سبحانه! هو الله الواحد القهار. وهو فرض جدلي لتصحيح التصور. فالله لو أراد أن يتخذ ولدا لاختار ما يشاء من بين خلقه; فإرادته مطلقة غير مقيدة. ولكنه - سبحانه - نزه نفسه عن اتخاذ الولد. إعراب قوله تعالى: تنـزيل الكتاب من الله العزيز الحكيم الآية 1 سورة الزمر. فليس لأحد أن ينسب إليه ولدا، وهذه إرادته، وهذه مشيئته، وهذا تقديره; وهذا تنزيهه لذاته عن الولد والشريك: سبحانه! هو الله الواحد القهار.. [ ص: 3038] وما اتخاذه الولد؟ وهو مبدع كل شيء; وخالق كل شيء، ومدبر كل شيء؟ وكل شيء وكل أحد ملكه يفعل به ما يشاء: خلق السماوات والأرض بالحق، يكور الليل على النهار ويكور النهار على الليل وسخر الشمس والقمر كل يجري لأجل مسمى. ألا هو العزيز الغفار..
وهذه اللفتة إلى ملكوت السماوات والأرض، وإلى ظاهرة الليل والنهار، وإلى تسخير الشمس والقمر توحي إلى الفطرة بحقيقة الألوهية التي لا يليق معها أن يكون هناك ولد ولا شريك. فالذي يخلق هذا الخلق وينشئه إنشاء، لا يحتاج إلى الولد ولا يكون معه شريك. وآية الوحدانية ظاهرة في طريقة خلق السماوات والأرض، وفي الناموس الذي يحكم الكون. والنظر المجرد إلى السماوات والأرض يوحي بوحدة الإرادة الخالقة المدبرة. وما كشفه الإنسان - حتى اليوم - من دلائل الوحدة فيه الكفاية.
- إعراب قوله تعالى: تنـزيل الكتاب من الله العزيز الحكيم الآية 1 سورة الزمر
- إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق - مع القرآن (من لقمان إلى الأحقاف ) - أبو الهيثم محمد درويش - طريق الإسلام
- برنامج ماجستير اللـغة الـعـربية – كلية الآداب
إعراب قوله تعالى: تنـزيل الكتاب من الله العزيز الحكيم الآية 1 سورة الزمر
فالتوحيد بمعناه ذلك معنى ضخم شامل يحتاج إلى فهم وإدراك. [ ص: 3037] ألا لله الدين الخالص..
يعلنها هكذا ملوية عالية في ذلك التعبير المجلجل. بأداة الافتتاح " ألا " وفي أسلوب القصر لله الدين الخالص. فيؤكد معناها بالبناء اللفظي للعبارة.. فهي القاعدة التي تقوم عليها الحياة كلها. بل التي يقوم عليها الوجود كله. ومن ثم ينبغي أن ترسخ وتتضح وتعلن في هذا الأسلوب الجازم الحاسم: ألا لله الدين الخالص..
ثم يعالج الأسطورة المعقدة التي كان المشركون يواجهون بها دعوة التوحيد. إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق - مع القرآن (من لقمان إلى الأحقاف ) - أبو الهيثم محمد درويش - طريق الإسلام. والذين اتخذوا من دونه أولياء ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى. إن الله لا يهدي من هو كاذب كفار..
فلقد كانوا يعلنون أن الله خالقهم وخالق السماوات والأرض.. ولكنهم لم يكونوا يسيرون مع منطق الفطرة في إفراد الخالق إذن بالعبادة، وفي إخلاص الدين لله بلا شريك. إنما كانوا يبتدعون أسطورة بنوة الملائكة لله سبحانه. ثم يصوغون للملائكة تماثيل يعبدونها فيها. ثم يزعمون أن عبادتهم لتماثيل الملائكة - وهي التي دعوها آلهة أمثال اللات والعزى ومناة - ليست عبادة لها في ذاتها; إنما هي زلفى وقربى لله. كي تشفع لهم عنده، وتقربهم منه! وهو انحراف عن بساطة الفطرة واستقامتها، إلى هذا التعقيد والتخريف.
إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق - مع القرآن (من لقمان إلى الأحقاف ) - أبو الهيثم محمد درويش - طريق الإسلام
في ظلمات ثلاث..
