"، وفي هذا الحديث جانبان: الجانب الأوّل: أن معاني القصة وألفاظها ليس فيها جانبًا مُخالفًا لشرع الله-تعالى-، وهي ألفاظ قد يستعيذ بها الإنسان من الشّيطان الرّجيم، ولا غرو في أن دُعاء المرء بأن يعصمه من الشّيطان الرّجيم قد يكون سببًا في حماية الله له مما يكره، فقد ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلّم- أنّ الشّيطان قد ييأس من العباد في وقت من الأوقات أو في زمانٍ من الأزمنة، وورد في ذلك:"إِنَّ الشَّيْطَانَ قَدْ أَيِسَ أَنْ يَعْبُدَهُ الْمُصَلُّونَ فِي جَزِيرَةِ الْعَرَبِ وَلَكِنْ فِي التَّحْرِيشِ بَيْنَهُمْ". [2]
شاهد أيضًا: هل يجوز لعن الشيطان
أفضل ذكر للاستعاذة من الشيطان
وردت الكثير من الألفظ التي من خلالها يقوم الإنسان بالاستعاذة من الشّيطان الرّجيم، وقد وردت بعض ألفاظ الاستعاذة في القُرآن الكريم، فقد قال الله -تعالى-:" وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ" وقال -عزّ وجلّ-:" فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ"، ومن ألفاظ الاستعاذة أيضًا: [3]
أعوذ بالله من الشّيطان الرّجيم. أعوذ بالله السّميع العليم من الشّيطان الرّجيم.
الدعاء المنسوب للحسن البصري في مواجهة للحجاج به ألفاظ منكرة - إسلام ويب - مركز الفتوى
ثانيا:
أما عن وقوع الحادثة المذكورة ومجيء الشيطان إلى محمد بن واسع ومخاطبته بذلك الكلام
، فهذا لا نستطيع أن نؤكده ، ولا ننفيه أيضا ، والسبب أننا لم نجد سند هذه القصة في
كتب الأثر والرواية ، كما أننا لا نرى في مقصودها شيئا مستنكرا يستحق التكذيب:
فكلمات الدعاء مقبولة شرعا وهي كالاستعاذة ، والشيطان يتصاغر عند الاستعاذة بالله ،
وأشد ما يجده إذا حالت رحمة الله بينه وبين العباد ، فقد استكبر هو عنها فلا يريد
أن تنال أحدا من الخلق. أما تفاصيل القصة فلعل الأقرب أنها رؤيا منام ، وليست حقيقة واقعة ، وإن كان
الشيطان يعرض للبشر بصورة رجل ، كما عرض لأبي هريرة رضي الله عنه حين وكَّله النبي
صلى الله عليه وسلم بحفظ مال الصدقة. رواه
البخاري معلقا (3275)
وفي كتب السير كثيرٌ من القصص المشابهة ، ولم نر أحدا من أهل العلم يعقب عليها
بالتكذيب والنفي. انظر كتاب "سلاح اليقظان
لطرد الشيطان" للشيخ عبد العزيز السلمان (ص/15)
ومحمد بن واسع من أئمة العلم والدين ، توفي سنة (123هـ) وكان من عباد أهل البصرة
وأفضلهم ، حتى قال فيه سليمان التيمي: " ما أحد أُحِبُّ أن ألقى الله بمثل صحيفته
مثل محمد بن واسع " انظر ترجمته في "سير
أعلام النبلاء" (6/119) ، فلا
يستبعد أن الشيطان يئس من إغوائه وإضلاله فجاء يطلب منه الكف عن الدعاء عليه.
ورغم ذلك فالجزم بثبوتها خطأ أيضا ، إذ لم نر من ذكرها إلا أبو حامد الغزالي في
"إحياء علوم الدين" (3/38) ومِن المعلوم أن كتاب "الإحياء" يحوي الكثير من الأحاديث
والآثار والقصص الضعيفة والموضوعة ، فلا يُركن إلى نقله. جاء في "فتاوى الشيخ ابن باز" رحمه الله (26/129-130):
" السؤال:
قال محمد بن واسع رحمه الله: كنت أقول صباحا ومساء: " اللهم إنك سلطت علينا عدوا
بصيرا بعيوبنا ، مطلعا على عوراتنا ، يرانا هو وقبيله من حيث لا نراهم, اللهم
فآيسه منا كما آيسته من رحمتك, وقنطه منا كما قنطته من عفوك, وباعد بيننا وبينه
كما باعدت بينه وبين جنتك. قال محمد بن واسع: فرأيت إبليس في المنام فقال: لا تعلم هذا الدعاء لأحد فقلت:
والله لا أمنعه من مسلم! فما رأي سماحتكم بهذا الدعاء ؟ وهل يجوز الدعاء به ؟
فأجاب عنه سماحته بتاريخ 18/ 12/ 1414هـ. محمد بن واسع الأزدي البصري من صغار التابعين ، ومن الثقات العباد رحمه الله..
