كان الحراك اجتماعياً قبل أن يكون فنياً، وفي هذا الفضاء الاجتماعي ظهر نجوم كبار مثل بشير حمد شنان محمد بن حسين وعايد عبدلله وعدد كبير من المبدعين الذين يؤكدون أن هذه المنطقة لم تكن طاردة للفنون في يوم من الأيام. قال الفنان عبدالله بن نصار "رحمه الله": "كنت في بداية الستينيات أسكن غرفة في أزقة الديرة وقريبة جداً من سوق الأسطوانات الملاصق للجامع الكبير، كان بعضهم يأتي ليتعلم العزف على يدَّيَ، منهم حجاب بن نحيت، الذي جاء من القصيم، وعزفت معه ولحنت له أغنية "يا بو انا". وقال الراحل سالم الحويل: "كان الناس يفرحون إذا شاهدوا عازفاً أو فناناً يمشي في حارتهم متجهاً إلى الاذاعة، كانت السيارات قليلة والمشوار نعتبره قريباً، نمشي ونمشي ولا نمل حتى نصل!. القنوات الرياضية | محمد عبده : أنا و طلال مداح و راشد الماجد نستطيع الغناء بعد "الزكمة" بسبب الرأس المصدوع #مراحل_محمد_عبده #رمضان_عندنا. دون أن يأتي أحد ويعكر صفونا". وهذه دلائل على واقع تلك الأيام. هذا النشاط لم يكن له أثر في الإعلام، وكان الحضور مقصوراً على طلال مداح ومحمد عبده، حتى أن كثيراً من فناني جدة ظلموا أيضاً بسبب هذه الثنائية، فغاب ذكر محمد عمر وعلي عبدالكريم وطلال سلامة لصالح القطبين الكبيرين وكأنه لا يوجد سواهما في المشهد الفني السعودي. وهذا ليس ذنب طلال ومحمد بالطبع، إنما هو ذنب الإعلام في ذلك الوقت والذي لم يكن مواكباً للحراك الحقيقي على أرض الواقع.
طلال مداح ومحمد عبده مذهله
محمد عبده
سلامة العبدالله
فهد بن سعيد
طلال مداح ومحمد عبده الاماكن
وقال: "هذا الأمر يعد طبيعياً فهم أبناء هذا المجتمع المتدين بالفطرة والمتسامح الذي ينبذ التطرف والإرهاب بكافة أشكاله، وإذا رأينا فناناً يصلي في المسجد أو يقرأ القرآن فهذا الأمر نابع من التزامه بواجباته الدينية، وليس توبة كما يروج لها الجميع".
طلال مداح ومحمد عبده اواه
وخرج بعدها فنان العرب ليحكي عن كواليس تلك الفترة المفصلية في حياته قائلاً: "هو ليس اعتزالا بل كان ابتعادا لتقييم المرحلة التي قدمتها، كنت أمر بظروف منها وفاة والدتي، وفي تلك المرحلة كنت أنام في الاستوديو وأسجل ألبومات شعبية"، هناك من عدّ الفنان بعد هذه التصريحات بأنه نكص على عقبيه بعد هدايته، وعلى النقيض الآخر هناك من استقبله برحابة صدر كونه نفى الاعتزال أولاً وعاد إلى حيث يليق به المكان والمكانة، على حد وصفهم. فهيد اليامي: محمد عبده مدرعة تدك حصون التطرف الناقد الفني فهيد اليامي رفض من جهته تصنيف الفنان محمد عبده أو التخندق خلفه من قبل أي تيار، وقال: "محمد عبده حالة وطنية خاصة، فهو الفنان المثقف الذي يقف على مسافة واحدة من الجميع"، وأضاف فهيد: "هناك من لديه مشكلة مع الفن بصفة عامة، وعندما يتحدث عن الفنانين يغيب عن ذهنه أن الفنان يصلي ويصوم ويؤدي ما عليه من واجبات وحقوق كأي إنسان مسلم وسطي"، واصفاً في الوقت نفسه محمد عبده بأنه "مدرعة وطنية" تدك حصون التطرف. وأوضح فهيد أن التيار المناوئ، على حد وصفه، بالفعل حاول استقطاب محمد عبده وعبدالمجيد عبدالله لصالحه، كون هذا الثنائي له ثقله وتأثيره وينتمي إلى جيلين في الأغنية.
