تاريخ النشر: الثلاثاء 7 ربيع الأول 1430 هـ - 3-3-2009 م
التقييم:
رقم الفتوى: 118641
20620
0
231
السؤال
يقول سجانه وتعالى في سورة التوبة: إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُواْ ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا فَأَنزَلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُواْ السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ. لماذا لم يقل سبحانه فأنزل الله سكينته عليهمـا، مع أن أبا بكر رضي الله عنه هو الخائف على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وليس العكس. ما معنى قوله تعالى: ﴿ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا﴾. أرجو أن يكون السؤال واضحا، ودمتم في خدمة الإسلام والمسلمين؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الآية من أولها في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم، وبيان نصر الله له، وقد رجع الضمير إليه في: عليه وأيده، كما رجع إليه في قوله: تنصروه ونصره وأخرجه. ورجوع الضمير إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم هو رأي كثير من أهل العلم، وقد رجحه ابن عاشور، وذهب الرازي وأبو حيان إلى ترجيح رجوع الضمير إلى أبي بكر رضي الله عنه.
- تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ٩ - الصفحة ٢٨٠
- ما معنى قوله تعالى: ﴿ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا﴾
- إذ - قواعد اللغة العربية - الكفاف
تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ٩ - الصفحة ٢٨٠
* * * عودة | فهرس 1- يذهب فريق من النحاة إلى أنها تكون مفعولاً به (15) ، وبدلاً (29) منه أيضاً. 2- تكررت (إذ) في الآي ة ثلاث مرات وبعدها ثلاثة أنواع من الجمل: ماضوية ثم اسمية ثم مضارعيّة. 3- يسمي النحاة هذا التنوين اصطلاحاً: [تنوين عِوَض]. 4- الواقعة 56/83-84
إذْ مبنية على السكون. وهي على وجوه (1): 1- ظرف زمان ، يضاف إلى جملة بعده، نحو:] إلاّ تنصروه فقد نصره اللهُ إذْ أخرجه الذين كفروا ثاني اثنين إذْ هما في الغار إذْ يقول لصاحبه لا تحزن إنّ اللّهَ معنا] (2) (التوبة 9/40) 2- مضاف إليه ، نحو:] ربّنا لا تُزغْ قلوبنا بعد إذْ هديتنا [ (آل عمران 3/8): [بعدَ] مضاف، و [إذْ] مضاف إليه.
ما معنى قوله تعالى: ﴿ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا﴾
أما وصفه بأنه صاحبه فهذا لا أظن أن عاقلاً يعتبره مدحاً بعد كل ما تقدم، فالرسول صاحب قومه الذين كفروا به
﴿أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُواْ مَا بِصَاحِبِهِم مِّن جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلاَّ نَذِيرٌ مُّبِينٌ﴾
وقد عبّر القرآن في غير موضع عن الكافر بأنه صاحب المؤمن الذي كان ينصحه: ﴿وَكَانَ لَهُ ثَمَرٌ فَقَالَ لِصَاحِبِهِ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَنَا أَكْثَرُ مِنكَ مَالاً وَأَعَزُّ نَفَراً﴾. ﴿قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلاً﴾
ففي أحسن الأحوال إن لم تكن تلك النصيحة التي في الغار
﴿إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا﴾ كهذه التي في الآيات المتقدمة باعتبار أن كلاهما نصيحة للصاحب وتذكير له بالله ومحاولة لانتزاعه من الغفلة التي هو فيها فإنها لن تكون بأي حال من الأحوال دليلاً على مدح للصاحب فضلاً عن أن تكون منقبة له كما يدعي بعضهم. --------
Ahmed Alhasan احمد الحسن