وهذا الدعاء لا بأس به ، ولم أقف عليه في ترجمة محمد المذكور في "البداية" لابن
كثير. ويكفي عن ذلك التعوذ بالله من الشيطان الرجيم ، كما قال سبحانه: ( وَإِمَّا
يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ
عَلِيمٌ) الأعراف/200
، وقال سبحانه: ( فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ
الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ) النحل/98
وكان النبي صلى الله عليه وسلم يتعوذ بالله من الشيطان في صلاته وغيرها بقوله:
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم.
[٧]
المراجع [+] ↑ "معنى العفو والصفح لغةً واصطلاحًا" ، ، اطّلع عليه بتاريخ 23-4-2020. بتصرّف. ↑ "- الغفَّار، الغفور، العفوُّ" ، ، اطّلع عليه بتاريخ 23-4-2020. بتصرّف. ↑ "الفرق بين المغفرة والعفو" ، ، اطّلع عليه بتاريخ 23-4-2020. بتصرّف. ↑ سورة الأعراف، آية: 199. فروق: العفو والمسامحة والصفح والغفران - ويكاموس. ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم ، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 2588، حديث صحيح. ↑ سورة يوسف، آية: 92. ↑ "فضائل العفو" ، ، اطّلع عليه بتاريخ 23-4-2020.
الفرق بين العفو والمغفرة وأيهما أبلغ - إسلام ويب - مركز الفتوى
الفَـــرق بيـــنّ المَغفِــــره... وَالعَفـــــو ؟
المَغفِـــــره _ أن يُســــامِحــــــك الله علــــى الــذَنـــب وَلكنــــــهُ سَيبقــــــى مُسجـــــلا فِـــــي صَحِيفَتــــــــك... الفرق بين المغفرة والعفو - سطور. {♥}......
أمــا العَفـــــو _ فَهـــو مُســامَحتـــك عَلـــى الــذَنــب مَـــع مَحـــوِه مِـــن الصَحِيفـــه و كــــأنَــه لــم يكـــــن..
لــذلك نَصـــح رَسُــول الله صَلــى الله عَليِــــه وسَلـــم أن نُكثِـــر مِــن هَـــذا الدُعــــاء.... اللهــــــم انـــك عفـــو كـــريــم تحـــــب العفــــو فـــاعــف عنـــــا))
– اللهم إني أسألك الطيبات، وفعل الخيرات، وترك المنكرات، وحب المساكين، وأن تتوب علي وتغفر لي وترحمني. – اللهم ارضنا بقضائك وبما قسمته لنا، واجعلنا من الحامدين لك في السراء والضراء.
فروق: العفو والمسامحة والصفح والغفران - ويكاموس
وقال الرازي في "تفسيره" (7/ 124):
" الْعَفْو أَنْ يُسْقِطَ عَنْهُ الْعِقَابَ، وَالْمَغْفِرَةَ أَنْ يَسْتُرَ عَلَيْهِ جُرْمَهُ ، صَوْنًا لَهُ مِنْ عَذَابِ التَّخْجِيلِ وَالْفَضِيحَةِ، كَأَنَّ الْعَبْدَ يَقُولُ: أَطْلُبُ مِنْكَ الْعَفْوَ ، وَإِذَا عَفَوْتَ عَنِّي فَاسْتُرْهُ عَلَيَّ " انتهى. قال الكفوي رحمه الله:
" الغفران: يَقْتَضِي إِسْقَاط الْعقَاب ، ونيل الثَّوَاب، وَلَا يسْتَحقّهُ إِلَّا الْمُؤمن، وَلَا يسْتَعْمل إِلَّا فِي الْبَارِي تَعَالَى. وَالْعَفو: يَقْتَضِي إِسْقَاط اللوم والذم، وَلَا يَقْتَضِي نيل الثَّوَاب.. " انتهى من "الكليات" (ص 666). الفرق بين العفو والمغفرة وأيهما أبلغ - إسلام ويب - مركز الفتوى. وقال العسكري في "الفروق" (413-414):
" الْفرق بَين الْعَفو والغفران:
أَن الغفران: يَقْتَضِي إِسْقَاط الْعقَاب ، وَإِسْقَاط الْعقَاب هُوَ إِيجَاب الثَّوَاب ؛ فَلَا يسْتَحق الغفران إِلَّا الْمُؤمن الْمُسْتَحق للثَّواب. وَلِهَذَا لَا يسْتَعْمل إِلَّا فِي الله ، فَيُقَال: غفر الله لَك ، وَلَا يُقَال غفر زيد لَك ، إِلَّا شاذا قَلِيلا...
وَالْعَفو: يَقْتَضِي إِسْقَاط اللوم والذم ، وَلَا يَقْتَضِي إِيجَاب الثَّوَاب ، وَلِهَذَا يسْتَعْمل فِي العَبْد ، فَيُقَال: عَفا زيد عَن عَمْرو ؛ وَإِذا عَفا عَنهُ: لم يجب عَلَيْهِ إثابته.
