ما أحوج شبابنا لمَن يوجههم ويصنع منهم عظماءَ، ويأخذ بأيديهم وينير لهم طريق الفلاح والنجاح، ولم يزل النبي صلى الله عليه وسلم يعيد تربيته بنفسه وتأهيله للحياة، ويتحيَّن فرصة تزويجه إلى أن سنحت له الفرصة بذلك، حتى جاءه رجل أنصاري يعرض ابنته عليه. وَكَانَتِ الْأَنْصَارُ إِذَا كَانَ لِأَحَدِهِمْ أَيِّمٌ لَمْ يُزَوِّجْهَا حَتَّى يَعْلَمَ هَلْ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيهَا حَاجَةٌ أَمْ لَا؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِرَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ: "زَوِّجْنِي ابْنَتَكَ". فَقَالَ: نِعِمَّ وَكَرَامَةٌ يَا رَسُولَ اللهِ وَنُعْمَ عَيْنِي. قَالَ: "إِنِّي لَسْتُ أُرِيدُهَا لِنَفْسِي". قصة الصحابي «جليبيب» الذي قال له النبي: أنت مني وأنا منك. قَالَ: فَلِمَنْ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " لِجُلَيْبِيبٍ. " أخبر النبي أباها بأنه يريدها، ففرح الرجل لطلب النبي إياها، ثم لما أخبره النبي بأنه يريدها لجليبيب أبدى الرجل تراجعًا، لعلمه أن جليبيب ليس مؤهلًا لأن يكون زوجًا يتكفل ويرعى أسرةً. وغاب عن ذهنه أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد قام بإعداده وتربيته وتأهيله؛ ليخوض معركة الحياة بكل بسالة، وليكون مسؤولًا ليس عن نفسه أو أهله فحسب، بل عن أمة الإسلام كلها.
- قصة الصحابي «جليبيب» الذي قال له النبي: أنت مني وأنا منك
- من هو الصحابي جليبيب رضي الله عنه قصته وبطولاته | صقور الإبدآع
- قصة استشهاد الصحابي جليبيب الأنصاري | المرسال
قصة الصحابي «جليبيب» الذي قال له النبي: أنت مني وأنا منك
لأن كثيراً من الناس، لا يزوج إلا على
الدراهم والدنانير،
- فيقول
رسول الله صلي الله عليه وسلم: ((اذهب إلى ذلك البيت من الأنصار، وقل لهم: رسول
الله - صلى الله عليه وسلم - يبلغكم السلام، ويقول: زوجوني ابنتكم)). هذا مرسومٌ
من كلام محمد عليه الصلاة والسلام،
فذهب جليبيب، فطرق الباب، قال أهل البيت: مَنْ؟ قال: جليبيب، قالوا:
ما لنا ولك يا جليبيب، فخرج صاحب البيت قال: ماذا تريد؟ قال: الرسول - صلى الله
عليه وسلم - يبلغكم السلام، فارتج البيت فرحاً، ثم قال: ويأمركم أن تزوجوني ابنتكم.
من هو الصحابي جليبيب رضي الله عنه قصته وبطولاته | صقور الإبدآع
قال تعالى: " انما كان قول المؤمنين اذا دعوا الى الله ورسوله ليحكم بينهم أن
يقولوا سمعنا وأطعنا وأولئك هم المفلحون ".
قصة استشهاد الصحابي جليبيب الأنصاري | المرسال
ما أحكمَ عقل تلك الفتاة ونظرها الثاقب في الأمر! لم تُشغل تلك الفتاة بالها في مدى وسامة أو دمامة ذلك الشاب، ولا في مدى غناه وفقره، وغير ذلك من مقاييس الناس في الزواج، بل ركَّزت على جانب مهم فطِنت إليه، وأهدى الله عقلها له، وعرَفت حقًّا أين يكمُن معنى السعادة! مَن الذي يَخطب لي، إنه أشرف الخلق وأحكمهم صلى الله عليه وسلم، ويخطب لي مَن؟ يخطب لي جليبيبًا الذي ربَّاه بيديه وتحت عينه وسمعه، وأحبه حتى أصبح قطعة من قلبهِ صلى الله عليه وسلم، لقد أعاد تأهيله وتكوينه الخلقي والنفسي؛ ليبدأ حياة العظماء، هكذا فكَّرت. قصة استشهاد الصحابي جليبيب الأنصاري | المرسال. فيكفيها فخرًا وشرفًا أن النبي بنفسه هو الذي اختارها عروسًا لمن ربَّاه بيديه، فما أحكم عقل تلك الفتاة!
وبالفعل وجدت تلك الفتاه حظها مع الصحابي الجليل كل مظاهر السعادة والرضا من داخل قلبها، ليس كما يفعل البعض بالفرح المزيف. وفي إحدى غزوات النبي محمد وجدوه مقتولاً بجانب سبعة من الأعداء قد قتلهم هو بمفرده فقتلوه، وقال الرسول (هذا مني وأنا منه)، فوضعه على ساعديه، وحفروا في الأرض ووضعوه في قبره بسلام. موقف زوجته بعد مقتله في الغزوة
دعا النبي لزوجته بعد مقتله حيث قال (اللهم صب عليها الخير صباً، ولا تجعل عيشها كدّاً كدّاً). فيقولوا ما كان هناك من الأنصار أنفق منها. المراجع
1