ظلمة الكيس الذي يغلف الجنين. وظلمة الرحم الذي يستقر فيه هذا الكيس. وظلمة البطن الذي تستقر فيه الرحم. ويد الله تخلق هذه الخلية الصغيرة خلقا من بعد خلق. وعين الله ترعى هذه الخليقة وتودعها القدرة على النمو. والقدرة على التطور: والقدرة على الارتقاء. والقدرة على السير في تمثيل خطوات النفس البشرية كما قدر لها بارئها. وتتبع هذه الرحلة القصيرة الزمن، البعيدة الآماد; وتأمل هذه التغيرات والأطوار; وتدبر تلك الخصائص [ ص: 3040] العجيبة التي تقود خطى هذه الخلية الضعيفة في رحلتها العجيبة.. في تلك الظلمات وراء علم الإنسان وقدرته وبصره..
هذا كله من شأنه أن يقود القلب البشري إلى رؤية يد الخالق المبدع. رؤيتها بآثارها الحية الواضحة الشاخصة والإيمان بالوحدانية الظاهرة الأثر في طريقة الخلق والنشأة. فكيف يصرف قلب عن رؤية هذه الحقيقة؟: ذلكم الله ربكم له الملك. لا إله إلا هو. فأنى تصرفون؟..
وأمام هذه الرؤية الواضحة لآية الوحدانية المطلقة، وآية القدرة الكاملة، يقفهم أمام أنفسهم. في مفرق الطريق بين الكفر والشكر. وأمام التبعة الفردية المباشرة في اختيار الطريق. ويلوح لهم بنهاية الرحلة، وما ينتظرهم هناك من حساب، يتولاه الذي يخلقهم في ظلمات ثلاث.
والله وحده هو المانح المانع، فلا حاجة به إلى أن يتوجه لأحد غيره وهو الغني والخلق كلهم فقراء. والقلب الذي يوحد الله، يؤمن بوحدة الناموس الإلهي الذي يصرف الوجود كله; ويؤمن إذن بأن النظام الذي اختاره الله للبشر هو طرف من ذلك الناموس الواحد، لا تصلح حياة البشر ولا تستقيم مع الكون الذي يعيشون فيه إلا باتباعه. ومن ثم لا يختار غير ما اختاره الله من انظم، ولا يتبع إلا شريعة الله المتسقة مع نظام الوجود كله ونظام الحياة. والقلب الذي يوحد الله يدرك القرابة بينه وبين كل ما أبدعت يد الله في هذا الكون من أشياء وأحياء; ويحيا في كون صديق يعاطفه ويتجاوب معه; ويحس يد الله في كل ما حوله، فيعيش في أنس بالله وبدائعه التي تلمسها يداه وتقع عليها عيناه. ويشعر كذلك بالتحرج من إيذاء أحد، أو إتلاف شيء أو التصرف في أحد أو في شيء إلا بما أمره الله. خالق كل شيء، ومحيي كل حي. ربه ورب كل شيء وكل حي..
وكذلك تبدو آثر التوحيد في التصورات والمشاعر، كما تبدو في السلوك والتصرفات. وترسم للحياة كلها منهاجا كاملا واضحا متميزا. ولا يعود التوحيد كلمة تقال باللسان. ومن ثم تلك العناية بتقرير عقيدة التوحيد وتوضيحها وتكرار الحديث عنها في الكتاب الذي أنزله الله: وهو حديث يحتاج إلى تدبره كل أحد، في كل عصر، وفي كل بيئة.
يدرس طالب تخصص اللغة العربية عددا كبيرا من المقررات خلال سنوات الدراسة ، وتزيد هذه المقررات من خبرة الطالب في مجال اللغة العربية وتمكنه، و من أبرز هذه المقررا ت: 1- مقررات النحو والصرف. 2- مقررات علم العروض. ماجستير لغة عربية ١٩٦٦. 3- البلاغة بفروعها وفقه اللغة. 4-المقررات الأدبية ؛ كالأدب المقارن، الأدب الجاهلي، الأدب الإسلامي، الأدب الأموي، الأدب العباسي، الأدب في العصر المملوكي، الأدب في العصر العثماني، الآداب المترجمة. 5- مواد علم اللسانيات ، بالإضافة إلى مبادئ النقد والتفصيل في النقد القديم والحديث. 6- الفنون الحديثة مثل؛ الشعر والنثر الحديث، المسرح، القصة، الرواية. 7- مواد علم القرآن الكريم وعلوم الحديث الشريف ، وغيرها من المقررات التي تكسب الطالب خبرة كبيرة في مجال اللغة العربية.
