سورة الإسراء الآية رقم 78: قراءة و استماع
قراءة و استماع الآية 78 من سورة الإسراء مكتوبة - عدد الآيات 111 - Al-Isrā' - الصفحة 290 - الجزء 15. ﴿ أَقِمِ ٱلصَّلَوٰةَ لِدُلُوكِ ٱلشَّمۡسِ إِلَىٰ غَسَقِ ٱلَّيۡلِ وَقُرۡءَانَ ٱلۡفَجۡرِۖ إِنَّ قُرۡءَانَ ٱلۡفَجۡرِ كَانَ مَشۡهُودٗا ﴾ [ الإسراء: 78]
Your browser does not support the audio element. ﴿ أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا ﴾
قراءة سورة الإسراء
أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا | تفسير القرطبي | الإسراء 78
ورواه الفراء بكسر الباء وهو جمع راحة وهي الكف؛ أي غابت وهو ينظر إليها وقد جعل كفه على حاجبه. ومنه قوله العجاج: والشمس قد كادت تكون دنفا ** أدفعها بالراح كي تزحلفا قال ابن الأعرابي: الزحلوفة مكان منحدر أملس، لأنهم يتزحلفون فيه. قال: والزحلفة كالدحرجة والدفع؛ يقال: زحلفته فتزحلف. ويقال: دلكت الشمس إذا غابت. قال ذو الرمة: مصابيح ليست باللواتي تقودها ** نجوم ولا بالآفلات الدوالك قال ابن عطية: الدلوك هو الميل - في اللغة - فأول الدلوك هو الزوال وآخره هو الغروب. ومن وقت الزوال إلى الغروب يسمى دلوكا، لأنها في حالة ميل. فذكر الله تعالى الصلوات التي تكون في حالة الدلوك وعنده؛ فيدخل في ذلك الظهر والعصر والمغرب، ويصح أن تكون المغرب داخلة في غسق الليل. وقد ذهب قوم إلى أن صلاة الظهر يتمادى وقتها من الزوال إلى الغروب؛ لأنه سبحانه علق وجوبها على الدلوك، وهذا دلوك كله؛ قاله الأوزاعي وأبو حنيفة في تفصيل. وأشار إليه مالك والشافعي في حالة الضرورة. الثانية: قوله تعالى{إلى غسق الليل} روى مالك عن ابن عباس قال: دلوك الشمس ميلها، وغسق الليل اجتماع الليل وظلمته. وقال أبو عبيدة: الغسق سواد الليل. ما هو قرآن الفجر المقصود في قوله تعالى : (إن قرآن الفجر كان مشهوداً)؟ - الإسلام سؤال وجواب. قال ابن قيس الرقيات: إن هذا الليل قد غسقا ** واشتكيت الهم والأرقا وقد قيل: غسق الليل مغيب الشفق.
ما هو قرآن الفجر المقصود في قوله تعالى : (إن قرآن الفجر كان مشهوداً)؟ - الإسلام سؤال وجواب
الحمد لله. المقصود بـ " قرآن الفجر " في قوله تعالى: (أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ
إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ
مَشْهُودًا) الإسراء/78 ، هو القراءة في صلاة الفجر ، كما قال ابن عباس ومجاهد
وقتادة وغيرهم من السلف. أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا | تفسير القرطبي | الإسراء 78. وتسمية الصلاة بأنها " قرآن " لأن القرآن ركن من أركانها ، وهو قراءة الفاتحة فيها
، كما تسمى الصلاة ركوعاً وسجوداً ، لأن الركوع والسجود ركن فيها. وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (فَضْلُ صَلَاةِ الْجَمِيعِ عَلَى صَلَاةِ الْوَاحِدِ
خَمْسٌ وَعِشْرُونَ دَرَجَةً ، وَتَجْتَمِعُ مَلَائِكَةُ اللَّيْلِ وَمَلَائِكَةُ
النَّهَارِ فِي صَلَاةِ الصُّبْحِ ، يَقُولُ أَبُو هُرَيْرَةَ: اقْرَءُوا إِنْ
شِئْتُمْ: (وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا) رواه
البخاري (4717) ومسلم (649). قال ابن جرير الطبري رحمه الله:
" وأما قوله: (وَقُرْآنَ الْفَجْرِ) فإن معناه: وأقم قرآن الفجر: أي ما تقرأ به
صلاة الفجر من القرآن ، والقرآن معطوف على الصلاة في قوله: (أَقِمِ الصَّلاةَ
لِدُلُوكِ الشَّمْسِ) ، وكان بعض نحويي البصرة يقول: نصب قوله: (وَقُرْآنَ
الْفَجْرِ) على الإغراء ، كأنه قال: وعليك قرآن الفجر ، (إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ
كَانَ مَشْهُودًا) يقول: إن ما تقرأ به في صلاة الفجر من القرآن كان مشهودا ،
يشهده فيما ذكر ملائكة الليل وملائكة النهار ، وبالذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل
، وجاءت الآثار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم" انتهى من " جامع البيان "
(17/520).
