تاريخ النشر: الإثنين 4 جمادى الأولى 1425 هـ - 21-6-2004 م
التقييم:
رقم الفتوى: 50207
21401
0
210
السؤال
بدأت الصلاة عندما كان لي من العمر 33 سنة فكيف أقضي ما فاتني من الصلاة؟ هل تكفي التوبة النصوح؟ أم أكثر من النوافل؟ ألم يقل رسولنا الكريم أن التوبة تجب ما قبلها؟, اذا كانت الفتوى بقضاء كل صلاة فاتت, ألا يفقدني ذلك الخشوع الضروري للصلاة؟ كما أرجو إفادتي عن قضاء رمضان لم أصمه (7 رمضانات)؟ جزاكم الله عني خيرا. الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد سبق أن ذكرنا حكم قضاء ماترك من الصلوات عمدا في الفتوى رقم: 25606 ، وحكم قضاء الصوم في الفتوى رقم: 3247 ، ولمزيد من الفائدة في الموضوع تراجع الفتوى رقم: 12700 والفتوى رقم: 512. أما قول السائل إن التوبة تجب ماقبلها فهو كلام صحيح، لكن ليس من قول النبي - صلى الله عليه وسلم- فالتوبة النصوح تجب ما قبلها بمعنى أن الله عز وجل يمحو بها الخطايا ويكفر بها المعاصي التي تاب العبد منها، لكنها لا تبرئ ذمته مما استقر فيها من حقوق العباد ومن الكفارات وكذلك العبادات كالصلوات على مذهب الجمهور، وعليه فلا يصح الاستدلال بقوله: التوبة تجب ما قبلها ـ على عدم وجوب القضاء.
معنى حديث - إسلام ويب - مركز الفتوى
السؤال: أولى رسائل هذه الحلقة رسالة وصلت إلى البرنامج من الدمام باعثها مستمع رمز إلى اسمه بالحروف (ن. م. ع) أخونا له سؤال يقول فيه: هل الذي يذنب ذنباً ثم يتوب ثم يرجع في الذنب مرة أخرى وذلك أكثر من مرة، ثم تاب توبة صالحة خالصة لله ولم يعد في ذلك، هل يقبل الله توبته، وماذا عليه أن يفعل حتى يكفر ما كان منه، وخصوصاً إذا كان ذلك الذنب كبيراً، جزاكم الله خيراً؟
الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.
بارك الله لي ولكم في القرآن...
الخطبة الثانية
عباد الله، إن الله سبحانه ليفرح بتوبة عبده وهو الغني سبحانه؛ فعن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لله أشد فرحًا بتوبة عبده حين يتوب إليه من أحدكم كان على راحلته بأرض فلاة، فانفلتت منه وعليها طعامه وشرابه، فأيس منها، فأتى شجرةً فاضطجع في ظلها وقد أيس من راحلته، فبينما هو كذلك إذا هو بها قائمة عنده، فأخذ بخطامها، ثم قال من شدة الفرح: اللهم أنت عبدي وأنا ربك، أخطأ من شدة الفرح))؛ [رواه مسلم].
التوبة تجب ما قبلها : Www.منقول.Com
كما أنَّ التوبة تتحقّق نتيجة التزام المرء بمحاسبة نفسه باستمرار؛ فعندما يقع بالذنب يلجأ مسرعاً إلى الله -تعالى- طالباً منه العفو والمغفرة؛ لإيمانه بتقصيره تجاه حقوق الله -تعالى-، ويعلم أنَّ الله هو العظيم، والعبد هو الضعيف أمام شهواته، وكلما زاد إيمان العبد بالله -تعالى- وعظمته كلما زادت خشيته منه -سبحانه وتعالى-؛ فيناجي ربّه مستغفراً عن ذنبه.