عانى الفنانون في المنطقة الوسطى تهميشاً كبيراً منذ بدايتهم، حتى أن مسرح الإذاعة والتلفزيون كان لا يستفيد منهم حتى وهو يذاع من داخل الرياض، قلة قليلة ظهرت فيه وبشكل لا يعبر عن حجم نجوميتهم. وفنان مثل سالم الحويل الذي بيعت أسطواناته بكميات كبيرة، وسلامة العبدالله، وحمد الطيار، نادراً ما تتم استضافتهم في المسارح ووسائل الإعلام، وبسبب هذا التهميش تم تكريس الازدراء من الفن الشعبي ونجومه بحيث أصبح وجودهم في وسائل الإعلام غريباً. طلال مداح ومحمد عبده الاماكن. وقد أدى ذلك إلى انسحاب كثير من الأسماء المبدعة بعد شعورها بالغبن والتهميش وعدم التقدير، ويتجلى ذلك في رد الفنان المعتزل عبدالعزيز الراشد علينا عندما أردنا إجراء حوار توثيقي معه: "بعد كل هذا المشوار، تتصلون علي، أين أنتم عندما كنت أغني؟ لماذا لم تنصفونا على أقل تقدير". إن المتابع المنصف للحركة الفنية السعودية سيجد في كل منطقة من مناطق المملكة حراكاً فنياً مميزاً، من الشمال إلى الجنوب، مروراً بالمنطقة الوسطى والشرقية. فنانون من كل مدينة نثروا إبداعاتهم وأثبتوا أن المملكة بكل أجزائها تعتبر بيئة مرحبة بالفنون وفيها نشاط كبير وجمهور محب، ولم تكن مدينة جدة وحيدة في احتفائها بالفن وأهله، لكن ثنائية "طلال ومحمد" التي سارت عليها وسائل الإعلام السعودية لأكثر من أربعين سنة، هي التي صورت الحال على غير حقيقته وكرست حقيقة خاطئة مفادها أن الفن لا يوجد سوى في جدة وأن بقية المناطق طاردة للفنون.
ولقد أخبرنا الصادق المصدوق - صلى الله عليه وسلم - بأنه سوف يأتي على الناس زمان يتهاونون فيه في قضية الكسب فﻼ يدققون ولا يحققون في مكاسبهم. بل إن بعض الناس لطمعه وجشعه يفتري على ربه فيجعل الحرام حﻼلاًًًًً والحﻼل حرامًا، قال تعالى: ﴿ قُلْ أَرَأَيْتُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ لَكُمْ مِنْ رِزْقٍ فَجَعَلْتُمْ مِنْهُ حَرَامًا وَحَلَالًا قُلْ آللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللَّهِ تَفْتَرُون ﴾ [يونس: 59]. وللكسب الحرام أسباب وأضرار نذكر منها:
أولاً: أسباب الكسب الحرام:
• عدم الخوف والحياء من الله: الخوف والحياء من الله تعالى وحسن مراقبته سياجات كلها تقي المسلم وتحميه من الوقوع في الحرام، فإذا نزع الحياء من المرء فإنه لا يبالي أكان مكسبه من حﻼل أم من حرام؟
روى أبو مسعود البدري مرفوعًا: ((إن مما أدرك الناس من كﻼم النبوة الأولى إذا لم تستحِ فاصنع ما شئت)). شرح حديث: (إذا لم تستح فاصنع ما شئت). الحرص على المكسب السريع:
بعض الناس يستعجلون في قضية الرزق؛ فهم يريدون الحصول على المال من أي جهة، وبأي طريق حتى لو كان من حرام، فالمكسب السريع عندهم هو الغاية المرجوة والهدف المنشود، وقد يتأخر الرزق عن بعض الناس لحكمة يعلمها مقدِّر الأرزاق ومقسمها؛ فيحمله استبطاء الرزق على أن يطلبه بمعصية الله.
