اهـ. وفي مُعجم المناهي للشيخ بكر أبو زيد رحمه الله: قال السفاريني: قال الخلال في الآداب: كراهية قوله في السلام: أبقاك الله. أخبرنا عبد الله بن الإمام أحمد بن حنبل قال: رأيت أبي إذا دُعي له بالبقاء يكرهه. يقول: هذا شيء قد فرغ منه. وذكر شيخ الإسلام - رحمه الله -: أنه يُكْره ذلك ، وأنه نص عليه أحمد وغيره من الأئمة. والله تعالى أعلم. المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم
عضو مركز الدعوة والإرشاد
ونلاحظ اخوتى هنا أن عبارة: (( دمتم بحفظ الرحمن او دمتم برعاية الرحمن))
لها نفس حكم ( أطال الله بقاءك) ( طال عمرك) لأنها تحمل نفس المعنى تقريبا
حكم كتابة عبارة دمتم كثيرا ما يرد في كتاباتنا كلمة (( دمتم بود)) و(( دمتم في رعاية المولى)) إلى آخره فهل يا ترى هذه العبارة صحيحة أم خاطئة ؟
يجيب على هذا التساؤل فضيلة الشيخ بكر أبو زيد حيث يقول: قال الله تعالى: { كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام}. بلاد الحرمين في حفظ الرحمن. فالدوام لا يكون إلا لله سبحانه.. وهذه اللفظة (( دمتم)) الجارية في تذييل المكاتبات الودية ينبغي التوقي من إطلاقها ، وإن كان المراد بها الدوام المطلق لا يكون إلا لله سبحانه)). انظر معجم المناهي اللفظية (ص 641).
بلاد الحرمين في حفظ الرحمن
محمد حفظ الرحمن بن محب الرحمن بن سمير الدين بن سليمان بن علي محمود بن شيخ فطن بن محمود حسين المِيَانْجِي الكُمِلَّائي البَنْغَلادِيْشِي (من بيت علم وفضل) • تخرَّجَ أبوه على المحدث الكبير السيد حسين أحمد المدني رحمه الله تعالى، وقد أجازه في السلوك والطريقة • جده من الأب القاريء سمير الدين من أخص تلامذة شيخ القراء القاريء المقريء الشيخ إبراهيم الأجانوي رحمه الله تعالى • جده من الأم العلامة غياث الدين الرئيس الأعلى للمدرسة الإسلامية بـ «نواخالي» من تلاميذ شيخ الهند محمود حسن الديوبندي، ومن زملاء السيد حسين أحمد المدني رحمهم الله تعالى. • ولد في رمضان ١٣٧٧ هـ في «كُمِلَّا» من أرض «بَنْغَلادِيش»، فنشأ فيها، وحصّل. والتحق بالمدرسة الفرقانية ثم المدرسة العصرية ١٣٨٦ هـ، ثم المدرسة الإسلامية الحسينية الواقعة بمنشير هات ١٣٩٣ هـ وقرأ فيها سنتين • ثم سَارَ إلى «جاتجام» عام ١٣٩٥ هـ، والتحق بالمدرسة حامي السنة كيخل، وقرأ فيها خمس سنين متوالية.
وإذا قويت استعانة العبد بربّه ، فإن من شأنها أن تعمّق إيمانه بقضاء الله وقدره ، والاعتماد عليه في كل شؤونه وأحواله ، وعندها لا يبالي بما يكيد له أعداؤه ، ويوقن أن الخلق كلهم لن ينفعوه بشيء لم يكتبه الله له ، ولن يستطيعوا أن يضرّوه بشيء لم يُقدّر عليه ، ولم يُكتب في علم الله ، كما قال سبحانه: { ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير} ( الحديد: 22).
