0
Linalou
مشترك منذ: 05-01-2012
المستوى: مساهم
مجموع الإجابات: 60
مجموع النقاط: 60 نقطة
النقاط الشهرية: 0 نقطة
Linalou منذ 10 سنوات
هذه عادة الشعراء الجاهليين, حيث يبتدأون
القصيدة بوصف الأطلال و البكاء عليه
ومعنى الأطلال هي أثار الديار (أي الديار القديمة التي سكنها احبتهم)
شاهد 14 إجابة أخرى لهذا السؤال
البكاء على الاطلال – لاينز
… الطلل هو الرسم الدارس أي الأثر المتبقَي من القبيلة المترحَلة. أمَا عن علاقته بالبكاء، فالأهميَة تكمن في التحليل النفسي الغريب عن البيئة الجاهلية، أذ أنَ الطلل في القصيدة الجاهلية يتخطَى واقعه المادي المحسوس، ليصبح حالة محفَزة على البكاء. ومعنى ذلك أن الشاعر المغرم، عندما يأتي لزيارة الحبيبة فيجدها قد انتقلت مع قبيلتها بحثا عن الماء والعشب، يقف أمام الآثار الباقية يبكي ويستبكي. البكاء علي الاطلال في الشعر الجاهلي. وهو هنا لا يرى في الطلل مجرَد بقايا لا قيمة لها، بل وجه الحبيبة الذي اشترك في رسم ملامحه الأنسان والطبيعة، والذي يثير فيه التذكَر والأشتياق، فيتمظهر وضعه الوجداني دموعا يبتلَ منها خدَاه. إنَ حالة الشاعر الجاهلي شبيهة بحال الجنرال "الجاهلي"، والحبيبة هنا هي في الواقع كرسي الرئاسة. هذا الكرسي الذي كان عصيَا على الجنرال اللاهث، الذي نشبت فيه شمس الخيبة المحرقة أظافر التعب، ونشرت أمام عينيه ضبابا كمثل أشرعة بغير مراكب. لكنَه ظنَ السراب حقيقة، فتابع الركض خلفه، وقد جفَ حلقه، وذهب العطش ببعض عقله، فسعى الى الماء ولم يجد نفسه الاَ أمام رمل كاذب. ويتهالك الجنرال وتدور عيناه في رأسه مذعورتين، لكنَه يكمل الطريق جاهدا متمرَدا على خيبته، وتتكرَر المعاناة.
لكنه واجه جفوة الحظ، فغلبت عليه نزعة الهزيمة الملوَنة بالنقمة والشكوى والمرارة. أما أبرز ما انتابه فهو الشعور بالقلق،لأن السنين بدأت تتفلَت من بين أصابعه، وهذه خسارة من دون تعويض. البكاء على الاطلال. فكان من البديهي أن يثور مغتاظا، وفي مزاجه عصب سريع الأنفعال، وأن يستخدم أجرح أدوات حقده، وهو المتطيَر الذي يهرب من نفسه التي باتت كالمرايا المعقوفة تظهر له صورته المحدَبة الممسوخة، فيلعن الزمان والناس علنا، ويلعن حظَه العاثر في السرَ. انَ الألم الممض الناتج عن عدم أقبال كرسي الرئاسة عليه والأشاحة عنه، يمكن أن يدفع بالرجل الى البكاء. فالأجدى، في هذا المجال، أن يعزل الجنرال نفسه في بادية حارَة ويتصل بشياطين الوحي، علَها تعينه على أنتاج معلَقة تخلَد بكاءه، ونحن نعده بكتابتها بماء الذهب.