منزلة الحديث:
• قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: هذا الحديث شريف القدر، عظيم المنزلة؛ ولهذا كان الإمام أحمد يقول: هو أشرف حديث لأهل الشام، وكان أبو إدريس الخولاني إذا حدَّث به جثا على ركبتيه [1]. • قال الفشني رحمه الله: هو حديث عظيم رباني، مشتمل على فوائد عظيمة في أصول الدين وفروعه، وآدابه، ولطائف القلوب [2]. • قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: هذا الحديث قد تضمن من قواعد الدين العظيمة في العلوم والأعمال، والأصول والفروع؛ فإن تلك الجملة الأولى وهي قوله: (( حرمت الظلم على نفسي)) تتضمَّن جُلَّ مسائل الصفات والقدر إذا أعطيت حقها من التفسير [3]. غريب الحديث:
• حرَّمت الظلم: أي لا يقع مني، بل تعالَيْتُ عنه وتقدست. • ضال: غافل عن الشرائع. • إلا من هديته: أرشدته. • فاستهدوني: اطلبوا مني الهداية. • صعيد واحد: أرض واحدة ومقام واحد، والصعيد وجه الأرض. الحديث 24:" يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي..." صفات الله تعالى _ الافتقار هو حقيقة العبادة - YouTube. • المخيط: الإبرة. • أحصيها لكم: أضبطها لكم بعلمي وملائكتي الحفَظة. • أوفيكم إياها: أوفيكم جزاءها في الآخرة. شرح الحديث:
((يا عبادي))، الخطاب للمكلفين؛ بدليل أمر التشريع، والنداء نداء تشريف وعز. ((إني حرمت الظلم على نفسي))؛ أي: إنه منع نفسه من الظلم لعباده؛ كما قال عز وجل: ﴿ وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ ﴾ [ق: 29]، وقال: ﴿ وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْمًا لِلْعَالَمِينَ ﴾ [آل عمران: 108]، وقال: ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئًا ﴾ [يونس: 44].
يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي - عبد الكريم الخضير
والظلم: أن يعاقب بذنوب غيره، ومثل هذا كثير في القرآن، وهو مما يدل على أن الله قادر على الظلم، ولكنه لا يفعله؛ فضلًا منه وجودًا، وكرمًا وإحسانًا إلى عباده، وقد فسر كثير من العلماء الظلم: بأنه وضع الأشياء في غير موضعها؛ قاله ابن رجب رحمه الله [4]. ((وجعلته بينكم محرمًا فلا تظالموا))؛ أي: إنه حرَّم الظلم على عباده، ونهاهم أن يتظالموا فيما بينهم، فحرام على كل عبد أن يظلم غيره. والظلم نوعان: أحدهما: ظلم المرء نفسه، وأعظمه الشرك والكفر على اختلاف أنواعهما، ثم تليها المعاصي على اختلاف أجناسها، والثاني: ظلم المرء غيره، وهو المنهي عنه ها هنا؛ أي: لا يظلم بعضكم بعضًا. حديث يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي. ((يا عبادي))، كرر النداء زيادة في تشريفهم وتعظيمهم؛ ولذا أضافهم إلى نفسه. ((كلكم ضال))؛ أي: غافل عن الشرائع، ((إلا من هديته))؛ أي: وفَّقْتُه ومنعت عنه أسباب الضلالة، ((فاستهدوني))؛ أي: اطلبوا مني الهداية، ((أهدِكم)) أدلكم على طرق النجاة في الدنيا والآخرة. ((يا عبادي، كلكم جائعٌ إلا من أطعمته، فاستطعموني أُطعمكم، يا عبادي، كلكم عارٍ إلا من كسوته، فاستكسوني أَكْسُكم))؛ أي: كل واحد منكم في حاجة إلى الطعام والكسوة؛ فهو الذي تفضل عليكم، فخلق أصول الأشياء وفروعها - ومنها الطعام والكسوة - وتكفل بالرزق؛ قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ ﴾ [فاطر: 15]، وخص الطعام والكسوة بالذكر دون غيرهما؛ لأنهما أهم شيء يهم العبد في حياته.