فلتحلم والتعلم والتبصر والتوقي والتورع والتصبر والتكرم والتعفف وغيرها من هذه الصفات التي تنطوي في صيغتها على معنى التكلف إنما هي معدودة من أهم مقومات الخلق النفسي ومن اخطر العناصر في تكوينه. وهي إلى ذلك وسيلة ميسورة إلى ترقي النفس في مدارج الفضيلة واكتسابها ما حرمته بالفطرة من أسباب الخير. ثم هي مقوية للفضائل ومتقوية بها، لما هنالك من واشج العلاقة بين القسيمين. يقول أبو علي القالي في أماليه: العقل عقلان: فعقل تفرد الله بصنعه، وعقل يستفيده المرء بأدبه وتجربته. ولا سبيل إلى العقل المستفاد إلا بصحة العقل المركب، فإذا اجتمعا في الجسد قوى كل واحد منهما صاحبه تقوية النار في الظلمة نور البصر. العلم بالتعلم والحلم بالتحلم - فضيلة الشيخ د. وليد بن إدريس المنيسي | الموقع الرسمي Sheikh Dr. Waleed Almenesi. الحلم والتحلم:
قال ابن مسكويه: الحلم فضيلة للنفس تكسبها الطمأنينة فلا تكون شَغِبه، ولا يحركها الغضب بسهولة وسرعة. وواضح أن الحلم - كخلق فطري - يؤدي إلى طمأنينة النفس. على أن هذه الطمأنينة من ناحيتها تكسب النفس صفة الحلم وتمكِّن لها منه، والحلم المكتسب هو (التحلم) نفسه. فطمأنينة النفس نتيجة للحلم وسبب للتحلم، ومن هنا يصعب الفصل بين الخلقين ولكنه لا يستحيل، لان الحلم إذا جاء عفو الطبع، وبدون تكلف له ولا تحامل على النفس فيه، فالتحلم لا يكون إلا نتيجة مران وثمرة ممارسة ومعاناة.
العلم بالتعلم والحلم بالتحلم - فضيلة الشيخ د. وليد بن إدريس المنيسي | الموقع الرسمي Sheikh Dr. Waleed Almenesi
وروى البيهقي في المدخل والعسكري في المثال كلاهما عن أبي الأحوص أنه قال: " إن الرجل لا يولد عالما، وإنما العلم بالتعلم " وروى العسكري أيضا عن حُميد الطويل أنه قال: كان الحسن يقول: " إذا لم تكن حليما فتحلم، وإذا لم تكن عالما فتعلم، فقلما تشبه رجلٌ بقوم إلا كان منهم "، وروى العسكري أيضا من وجه آخر عن عمرو البجلي أنه قال الحسن: " هو والله أحسن منك رداء وإن كان رداؤك
صفحه: 215
ومن عجيب ما جرى، ما ذكره الأحنف بن قيس، فقد قيل له: مما تعلمت الحلم؟ قال: من قيس بن عاصم، رأيته يومًا محتبيًًا، فأُتي برجل مكتوف وآخر مقتول، فقيل: هذا ابن أخيك قتل ابنك، فالتفت إلى ابن أخيه فقال: يابن أخي بئسما فعلت، أثمت بربك، وقطعت رحمك، ورميت نفسك بسهمك، ثم قال لابن آخر له: قم يا بُنَيَّ فوار أخاك وحُل كتاف ابن عمك، وسق إلى أمه مائة ناقة دية ابنها، فإنها غريبة. ففي هذه وغيرها استحق رضي الله عنه أن يقال فيه:
عَلَيْكَ سَلَامُ اللَّهِ قَيْسَ بْنَ عَاصِمٍ
وَرَحْمَتُهُ مَا شَاءَ أَنْ يَتَرَحَّمَا
وَمَا كَانَ قَيْسٌ هُلْكُهُ هُلْكٌ وَاحِدٌ
وَلَكِنَّهُ بُنْيَانُ قَوْمٍ تَهَدَّمَا
وإليك قصة وفوده على النبيﷺ وما فيها من الفوائد والعبر، روى البخاري في الأدب المفرد عن قيس بن عاصم السعدي قال: أتيت رسول اللهﷺ فقال: «هَذَا سَيِّدُ أَهْلِ الْوَبَرِ»، فقلت: يا رسول الله! ما المال الذي ليس عليّ فيه تبعة من طالب ولا من ضيف؟ فقال رسول اللهﷺ: «نِعْمَ الْمَالُ أَرْبَعُونَ، وَالأَكْثَرُ سِتُّونَ، وَوَيْلٌ لأَصْحَابِ الْمِئِينَ إِلا مَنْ أَعْطَى الْكَرِيمَةَ، وَمَنَحَ الْغَزِيرَةَ، وَنَحَرَ السَّمِينَةَ، فَأَكَلَ، وَأَطْعَمَ الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ».