فيُجيبها: ألا ترضَينَ أن أصِلَ مَن وصلَكِ، وأقطع مَن قطعك؟! »؛ رواه الإمام أحمد وصحَّحه الألباني. من هدي النبي صلى الله عليه وسلم في صلاة العيد. وفي رواية: « يقول الله تبارك وتعالى: أنا الرَّحمن الرَّحيم، وإنِّي شققتُ للرَّحِم من اسمي؛ فمَن وصلها وصلتُه، ومَن بتكها بتكتُه»؛ رواه البزار، وحسنه الألباني. وأعظم الناس فرحًا بالعيد من كان رفيقًا بوالديه وزوجته وأبنائه وعماله ومن يعاشر فقد قال صلى الله عليه وسلم: « إنَّ اللهَ رَفِيقٌ يُحِبُّ الرِّفْقَ، ويُعْطي على الرِّفْقِ ما لا يُعْطي على العُنْفِ، وما لا يُعْطي على ما سِوَاهُ »؛ رواه مسلم، وقال صلى الله عليه وسلم: « ألا أُخبرُكُمْ بمنْ يَحْرُمُ على النارِ أو بمن تَحْرُمُ عليهِ النارُ؟ على كُلِّ قَريبٍ هَيِّنٍ سَهْلٍ »؛ رواه الترمذيُّ وصحَّحهُ الألباني. أقول ما تسمعون، واستغفر الله من كل ذنب فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم. الخطبة الثانية
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء وخاتم المرسلين، أما بعد:
عباد الله اليوم تتقربون إلى الله بعبادة عظيمة ألا وهي عبادة ذبح الأضاحي فلنفرح بهذه العبادة ولنحرص على أن يتقبلها الله عن البراء بن عازب قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: « إن أول ما نبدأ في يومنا هذا أن نصلي، ثم نرجع فننحر؛ فمن فعل ذلك فقد أصاب سنتنا، ومن نحر قبل الصلاة فإنما هو لحم قدمه لأهله، ليس من النسك في شيء »؛ متفق عليه.
- هدي النبي في رمضان
- ماذا كان يفعل النبي في عيد الفطر
هدي النبي في رمضان
خطب صلوات الله وسلامه عليه على الأرض، وعلى المنبر، وعلى البعير، وعلى الناقة، وكان قبل اتخاذ المنبر يخطب إلى جذع يستند إليه، ثم صنع له المنبر من طرفاء الغابة، وكان ذا ثلاث درجات. خطب صلوات الله وسلامه عليه على الأرض، وعلى المنبر، وعلى البعير، وعلى الناقة، وكان قبل اتخاذ المنبر يخطب إلى جذع يستند إليه، ثم صنع له المنبر من طرفاء الغابة، وكان ذا ثلاث درجات. هدي النبي في رمضان. وكان إذا خطب احمرَّتْ عيناه، وعلا صوتُه، واشتَدَّ غضبه؛ كأنَّهُ مُنذِرُ جيش يقول: « صبَّحكم ومسَّاكم »، ويقول: « بعثت أنا والساعة كهاتين »؛ ويقرن بين إصبعيه السبابة والوسطى ويقول: « أمَّا بعد؛ فإنَّ خَيْرَ الحديث كتاب الله تعالى، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتُها، وكل بدعة ضلالة ». وكان لا يخطب خطبة إلا افتتحها بحمد الله، وأمَّا قول كثير من الفقهاء: إنه يفتتح خطبة الاستسقاء بالاستغفار، وخطبة العيد بالتكبير، فليس معهم فيه سُنَّة عن النبي صلى الله عليه وسلم ألبتة، وسنته تقتضي خلافه، وهو افتتاح جميع الخطب بالحمد لله، وهو أحد الوجوه الثلاثة للإمام أحمد، وهو اختيار الحافظ ابن تيميَّة رحمه الله وكان يخطب قائمًا. وكان إذا صعِدَ على المنبر أقبل بوجهه على الناس، ثم قال: « السلام عليكم »، وكان أبو بكر وعمر يفعلان ذلك، وكان في خطبته يتشهد بعد الحمد والثناء، ويذكر فيها نفسه باسمه العلم ، وصح عنه أنه قال: « كل خطبة ليس فيها تشهد فهي كاليد الجذماء » - المقطوعة - وكان يقول بعد الثناء والتَّشهُّد: « أمَّا بعد »، وكان يَخْتِمُ خُطبَتَهُ بِ الاستغفار.
