هل يُشرع رفع اليدين عند أول الدعاء مع حمد الله والثناء عليه وتمجيده؟ - YouTube
حمد الله والثناء عليه وسلم
ومن أهم صيغ الثناء على الله قبل الدعاء التسبيح والذكر والتبريكات، وقد ورد التّسبيح في سبعة وثمانين موضعاً في كتاب الله، وافتُتحت به سبع سور وهي: الإسراء، والحشر، والصف، والجمعة، والحديد، والتغابن، والأعلى، وقد ذكر الله سبحانه وتعالى التبريك في ثمانية مواضع في القرأن الكريم، وافتتح به سورتي الملك والفرقان، واختُتم به سورة الرّحمن التي تعد من أشهر صيغ الثناء على الله قبل الدعاء، حيث قال الله تعالى في ختامها: "تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ" [3] ، [4]. إقرأ المزيد: فضل الصلاة على النبي
تمجيد الله والثناء عليه
تمجيد الله تعالى والثناء عليه يملء قلب المسلم بالايمان ويزيده تقوى وورع، وهو من ضوابط الدعاء وأدابه، وتعد صيغ الثناء على الله قبل الدعاء طلب لرضاة الله تعالى ومفتاح للإجابة، فتأتي في صيغة تمجيد لعظمة الخالق جل جلاله والثناء عليه وشكره لنعمه على عباده التي لا تعد ولا تحصى [5]. صيغ الثناء على الله قبل الدعاء
صيغ الثناء على الله قبل الدعاء كثيرة، وتختلف بين آيات قرئانية، أحاديث نبوية شريفة وبعض الصيغ الشائعة والمنتشرة في كتب الأدعية ونذكر منها ما يآتي:
أثنى المولى عز وجل على نفسه في ثاني آية في القرأن الكريم وهي ثاني آية من أم الكتاب، سورة الفاتحة فقال تعالى: "الحمد لله رب العالمين" [6].
فَيَقُولُ اللَّهُ: ابْنُوا لِعَبْدِي بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَسَمُّوهُ بَيْتَ الْحَمْدِ " قال أبُو عِيسَى: حَسَنٌ غَرِيبٌ وحسنه ابن حجر والسيوطي والألباني. ما ألذّ الجزاء، وما أحلى حلية بيت الحمد، فحقيق لمن فقد ثمرة فؤاده، ولم يعدّ ذلك مصيبة من كل وجه، بل مصيبةُ من وجه فاسترجع، ونعمةٌ من وجه فحمد الله، أن يقابل بالحمد في تسمية محله به، فيكون محموداً حتى في المكان الذي سمي به، بيت يليق بصبره على المصيبة العظيمة. وفي السرّاء والضرّاء حمد
لا ينفكّ العبد المؤمن عن حمد ربه في كل أحواله وتقلباته، فلا تسكره نشوة الفرح عن حمد ربه، ولا يذهل عن الحمد في المدلهمات والخطوب.. روى ابن ماجه عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رأى ما يحب قال: الحمد لله الذي بنعمته تتمّ الصالحات، وإذا رأى ما يكره قال: الحمد لله على كل حال. صيغة حمد لله وثناء عليه - الصفحة 1. صححه السيوطي، وحسنه الألباني. حمد النزع
حق الله لا يُقدّر بزمنٍ ولا بعمل، والعبد المؤمن ينضح الخير منه حتى في أواخر لحظات حياته، يحمد الله في كل حال، وعلى كل حال، سواء في السراء والضراء، فالخير يتمثّل فيه، وهو مستسلمٌ لأمر الله وقضائه، ولا يرى من مولاه إلا كل خير، ولا يفتر عن ذكره حتى في الرمق الأخير، في أشق الأهوال عند نزع روحه، (وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ) (الحجر:99)، ولم أجد حالاً أجمل من حال المؤمن الذي يبقى أشدّ تعلقاً بربه، يحمده حتى في مثل هذه الحالة.
حمد الله والثناء عليه الحلقة
والله عز وجل يأمرك في كتابه العزيز بالإحسان إليهما فيقول: وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا [البقرة:83]، وهنا يدعو النبي صلى الله عليه وسلم على من قصر وفرط وابتعد عن أبويه وعقهما بأن لا يدخل الجنة، فالأب كبير السن والأم كبيرة السن وهما كنز عند الابن، فعليه أن يستغل ذلك ويسعى في رضاهما طلباً لرضا الله سبحانه وتعالى، ليكونا سبباً من أسباب دخوله الجنة. أفضل الثناء على الله ما أثنى به على نفسه وما أثنى به عليه رسوله
(8)
بابُ كَراهةِ القِيَام مِن المجلسِ قبلَ أنْ يذكرَ اللّه تعالى
1/762 روينا بالإِسناد الصحيح في سنن أبي داود وغيره، عن أبي هريرة رضي اللّه عنه قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "مَا مِنْ قَوْمٍ يَقُومُونَ مِنْ مَجْلسٍ لا يَذْكُرُونَ اللَّهَ تَعالى فِيهِ إِلاَّ قامُوا عَنْ مثْلِ جِيفَةِ حِمارٍ وكانَ لَهُمْ حَسْرَةً" . (9)
3/763 وروينا فيه، عن أبي هريرة أيضاً، عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال: "مَنْ قَعَدَ مَقْعَداً لَمْ يَذْكُرِ اللَّهَ تَعالى فِيهِ كانَتْ عَلَيْهِ مِنَ اللَّهِ تِرَةٌ، وَمَنِ اضْطَجَعَ مَضْجَعاً لا يَذْكُرُ اللَّهَ تَعالى فيهِ كانَتْ عَلَيْهِ مِنَ اللّه تِرَةٌ"
(10) قلت: تِرَة بكسر التاء وتخفيف الراء، ومعناه: نقص، وقيل تبعة؛ ويجوز أن يكون حسرة كما في الرواية الأخرى.
