تفسير قوله تعالى هو الذي بعث في الأميين رسولا:
نزل في سورة الجمعة قول الله تعالى: "هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ"[3]، ومعنى هذه الآية الكريمة أنَّ الله تعالى أرسل إلى العرب رسولًا عربيًا مثلهم ليعلمهم تعاليم الإسلام، من خلال التشريعات التي جاءت في القرآن الكريم والسنة النبوية، والتي تدعو إلى تزكية النفس وتهذيبها، ويحث على مكارم الأخلاق والعمل الصالح، بعد أن كان العرب غارقين في الجهل والضلال
من هم الأميين الذين بعث الله فيهم رسولا - جيل الغد
الأميون الذين بعث الله فيهم رسولا هم، سؤال قد يتبادر إلى ذهن كل قارئ ومتدبر لكلام الله سبحانه وتعالى، فهناك العديد من الآيات والألفاظ؛ التي لا بُد من العبد المسلم أن يعلم القصد منها، ليصبح هنالك خشوع وتدبر وتفكر مع كل آية تتلى، ولهذا سيتم التعرف في موقع المرجع على سورة الجمعة، ومن ثم سنجيب عن عنوان المقال الحالي؛ الأميون الذين بعث الله فيهم رسولا هم، ومن ثم سنتطرق إلى تفسير الآية الكريمة في هذا المقال.
والمعنى الجديد هو أن المقصود بالأميين الذين بعث فيهم الرسول صلوات الله عليه وآله وهو رسول منهم هم الأئمة من آل محمد عليهم السلام ، فلا تتعجب فإن القرآن وصفه صلوات الله عليه وآله بالرسول النبي الأمي ، فهم أيضاً الذين وصفهم الله بالأميين, وهو منهم حسب النص الشريف في سورة الجمعة. فإن أحسنت فمن الله وإليه ، وإن أسأت فمن نفسي وعليها. ونبدأ بحثنا بطرح بعض الأسئلة حول الآيات الشريفة:
ـ فمن هم ( الأميين) الذين بُعث فيهم الرسول صلوات الله عليه وآله ؟
ـ ومن هم ( الآخرين منهم) و ( لما يلحقوا بهم) ؟
ـ وما معنى عطفهم على (الأميين) ؟
حيث إن هذا العطف يعني أن الرسول صلوات الله عليه وآله له بعثتان ، مرة في (الأميين) وأخرى سيبعث في (الآخرين منهم) أي من الأميين أيضا ؟
ـ ولم بُعث (فيهم) ولم يقل بُعث (إليهم) كما ورد في ثلاث آيات أخريات سنذكرها لاحقا ؟
ـ وكما في حال موسى عليه السلام ، فإنه قال: (ورسولاً (إلى) بني إسرائيل وليس (فيهم) ؟! ـ وهل هي بعثة (خاصة) بخلاف البعثة العامة للناس كافة أو للناس جميعاً ، كما في قوله تعالى:
قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللّهِ (إِلَيْكُمْ) جَمِيعاً الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ) 158 الأعراف
ـ لم استعمل مع (الأميين) كلمة (فيكم) ومع (الناس) كلمة (إليكم) ؟!