ماذا كان يفعل النبي في عيد الفطر
[1]
شاهد أيضًا: متى تبدأ تكبيرات عيد الاضحى 1442/2021
أحاديث عن عيد الأضحى
أمّا عن أحاديث عيد الأضحى من الأحاديث اللصحيحة والحسنة عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- نذكر ما يأتي:
عن عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها- قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: " يا أبا بكرٍ! من هدي النبي صلى الله عليه وسلم في العيد. إنَّ لكلِّ قومٍ عيدًا ، وهذا عيدُنا ". [2] وذلك إشارةً من النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- على اختصاص الأمّة الإسلاميّة بهذه الأعياد. عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: " قدِمَ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ المدينةَ ولَهُم يومانِ يلعبونَ فيهِما ، فقالَ: قد أبدلَكمُ اللَّهُ بِهما خيرًا منهُما: يومَ الأضحى ، ويومَ الفِطرِ ". [3]
عن عائشة أمّ المؤمنين -رضي الله عنها- قالت: " أنَّ أَبَا بَكْرٍ ، دَخَلَ عَلَيْهَا وَعِنْدَهَا جَارِيَتَانِ في أَيَّامِ مِنًى، تُغَنِّيَانِ وَتَضْرِبَانِ، وَرَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ مُسَجًّى بثَوْبِهِ، فَانْتَهَرَهُما أَبُو بَكْرٍ ، فَكَشَفَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ عنْه، وَقالَ: دَعْهُما يا أَبَا بَكْرٍ فإنَّهَا أَيَّامُ عِيدٍ وَقالَتْ: رَأَيْتُ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يَسْتُرُنِي برِدَائِهِ، وَأَنَا أَنْظُرُ إلى الحَبَشَةِ، وَهُمْ يَلْعَبُونَ وَأَنَا جَارِيَةٌ، فَاقْدِرُوا قَدْرَ الجَارِيَةِ العَرِبَةِ الحَدِيثَةِ السِّنِّ.
هدي الإحصار والفوات من فاته الوقوف بعرفة بأن طلع عليه الفجر يوم النحر ولم يقف بعرفة بعد، فإن الحج قد فاته، فيتحلل حينئذ بعمرة، ويجب عليه قضاء حجه، وأن يذبح هديا في قضائه، هذا إذا لم يكن قد اشترط في بداية إحرامه، فإن اشترط فلا شيء عليه. ويجب الدم أيضاً بسبب الإحصار وهو طروء مانع يمنع المُحْرِم من إتمام نسكه بعد أن شرع فيه، كمرض، فهنا ينحر هديا في محله ثم يتحلل، والدليل على ذلك قوله تعالى: "فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ وَلاَ تَحْلِقُوا رُءُوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ". هدي النبي في العيد. دم ترك الواجب وهو الدم الواجب لترك واجب من واجبات الحج كترك الإحرام من الميقات، وترك المبيت بمزدلفة ومنى، وترك طواف الوداع، فمن ترك واجبًا من واجبات الحج وجب عليه دم، والدم سبع بدنة، أو سبع بقرة، أو شاة تجزئ أضحية، يذبح بمكة ويقسم بين فقراء الحرم، وإن كان لا يستطيع فإنه يصوم عشرة أيام: ثلاثة في الحج، وسبعة إذا رجع إلى أهله. ويبدأ وقت ذبح الدم لترك واجب من أول ترك الواجب، سواء كان قبل أيام العيد أو بعده، ولا حد لآخره، ولكن تعجيله بعد وجوبه مع الاستطاعة واجب، ولو أخره حتى وصل إلى بلده لم يجزئ ذبحه في بلاده، بل عليه أن يبعث ذلك إلى الحرم ويشتريه من هناك ويذبحه في الحرم ويوزع على فقراء الحرم، ويجوز أن يُوَكِّل من يقوم بذلك نيابة عنه من الثقات.