الحديث 24:" يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي... " صفات الله تعالى _ الافتقار هو حقيقة العبادة - YouTube
[ فوائد حديث ] يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي - هوامير البورصة السعودية
((يا عبادي، لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم قاموا في صعيدٍ واحد فسألوني، فأعطيت كل واحدٍ مسألته - ما نقص ذلك مما عندي))، المراد بهذا ذكر كمال قدرته سبحانه، وكمال ملكه، وأن ملكه وخزائنه لا تنفَدُ ولا تنقص بالعطاء، ولو أعطى الأولين والآخرين من الجن والإنس جميع ما سألوه في مقام واحد، وفي ذلك حث الخلق على سؤاله، وإنزال حوائجهم به؛ قال تعالى: ﴿ مَا عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ بَاقٍ ﴾ [النحل: 96]. وفي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن يمين الله ملأى لا يغيضها نفقةٌ، سحاء الليل والنهار، أرأيتم ما أنفق منذ خلق السموات والأرض، فإنه لم ينقص ما في يمينه)) [5]. [ فوائد حديث ] يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي - هوامير البورصة السعودية. وفي صحيح مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا دعا أحدكم فلا يقل: اللهم اغفر لي إن شئت، ولكن ليعزم المسألة، وليُعْظِم الرغبة؛ فإن الله لا يتعاظمه شيءٌ أعطاه)). ((إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر))، وهذا من باب تأكيد عدم النقص؛ لأنه من المعلوم أن المخيط إذا أدخل في البحر ثم نزع منه فإنه لا ينقص البحر شيئًا؛ لأن البلل الذي لحق هذا المخيط ليس بشيء.
رواه مسلم
بالضغط على هذا الزر.. سيتم نسخ النص إلى الحافظة.. حيث يمكنك مشاركته من خلال استعمال الأمر ـ " لصق " ـ
الحديث 24:&Quot; يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي...&Quot; صفات الله تعالى _ الافتقار هو حقيقة العبادة - Youtube
تحريم الظلم:
لما كانت حقيقة الظلم هي وضع الشيء في غير موضعه ، نزه سبحانه نفسه عن الظلم قال سبحانه: { إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا} ( النساء 40) ، وقال عز وجل: { وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ} ( فصلت 46) ، فهو سبحانه أحكم الحاكمين ، وأعدل العادلين ، وكما حرم الظلم على نفسه جل وعلا فكذلك حرمه على عباده ونهاهم أن يتظالموا فيما بينهم. والظلم نوعان: ظلم العبد لنفسه ، وأعظمه الشرك بالله عز وجل قال سبحانه: { إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} ( لقمان 13) ، لأن الشرك في حقيقته هو جعل المخلوق في منزلة الخالق ، فهو وضع الأشياء في غير مواضعها ، ثم يليه ارتكاب المعاصي على اختلاف أجناسها من كبائر وصغائر ، فكل ذلك من ظلم العبد لنفسه بإيرادها موارد العذاب والهلكة في الدنيا والآخرة ، قال سبحانه: { وَلَا تُمْسِكُوهُنَّ ضِرَارًا لِتَعْتَدُوا وَمَنْ يَفْعَلْ ذَٰلِكَ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ} ( البقرة 231). وأما النوع الثاني من أنواع الظلم: فهو ظلم الإنسان لغيره بأخذ حقه أو الاعتداء عليه في بدنه أو ماله أو عرضه أو نحو ذلك ، وقد وردت النصوص كثيرة ترهب من الوقوع في هذا النوع ، من ذلك - قوله - صلى الله عليه وسلم - في خطبته في حجة الوداع: ( إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام ، كحرمة يومكم هذا ، في شهركم هذا ، في بلدكم هذا).
تخريج الحديث:
أخرجه مسلم ولم يخرجه غيره من أصحاب الكتب الستة. غريب الحديث:
الظلم: وضع الشيء في غير موضعه ، ويطلق على مجاوزة الحد ، والتصرف في حق الغير بغير وجه حق. فلا تظالموا: أي لا يظلم بعضكم بعضاً. فاستهدوني: اطلبوا الهداية مني. صعيد واحد: الصعيد الموضع المرتفع أو الواسع من الأرض ، والمقصود في أرض واحدة ومكان واحد. المِخْيط: بكسر الميم وسكون الخاء ومعناه الإبرة. أُحصيها لكم: أضبطها لكم بعلمي وملائكتي الحفظة. أوفيكم إياها: أعطيكم جزاءها في الآخرة. منزلة الحديث:
اشتمل هذا الحديث على كثير من قواعد الدين وأصوله ، فنص على تحريم الظلم بين العباد ، وهو من أعظم المقاصد التي جاءت الشريعة بتقريرها. وجاء التأكيد فيه على أهمية الدعاء ، وطلب الهداية من الله وحده ، وسؤال العبد ربه كل ما يحتاجه من مصالح دينه ودنياه ، والدعاء هو العبادة. كما أنه تضمن تنزيه الله ، وإثبات صفات الكمال ونعوت الجلال له سبحانه ، وبيان غناه عن خلقه وأنه لا تنفعه طاعة الطائعين ، ولا تضره معصية العاصين. وفيه أيضاً التنبيه على محاسبة النفس ، وتفقد الأعمال ، والندم على الذنوب. ولذلك كان أبو إدريس الخولاني إذا حدث بهذا الحديث جثا على ركبتيه ، وكان الإمام أحمد يقول عنه: " هو أشرف حديث لأهل الشام ".
