الدكتور مدحت شيخ الأرض (1900 - 18 مايو 2001)، طبيب وسياسي وودبلوماسي سعودي من أصول سورية. كان آخر طبيب للملك عبد العزيز آل سعود ثم سفيرًا للمملكة العربية السعودية في عدة دول. مدحت شيخ الأرض من. حياته ولد مدحت شيخ الأرض في دمشق سنة 1318 هـ / 1900م، وتخرج في "معهد الطب العربي بدمشق" سنة 1924. اشترك في معارك الغوطة كطبيب وحُكم عليه بالإعدام فالتجأ إلى المملكة العربية السعودية. في السعودية عُين شيخ الأرض سنة 1346 هـ (1927 م) طبيبًا خاصًا للملك عبد العزيز آل سعود، وشهد معه عدة وقائع حربية، مثل السبلة والحشود ضد الدويش في الدبدبة وخبارى وضحا سنة 1930، ورافق الملك في كثير من رحلاته، ولازمه حتى وفاته سنة 1953، ثم عُين وزيرًا للدولة ثم سفيرًا للمملكة لدى إسبانيا (1955 ـ 1961) ثم نُقل بناء على رغبته إلى ليبيا ثم نقله الملك فيصل إلى سويسرا ثم انتقل إلى فرنسا سنة 1963. وقد عاد شيخ الأرض إلى سويسرا سنة 1972 ممثلًا للسعودية لدى الأمم المتحدة في جنيف حتى سنة 1990. كلفه الملك فيصل، أثناء عمله سفيرًا في سويسرا، ببناء مسجد في برن، غير أنه وجد معارضة من الجانب السويسري، ولما عاد شيخ الأرض إلى سويسرا سنة 1972، بدأ بتأسيس معهد إسلامي استأجر له طابقين في مبنى، وحوا جزءًا منه إلى مسجد، وثلاث غرف لمدرسة، وخصص غرفتين للإدارة.
مدحت شيخ الأرض من الفضاء
محمود حمدي حمودة مدير الصحة العام وطبيب الملك الخاص، والدكتور محمد علي الشواف. وفي مجال نشاطه الطبي هذا حفظت لنا ذاكرة جريدة أم القرى وصوت الحجاز شيئاً من أخباره الكريمة، في مزاولته لمهنة الطب، إضافةً لملازمته للملك عبدالعزيز طبيباً خاصاً له. رحم الله الطبيب الانسان مدحت شيخ الأرض. كما يشير إلى ذلك كتاب الرحلة الملكية، والمعنية برحلة الملك عبدالعزيز من المدينة المنورة عائداً منها إلى الرياض، حيث كان الدكتور مدحت مرافقاً له برحلته هذه، والمؤرخة في 13/ 10/ 1345هـ 15/ 4/ 1927م. وقد أشارت إلى خبر الرحلة جريدة أم القرى في عددها رقم (122)، برقم تكشيف (1188)، الصفحة الثانية، مقال للدكتور مدحت نفسه عن خط سير الرحلة حتى وصولها إلى الرياض. وتمثل جريدة أم القرى كما هو معروف، جريدة الدولة الرسمية، وقد احتوت ذاكرتها على العديد من أخبار الدكتور مدحت، وهي كذلك تمثل ذاكرة التاريخ السعودي الحولي، وقد احتوى قرابة ثمانية أعداد أخباراً عن الدكتور مدحت، وجاءت أخبار خدماته والأعمال التي تم تكليفه فيها طيلة سنوات التكليف التي ارتبطت خدماته فيها بالمملكة، فقد عاش في ظل الملك عبدالعزيز وبمعيته قرابة ستة وعشرين عاماً، مع خلفه الكريم الملك سعود والملك فيصل والملك خالد رحمهم الله.
ثم تمكن شيخ الأرض من شراء في جنيف بنى عليها مسجدًا افتتحه الملك خالد سنة 1977. وفاته توفي الدكتور شيخ الأرض في الرياض يوم الجمعة 18 مايو 2001، عن عمر جاوز المائة. وشيع جثمانه ظهر اليوم التالي من جامع الإمام تركي بن عبد الله الأول بالرياض. المصدر:
أيها الأخ الكريم، نعم أنت تقول: إنك تحب الله عز وجل، وكلُّ واحدٍ منَّا يدعي ذلك، ولا يجرؤ أحد أن يقول: إنه لا يحب الله تعالى حتى الكفار أيضًا، ولكن الأهم من ذلك هل خالقك ومالكك الذي هو ربك يحبك؟ وكيف للعبد أن يعرف أن الله سبحانه وتعالى يحبه؟ وما هي علامات حب الله سبحانه وتعالى للعبد؟ تعالوا معي نقرأ ونتفكَّر؛ لنتعرف على بعض علامات حب الله للعبد: أولًا: توفيق الله سبحانه وتعالى للعبد إلى الإيمان به؛ كما قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: «إن الله يعطي الدنيا من يحب ومن لا يحب، ولا يعطي الإيمان إلا من يحب، فإذا أحب الله عبدًا أعطاه الإيمان» [2]. ثانيًا: من علامات حب الله للعبد، اتباع النبي صلى الله عليه وسلم كما أخبرنا الله سبحانه وتعالى: {فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ} [آل عمران: 31]، فإذا وفَّقَ الله سبحانه وتعالى العبد باتباعه النبي صلى الله عليه وسلم فاعلم أن الله تعالى يحبه. ثالثًا: ومن علامات حب الله للعبد حمايته من شهوات الدنيا وفتنها؛ كما ورد في الحديث الشريف أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إذا أحبَّ الله عبدًا حماه الدنيا كما يظلُّ أحدُكم يحمِي سقيمَه الماء» [3]. وليس المقصود من هذا أن من أحبه الله أفقره وأغنى من أبغضه، ولكن المقصود من ذلك أن الله سبحانه وتعالى عصمه من التعلق بشهوات الدنيا، وصرف قلبه عن حبها والانشغال بها كي لا يركن إليها؛ كما قال الملا علي القاري في شرح هذا الحديث: أي "حفظه من مال الدنيا ومنصبه وما يضر بدينه ونقصه في العقبى".
