⁕ حدثنا عمرو بن بندق، قال: ثنا مروان بن معاوية، عن أبي خلدة، قال: قال لي أبو العالية: هل تدري ما الحرج؟ قلت: لا قال: الضيق، إن الله لم يضيق عليكم، لم يجعل عليكم في الدين من حرج. ⁕ حدثني يعقوب، قال: ثنا ابن علية، عن ابن عون، عن القاسم أنه تلا هذه الآية ﴿وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ﴾ قال: تدرون ما الحرج؟ قال: الضيق. ⁕ حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن يونس بن أبي إسحاق، عن أبيه، عن سعيد بن جُبير، عن ابن عباس، قال: إذا تعاجم شيء من القرآن فانظروا في الشعر، فإن الشعر عربيّ، ثم دعا ابن عباس أعرابيا، فقال: ما الحَرَج؟ قال: الضيق. من الذي سمى المسلمين بهذا الاسم ؟!. قال: صدقت. ⁕ حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة ﴿فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ﴾ قال: من ضيق. ⁕ حدثنا الحسن، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن قَتادة، مثله. وقال آخرون: معنى ذلك ﴿وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ﴾ من ضيق في أوقات فروضكم إذا التبست عليكم، ولكنه قد وسع عليكم حتى تَيَقَّنوا محلها. ⁕ حدثنا ابن حميد، قال: ثنا جرير، عن مغيرة، عن عثمان بن بشار، عن ابن عباس، في قوله ﴿وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ﴾ قال: هذا في هلال شهر رمضان إذا شكّ فيه الناس، وفي الحجّ إذا شكوا في الهلال، وفي الفطر والأضحى إذا التبس عليهم وأشباهه.
- من الذي سمى المسلمين بهذا الاسم ؟!
من الذي سمى المسلمين بهذا الاسم ؟!
لم يكن يومًا في الأسماءِ والانتماءات عيبٌ ولا غضاضة، إذا خَلَت من المحاذير الشرعية والنعراتِ الجاهليةِ، بل كثيرًا ما كانت هذه الأسماءُ من وسائل التعاون على البر والتقوى. وقد كان الصحابة - رضي الله عنهم - ينقسمون في المدينة إلى مهاجرين وأنصار، والأنصار ينقسمون إلى أَوْس وخَزْرَج، ولم يُنكِر ذلك النبي - صلى الله عليه وسلم - بل كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يستغل ذلك في إشعال شرارة التنافس في الخير في قلوبهم، والأدلة على ذلك كثيرة جدًّا، يعلمها من له شيءٌ من الصِّلَةِ - ولو يسيرًا - بسنة النبي - صلى الله عليه وسلم - وسيرته. هو الذي سماكم المسلمين. وقد أجمع العلماء على جواز الانتساب إلى منهج السلف الكرام من الصحابة ومَن بعدهم، في فهم الإسلام والعمل به والدعوة إليه، وقد نقل شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - إجماع الأمة على ذلك. وإنما الخطأ في جعل هذه الأسماء شعاراتٍ جوفاء، واستغلالها في إذكاء نار الفتنة والانقسام في المجتمع المسلم؛ ولذلك لما وقعتِ الفتنةُ يومًا بين المهاجرين والأنصار في غزوة المُرَيْسِيع، وتنادى كلٌّ باسمه وحزبه، قال - صلى الله عليه وسلم -: ((دَعُوها؛ فإنها منتنة))! وكثير من الناس يُغضِبه المسلمون فيَسُبُّ الإسلام نفسَه، ويُغضِبه السلفيون فينتقصُ السلفية نفسها، وهذا من الظلم والعدوان وعدم الإنصاف، والإنصاف عزيز، والله المستعان.
والذي يقول "إنه مسلم ليبرالي" متناقض إذا أريد بالليبرالية ما ذكر فعليه أن يتوب إلى الله من هذه الأفكار ليكون مسلماً حقاً. انتهى كلامه
الخلاصة
الواجب أن نتسمى بالإسلام كما سمانا الله تعالى. لا يجوز أن نتسمى بغير ما سمانا الله به فيحرم أن نتسمى بالليبرالية وغيرها. لا نطلق على مسلم أنه "ليبرالي" ولو أطلق على نفسه لاحتمال جهله بحقيقة الليبرالية. الليبرالية مفهوم غربي أجنبي دخيل على الإسلام والمسلمين لا صلة له بنا من قريب ولا بعيد. الليبرالية اسم للتحررية غير المنضبطة بالشرع. الليبرالية يشوبها دائماً الغموض ويخفى أمرها على عامة الناس. نبذ العلماء لليبرالية والحكم عليها بأنها مناقضة للإسلام. لا يجوز أن يطلق المسلم على نفسه أنه "مسلم ليبرالي". الواجب على من عرف من يسمي نفسه "مسلم ليبرالي" أن ينصحه ويبين له حكم الإسلام فيه. لا يجوز لمسلم يؤمن بالله واليوم الآخر ويقيم الصلاة ويؤتي الزكاة يسمع الناس في الصحافة وغيرها يطلقون عليه "اسم الليبرالي" ويسكت على ذلك. هو سماكم المسلمين من قبل تفسير. هذا والله أسأل أن يحفظني وكل مسلم من الفتن ما ظهر منها وما بطن والحمدلله اولاً واخراً وظاهراً وباطناً وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.