إذا لم تستح فاصنع ما شئت
الثانية: في قوله: ((إذا لم تستح فاصنع ما شئت)) قولان لأهل العلم في تفسيرها:
الأول: أنه ليس على سبيل الأمر وإنما هو على سبيل الذم والنهي عنه ولهم وجهان في تفسير هذا ا لقول: أحدهما: أنه أ مر بمعنى التهديد والوعيد وله نظائر في القرآن، قال -تعالى-: ((اعملوا ما شئتم إنه بما تعملون بصير)). والمعنى إذا لم يكن عندك حياء فاعمل ما شئت والله مجازيك على فعلتك. ثانيهما: أنه أمر بمعنى الخبر والمعنى: من لم يكن عنده حياء فعل كل ما يستنكر ومن كان عنده حياء منعه عن كل قبيح كما جاء في الحديث: ((من كذب على متعمدا فليتبوأ مقعده من النار)) أي فقد تبوأ مقعده. وهذا اختيار الإمام أحمد وكلا الوجهان جائزان في اللغة إلا أن الثاني هو الأقرب والأكثر استعمالا. والقول الثاني: أن الحديث أمر على ظاهره يفعل المؤمن ما يشاء من قول وتصرف إذا كان لا يستحي من فعله عادة لا من الله ولا من خلقه فيفعله ولا يضره كلام الناس إذا كان من أفعال الطاعات وجميل الأخلاق. إذا لم تستح فاصنع ما شات صوتي. والقول الأول أصح في تفسر الحديث لأن المقصود التنفير والتحذير من ترك الحياء وبيان أثر ذلك في أخلاق المؤمن. الثالثة: الحياء من شعب الإيمان له فضل عظيم وهو عمل قلبي يبعث العبد على فعل الجميل وترك القبيح من منكر ودنيء فكل ما أفضى إلى ترك السوء وفعل الحسن فهو من الحياء المحمود شرعا أما ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وترك السؤال عن مسائل العلم والسكوت عن بيان الحق فهذا ضعف وخور وليس من الحياء وإن ادعاه الناس، ولذلك قالت أمنا عائشة -رضي الله عنها-: ((نعم النساء نساء الأنصار لم يمنعهن الحياء أن يتفقهن في الدين)) فكل ما أدى إلى ترك الحقوق والتساهل فيها فهو عجز ومهانة والضابط في تمييز الحسن والقبيح دلالة الشرع وليست أهواء الناس وأعرافهم الفاسدة.
