وقد حدثنا بشر ، قال: ثنا يزيد ، قال: ثنا سعيد ، عن قتادة ، " ولقد زينا السماء الدنيا بمصابيح وجعلناها رجوما للشياطين " إن الله جل ثناؤه إنما خلق هذه النجوم لثلاث خصال: خلقها زينة للسماء الدنيا ورجوماً للشياطين ، وعلامات يهتدي بها ، فمن يتأول منها غير ذلك ، فقد قال برايه ، وأخطأ حظه ، وأضاع نصيبه ، وتكلف ما لا علم له به. وقوله " وأعتدنا لهم عذاب السعير " يقول جل ثناؤه: وأعتدنا للشياطين في الآخرة عذاب السعير ، تسعر عليهم فتسجر. قوله تعالى: "ولقد زينا السماء الدنيا بمصابيح" جمع مصباح وهو السراج. وتسمى الكواكب مصابيح لإضاءتها. "وجعلناها رجوما" أي جعلناها شهبها، فحذف المضاف. دليله "إلا من خطف الخطفة فأتبعه شهاب ثاقب" الصافات:10. وعلى هذا فالمصابيح لا تزول ولا يرجم بها. وقيل: إن الضمير راجع إلى المصابيح على أن الرجم من أنفس الكواكب، ولا يسقط الكوكب نفسه إنما ينفصل منه شئ يرجم به من غير أن ينقص ضوءه ولا صورته. رد شبهة في سورة الملك–رجوم الشياطين | العروة الوثقى. قاله أبو علي جواباً لمن قال: كيف تكون زينة وهي رجوم لا تبقي قال المهدوي: وهذا على أن يكون الاستراق من موضع الكواكب. والتقدير الأول على أن يكون الاستراق من الهوى الذي هو دون موضع الكواكب.
الاستاذ وبنوه:ولقد زينا السماء الدنيا بمصابيح و جعلناها رجوما للشياطين المقال الثانى
السؤال: جاء في القرأن قوله تعالى " ولقد زينا السماء الدنيا بمصابيح وجعلناها رجوماً للشياطين" ولكني لم أستطع فهم هذه الأية. فهل المقصود بالمصابيح هنا النجوم أم الشهب والنيازك؟ فإذا كانت الأولى فكيف يمكن لمخلوق بحجم النجم أن يستخدم لرجم الشياطين؟ ارجو التوضيح ، ولكم جزيل الشكر. ولقد زينا السماء الدنيا بمصابيح | سعد الغامدي - YouTube. الجواب: الحمد لله المقصود بالمصابيح في الآية: النجوم التي خلقها الله في السماء ، وقد جعل من هذه النجوم رجوما للشياطين ، كما قال قتادة رحمه الله في قوله تعالى: ( وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ): " خَلَقَ هَذِهِ النُّجُومَ لِثَلَاثٍ: جَعَلَهَا زِينَةً لِلسَّمَاءِ ، وَرُجُومًا لِلشَّيَاطِينِ ، وَعَلَامَاتٍ يُهْتَدَى بِهَا ؛ فَمَنْ تَأَوَّلَ فِيهَا بِغَيْرِ ذَلِكَ: أَخْطَأَ ، وَأَضَاعَ نَصِيبَهُ ، وَتَكَلَّفَ مَا لَا عِلْمَ لَهُ بِهِ ". ذكره البخاري عنه في صحيحه (4/107) معلقا مجزوما. وراجع: "تفسير الطبري" (23 / 508) – "تفسير ابن كثير" (3 / 305) - "فتح القدير" (5 / 363). والمقصود بجعلها رجوما للشياطين أنه يخرج منها شهب من نار ، فتصيب هذه الشياطين ، ولا يعني جعلها رجوما أنها بذواتها يُقذف بها ، كما قال تعالى: ( إِلَّا مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ) الصافات / 10.
ولقد زينا السماء الدنيا بمصابيح | سعد الغامدي - Youtube
أى: وهيأنا لهؤلاء الشياطين في الآخرة- بعد إحراقهم في الدنيا بالشهب- عذاب النار المشتعلة المستعرة. فالسعير- بزنة فعيل- اسم لأشد النار اشتعالا. يقال: سعر فلان النار- كمنع- إذا أوقدها بشدة. وكان السعير عذابا للشياطين- مع أنهم مخلوقون من النار، لأن نار جهنم أشد من النار التي خلقوا منها، فإذا ألقوا فيها صارت عذابا لهم، إذ السعير أشد أنواع النار التهابا واشتعالا وإحراقا.. الاستاذ وبنوه:ولقد زينا السماء الدنيا بمصابيح و جعلناها رجوما للشياطين المقال الثانى. ﴿ تفسير ابن كثير ﴾
ولما نفى عنها في خلقها النقص بين كمالها وزينتها فقال: ( ولقد زينا السماء الدنيا بمصابيح) وهي الكواكب التي وضعت فيها من السيارات والثوابت. وقوله: ( وجعلناها رجوما للشياطين) عاد الضمير في قوله: ( وجعلناها) على جنس المصابيح لا على عينها; لأنه لا يرمي بالكواكب التي في السماء ، بل بشهب من دونها ، وقد تكون مستمدة منها ، والله أعلم. وقوله: ( وأعتدنا لهم عذاب السعير) أي: جعلنا للشياطين هذا الخزي في الدنيا ، وأعتدنا لهم عذاب السعير في الأخرى ، كما قال: في أول الصافات: ( إنا زينا السماء الدنيا بزينة الكواكب وحفظا من كل شيطان مارد لا يسمعون إلى الملإ الأعلى ويقذفون من كل جانب دحورا ولهم عذاب واصب إلا من خطف الخطفة فأتبعه شهاب ثاقب) [ الصافات: 6 - 10].