محرم الحرام/ 1432 هـ
المواضيع المتشابهه
مشاركات: 0
آخر مشاركة: 04-10-2015, 22:45
آخر مشاركة: 22-03-2015, 18:13
مشاركات: 6
آخر مشاركة: 06-08-2012, 22:29
آخر مشاركة: 10-10-2010, 00:57
ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك
قوانين المنتدى
الملائكة الذين أرسلهم – سبحانه - لهذا الغرض، والضمير في قوله: عَلَيْهِ يعود إلى النبي صلى الله عليه وسلم؛ أي: فأنزل الله سكينته وطمأنينته وأمنه على رسوله صلى الله عليه وسلم، وأيَّده وقواه بجنود من الملائكة لم تروها أنتم، كان من وظيفتهم حراسته وصرف أبصار المشركين عنه، ويرى بعضهم أن الضمير في قوله عَلَيْهِ يعود إلى أبي بكر الصديق؛ لأن الأصل في الضمير أن يعود إلى أقرب مذكور، وأقرب مذكور هنا هو الصاحب، ولأن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يكن في حاجة إلى السكينة، وإنما الذي كان في حاجة إليها هو أبو بكر، بسبب ما اعتراه من حزن وخوف. وقد رد أصحاب الرأي الأول على ذلك بأن قوله: ﴿ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْها ﴾: الضمير فيه لا يصح إلا للنبي صلى الله عليه وسلم وهو معطوف على ما قبله، فوجب أن يكون الضمير في قوله: ﴿ عَلَيْهِ ﴾ عائدًا إلى النبي صلى الله عليه وسلم؛ حتى لا يحصل تفكك في الكلام. تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ٩ - الصفحة ٢٨٠. أما نزول السكينة، فلا يلزم منه أن يكون لدفع الفزع والخوف، بل يصح أن يكون لزيادة الاطمئنان، وللدلالة على علو شأنه صلى الله عليه وسلم. 4- وقوله تعالى: ﴿ وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيا ﴾: بيان لما ترتب على إنزال السكينة والتأييد بالملائكة.
إذ - قواعد اللغة العربية - الكفاف
الاجابة
السؤال:
أرجو أن تشرحوا لي الآية الكريمة في قوله- تَبَارَكَ
وَتَعَالَى-:أَعُوذُ
بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ (ثَانِيَ
اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ
اللَّهَ مَعَنَا)،
وما المناسبة؟
الجواب::
بِسْمِ اللهِ الَّرَحْمَنِ الَّرَحِيم، الحَمدُ للهِ رَبِ الْعَالمِين وَصَلَّى اللَهُ
وَسَلَمَ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمد وَعَلَى آلِهِ وَأصْحَابِهِ أَجْمَعِين.
2- ﴿ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا ﴾، وذلك أن أبا بكر وهو مع النبي صلى الله عليه وسلم في الغار، أحس بحركة المشركين من فوق الغار، فخاف خوفًا شديدًا لا على حياته هو، وإنما على حياة النبي صلى الله عليه وسلم، فلما رأى النبي صلى الله عليه وسلم منه ذلك، أخذ في تسكين روعه وجزعه، وجعل يقول له: لا تحزن إن الله معنا. أخرج الشيخان عن أبي بكر قال: نظرت إلى أقدام المشركين ونحن في الغار، وهم على رؤوسنا، فقلت: يا رسول الله، لو أن أحدهم نظر إلى قدميه لأبصرنا تحت قدميه، فقال: (يا أبا بكر، ما ظنك باثنين الله ثالثهما، لا تحزن إن الله معنا). 3- وقوله تعالى: ﴿ فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْها ﴾: بيان لما أحاط الله به نبيه صلى الله عليه وسلم من مظاهر الحفظ والرعاية، والسكينة: من السكون، وهو ثبوت الشيء بعد التحرك، أو من السكن - بالتحريك - وهو كل ما سكنت إليه نفسك، واطمأنت به من أهل وغيرهم. والمراد بها هنا: الطمأنينة التي استقرت في قلب النبي صلى الله عليه وسلم، فجعلته لا يبالي بجموع المشركين المحيطين بالغار؛ لأنه واثق بأنهم لن يصلوا إليه، والمراد بالجنود المؤيدين له.