3/764 وروينا في كتاب الترمذي، عن أبي هريرة أيضاً، عن النبيّ صلى اللّه عليه وسلم قال: "ما جَلَس قَوْمٌ مَجْلِساً لَمْ يَذْكُرُوا اللَّهَ تَعالى فِيهِ ولَمْ يُصَلُّوا على نَبِيِّهمْ فِيهِ إِلاَّ كانَ عَلَيْهِمْ تِرَةٌ، فإنْ شاءَ عَذبهُمْ، وَإنْ شاءَ غَفَرَ لَهُم" قال الترمذي: حديث حسن.
حمد الله والثناء عليه
الحمد لله، كلمةُ مباركة، وهي ثناء في دعاء، ودعاء في ثناء. تجري على الألسنة بسهولة ويسر، وهذا من فضل الله على عباده. الكلمة التي اختارها الله فاتحةً لكتابه العزيز، لأن أسرارها وكنوزها لا تنفد. يقول سيّد قطب رحمه الله: (والحمد لله، هو الشعور الذي يفيض به قلب المؤمن بمجرد ذكره لله، فإن وجوده ابتداء ليس إلا فيضاً من فيوضات النعمة الإلهية التي تستجيش الحمد والثناء، وفي كلّ لمحة، وفي كل لحظة، وفي كل خطوةٍ تتوالى آلاء الله وتتواكب وتتجمع، وتغمر خلائقه كلّها، وبخاصة هذا الإنسان، ومن ثم كان الحمد لله ابتداء، وكان الحمد لله ختاماً قاعدة من قواعد التصور الإسلامي). فصل: بابُ استحباب حمد اللّه تعالى والثناء عليه عندَ البِشارةِ بما يَسُرُّه|نداء الإيمان. فما معنى هذه الكلمة؟ وما دلالاتها مما هو موقفها في حياة الإنسان؟
يقول ابن القيم رحمه الله: الحمد إخبار عن محاسن المحمود مع حبه وإجلاله وتعظيمه. الرب الإله المحمود في الدنيا والآخرة.. المحمود قبل أن يخلق وبعد ما يخلق، وبعد إفناء الخلق وبعد بعثهم (وَهُوَ اللَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ لَهُ الْحَمْدُ فِي الأُولَى وَالآخِرَةِ وَلَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) (القصص:70). محاسنه تعم الكائنات جميعاً، محاسنه في ذاته، وفي أسمائه الحسنى، وفي صفاته العليا، يخبرنا بها فضلاً منه ورحمة، ويعرفنا بجلاله وجماله وكماله.. محاسنه في لطفه وعلمه وعزّه وقدرته وحكمته.. محاسنه في بره وجوده وفضله.. محاسنه في إحسان خَلقه (الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ)(السجدة:7)، (لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ) (التين:4).
(13)
بابُ ما يقولُ إذا غَضِبَ
قال اللّه تعالى: {وَالكاظمينَ الغَيْظَ} [آل عمران:134] الآية، وقال تعالى: {وإمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطانِ نَزْغٌ فاسْتَعِذْ باللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ العليمُ} [فصلت:36].
1/767 وروينا في صحيحي البخاري ومسلم، عن أبي هريرة رضي اللّه عنه؛ أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال: "ليسَ الشديدُ بالصّرعَةِ، إنما الشديدُ الذي يملكُ نفسَهُ عند الغضب" . (14)
2/768 وروينا في صحيح مسلم، عن ابن مسعود رضي اللّه عنه قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "ما تَعُدُّونَ الصُّرَعَةَ فيكُمْ؟ قلنا: الذي لا تصرعُه الرجالُ، قال: لَيْسَ بذلكَ، وَلَكِنَّهُ الَّذي يَمْلكُ نَفْسَهُ عِنْدَ الغَضَب" (15) قلت: الصُّرَعة بضم الصاد وفتح الراء، وأصله الذي يَصرعُ الناسَ كثيراً كالهُمزة واللُّمزة الذي يَهمزهم كثيراً. حمد الله والثناء عليه.