فَالْعَفْوُ تَرْكٌ مَحْضٌ، وَالْمَغْفِرَةُ إحْسَانٌ وَفَضْلٌ وَجُودٌ " انتهى من "مجموع الفتاوى" (14/ 140). وبهذا يتبين أن المغفرة أبلغ من العفو، على القول الراجح ؛ لما تتضمنه من الإحسان والعطاء. أما القول بأن المغفرة: أن يسامحك الله على الذنب ، مع بقائه في صحائفك، وأن العفو مسامحة مع محو الذنب من الصحائف فلا يدل عليه الدليل. والله تعالى أعلم. 2016-06-16, 05:33 PM #2 اللهم اعف عنا واغفر لنا 2016-06-16, 05:40 PM #3
الفرق بين المغفرة والعفو - سطور
وَلِهَذَا لَا يسْتَعْمل إِلَّا فِي الله ، فَيُقَال: غفر الله لَك ، وَلَا يُقَال غفر زيد لَك ، إِلَّا شاذا قَلِيلا... وَالْعَفو: يَقْتَضِي إِسْقَاط اللوم والذم ، وَلَا يَقْتَضِي إِيجَاب الثَّوَاب ، وَلِهَذَا يسْتَعْمل فِي العَبْد ، فَيُقَال: عَفا زيد عَن عَمْرو ؛ وَإِذا عَفا عَنهُ: لم يجب عَلَيْهِ إثابته. إِلَّا أَن الْعَفو والغفران: لما تقَارب معنياهما ، تداخلا ، واستعملا فِي صِفَات الله جلّ اسْمه على وَجه وَاحِد ؛ فَيُقَال: عَفا الله عَنهُ ، وَغفر لَهُ ؛ بِمَعْنى وَاحِد. وَمَا تعدى بِهِ اللفظان يدل على مَا قُلْنَا ، وَذَلِكَ أَنَّك تَقول عَفا عَنهُ ، فَيَقْتَضِي ذَلِك إِزَالَة شَيْء عَنهُ. وَتقول: غفر لَهُ فَيَقْتَضِي ذَلِك اثبات شَيْء لَهُ" انتهى. وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: " الْعَفْوُ مُتَضَمِّنٌ لِإِسْقَاطِ حَقِّهِ قِبَلِهِمْ وَمُسَامَحَتِهِ مْ بِهِ، وَالْمَغْفِرَةُ مُتَضَمِّنَةٌ لِوِقَايَتِهِمْ شَرَّ ذُنُوبِهِمْ، وَإِقْبَالِهِ عَلَيْهِمْ، وَرِضَاهُ عَنْهُمْ؛ بِخِلَافِ الْعَفْوِ الْمُجَرَّدِ؛ فَإِنَّ الْعَافِيَ قَدْ يَعْفُو ، وَلَا يُقْبِلُ عَلَى مَنْ عَفَا عَنْهُ ، وَلَا يَرْضَى عَنْهُ.
وذهب آخرون إلى أن المغفرة أبلغ من العفو ؛ لأنها سترٌ، وإسقاطٌ للعقاب ، ونيلٌ للثواب، أما العفو: فلا يلزم منه الستر ، ولا نيل الثواب. قال ابن جزي رحمه الله: " العفو: ترك المؤاخذة بالذنب. والمغفرة تقتضي ـ مع ذلك ـ: الستر. والرحمة تجمع ذلك مع التفضل بالإنعام " انتهى من " التسهيل" (1/ 143). وقال الرازي في "تفسيره" (7/ 124): " الْعَفْو أَنْ يُسْقِطَ عَنْهُ الْعِقَابَ، وَالْمَغْفِرَةَ أَنْ يَسْتُرَ عَلَيْهِ جُرْمَهُ ، صَوْنًا لَهُ مِنْ عَذَابِ التَّخْجِيلِ وَالْفَضِيحَةِ، كَأَنَّ الْعَبْدَ يَقُولُ: أَطْلُبُ مِنْكَ الْعَفْوَ ، وَإِذَا عَفَوْتَ عَنِّي فَاسْتُرْهُ عَلَيَّ " انتهى. قال الكفوي رحمه الله: " الغفران: يَقْتَضِي إِسْقَاط الْعقَاب ، ونيل الثَّوَاب، وَلَا يسْتَحقّهُ إِلَّا الْمُؤمن، وَلَا يسْتَعْمل إِلَّا فِي الْبَارِي تَعَالَى. وَالْعَفو: يَقْتَضِي إِسْقَاط اللوم والذم، وَلَا يَقْتَضِي نيل الثَّوَاب.. " انتهى من "الكليات" (ص 666). وقال العسكري في "الفروق" (413-414): " الْفرق بَين الْعَفو والغفران: أَن الغفران: يَقْتَضِي إِسْقَاط الْعقَاب ، وَإِسْقَاط الْعقَاب هُوَ إِيجَاب الثَّوَاب ؛ فَلَا يسْتَحق الغفران إِلَّا الْمُؤمن الْمُسْتَحق للثَّواب.