برنامج ماجستير اللـغة الـعـربية – كلية الآداب
أهم أهداف هذا البرنامج:
تعميق المهارات البحثية للطلاب في الأدب واللغة والنقد، وإنجاز الأبحاث الاكاديمية المتخصصة، بأعلى مستويات المنهجية العلمية. تكوين الدارسين والباحثين المختصين الذين يملكون الفعالية الثقافية والمجتمعية في مختلف ميادين اللغة العربية والأدب العربي والنقد. يساهم هذا التخصص من التخصصات المتاحة للماجستير لخريجي لغة عربية في تفعيل التكامل المعرفي الأصيل بين التراث العربي والإسلامي. يعمل على تعميق ثقافة الطالب التي تعزز لديه روح التواصل والحوار مع باقي الثقافات. إتقان مهارات التحليل النقدي الأدبي واللغوي في مختلف فروع الآداب. تسمح للطالب بأن يوظف معارفه ومعلوماته القديمة والحديثة، وأن يضعها بخدمة المجتمع العربي والمحلي والاسلامي. برنامج ماجستير اللـغة الـعـربية – كلية الآداب. الماجستير في البلاغة:
إن الماجستير في البلاغة هو أحد التخصصات المتاحة للماجستير لخريجي لغة عربية، فهذا التخصص أحد أهم تخصصات اللغة العربية، والبلاغة هي فن الخطاب، الذي يستخدم من خلاله الشخص عدة أنواع بلاغية تظهر قوة التأثير وحسن البيان، وتضفي على الكلام طابع ساحر ومميز وجذاب. إن علم البلاغة يقسم الى علم المعاني، وهو العلم الذي يبحث في أساليب الكلام وتراكيبه، والى علم البيان وهو يضع قواعد محددة يتم عبرها توضيح المعنى الواحد بأساليب متعددة وطرق مختلفة، أما القسم الثالث فهو علم البديع الذي يهتم بتحسين وجه الكلام من الناحية اللفظية أو المعنوية.
نتائج تعلم الطالب
إغناء المكتبة الفلسطينية بالأبحاث اللغوية والأدبية العلمية المتخصصة في اللغة العربية، -وآدابها، وكذلك لغة الإعلام وغيرها. تخريج كفاءات علمية متخصصة لرفع مستوى التعليم الجامعي في فلسطين. تلبية الرغبات المتزايدة لخريجي قسم اللغة العربية والإعلام بالجامعة العربية الأمريكية وغيرها من الجامعات لاستكمال دراساتهم العليا. تيسير الجهد على الراغبين باستكمال دراسته في اللغة العربية دون أعباء باهظة ومرهقة من رسوم وسفر ونحو ذلك، وإيجاد فرص عمل للأكاديميين المتخصصين. إبراز الشخصية الثقافية والأدبية للإنسان الفلسطيني. تنشيط عملية البحث والتفاعل العلمي في فلسطين، وتشكيل قاعدة للبناء الأكاديمي التراكمي، وتسريع المشاركة الحضارية للفلسطينيين في الثقافة العالمية. ماجستير لغة عربية ١٩٨٨. تنمية قدرات الطالب الملتحق في تخصص اللغة العربية وآدابها من ناحية علمية وبحثية. توجيه طلبة الدراسات العليا لإعداد أبحاثهم ورسائلهم العلمية لمعالجة قضايا معاصرة في اللغة العربية وآدابها، وفي لغة الإعلام. رفد المجتمع المحلي بخريجي برنامج الدراسات العليا/الماجستير في اللغة العربية وآدابها. وظائف الخريجين
تكمن أهمية البرنامج، في كون سوق العمل الفلسطيني يعاني-إلى حد ما-من فائض المتخصصين في مجال اللغة العربية وآدابها من الإناث تحديداً، في مستوى البكالوريوس، فيما يعدُّ مستوى الماجستير مطلوباً؛ إذ يشكل جسرا للعبور إلى مستوى الدكتوراه الذي تتنامى الحاجة إليه في مختلف المؤسسات التعليمية والتربوية والإعلامية.