وسطية الإسلام بين الأديان
الوسط: العدول الخيار. أولا: في توحيد الله وأسمائه وصفاته. أهل السنة والجماعة نشأة المصطلح وإشكالية الفهم (الحلقة الأولى) – رابطة علماء إرتريا. فاليهود: وصفوا الرب تبارك وتعالى بصفات النقص التي يختص بها المخلوق، وشبهوا الخالق بالمخلوق، فقالوا: (إنه بخيل، وأنه فقري) قال تعالى:{ {وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ ۚ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا ۘ بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ}}
والنصارى: وصفوا المخلوق بصفات الخالق التي يختص بها، و شبهوا المخلوق بالخالق، فقالوا: (إن الله هو المسيح، وأن الله ثالث ثلاثة). ما المسلمون: فقد وحدوا الله عز وجل ، ووصفوه بصفات الكمال ، ونزهوه عن جميع صفات النقص ، أو أن يماثله شيء من المخلوقات في شيء من الصفات ، وقالوا: ليس كمثله شيء ال في ذاته وال في صفاته. ثانيا: في باب أنبياء الله تعالى ورسله عليهم السلام:
اليهود: قتلوا الأنبياء والذين يأمرون بالقسط من الناس ورموهم بالكبائر. و النصارى: غلوا فيهم ، فزعموا أن المسيح عيسى عليه السلام ابن الله، قال تعالى:{ {وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ۖ ذَٰلِكَ قَوْلُهُم بِأَفْوَاهِهِمْ ۖ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن قَبْلُ ۚ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ ۚ أَنَّىٰ يُؤْفَكُونَ}}
أما المسلمون: فانزلوا الأنبياء والرسل عليهم السلام منازلهم ، وصدقوهم ولم يكذبوهم وأحبوهم ولم يبغضوهم ، و َ آمنوا بهم جميعا ً عبيد الله تعالى رسلا مبشرين ومنذرين ، ولم يعبدوهم أو يتخذوهم ً أربابا من دون اهلل تعالى.
(2) من جعل بينه وبين الله وسائط يتوكل عليهم (1) - من نواقض الإسلام - عبد الله بن حمود الفريح - طريق الإسلام
وإنَّ هذه الآية آية (١٤٣) من سورة الأعراف هي أكبر دليل على استحالة تجسَّدّ الله في المسيح عيسى ابن مريم، فالله تعالى أخبرنا في هذه الآية أنه بمجرَّدّ ظهوره "للجبل" وليس "في الجبل" جعله دكًا، أي بمجرّد دنو ذرَّة من قوَّتِهِ من الجبل جعله دكًا. فإذًا ماذا سيحدث لجسد المسيح عيسى ابن مريم إذا ما تجسَّد الله فيه؟
إن آية (١٤٣) من سورة الأعراف هي أيضًا أكبر دليل على استحالة تجسّد الله في الحاكم بأمر الله كما يُقال في العقيدة الدرزية الباطلة -هذا إذا كان يوجَد شخص اسمه الحاكم بأمر الله- وهي أكبر دليل أيضًا على استحالة تجسُّدّ الله في الحيوانات أو في الطبيعة أو في الكون أو حتى في أقوى خلقه الملائكة، وهذه الآية كذلك هي أكبر دليل على استحالة دُنُوّ الله من محمد في قصة المعراج الكاذبة ممّا ينفي لنا نفيًا قاطعًا هذه الأكذوبة، وينفي لنا أيضًا استحالة رؤيتنا لربّنا يوم القيامة. (٣): في الختام، ليس بالضرورة أن نرى ربّنا أو نُصوِّره أو نُجسّده كي نؤمن به، نحن نستطيع أن نراه ونؤمن به من خلال خَلقِهِ للسماوات والأرض، ومن خلال خلقِهِ لأنفسنا، ومن خلال تسيير الكون المتكامل بتناسق وتناغم وانتظام. (2) من جعل بينه وبين الله وسائط يتوكل عليهم (1) - من نواقض الإسلام - عبد الله بن حمود الفريح - طريق الإسلام. ولذلك قال تعالى لنا في كتابِهِ الكريم:
* سُوۡرَةُ الجَاثیَة بِسۡمِ ٱللهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِيمِ حمٓ (١) تَنزِيلُ ٱلۡكِتَـٰبِ مِنَ ٱللَّهِ ٱلۡعَزِيزِ ٱلۡحَكِيمِ (٢) إِنَّ فِى ٱلسَّمَـٰوَاتِ وَٱلۡأَرۡضِ لَأَيَـٰتٍ لِّلۡمُؤۡمِنِينَ (٣) وَفِى خَلۡقِكُمۡ وَمَا يَبُثُّ مِن دَآبَّةٍ ءَايَـٰتٌ لِّقَوۡمٍ يُوقِنُونَ (٤) وَٱخۡتِلَـٰفِ ٱلَّيۡلِ وَٱلنَّہَارِ وَمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ مِنَ ٱلسَّمَآءِ مِن رِّزۡقٍ فَأَحۡيَا بِهِ ٱلۡأَرۡضَ بَعۡدَ مَوۡتِہَا وَتَصۡرِيفِ ٱلرِّيَـٰحِ ءَايَـٰتٌ لِّقَوۡمٍ يَعۡقِلُونَ (٥).