وأخْرَجَ عَبْدُ الرَّزّاقِ عَنِ اِبْنِ عُمَرَ قالَ: دُلُوكُ الشَّمْسِ زَياغُها بَعْدَ نِصْفِ النَّهارِ. وأخْرَجَ سَعِيدُ بْنُ مَنصُورٍ، وابْنُ جَرِيرٍ، عَنِ اِبْنِ عَبّاسٍ قالَ: دُلُوكُها زَوالُها. وأخْرَجَ اِبْنُ أبِي شَيْبَةَ، وابْنُ المُنْذِرِ، عَنِ اِبْنِ عَبّاسٍ في قَوْلِهِ: ﴿لِدُلُوكِ الشَّمْسِ﴾. قالَ: إذا فاءَ الفَيْءُ. وأخْرَجَ اِبْنُ جَرِيرٍ عَنِ أبِي مَسْعُودٍ عُقْبَةَ بْنِ عامِرٍ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «"أتانِي جِبْرِيلُ لِدُلُوِكِ الشَّمْسِ حِينَ زالَتْ فَصَلّى بِيَ الظُّهْرَ"». أقم الصلاة لدلوك الشمس سورة الإسراء. (p-٤١٣)وأخْرَجَ اِبْنُ جَرِيرٍ عَنْ أبِي بَرْزَةَ الأسْلَمِيِّ قالَ: «كانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ يُصَلِّي الظُّهْرَ إذا زالَتِ الشَّمْسُ، ثُمَّ تَلا: ﴿أقِمِ الصَّلاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ﴾ [الإسراء»: ٧٨]. وأخْرَجَ اِبْنُ سَعْدٍ، وابْنُ أبِي شَيْبَةَ، وابْنُ مَرْدُويَهْ، عَنْ مُجاهِدٍ قالَ: كُنْتُ أقُودُ مَوْلايَ قَيْسَ بْنَ السّائِبِ فَيَقُولُ لِي: أدَلَكَتِ الشَّمْسُ؟ فَإذا قُلْتُ: نَعَمْ. صَلّى الظُّهْرَ. أخْرَجَ اِبْنُ مَرْدُويَهْ عَنْ أنَسٍ قالَ: «كانَ النَّبِيُّ ﷺ يُصَلِّي الظُّهْرَ عِنْدَ دُلُوكِ الشَّمْسِ».
[1]
شاهد أيضًا: ماحكم تداول الأحاديث الموضوعة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
شرح حديث معاذ بن جبل رضي الله عنه حين بعث الى اليمن
في هذه الفقرةِ من هذا المقال، سيتمُّ بيانُ شرحِ الحديثِ الشريفِ بشيءٍ من التفصيلِ، وفيما يأتي ذلك: [2]
إنَّك ستأتي قومٌ أهل كتاب: أرسلَ النبيُّ معاذَ إلى اليمنِ، وكانوا آنذاكَ يتبعون النصرانية. فإذا جئتهم فادعهم إلى أن يشهدوا أن لا إلا إلا الله وأنَّ محمدًا رسولُ لله: طلبَ النبيُّ من معاذَ أن يدعوا أهلَ اليمنِ إلى دينِ التوحيدِ، وبدأ معهم بالشهادتينِ؛ لأنَّها مفتاح دخول الإسلامِ. حديث معاذ بن جبل حق الله. فإن أطاعوا لك بذلك: أي ان استجابوا ونطقوا الشهادتينِ. فأخبرهم أنَّ الله قدر فرض عليهم خمس صلواتٍ باليومِ والليلة: وهنا يطلب النبيُّ من معاذَ أن يخبر أهل اليمنِ بأنَّ الله فرضَ عليهم خمسَ صلواتٍ، وهنَّ الفجر والظهر والعصر والمغرب والعشاء؛ وذلكَ لأنَّ الصلاةَ هب آكدُ أركانِ الإسلامِ بعد الشهادتينِ، بالإضافةِ إلى أنَّها أول ما يحاسب عليه المسلم. فأخبرهم أنَّ الله قد فرض عليهم الصدقة: والمراد بالصدقةِ هنا هي الزكاةُ الواجبةُ في مال الغنيِّ الذي ملكَ النصاب وحال على ماله الحول. فإيَّاك وكرائم أموالهم: وهنا يخبر النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- معاذَ بأن لا يأخذ الزكاةَ من أفضلِ أومالهم وأثمنها، بل يأخذها من أواسط المال؛ لتطيب نفس المزكِّي به.
حديث معاذ بن جبل عن الحقوق
وهكذا أصحاب القرائح الجامدة يجعلون من القوة ضعفًا. وقال أبو بكر الرازىُّ فى أصوله (فإن قيل إنما رواه عن قوم مجهولين من أصحاب معاذ قيل له لا يضره ذلك لأنَّ إضافته ذلك إلى رجال من أصحاب معاذ توجب تأكيده لأنهم لا يُنسبون إليه بأنهم من أصحابه إلا وهم ثقات مقبولو الرواية. ومن جهة أخرى إنَّ هذا الخبر قد تلقاه الناس بالقبول واستفاض واشتهر عندهم من غير نكير من أحد منهم على رواته ولا ردٍّ له يعنِى فِى القرون الفاضلة وأيضًا فإن أكثر أحواله أن يصير مرسلًا و المرسل عندنا مقبول) اهـ
وقَبُولُ المرسل عند الاعتضاد موضع اتفاق بين الأئمة المتبوعين وكم من دليل يعضد مضمون هذا الحديث حتى يبلغ المجموع حدّ التواتر المعنوِىّ فضلًا عن الصحة المصطلحة وقد سبق منا تحقيق أنه ليس هذا الحديث مِن مظان الانقطاع أصلًا وكلام الرازىِّ إنما هو على فرض الإرسال.
وهو أعلم. [١] المرجع كتاب مقالات الكوثرِى لشيخ الإسلام محمد زاهد الكوثرِى.