الصبر على الطاعات، والمجاهدة في الثبات عند التنازلات، واليقين بنصرة الحق وقت الشدائد والأزمات.. رمز البقاء، وبشرى بورد الحوض مع المصطفى.. كن مع الصادقين (خطبة). دعا النبي صلى الله عليه وسلم الأنصار فقال لهم: " إِنَّكُمْ سَتَلْقَوْنَ بَعْدِي أُثْرَةً شَدِيدَةً، فَاصْبِرُوا حَتَّى تَلْقَوْنِي عَلَى الحَوْضِ " متفق عليه. الحق أبلج والمنجاة عن كثب
والأمر لله والعقبى لمن صلحا
يا ويح نفس توانت عن مراشدها
وطرفها في عنان الغي قد جمحا
ترجو الخلاص ولم تنهج مسالكها
من باع رشدا بغي قلما ربحا
من أراد محبة الله فليلزم فرائضه.. ومن أراد قربه فليلذ بجنابه، ولا يضعف عن دعائه، ومنافذ القربات كثيرة " فاسْتَقِيمُوا وَلَنْ تُحْصُوا، وَاعْلَمُوا أَنَّ خَيْرَ أَعْمَالِكُمْ الصَّلَاةَ، وَلَا يُحَافِظُ عَلَى الْوُضُوءِ إِلَّا مُؤْمِنٌ.. الصَّلاَةُ نُورٌ، وَالصَّدَقَةُ بُرْهَانٌ، وَالصَّبْرُ ضِيَاءٌ، وَالقُرْآنُ حُجَّةٌ لَكَ أَوْ عَلَيْكَ، كُلُّ النَّاسِ يَغْدُو فَبَائِعٌ نَفْسَهُ فَمُعْتِقُهَا أَوْ مُوبِقُهَا ". هذه مقومات النجاح لمن أرادها، وبراهين الفوز لمن تمسك بها، " فمَنْ خَافَ أَدْلَجَ، وَمَنْ أَدْلَجَ بَلَغَ الْمَنْزِلَ، أَلاَ إِنَّ سِلْعَةَ اللهِ غَالِيَةٌ، أَلاَ إِنَّ سِلْعَةَ اللهِ الجَنَّةُ ".
كن مع الله الظفيري
اللهم اهدنا بهداك, واجعل أعمالنا في رضاك, اللهم آمنا في دورنا وأصلح ولاة أمورنا.
ومَنْ يتحلَّى بالصدق؛ فإنه يُرزق - بإذن الله تعالى - طمأنينة القلب، كما أخبر بذلك الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم في قوله: «دَعْ مَا يَرِيبُكَ إِلَى مَا لاَ يَرِيبُكَ؛ فَإِنَّ الصِّدْقَ طُمَأْنِينَةٌ، وَإِنَّ الْكَذِبَ رِيبَةٌ» صحيح - رواه الترمذي. والمعنى: دع ما يوقعك في التُّهمة والشك، وتجاوَزْه إلى ما لا يوقعك فيهما. وللصالحين والفضلاء في الصدق أقوال جميلة، وعبارات سديدة، ومن ذلك: قول عمر - رضي الله عنه -: (عليك بالصدق، وإنْ قتلك). وقال عمر بن عبد العزيز - رحمه الله -: (ما كذبتُ مُذْ علمتُ أن الكذب يشين صاحبه). وقال الشعبي - رحمه الله -: (عليك بالصدق، حيث ترى أنه يضرك فإنه ينفعك، واجتنب الكذب حيث ترى أنه ينفعك فإنه يضرك). كن مع الله ولا داعي للقلق. أيها المسلمون.. للصدق درجات كثيرة، ومن أظهر درجات الصدق:
الدرجة الأولى: صدق اللسان: وهي من أعظم المراتب، وتكميلها من أصعب الأمور وأشقِّها على النفس، لكن ليس الصدق منحصراً فيها كما يظن كثير من الناس، وهذا النوع من الصدق يستلزم أموراً ثلاثة:
1- الصدق في نقل الأخبار: كما قال الله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ ﴾ [الحجرات: 6].