أهل السنة والجماعة نشأة المصطلح وإشكالية الفهم (الحلقة الأولى) – رابطة علماء إرتريا
ومنهم المغيرية أتباع المغيرة بن سعيد العجلي، الذي زعم أن معبوده ذو أعضاء، وأن أعضاءه على صور حروف الهجاء. ومنهم المنصورية أتباع أبي منصور العجلي، الذي شبه نفسه لربه وزعم أنه صعد إلى السماء. ومنهم الخطابية الذين قالوا بإلهية الأئمة وبإلهية أبي الخطاب الأسدي، وهذا رجل من البشر ومع ذلك تذهب هذه الطائفة التي اتبعته إلى ألوهيته، وقد كان هذا الرجل -وأعني به أبا الخطاب الأسدي وهو محمد بن أبي زينب الأسدي- كان يزعم أولًا أن الأئمة أنبياء ثم زعم أنهم آلهة، ثم ادعى لنفسه الألوهية بعد ذلك. وهؤلاء أيضًا -أعني: الخطابية- قالوا بإلهية عبد الله بن معاوية بن عبد الله بن جعفر. ومنهم الحلولية الذين قالوا بحلول الله -تبارك وتعالى- في أشخاص الأئمة، وعبدوا الأئمة لأجل ذلك، وهذا كثير وواقع في الغلاة واقع في الرافضة، وواقع في غلاة المتصوفة من أتباع ابن عربي والحلاج وغير هؤلاء". وهذه الأصناف التي ذكرتها الآن في الحقيقة خارجون عن دين الإسلام، وإن انتسبوا في الظاهر إليه، وهذه الفرق تعد من المشبهة، وعدهم المتكلمون في فرق الأمة لإقرارهم بلزوم أحكام القرآن، ولكن الأمر كذلك، والصواب أن هناك فرقًا من المشبهة عدهم المتكلمون في فرق الملة؛ لإقرارهم بلزوم أحكام القرآن، وإقرارهم بوجوب أركان شريعة الإسلام من الصلاة والزكاة والصيام والحج، وإقرارهم بتحريم المحرمات عليهم، وإن ضلوا وكفروا في بعض الأصول العقلية.
شبّهوا أولا الخالق بالمخلوق فجعلوا صفاته كصفاتهم، فجعلوا ظواهر الكتاب والسنة التشبيه فأوّلوها ليخرجوا من ذلك. وهذا قول باطل أملته الأهواء والعقول الفاسدة، ولا دلالة عليه من كتاب أو سنة، والحق الذي لا مرية فيه أن كل ما وصف الله به نفسه ووصفه به رسوله صلّى الله عليه وسلّم فظاهره المتبادر منه السابق إلى الفهم هو التنزيه التام عن مشابهة شيء من صفات المخلوقين، فلا مناسبة بين تلك الصفة الموصوف بها الخالق، وبين شيء من صفات المخلوقين، كما هو الحال في الذات. وليس هذا موطن القوم (١) ، وإنما أردت التنبيه على أصل الشبهة والتي من أجلها أوّلوا ظواهر الكتاب والسنة. وكتب التفسير إضافة إلى كتب العقائد مليئة بهذه التأويلات لصفات الباري - سبحانه -، ليس المقام مقام سردها وبسطها، وإنما المقصود مطلق المثال، يبيّن من خلاله مخالفة بعض المفسرين لظاهر القرآن والسنة. فمن أمثله ذلك، الآيات الدالة على صفة اليدين لله - تعالى -، كقوله تعالى: {مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِما قالُوا بَلْ يَداهُ مَبْسُوطَتانِ} [المائدة: ٦٤]. قال القاضي عبد الجبار الهمداني (٢): والمراد بذلك: أن نعمتيه مبسوطتان على العباد، وأراد به نعمة الدين والدنيا، والنعمة الظاهرة والباطنة، وقد يعبر باليد عن النعمة فيقال: لفلان عندي يد وأياد ويد جسيمة.
