وإِذا استطعنا أن نواجه اعداءنا بهذه الصورة فقد أفلحنا في الحفاظ على كياننا الإِسلامي، وفي أن نبرز للعالم بشكل مجتمع تقدمي أصيل. التّفسير
أعقبت الآية - موضوع البحث هذه - الآيات السابقة التي تحدثت عن الجهاد والهجرة واستهدفت إحياء روح التضحية والفداء لدى المسلمين بقولها: (ولا تهنوا في ابتغاء القوم) وهذا تأكيد على ضرورة أن لا يواجه المسلمون عدوهم اللدود باسلوب دفاعي، بل عليهم أن يقابلوا هذا العدو بروح هجومية دائماً، لأنّ هذا الأسلوب الأخير له أثر قامع للعدو ومؤكد على معنوياته. وقد جرّب المسلمون هذا الأمر في مواجهتهم للعدو بعد واقعة أُحد التي هزموا فيها، فارغموا العدو على الفرار مع أنّه كان لم يزل يتلذذ بطعم الإِنتصار الذي أحرزه في أُحد. إِذ لما علم المشركون بقدوم المسلمين خافوا من العودة إِلى ساحة القتال، وأسرعوا مبتعدين عن المدينة. بعد ذلك تأتي الآية باستدلال حي وواضح للحكم الذي جاءت به، فتسأل المسلمين لماذا الوهن؟ فأنتم حين يصيبكم ضرر في ساحة الجهاد فإِنّ عدوكم سيصيبه هو الآخر سهم من هذا الضرر، مع فارق هو أنّ المسلمين يأملون أن يعينهم الله ويشملهم برحمته الواسعة، بينما الكافرون لا يرجون ولا يتوقعون ذلك، حيث تقول الآية: (إن تكونوا تألمون فإنّهم يألمون كما تألمون وترجون من الله ما لا يرجون... ).
موقع هدى القرآن الإلكتروني
القول في تأويل قوله: ﴿وَلا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لا يَرْجُونَ﴾
قال أبو جعفر: يعني جل ثناؤه بقوله:"ولا تهنوا"، ولا تضعفوا. * * *
من قولهم:"وهَنَ فلان في هذا الأمرَ يهِن وَهْنًا ووُهُونًا". [[انظر تفسير"وهن" فيما سلف ٧: ٢٣٤، ٢٦٩، و"الوهون" مصدر لم تنص عليه أكثر كتب اللغة، ولم يذكره أبو جعفر فيما سلف ٧: ٢٣٤. ]] وقوله:"في ابتغاء القوم"، يعني: في التماس القوم وطلبهم، [[انظر تفسير"الابتغاء" فيما سلف ص: ٧١ تعليق: ٢، والمراجع هناك]] و"القوم" هم أعداء الله وأعداء المؤمنين من أهل الشرك بالله="إن تكونوا تألمون"، يقول: إن تكونوا أيها المؤمنون، تَيْجعون مما ينالكم من الجراح منهم في الدنيا، [[يقال: "وجع الرجل يوجع وييجع وياجع وجعا"، كله صواب جيد. ]] ="فإنهم يألمون كما تألمون"، يقول: فإن المشركين يَيْجعون مما ينالهم منكم من الجراح والأذى مثل ما تَيجعون أنتم من جراحهم وأذاهم فيها="وترجون"، أنتم أيها المؤمنون = "من الله" من الثواب على ما ينالكم منهم= "ما لايرجون" هم على ما ينالهم منكم. يقول: فأنتم= إذ كنتم موقنين من ثواب الله لكم على ما يصيبكم منهم، [[في المطبوعة: "إن كنتم موقنين"، وهو خطأ، صوابه ما في المخطوطة.
الباحث القرآني
أسامة شحادة
مما حدثنا به ربنا عز وجل عن معركة أحد بين النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه الكرام وبين كفار قريش، قوله جل في علاه: "وَلاَ تَهِنُواْ فِي ابْتِغَاء الْقَوْمِ إِن تَكُونُواْ تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لاَ يَرْجُونَ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا" (النساء، الآية 104). وقد نزلت هذه الآية في أبي سفيان وأصحابه لما رجعوا يوم أُحد، فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم طائفة في آثارهم فشكوا ألم الجراحات، فقال الله تعالى: "ولا تهنوا"، أي: لا تضعفوا (في ابتغاء القوم) في طلب أبي سفيان وأصحابه، "إن تكونوا تألمون"، أي تتوجعون من الجراح، "فإنهم يألمون"، أي يتوجعون، يعني الكفار، "كما تألمون وترجون من الله ما لا يرجون"، أي وأنتم مع ذلك تأملون من الأجر والثواب في الآخرة والنصر في الدنيا ما لا يرجون. وهذا تفسير الإمام البغوي للآية. وهذه الآية تكاد تصف حالنا اليوم، بسبب ما تعانيه الأمة اليوم من عدوان غاشم ظالم عليها من جهات متعددة. ففي القدس وفلسطين عموماً، لا يتوقف عدوان اليهود من الجيش والساسة وقطعان المستوطنين والحاخامات على المسجد الأقصى والشعب الفلسطيني في غزة والضفة وأهل الداخل.
