وله الملك يوم ينفخ في الصور - YouTube
- الملك الذي ينفخ في الصور
الملك الذي ينفخ في الصور
فمن ملك الكون كله، ودبره وصرفه، ودل الكون على وحدانيته، لا بد أن يجمع الناس ليوم يتناصفون فيه، فيأخذ الحق ممن بغى لمن بغي عليه، (وليعلم الذين كفروا أنهم كانوا كاذبين). ومن مدلولات الآية الإيمان بالرسل، وتصديقهم، والعمل بما جاؤوا به من شرائع، فالمالك لا بد أن يتعرف على عبيده، وأن يعرفهم كيف يعبدونه، وكيف يوحدونه، وماذا يريد منهم، وماذا يكره منهم، فيعملون بمقتضى إرادته، عملا وتركا وليس ذلك إلا عن طريق الرسل، فدلت الآية على حاجة الناس ضرورة إليهم، وإلى من ينوب عنهم من العلماء الربانيين، والأئمة المصلحين. فسبحانه من مليك مقتدر، له ما في السموات وما في الأرض وله الملك يوم ينفخ في الصور، عالم الغيب والشهادة وهو الحكيم الخبير.
نفختا الهلاك والبعث وتأتي هذه الصيحة على حين غفلة من الناس وانشغال بالدنيا، كما قال تعالى: ما ينظرون إلا صيحة واحدة تأخذهم وهم يخصمون، فلا يستطيعون توصية ولا إلى أهلهم يرجعون، ( يّس: 49 -50)، وروى الإمام الطبري في تفسيره عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، قال: لينفخن في الصور، والناس في طرقهم وأسواقهم ومجالسهم، حتى إن الثوب ليكون بين الرجلين يتساومان، فما يرسله أحدهما من يده حتى ينفخ في الصور، وحتى إن الرجل ليغدو من بيته فلا يرجع حتى ينفخ في الصور.