حلاوة حب الله تعالى للعبد - طريق الإسلام
وكذلك خالد ابن الوليد سيف الله المسلول فارس الإسلام رضي الله عنه يقول- لما دخل الإيمان قلبه وذاق حلاوته-: "ما ليلة تهدى إلى بيتي فيها عروس أنا لها محب، أو أبشر فيها بغلام بأحب إلي من ليلة شديدة الجليد في سرية من المهاجرين أُصَبِّح بها العدو"[7]. وغيرهم وغيرهم كثير. أيها القارئ الكريم، إذا أحببنا من حولنا، وتعلَّقنا بالدنيا الفانية وملذَّاتها، ونسينا حب الله عز وجل لنا، لكن هل يسأل أحد منا نفسه: هل الله سبحانه وتعالى يحبني؟ أم فقط ندعي بأننا نحب الله سبحانه وتعالى، لا أيها الأخ الحبيب.. إذا كنت تحب الله فعليك باتباع النبي صلى الله عليه وسلم؛ كما قال تعالى: { قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [آل عمران: 31]. نشاهد كثيرًا من الموظفين والعاملين في شركة ما، يسعون في أعمالهم ليرضى عنهم المديرون؛ طمعًا في الترقي في رتبة العمل والمعاش، لكن هل أحدنا يحرص ويسأل نفسه سؤالًا: هل الله سبحانه وتعالى يحبني؟ لكن حين غفلنا عن الله سبحانه وتعالى وعن حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم، فقد قصَّرنا مع الله سبحانه وتعالى، وهو الذي أنعم علينا بالخير الكثير، ثم نتجرأ ونعصي ربنا، فأين نحن من حب الله واستشعار عظمته؟ وبماذا انشغلنا؟ وكم غفلنا؟ نسأل الله سبحانه وتعالى أن يرزقنا حبه سبحانه وتعالى وحب حبيبه صلى الله عليه وسلم، ويرزقنا حلاوة الإيمان، ونسأل الله لنا ولكم العفو والعافية في الدين والدنيا والآخرة.
علامة حب الله للعبد - الكلم الطيب
فيجب على المسلم أن يحب خالقه المنعم عليه غاية الحب وهو واحد جل وعلا. أيها الأخ الكريم، اعلم أن هناك حبًّا أسمى وأعظم! ستقول لي: وهل يعقل ذلك أن يكون هناك حبٌّ أفضل وأعلى وأسمى من أن تحب الله عز وجل؟ نعم، هناك حب أرقى وأعظم من ذلك ألا وهو حب الله سبحانه وتعالى للعبد؛ فحب الله سبحانه وتعالى هو أعظم حب في الكون كله، ولا يوجد حب مثله، لا قبله ولا بعده، إنه حب الله عز وجل للعبد، فهو غاية نادرة للقلوب المؤمنة النقية، وأمنية تسمو كل الأمنيات، وغاية تسبق كل الغايات، فأحيانًا يحب العبد خالقه سبحانه وتعالى ولكن الله تعالى لا يحبه والعياذ بالله؛ فلذلك حب الله للعبد هو أعظم حب على وجه الإطلاق. فإذا أحب الله عبده وَفَّقَه لأمر الدنيا والآخرة، وأدخله في جنته، وأنجاه من حر النار، فقد روى أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كان صبي على ظهر الطريق، فمر النبي صلى الله عليه وسلم ومعه ناس من أصحابه، فلما رأت أم الصبي القوم خشيت أن يوطأ ابنها، فسعت وحملته، وقالت: ابني ابني، قال: فقال القوم: يا رسول الله، ما كانت هذه لتلقي ابنها في النار، قال: فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «لا، ولا يلقي الله حبيبه في النار» [1].
والحمد لله رب العالمين. [1] مسند الإمام أحمد: 13467. [2] مصنف ابن أبي شيبة: 34545. [3] سنن الترمذي: 2036. [4] مرقاة المفاتيح للملا على القاري: 8/ 3286. [5] صحيح البخاري: 6024. [6] سنن الترمذي: 2396. [7] مجمع الزوائد للهيثمي: 9/ 350. ______________________________ ___________________________
الكاتب: محمد إلياس محمد يونس سكندري يماني