فضل التوبة
أنَّ الالتزام بالتوبة يُعتبر من حُسن إسلام المرء،بالإضافة إلى أنّ التوبة تحقق رغبات الإنسان في الحياة الدنيا؛ فهي سبب لزيادة الرزق، والشفاء من الأمراض، وزيادة الأموال والأولاد، قال -تعالى-: «فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا وَيُمْدِدْكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا». والتوبة من الأمور التي دعا إليها الله -تعالى- الأولين والآخرين، وهذا يدل على مكانة التوبة العظيمة في الإسلام، وفي التوبة إشارة إلى سعة رحمة الله -تعالى-؛ فقد قال: «قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّـهِ إِنَّ اللَّـهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ». والزيادة في الإيمان عند المؤمن مرتبطة باللجوء إلى التوبة؛ لأنَّ التوبة هي السبب وراء فلاح المؤمن وصلاح أحواله فهي تيسر له أموره الدنياوية، كما قال -تعالى-: «وَتُوبُوا إِلَى اللَّـهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ»، وفي الآية إشارة إلى أنَّ كلّ مؤمن بحاجة إلى التوبة، وهي لا تكون إلّا بالابتعاد والاستغناء عن كلّ ما يكرهه الله -تعالى- ظاهراً وباطناً، والقرب مما يحبّه الله -تعالى- ويرضاه، كما أنَّ التوبة لا تتحقق بالرياء أو النفاق، ولا بدّ من توجيه النيّة خالصة لله -تعالى- وحده.
شروط التوبة الصادقة – حياتي اليوم
المواظبة على الإكثار من النوافل التي تقرّب العبد من ربه، وتزيد من حسناته، وتضاعف أجوره. الإكثار من ذكر الله تعالى، ومن قراءة القرآن الكريم، والاستغفار في كلّ الأوقات والأحوال. الاستعانة بقراءة بعض قصص من تاب إلى الله تعالى، وكيفيّة انقلاب حاله بعد رجوعه إلى الله. الابتعاد عن رفقاء السّوء، والاتجاه نحو الصحبة الصالحة من الأخيار؛ فهم عوناً لصاحبهم على الإكثار من الطاعات، وإرشاده إلى الخير والصواب، وتصحيح سلوكه. اللجوء إلى الله -تعالى- بالدّعاء، بأن يعين على الثبات على الحقّ، وهجر المعاصي والذنوب. علامات صدق توبة العبد:
يوجد العديد من العلامات التي تدلّ على صدق توبة العبد، منها
شعور التائب بالذّنب على ما اقترف من ذنوبٍ، وما أضاع من وقتٍ فيما حرّم الله تعالى. ابتعاد العبد عن الذنب الذي اقترفه، والابتعاد عن كلّ ما يؤدي إليه. القرب من الله تعالى. شعور العبد بالتقصير في حقّ الله تعالى، وفي حقّ نفسه جرّاء ما ارتكب من المعاصي. شعور العبد بأنّ التّوبة التي وُفقّ إليها هي نعمةٌ من الله تعالى، فيحمده عليها، ويحافظ عليها أيضاً.
فبين سبحانه أن المشرك إذا تاب، والقاتل والزاني، إذا تابوا ثم أتبعوا التوبة بالعمل الصالح من الاجتهاد في الخير، والطاعات، فإن الله سبحانه يقبل منهم، ويبدل سيئاتهم حسنات، كل سيئة يكون مكانها حسنة، مع التوبة، مع العفو عما مضى، وهذا من جوده وكرمه سبحانه وتعالى. فالوصية لجميع المؤمنين البدار بالتوبة الصادقة، والإقلاع من الذنوب خوفاً من الله وتعظيماً له، والندم على الماضي منها، مع العزم الصادق ألا يعود فيها، لكن إذا كانت التوبة تتعلق بحق آدمي، فلا بد من إعطائه حقه.