حديث : إذا لم تستح فاصنع ما شئت
وهذا التصوير النبوي لخُلق الحياء، يدلّنا ويرشدنا إلى أسباب وصول أمتنا لهذا المستوى من الذلّ والمهانة، إننا لم نستح من الله حق الحياء؛ فأصابنا ما أصابنا، ولو كنا على المستوى المطلوب من خُلق الحياء، لقدنا العالم بأسره، فالحياء ليس مجرّد احمرار الوجه وتنكيس الرأس، بل هو معاملة صادقة، وإخلاص تام في حق الخالق والمخلوق. ولعل مما يحسن التنبيه إليه في هذا الباب أن ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر - بحجة الحياء من الناس - قصور في الفهم، وخطأ في التصوّر؛ لأن الحياء لا يأتي إلا بخير، والنبي صلى الله عليه وسلم على شدة حيائه، كان إذا كره شيئا عُرف ذلك في وجهه، ولم يمنعه الحياء من بيان الحق، وكثيرا ما كان يغضب غضبا شديدا إذا انتُهكت محارم الله، ولم يخرجه ذلك عن وصف الحياء. حديث : إذا لم تستح فاصنع ما شئت. وبعد: فهذه جولة سريعة مع خُلق الحياء، عرفنا فيها معالمه وفضائله، وصوره وجوانبه، وجدير بنا أن نحرص على هذا الخلق النبيل، وأن نجعله شعار لنا حتى نلقى ربنا الجليل. المصدر: الشبكة الإسلامية
5
1
10, 717
شرح حديث: (إذا لم تستح فاصنع ما شئت)
وحال بينهم وبين الرياء الجلي والخفي، وهو ما يسمى بالشرك الأصغر؛ لأنه من عرف أن الله هو الذي يجزي على الأعمال الصالحة لم يشرك معه فيها غيره، عملاً بقوله تعالى: { فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا} (سورة الكهف: 110)، بل حال بينهم وبين المعاصي كلها. ولا شك أن العبد الحيي يمنعه حياؤه أن يلقى ربه وهو مشرك به فتراه يستحي من ربه أن يراه حيث نهاه أو يفتقده حيث أمره. إذا لم تستح فاصنع ما شئت. وقد كان النبي – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – يعلم أصحابه أصول الأخلاق وقواعدها العامة من خلال قصص الأنبياء أسوة بالقرآن الكريم، وذلك في خطبه ودروسه التي يلقيها إليهم في الأوقات التي يكونون مهيئين فيها لتقبل المواعظ أكثر من غيرها. ومما وعظهم به ما جاء في هذه الوصية من عبر، وهي وصية قصيرة جاءت في صورة خبرية والقصد منها الأمر، فإنها وصية الأنبياء جميعاً. فقد كان كل نبي يقول لأمته هذا القول، فصار هذا القول مثلاً يضرب لمن دفعه عده الحياء إلى ارتكاب ما يستحي من فعله أو قصر في أمر يستحي من التقصير فيه، أو منعه الحياؤء من فعل ما يجب فعله أو يستحب فعله. فقوله – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ –: إِذَا لَمْ تَسْتَحِ فَافْعَلْ مَا شِئْتَ – أو اصْنَعْ مَا شِئْتَ" يحتمل ما ذكرناه، فيكون للحديث معنيان:
الأول: تهديد لمن دفعه عدم الحياء لارتكاب المحظور، على حد قوله تعالى: { اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} (سورة فصلت: 40)
والثاني: توجيه لمن منعه الحياء من فعل ما ينبغي فعله أن يقدم عليه دون استحياء، ولا يكون الحياء مانعاً منه.
حديث: إذا لم تستح فاصنع ما شئت - طريق الإسلام