رد شبهة في سورة الملك&Ndash;رجوم الشياطين | العروة الوثقى
وثانيها: أن هؤلاء الجن كيف يجوز أن يشاهدوا واحدا وألفا من جنسهم يسترقون السمع فيحترقون ، ثم إنهم مع ذلك يعودون لمثل صنيعهم فإن العاقل إذا رأى الهلاك في شيء مرة ومرارا وألفا امتنع أن يعود إليه من غير فائدة. وثالثها: أنه يقال في ثخن السماء فإنه مسيرة خمسمائة عام ، فهؤلاء الجن إن نفذوا في جرم السماء وخرقوا اتصاله ، فهذا باطل ؛ لأنه تعالى نفى أن يكون فيها فطور على ما قال: ( فارجع البصر هل ترى من فطور) وإن كانوا لا ينفذون في جرم السماء ، فكيف يمكنهم أن يسمعوا أسرار الملائكة من ذلك البعد العظيم ، ثم إن جاز أن يسمعوا كلامهم من ذلك البعد العظيم ، فلا يسمعوا كلام الملائكة حال كونهم في الأرض. ورابعها: أن الملائكة إنما اطلعوا على الأحوال المستقبلة ، إما لأنهم طالعوها في اللوح المحفوظ أو لأنهم تلقفوها من وحي الله تعالى إليهم ، وعلى التقديرين فلم لم يسكتوا عن ذكرها حتى لا يتمكن الجن من الوقوف عليها. وخامسها: أن الشياطين مخلوقون من النار ، والنار لا تحرق النار بل تقويها ، فكيف يعقل أن يقال: إن الشياطين زجروا عن استراق السمع بهذه الشهب. وسادسها: أنه كان هذا الحذف لأجل النبوة فلم دام بعد وفاة الرسول عليه الصلاة والسلام.
( بمصابيح) [ أي: الكواكب واحدها: مصباح وهو السراج سمي الكوكب مصباحا] لإضاءته ( وجعلناها رجوما) مرامي ( للشياطين) إذا استرقوا السمع ( وأعتدنا لهم) في الآخرة ( عذاب السعير) النار الموقدة
﴿ تفسير الوسيط ﴾
قال الإمام الرازي: اعلم أن هذا هو الدليل الثاني على كونه- تعالى- قادرا عالما، وذلك لأن هذه الكواكب نظرا إلى أنها محدثة ومختصة بمقدار معين، وموضع خاص، وسير معين، تدل على أن صانعها قادر. ونظرا إلى كونها محكمة متقنة موافقة لمصالح العباد، ومن كونها زينة لأهل الدنيا، وسببا لانتفاعهم بها، تدل على أن صانعها عالم. ونظير هذه الآية قوله- تعالى- في سورة الصافات: إِنَّا زَيَّنَّا السَّماءَ الدُّنْيا بِزِينَةٍ الْكَواكِبِ. وَحِفْظاً مِنْ كُلِّ شَيْطانٍ مارِدٍ. وقوله: زَيَّنَّا من التزيين بمعنى التحسين والتجميل. والدُّنْيا صيغة تفضيل من الدنو بمعنى القرب. والمصابيح: جمع مصباح وهو السراج المضيء. والمراد بها النجوم. وسميت بالمصابيح على التشبيه بها في حسن المنظر، وفي الإضاءة ليلا.. والرجوم: جمع رجم، وهو في الأصل مصدر رجمه رجما- من باب نصر- إذا رماه بالرّجام أى: بالحجارة، فهو اسم لما يرجم به، أى: ما يرمى به الرامي غيره من حجر ونحوه، تسمية للمفعول بالمصدر، مثل الخلق بمعنى المخلوق.
وسابعها: أن هذه الرجوم إنما تحدث بالقرب من الأرض ، بدليل أنا نشاهد حركتها بالعين ولو كانت قريبة من الفلك لما شاهدنا حركتها كما لم نشاهد حركات الكواكب ، وإذا ثبت أن هذه الشهب إنما تحدث بالقرب من الأرض ، فكيف يقال: إنها تمنع الشياطين من الوصول إلى الفلك. وثامنها: أن هؤلاء الشياطين لو كان يمكنهم أن ينقلوا أخبار الملائكة من المغيبات إلى الكهنة ، فلم لا ينقلون أسرار المؤمنين إلى الكفار ، حتى يتوصل الكفار بواسطة وقوفهم على أسرارهم إلى إلحاق الضرر بهم ؟
وتاسعها: لم لم يمنعهم الله ابتداء من الصعود إلى السماء حتى لا يحتاج في دفعهم عن السماء إلى هذه الشهب ؟
والجواب عن السؤال الأول: أنا لا ننكر أن هذه الشهب كانت موجودة قبل مبعث النبي صلى الله عليه وسلم لأسباب أخر ، إلا أن ذلك لا ينافي أنها بعد مبعث النبي عليه الصلاة والسلام قد توجد بسبب آخر وهو دفع الجن وزجرهم. يروى أنه قيل للزهري: أكان يرمى في الجاهلية ؟ قال: نعم ، قيل: أفرأيت قوله تعالى: ( وأنا كنا نقعد منها مقاعد للسمع فمن يستمع الآن يجد له شهابا رصدا) ( الجن: 9) قال: غلظت وشدد أمرها حين بعث النبي صلى الله عليه وسلم. والجواب عن السؤال الثاني: أنه إذا جاء القدر عمي البصر ، فإذا قضى الله على طائفة منها الحرق لطغيانها وضلالتها ، قيض لها من الدواعي المطمعة في درك المقصود ما عندها تقدم على العمل المفضي إلى الهلاك والبوار.