الله سبحانه وتعالى حرم اتخاذ الأخدان أي الأصدقاء والصديقات على كل من الرجال والنساء، فقال في خصوص النساء: ( محصنات غير مسافحات ولا متخذات أخدان) [النساء:25] وفي خصوص الرجال: ( محصنين غير مسافحين ولا متخذي أخدان) [المائدة:5] واتخاذ الأخدان محرم سواء كان عبر الهاتف أو الدردشة في الإنترنت أو اللقاء المباشر، وغيرها من وسائل الاتصال المحرمة بين الرجل والمرأة. فلا توجد في الإسلام علاقة تسمى الصداقة بين الرجل والمرأة، فالمرأة للرجل إما زوجة له، وإما إحدى محارمه، وإما زميلة عمل أو دراسة تفرض الظروف اجتماعهما في مكان واحد، وفي هذه الحالة لا بد من الانضباط بضوابط العلاقة بين الجنسين. ومعنى ذلك أن أقصى ما يسمح به بين الرجل والمرأة هو الكلام بالمعروف في المكان المفتوح أمام الناس جميعا، في غير ريبة ولا شهوة، ومن غير تماس ولا تقارب ولا مصافحة ولا ما فوق ذلك.
تفسير اية ولا متخذات اخدان - موسوعة
وذكر أن هناك أربعة شروط لنكاح الأمة: وهي الإيمان، والعفة، وعدم استطاعة طول الحرة، وخوف العنت. تفسير اية ولا متخذات اخدان للشعراوي
ذكر الشيخ الشعراوي أن المحصنات هن الحرائر لا المتزوجات. والرجل لا يتزوج بمن يملكها لأنها حلال له فهي ملك يمينه، ولكن المراد باقي المؤمنين. وذكر الشيخ أن الأمة تنكح بإذن من يملكها، حتى يعلم أنها لم تعد له بل قد اشترى الزوج البضع منه، وبقيت ملكية الرق. ثم علل ذكر قوله تعالى وآتوهن أجورهن بالمعروف، هو كون الإماء ضعاف فنبه على عد هضم حقهن. والمحصنة هي العفيفة، والمسافحة هي من تزاول عملية الزنا وتسمى امرأةً عامةً، ومتخذات الأخدان هن اللواتي يتخذن عشاقًا وأخدانًا. فإذا تزوجت الإماء، وجاءت الواحدة منهن بفاحشة فلها عقاب، أما إن لم تحصن فليس عليهن حاكم ويقوم سيدهن بتعزيرهن، لأن الأمة عادة مبتذلة ولكن عندما تتزوج تصير محصنة، فإن أتت بفاحشة نقول لها أنت لديك عقاب مخصوص. فهي لا تعاقب عقاب الحرة لأن الحرة يصعب منها الزنا لكن الأمة قد لا يصعب، فليس لها أب أو أسرة. وذكر الشيخ أن الخوارج استدلوا من هذه الآية على إسقاط حد الرجم لأنه لا ينصف، كما أنه غير مذكور في القرآن. ولكن الشيخ رد عليهم بأن المحصنات هنا بمعنى الحرائر أيضًا لا المتزوجات.
حدود العلاقة بين الجنسين وضوابطها - فقه
نهى الله عن ذلك. 9082 - حدثنا القاسم قال: حدثنا الحسين قال: حدثنا هشيم قال: أخبرنا إسماعيل بن سالم ، عن الشعبي قال: الزنا وجهان قبيحان ، أحدهما أخبث من الآخر. فأما الذي هو أخبثهما: فالمسافحة ، التي تفجر بمن أتاها. وأما الآخر: فذات الخدن. 9083 - حدثني يونس قال: أخبرنا ابن وهب قال: قال ابن زيد في قوله: محصنات غير مسافحات ولا متخذات أخدان ، قال: " المسافح " الذي يلقى المرأة فيفجر بها ثم يذهب وتذهب. و " المخادن " الذي يقيم معها على معصية الله وتقيم معه ، فذاك " الأخدان ".
وكذلك الفتاة لا ينبغي لها أن ترتضي خاطبا يخادن الفتيات، فقد روى الترمذي و ابن ماجه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا أتاكم من ترضون خلقه ودينه فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض. وهذا كله فيما إذا لم يعرف عن الرجل أو المرأة الوقوع في الزنا، وإلا فقد ذهب بعض أهل العلم إلى أن العفة شرط لصحة النكاح، فلا يصح نكاح العفيفة من الزاني، أو نكاح العفيف من الزانية إلا أن يتوبا، والجمهور على صحة هذا النكاح، وراجعي الفتوى رقم: 5662. والله أعلم.