من هو كافور الإخشيدي
هو أبو المسك كافور الإخشيدي ولقب كافور بالليثي السوري، وهو من رقيق الحبشة، جاء إلى مصر وكان عبدًا لدى الملك محمد بن طغج الإخشيدي مؤسس الأسرة الإخشيدية التي قامت على حكم مصر والشام منذ القرن الرابع الهجري. وقد دام حكم كافور الإخشيدي على الدولة الإخشيدية وحكم مصر لمدة 23 عامًا، وهو الملك الرابع لهذه الدولة، ويرجع له الفضل في بقاء هذه الدولة قوية ومتماسكة لفترة من الزمن، وقد اشتراه الإخشيد من عبيد النوبة، وكان وفيًا للملك وبعد وفاة محمد بن طغج الإخشيدي تولى الوصاية على أبنائه فحكم كافورٌ مصرَ والشام، وصياً على ابنه أونجور، ثم ابنه علي، أبناء الإخشيد، لكنه كان الحاكم الفعلي للبلاد، ولقد كان هجاء المتنبي لكافور الإخشيدي من أبرز الأشعار التي علقت حول سيرة كافور الإخشيدي إلى يومنا هذا. قام الخليفة العباسي المطيع لله بتقليد كافور الإخشيدي ملكاً رسمياً على الدولة الإخشيدية، بعد وفاة عليّ بن الإخشيد في القرن العاشر الميلادي، فقام على حكم مصر حتى توفي عام 967 ميلاديًا ودفن في القدس. بدون مؤاخذة.. شيطنونا وأطعناهم | دنيا الرأي. ولقد كان شخصية رائعة ومثلًا يحتذى به في القوة والإخلاص، لكن من سوء حظه أنه وقع فريسةً لأطماع المتنبي فبعد أن مدحه بالقصائد نزل عليه بالهجاء بعد أن تملص من تقليد المتنبي على أي منصب في الدولة الإخشيدية، مما لطخ سمعته لأجيال وأجيال حتى يومنا هذا.
قصة المتنبي مع كافور الإخشيدي | قصص
كما اشتهر العرب بتنوع اشعارهم فمنها المدح والوصف, وايضا الهجاء الذي عرف بالشتم بين الشعراء والسب وكان بمثابة خناقة بينهم. بحيث هناك هناك شعراء تخصصوا في هذا النوع عن باقي انواع الشعر.
قصيدة شاعر العرب المتنبي في هجاء حاكم مصر كافور الاخشيدي ــ بقلم الاستاذ غالب الحبكي | منتديات المربد للشعر والأدب
ما يَقبِضُ المَوتُ نَفساً مِن نُفوسِهِمُ شبه الشاعر الموت بالإنسان الذي يقبض على غيره، فحذف المشبه به وأبقى على شيء من لوازمه على سبيل الاستعارة المكنية. لا تَشتَرِ العَبدَ إِلّا وَالعَصا مَعَهُ في الصورة السابقة كناية عن وجوب الشدة مع العبيد والموالي خوْف نشوزهم. وَعِندَها لَذَّ طَعمَ المَوتِ شارِبُهُ شبه الشاعر الموت بالشراب الذي يُحتَسى، فحذف المشبه به وأبقى على شيء من لوازمه على سبيل الاستعارة المكنية. المراجع ↑ "عيد بأية حال عدت يا عيد" ، الديوان ، اطّلع عليه بتاريخ 9/3/2022
↑ "تعريف و معنى البيداء في معجم المعاني الجامع" ، معجم المعاني ، اطّلع عليه بتاريخ 9/3/2022. بتصرّف. ↑ "تعريف و معنى أملود في معجم المعاني الجامع" ، معجم المعاني ، اطّلع عليه بتاريخ 9/3/2022. بتصرّف. ↑ "تعريف و معنى تسهيد في معجم المعاني الجامع" ، معجم المعاني ، اطّلع عليه بتاريخ 9/3/2022. قصة المتنبي مع كافور الإخشيدي | قصص. بتصرّف. ↑ "تعريف و معنى القرى في معجم المعاني الجامع" ، معجم المعاني ، اطّلع عليه بتاريخ 9/3/2022. بتصرّف. ↑ موقع المعاني (14/2/2018)، "معنى كلمة الرعديد" ، المعاني ، اطّلع عليه بتاريخ 30/3/2022. بتصرف.
