعتكاف يتدرب الإنسان على قيمة الوقت واهميته فيحسن استغلاله أيما استغلال. التقرّب من الله عز وجل: فسنة الاعتكاف تمنح الإنسان الفرصة للتفكر بخلق الله والإقبال عليه بالأعمال الصالحة والطاعات. الابتعاد والعصمة من الذنوب: ففيها تتعود النفس رفض الذنب والقدرة على مقاومتها. من ثمراها الصبر وزيادة القدرة على التحمل: بالصبر على الطاعات بعيدًا عما تهواه النفس من الأمور الدنيوية. التفكير والتأمل: فسنة الاعتكاف تمنح العقل فرصة التفكير وتطلق له العنان في التأمل. الجلوس في ضيافة الله: فيكفي أحباب هذه السنة ان يستشعروا أنهم ضيوف الله في بيته، لتنتابهم الفرحة والسعادة. فرصة لإحياء ليلة القدر: فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: إنّي اعتكفت العشر الأول، ألتمس هذه الليلة، ثمّ اعتكفت العشر الأوسط، ثمَّ أتيت، فقيل لي: إنّها في العشر الأواخر، فمن أحب منكم أن يعتكف فليعتكف. متعة إحياء سنة: وهي من الأمور التي تبعث على الفرحة في قلب الإنسان المسلم الحريص على إحياء سنن نبيه صلوات الله وسلامه عليه. شاهد أيضًا: ما حكم الاعتكاف واين محله
إلى هنا نكون قد وصلنا على نهاية المقال الذي تناولنا فيه جواب سؤال كان النبي عليه الصلاة والسلام يعتكف في لننتقل بعد ذلك في الحديث عن سنة الاعتكاف ومعناها ولنختم اخيرًا بالاعتكاف الذي كان يحرص عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم.