(ب) وطرف لا يدخلن فيه معهم ، إجماعاً ؛ نحو: الرجال والذكور، كما لا يدخل الرجال في لفظ النساء والإناث ، ونحو ذلك. (ج) وواسطة: اختلف فيها ، وهي: الجموع المذكرة السالمة ، كالمسلمين ، وضمائر جماعة الذكور ، نحو: ( كُلُوا وَاشْرَبُوا). والمؤلف يميل إلى دخولهم في الجموع المذكورة ، ونحوها. وذكر أنه اختيار القاضي ، وقول بعض الحنفية وابن داوود, وعزا عدم دخولهن للأكثرين ، وهو اختيار أبى الخطاب... " انتهى من "مذكرة في أصول الفقه" ، ضمن آثار الشنقيطي (332). والحاصل:
أن المرأة داخلة في خطاب الآية المذكورة ، فتؤمر بمعاشرة زوجها بالمعروف. ويقال لها: فإن كرهت زوجك، فعسى أن تكرهي شيئا ويجعل الله فيها خيرا كثيرا. مثل ذلك الحديث المذكور:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (لَا يَفْرَكْ مُؤْمِنٌ مُؤْمِنَةً، إِنْ كَرِهَ مِنْهَا خُلُقًا رَضِيَ مِنْهَا آخَرَ) أَوْ قَالَ: (غَيْرَهُ) رواه مسلم (1469). فعسي ان تكرهوا شييا ويجعل الله. فيقال لها: لا تبغض المؤمنة زوجها، فإنها إن كرهت منه خلقا رضيت آخر. قال الملا علي القاري رحمه الله: " وَفِيهِ إِشَارَةٌ إِلَى أَنَّ الصَّاحِبَ لَا يُوجَدُ بِدُونِ عَيْبٍ فَإِنْ أَرَادَ الشَّخْصُ بَرِيئًا مِنَ الْعَيْبِ يَبْقَى بِلَا صَاحِبٍ وَلَا يَخْلُو الْإِنْسَانُ سِيَّمَا الْمُؤْمِنُ عَنْ بَعْضِ خِصَالٍ حَمِيدَةٍ فَيَنْبَغِي أَنْ يُرَاعِيَهَا وَيَسْتُرَ مَا بَقِيِّهَا " انتهى من "مرقاة المفاتيح" (5/2118).
- تفسير القرآن الكريم - المقدم - الجزء: 31 صفحة: 25
- إسلام ويب - تفسير الطبري - تفسير سورة النساء - القول في تأويل قوله تعالى " فإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا "- الجزء رقم8
- عسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا ))
تفسير القرآن الكريم - المقدم - الجزء: 31 صفحة: 25
قال تعالى: 🌺 فعَسَى أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا 🌺 [النساء: 19] 🎉كل أوجاع الحياة تمحوها هذه الآية🎉 〰〰〰〰〰〰 📖تابعوا الرسائل القصيرة في #تدبر القرآن الكريم صباح كل يوم عبر قناة👇🏻 🌿 #جوال_دعاة_الشام 🌿 للاشتراك عبر برنامج التليغرام @do3atalsham
أكمل القراءة »
إسلام ويب - تفسير الطبري - تفسير سورة النساء - القول في تأويل قوله تعالى " فإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا "- الجزء رقم8
وقد عهدنا من الشارع: أن خطابه المطلق يجري على النمط الثاني. وقولنا: المطلق، احتراز من المقيد مثل قوله: والمؤمنين والمؤمنات. ومن هؤلاء من يدعي أن مطلق اللفظ في اللغة يشمل القسمين. والقول الثاني: أنهن لا يدخلن إلا بدليل. ثم لا خلاف بين الفريقين أن آيات " الأحكام " و " الوعد " و " الوعيد " التي في القرآن: تشمل الفريقين ، وإن كانت بصيغة المذكر. فمن هؤلاء من يقول: دخلوا فيه لأن الشرع استعمل اللفظ فيهما ، وإن كان اللفظ المطلق لا يشمله ، وهذا يرجع إلى القول الأول. ومنهم من يقول: دخلوا ، لأنا علمنا من الدين استواء الفريقين في الأحكام ، فدخلوا ؛ كما ندخل نحن فيما خوطب به الرسول ، وكما تدخل سائر الأمة فيما خوطب به الواحد منها. وإن كانت صيغة اللفظ لا تشمل غير المخاطب" انتهى من "مجموع الفتاوى" (6/ 437). وقال ابن قدامة رحمه الله: "ويدخل النساء في الجمع المضاف إلى "الناس" ، وما لا يتبين فيه لفظ التذكير والتأنيث ، كأدوات الشرط. فعسي ان تكرهوا شييا ويجع. ولا يدخلن فيما يختص بالذكور من الأسماء، كالرجال والذكور. فأما الجمع بالواو والنون، كالمسلمين، وضمير المذكرين، كقوله، تعالى: وَكُلُوا وَاشْرَبُوا: فاختار القاضي أنهن يدخلن فيه، وهو قول بعض الحنفية وابن داود.
عسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا ))
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لَا يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَرِثُواْ النِّسَاء كَرْهًا وَلَا تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُواْ بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُنَّ إِلاَّ أَن يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا (١٩)). [النساء: ١٩]. (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا) تصدير الخطاب بهذا النداء فيه ثلاثة فوائد: الأولى: العناية والاهتمام به والتنبيه. الثانية: الإغراء، وأن من يفعل ذلك فإنه من الإيمان، كما تقول يا ابن الأجود جُد. الثالثة: أن امتثال هذا الأمر يعد من مقتضيات الإيمان، وأن عدم امتثاله يعد نقصاً في الإيمان. (ابن عثيمين). والمعنى:: يا أيها الذين آمنوا بقلوبهم وانقادوا وعملوا بجوارحهم. تفسير القرآن الكريم - المقدم - الجزء: 31 صفحة: 25. • والإيمان إذا أفرد ولم يذكر معه (وعملوا الصالحات) فإنه يشمل جميع خصال الدين من اعتقادات وعمليات، وأما إذا عُطف العمل الصالح على الإيمان كقوله (والذين آمنوا وعملوا الصالحات) فإن الإيمان حينئذ ينصرف إلى ركنه الأكبر الأعظم وهو الاعتقاد القلبي، وهو إيمان القلب واعتقاده وانقياده بشهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وبكل ما يجب الإيمان به.
ليكن رمضان فرصة للتسامح، وتعظيم أواصر المودة من أجل حياة مطمئنة.