كافور بين هجاء المتنبي وحقيقة التاريخ
جود الرجال من الأيدي, جودهم من اللسان, فلا كانوا ولا جود! ما يقبض الموت نفسا من نفوسهم ألا وفي يده من نتنها عود! أكلما اغتال عبد السود سيده أو خانه فله مصر تمهيد صار الخصي أمام الآبقين بها فالحر مستعبد والعبد معبود نامت نواطير مصر عن تعالبها فقد بشمن وما تفنى العناقيد العبد ليس لحر صالح بأخ لو أنه في ثياب الحر مولود! لا تشتر العبد إلا والعصا معه إن العبيد لأنجاس مناكيد ما كنت أحسنى أحيا إلى زمن يسئ بي فيه كلب وهو محمود ولا توهمت أن الناس قد فقدوا وأن مثل أبى البيضاء موجود وأن ذا الأسود المثقوب مشفره تطيعه ذي المضاريط الرعاديد إن أمر أمه حبلى تدبره لمستضام, سخين العين مفئود ويلمها خطة! ويلم قابلها لمثلها خلق المهرية القود! وعندها لذ طعم الموت شاربه أن المنية عند الذل قنديد! من علم الأسود المخصي مكرمه أقوامه البيض, أم آباؤه الصيد ؟! أم أذنه في يد النخاس دامية! قصيدة شاعر العرب المتنبي في هجاء حاكم مصر كافور الاخشيدي ــ بقلم الاستاذ غالب الحبكي | منتديات المربد للشعر والأدب. أم قدره وهو بالفلسين مردود! أولى اللئام كويفير بمعذرة في كل لوم, وبعض العذر تفنيد! وذاك أن الفحول البيض عاجزة عن الجميل, فكيف الخصية السود!........................... _________________
بدون مؤاخذة.. شيطنونا وأطعناهم | دنيا الرأي
رائعة المتنبي في هجاء كافور الإخشيدي يوم العيد في قصيدة مطلعها: عيد بأية حال عدت يا عيد | تصف حالنا - YouTube
واقعاً لا (قيمة) لكافور في التاريخ سوى ما خلّفه المتنبي من هجاء له، وباتت مشكلته أشدّ، إذ حتى المدائح التي كان قد قالها الشاعر فيه كانت عرضهً لقراءات ترى في المديح وجهاً آخر مفصحاً عن هجاء باطنٍ. وهذه الأبيات الثلاثة المختارة هنا، كـ(قصيدة ضمنية)، مكتملة المعاني بموضوع واحد، هي تأكيد نصيّ من أبي الطيب على نيّة الهجاء حتى من خلال المديح. تبدو الأبيات كما لو أنها تريد قول ما معناه أنّ رغبة الشاعر هي استخدام المديح وسيلةً للهجاء، لكن ما يحبط هذه الرغبة، بموجب النص، هو تفادي فضول الناس لفضح الهجاء إذا ما كان باطنا لمديح، وإلا فإن المتنبي يعبر، بهذه القصيدة، عبر هذه الأبيات والأبيات السبعة الأخرى، عن ثقته بعدم قدرة كافور على التمييز ما بين الذمِّ والثناء. قسوة في الانفعال تجد صداها في التعبير القاسي عنها هي ما تجعل من هذه القصيدة متوحشة في بلوغها مرادها؛ تبشيع، وتسخيف، وتحقير المهجوّ. إنها نتاج لانفعال ساخن، وهذا ما جعل أبا الطيب، بنصّه هذا، متخفِّفاً، بأكثر من موضع، من قيود رصانة التعبير وكوابحه إلى حد الاندفاع نحو كلام مباشر، غاضب ومتهوّر ومهتاج، في بعض أبيات القصيدة، مستسلماً لتلقائية الافصاح عما يعتمل في دواخله من مشاعر الحيف والتعسف وسوء الطالع ومن نكد الدنيا على الحر إذ يرى عدوّاً ليس من صداقته بدّ، وكان هذا تعبيراً من المتنبي نفسه (بشيء من التعديل الذي يقتضيه السياق) وكان ضد المهجوِّ نفسه، إنما بقصيدة أخرى.