3/769 وروينا في سنن أبي داود والترمذي وابن ماجه، عن معاذ بن أنس الجهني الصحابي رضي اللّه عنه
أن النبيّ صلى اللّه عليه وسلم قال: "مَنْ كَظَمَ غَيْظاً وَهُوَ قادِرٌ على أنْ يُنَفِّذَهُ دَعاهُ اللَّهُ سُبْحانَهُ وَتَعالى على رُؤوس الخَلائِقِ يَوْمَ القِيامَةِ حتَّى يُخَيِّرَهُ مِنَ الحُورِ ما شاءَ" قال الترمذي: حديث حسن.
قال الله تعالى في كتابه الكريم: (ولهنّ مثل الذي عليهنّ بالمعروف وللرجال عليهنّ درجة والله عزيز حكيم). إن الشرح اللفظي للآية الكريمة "لهن" أي للنساء، من الحقوق «مثل الذي» يجب «عليهنّ» تجاه الرجال. أي إنّ حقوق النساء على الرجال مماثلة لحقوق الرجال على النساء. وهذا حكم «بالمعروف» أي في إطار المعروف. «وللرجال عليهنّ درجة» فوق النساء «والله عزيز» في ذاته «حكيم» في أحكامه. يتألف المجتمع الإنساني من شقين، الذكور والإناث. ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف تفسير. وهذه الظاهرة سارية في الحياة الحيوانية والنباتية أيضاً. فهكذا خلق الله هذا الخلق ذكوراً وإناثاً، «ومن كلّ شيء خلقنا زوجين»(1). ولكن الذكور أقلّ عدداً من الإناث غالباً، فالأنثى تمثّل النصف الأكبر عدداً في المجتمع. فما هو حكم الإسلام ونظرته لها؟
تحرير المرأة شعار خاوي المحتوى
هناك في العالم حقائق وواقعيات، وهناك ظواهر وشكليات. قد ترى شخصاً يكلّمك عن موضوع ما كلاماً جميلاً ولكن هذا الكلام لا عمق له في قلبه لأنه لا يلتزم به. فمثلاً يدعوك إلى ترك شرب الخمر بينما هو رجل سكير، أو يدعو إلى الإسلام وهو أوّل المخالفين له. وربما ترى الرجل جالساً أمامك بوجه منطلق بشوش ولكن لو شقّ لك عن قلبه لرأيته مليئاً بالهموم والمشاكل.
ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف تفسير
والمهم هنا هو أنّ مقتضى العدل لا يتحقّق بالمساواة الحسابيَّة دائمًا؛ التي تكون بمعنى المماثلة التَّامَّة، وإنما يتحقّق بالمساواة التي تكون بالمعروف، المساواة الملائمة للواجبات والتبعات، وهي التي يُراعى فيه طبيعة كلٍّ من الرجل والمرأة، ودورهما الاجتماعي، وكذلك طبيعة النظام الاجتماعيِّ كلِّه، وعندئذٍ فلا ريب أنَّ الإسلام قد أنصف المرأة وكرَّمها ورفع شأنها. إنَّ هذه الآية الكريمة ببنيانها المحكم، تبيِّن أنَّ الحقوق الزّوجيّة، تقوم على أساس المماثلة بالمعروف، مؤكِّدةً في ذلك على حقوق المرأة في المقام الأول، حيث جعلتها معيارًا للمماثلة، فقال تعالى: {وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ}، والحياة الزوجيّة إنَّما تستقيم بتحقيق هذه المماثلة، وقيام كلٍّ من الزَّوج والزَّوجة، بواجباته في مقابل تمتُّعه بحقوقه، فيكون الأخذ مقابل العطاء، أمّا عندما يكون الأخذ بلا عطاءٍ مقابل؛ فعندئذٍ يحدث خلل كبير في العلاقة الزوجيّة، هو أكبر أسباب المشكلات الأسريَّة، فما من مشكلةٍ بين الزوجين، إلا وهناك بخسٌ ونقصٌ وظلمٌ وتفريطٌ واقعٌ من أحدهما على الآخر.
﴿ وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ ﴾ [البقرة: 228]. حقوق للنساء على الرجال في مقابلة حقوق الرجال على النساء، وللرجال على النساء درجة، فما هي هذه الحقوق ؟
لقد فسَّرها رسول الله صلى الله عليه وسلم خير تفسير، وأوضحها أفضل إيضاح، ومَن أولى بتفسير كتاب الله من رسول الله؟! إن الله أنزل على رسوله الذِّكر ليبين للناس ما نزل إليهم، وأمر المسلمين جميعًا - الرجال منهم والنساء - أن يطيعوا أمره، وأن يقبلوا حُكمه: ﴿ وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا ﴾ [الأحزاب: 36]. إسلام ويب - تفسير الطبري - تفسير سورة البقرة - القول في تأويل قوله تعالى " ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف "- الجزء رقم4. ووصف الله تعالى من يتحاكم إلى غير ما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم بأنه متحاكم إلى الطاغوت - وقد أمر الناس جميعًا أن يكفروا بالطاغوت - ووصف من يقبل غير حكم الله ورسوله بأنه يزعم الإيمان وليس من المؤمنين. ﴿ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا * وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُودًا ﴾ [النساء: 60، 61]... ﴿ فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [النساء: 65].