ومتى علم العاقلُ أنَّ هناك مَلَكاً يُقَيِّد عليه ذنوبَه؛ استحيا منه أنْ يكتبَ عليه ما يُذَمُّ به, ويُعرِّضه للعقوبة. ومن أفضل طُرق اكتساب الحياء: أنْ يُحاسِبَ العبدُ نفسَه, وهو يعلم أنَّ الله مُطَّلِعٌ عليه, فيتذكَّر عظمةَ الله سبحانه, ويستحضر العقوبةَ, فيستحي من ربه, ويخشاه, فيترك المعصية. قال بعضُ السلف: (خَفِ اللَّهَ عَلَى قَدْرِ قُدْرَتِهِ عَلَيْك, واستحي مِنْهُ عَلَى قَدْرِ قُرْبِهِ مِنْكَ). ومن طُرق اكتساب الحياء: أنْ يتذكَّرَ الإنسانُ نِعَمَ اللهِ الظاهرة والباطنة؛ فقد أعطاه اللهُ تعالى عقلاً, وسَمْعاً وبصراً, وعافيةً, ورَزَقَه الزوجةَ والولد, والمَسْكَنَ, ورَزَقَه من حيثُ لا يحتسب. وغيرُه لا يَتَمَتَّع ببعض هذه الأمور, فإذا تذكَّر المرءُ نِعمةَ الله عليه, وتذكَّر تقصيرَه في شُكر هذه النِّعم؛ استحيا من ربه, أنْ يستعمل شيئاً من ذلك في معصيته. قال ابن رجب رحمه الله: (وقد يتولَّدُ الحياء من الله؛ من مطالعة النِّعَم, فيستحيي العبدُ من الله, أنْ يَسْتَعِينَ بِنِعْمَتِه على معاصيه، فهذا كلُّه من أعلى خِصال الإيمان). وُيُكْتَسَبُ الحياءُ: بالتَّمرُّس ومُحادثةِ النَّفْس, ولومِها على الإقبال على فِعْلِ ما يُستحيا منه, ويُحَدِّثها أنَّ الناسَ لو اطَّلعوا على ذلك منه لكان قبيحاً, فيقول: لو عَلِمَ الناسُ بما أُقْدِمُ عليه لَهَجَروني, ولَعَابوني, فكيف لا أستحي من خالقي ورازقي المُطَّلِعِ عليَّ, الذي يعلم السِّرَّ وأخفى؟ فمِثْلُ هذا اللَّوم والتَّقريع؛ يُورِثُ العاقِلَ خُلُقَ الحياءِ, فيَرْعَوِي عن الفِعلِ الذَّميم.
[[6]]
وقد قال الشعبي رحمه الله: تعاشر الناس فيما بينهم زمانا بالدين والتقوى، ثم رفع ذلك فتعاشروا بالحياء والتذمّم، ثم رفع ذلك، فما يتعاشر الناس إلا بالرغبة والرهبة. وسيجيء ما هو شرّ من ذلك. [[7]] نسأل الله السلامة والعافية. [1] صحيح البخاري / الحديث رقم: (6120)]. [2] الأدب النبوي (ص: 155)]. [3] فيض القدير (1/ 43). [4] [فيض القدير (1/ 43)]. [5] [معالم السنن (4/ 109)]. [6] [فتح الباري لابن حجر (10/ 523)]. [7] العقد الفريد (2/253).
وقال الحسن يقول: "الحياء والتكرم خصلتان مِن خصال الخير لم يكونا في عبد إلا رفعه الله -عز وجل- بهما". وإذا ترك العبد الحياء كله ذهب إيمانه وارتكب المحرمات وترك الفضائل لخلو قلبه من مهابة الله ومهابة الناس وإذا نقص حياؤه نقص إيمانه وبره بقدر ما نقص من حيائه والناس في هذا الباب مقل ومكثر. وأولى الناس بالحياء هم أهل العلم وأهل الفضل ويقبح بالناسك أن يكون صفيق الوجه لا حياء له. السادسة: الحياء نوعان من حيث المصدر:
الأول: حياء طبيعي يخلقه الله ويوجده في جبلة العبد بحيث ينشأ من الصغر متصفا بالحياء فيجتنب القبيح ويفعل الحسن بلا تكلف وهو قليل في الناس وصاحبه يحميه الله من الصبوة والمعاصي منذ نعومة أظفاره كحال نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم-، وهذا من أجمل الأخلاق، ولهذا قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: ((الحياء لا يأتي إلا بخير)). وقال الجراح الحكمي: "تركت الذنوب حياء أربعين سنة، ثم أدركني الورع"
ومن رزق هذا فليحمد الله وليحافظ على هذه النعمة الجليلة. الثاني: حياء مكتسب وهو الذي يتخلق المرء به ويكتسبه بالتعلم والتربية والمجاهدة والمصابرة والتفكر ولم يكن الحياء من خلقه وهذا حال كثير من الناس لم يعرفوا بالحياء في نشأتهم ثم تعرفوا عليه وربوا أنفسهم ودربوها على الحياء ثم تخلقوا به وهذا من خصال الإيمان وقد أوصى النبي -صلى الله عليه وسلم- رجلا، فقال: ((استحي من الله كما تستحي من رجل من صالح عشيرتك)).