ثم كان الاستعمار الحديث والتمكين لعدو لئيم مراوغ خبيث، مارس خبثه وحيلته وخداعه على الأنبياء عموما، وعلى نبينا محمد خصوصا، فكان الموقف منهم ما أعلمتنا كتب السيرة، إخراج لهم من المدينة، وقتال من قاتل منهم. ولنا أن نستذكر بني قينقاع وبني النضير وبني قريظة ويهود خيبر وتيماء، كلهم لهم قصص في تآمر أو نقض عهد أو قتال للمؤمنين، وهذا ديدنهم ولا يمكن تغييره، فكان وجودهم بين المسلمين في عصرنا هذا خنجرا في خاصرة الأمة، تدفع الأمة كلها ويلات وجودهم. ولست معنيا الآن بالحديث عن الحروب معهم في عصاباتهم قبل العام 1948 وبعده، ولا في الحديث عن حرب 1967، ولكنني معنيّ بمعركة الكرامة التي توفرت فيها إرادة حرة وثقة بالنفس من جانب، وغرور وتبجح من جانب آخر. ولا نريد أن ننسى طموحات هذا العدو، ولو تظاهر بالسلم والعهد والوفاء، ولو تباكى أمام العالم في أنه يريد حياة آمنة؛ فقد كانت نيته احتلال مرتفعات الأردن الشرقية. عدو ينطلق من عقيدة مفادها أن دولته من النيل إلى الفرات، ويسير وفق توجيهات توراة محرفة وكتب أخرى عندهم من تأليف متعصبيهم، ببناء هيكل مزعوم على أنقاض المسجد الأقصى. تلك الكتب التي استهزأت بالإنسان فجعلت غير اليهود بالنسبة لليهود عبارة عن مخلوقات وجدت لخدمتهم؛ فهم شعب الله المختار، ونحن حمير خلقنا لخدمتهم.
أخطبوط لذيذ ورايق عدد الرسائل: 1042 العمر: 32 تاريخ التسجيل: 17/08/2008 موضوع: رد: لا تجادل الأحمق.. فقد يخطئ الناس في التفريق بينكما الإثنين فبراير 16, 2009 5:41 am كفايه ردودكم يا كنج الكنج نجمة بحر متألقة عدد الرسائل: 3692 العمر: 31 المزاج: عالى تاريخ التسجيل: 23/07/2008 موضوع: رد: لا تجادل الأحمق.. فقد يخطئ الناس في التفريق بينكما الإثنين فبراير 16, 2009 4:49 pm برضه صوتى لوحدى لا يكفى ولا انتى شيفه ايه Nona.
لا تجادل الأحمق، فقد يخطىء الناس في التفريق بينكما ~ أدولف هتلر
إن كل ما يسبب نزاعات وخصومات نحن مدعوون لتجنبه، فليس من سمات أتباع المسيح. في العدد التالي لما سبق ذكره من أقوال الحكيم يقول:
«جَاوِبِ الْجَاهِلَ حَسَبَ حَمَاقَتِهِ لِئَلاَّ يَكُونَ حَكِيمًا فِي عَيْنَيْ نَفْسِهِ»
(أمثال26: 5)
فهل في هذا تعارض ؟! بالطبع لا. إنه في الأولى يضع مبدأً عامًا ألا تجيب الذي يحب المجادلات للمجادلات لعدم نفع ذلك، يتكلم عن الطريقة، لكن في الثانية فهو يدعوك إذا كان الأمر يتعلق بالحق الذي تعرفه، لأن تضع الحق في نصابه أمام عيني الجاهل لئلا يظن أنه حكيمًا. يدعوك لأن تتكلم بهدوء وإقناع بالحجة والأدلة الكتابية، وفي نفس الوقت بمنتهى الهدوء والاحترام. وجدير بالذكر أنه إذا سؤلنا من واحد يريد فعلاً أن يعرف فيجب أن نكون:
«مُسْتَعِدِّينَ دَائِمًا لِمُجَاوَبَةِ كُلِّ مَنْ يَسْأَلُكُمْ عَنْ سَبَبِ الرَّجَاءِ الَّذِي فِيكُمْ، بِوَدَاعَةٍ وَخَوْفٍ ( بلطف واحترام) »
(1بطرس3: 15). {عصام خليل}
* * *
أشكرك أحبك كثيراً...
بركة الرب لكل قارئ.. لا تجادل الاحمق حتى لا يصعب التفرقة بينكما. آمين. وكل يوم وأنت في ملء بركة إنجيل المسيح... آمين
يسوع يحبك...
التعديل الأخير: 29 أكتوبر 2017
#2
"في العدد التالي لما سبق ذكره من أقوال الحكيم يقول:
(أمثال26: 5)"
آيةٌ جميلةٌ أعجبتني ،لكن ماذا لو أنّ الجاهل يتكلّم وقلبي يشعر أنّ ما يقوله خطأ لكنّ ليس لدي معلومات أرد بها فماذا أفعل ؟
#3
نعمة الرب معك أخي العزيز..
هذا رأي..
فأن كان الرب معك سيتكلم على فمك ويعطيك ما يستحق الرد..
وأن كان ليس لك الرد لكلامه فلا تتكلم قبل التأني ومشورة الروح المعين.. أو أصحاب مؤمنين تثق فيهم وبمشورتهم
وأن كان ليس لديك كلمة فدعه لربما كان من المرفوضين ذهنياً.. فمهما تكلمت سيكون كل عدم!
Follow @hekams_app لا تنسى متابعة صفحتنا على تويتر