وهكذا أعزائنا القراء نكون قد قدمنا لكم مقالا تفصيلياً وتوضيحياً عن الفرق الواضح في ما بين كل من البلاء والابتلاء والفرق بينهم والفئات التي يختص بها كل معنى.
- الفرق بين الإنفتاح الفكري والانحلال الأخلاقي! صحيفة المناطق : برس بي
- ما الفرق بين البلاء والابتلاء - موضوع
- الفرق بين البلاء والابتلاء - موضوع
- التغافل.. فن لا يتقنه إلا الأذكياء - أخبار السعودية | صحيفة عكاظ
الفرق بين الإنفتاح الفكري والانحلال الأخلاقي! صحيفة المناطق : برس بي
الدال على الخير كفاعله
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ما الفرق بين البلاء والابتلاء - موضوع
الابتلاء
إنّ من رحمة الله تعالى على الانسان أنّه سنّ سُنة الابتلاء في الأرض، فهو يُطهّر العبد من الذنوب، وهو يحثّ الإنسان على مراجعة نفسه وتصحيح مساره، وهو خيرٌ يرحم العبد يوم القيامة إذا صبر، فيُدخله جنة عرضها السماوات والأرض، كما قال تعالى: ( وبَشّرِ الصابِرينْ) والابتلاء لا يقعُ إلاّ على المسلم القريب من الله، وعلى من يحبّه الله، كما قال سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم: ( إنّ الله إذا أحب عبداً، ابتلاه) فما يجب على المسلم فعله هو أن يصبر على قضاء الله، وأن يستعين بالصبر لينال بذلك الأجر العظيم، فهو خير له حتى وإن رآه بعين القصور البشريّة على أنّه شر له. ونرى في القَصص أنّ الابتلاء ميراث النبوة، فمن قلّ حظه من الابتلاء قلّ حظه من ميراث النبوة، كما قال أحد الصالحين، فالأنبياء هم أكثر البشر ابتلاءً، فليبتسم كلّ من أصابه ابتلاء من الله تعالى، وليصحّح سيره لكي لا يكون الابتلاء بلاءً عليه والعياذ بالله.
الفرق بين البلاء والابتلاء - موضوع
"اللهم إني أعوذ بك من زوال نعمتك، وتحول عافيتك، وفجأءة نقمتك، وجميع سخطك، لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين". "اللهم إني أشكو إليك ضعف قوتي وقلة حيلتي وهواني على الناس يا أرحم الراحمين يا أرحم الراحمين أنت ربي ورب المستضعفين". "إلى من تكلني إلى بعيد يتجهمني أم إلى عدو ملكته أمرني، إن لم يكن بك علي غضب فلا أبالي ولكن عافيتك هي أوسع لي، أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت به الظلمات صلح عليها أمر الدنيا والآخرة من أن تنزل بي غضبك أو يحل علي سخطك ولك العتبى حتى ترضى علي". دعاء دفع البلاء مجرب
يقدم بعض الأشخاص الذي تعرضون للبلاء والابتلاء بعض الأدعية ومنها دعاء رفع البلاء عن المسلمين لكي يستفيد منهم الغير في كيفية دفع بلائهم عن أنفسهم. اللهم يا مجلي العظائم من الأمور ويا كاشف صعاب الهموم، ويا مفرج الكرب العظيم ويا من إذا أراد شيئًا فحسبه أن يقول له كن فيكون، أنت ثقتنا في كل كرب وأنت رجائنا في كل شدة وأنت لنا في أمر نزل بنا ثقة وعدة. الفرق بين الإنفتاح الفكري والانحلال الأخلاقي! صحيفة المناطق : برس بي. كم من كرب يضعف فؤادنا وتقل به حيلتنا، ويخذلنا القريب والبعيد فيه، ويشمت فينا الأعداء، ويعين فيه الأمور، أنزلته بك وشكونا إليك، راغبين فيك عمن سواك. اللهم إنا نسألك أن تفرجه وتكشفه وتكفيه عنا فأنت ولي كل نعمة وصاحب كل نعمة ومنتهى كل رغبة فلك الحمد الكثير ولك المن والفضل.
[١١]
التحلّي بمكارم الأخلاق
ففي حديث بدء الوحي يروي الإمام البخاريّ في صحيحه أنّ أمّ المؤمنين خديجة -رضي الله عنها- لمّا أتاها رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- خائفًا من رؤية جبريل -عليه السلام- كان من جملة ما قالته له: "كَلّا واللهِ ما يُخْزِيكَ اللهُ أبَدًا، إنَّكَ لَتَصِلُ الرَّحِمَ، وتَحْمِلُ الكَلَّ، وتَكْسِبُ المَعْدُومَ، وتَقْرِي الضَّيْفَ، وتُعِينُ علَى نَوائِبِ الحَقِّ"، [١٤] فيرى أئمّة الإسلام أنّ هذه الصفات هي من مكارم الأخلاق التي ينبغي للمرء التحلّي بها ليتقرّب من الله تعالى. [١١]
كيفية الصبر على الابتلاء
ختامًا يقف المقال مع ما ينبغي للعبد فعله ليصبر على البلاء الذي هو امتحان من الله تعالى لعباده، يكون محنة على قوم ومنحة لقوم آخرين، فينبغي للعبد أن يستعين ببعض الأمور التي تخفّف عنه وتجعله يصبر على الابتلاء كي يخرج منه بدرجات قد ارتفعت عند الله سبحانه وتعالى، ومن تلك الأمور: [١٥]
أن يعلم المؤمن أنّ البلاء هو كفّارة وطهور له من الذّنوب والمعاصي، فالمؤمن قد يُبتلى لكي يُكفّر الله تعالى عنه ذنوبه ومعاصيه ويطهّره منها. أن يعلم المؤمن أنّ الابتلاء من الله تعالى للعبد المؤمن هو دليل محبّة، وعليه فلا ينبغي للمؤمن أن يضجر من الله -سبحانه- ما دام يحبّه ويريد أن يرفع من درجاته في هذا الابتلاء.
التغافل يكرم المرء ويزيده قدر عند الناس، حيث يقول الحسن البصري رحمة الله عليه" ما زال التغافل من فعل الكرام". التغافل يحفظ العلاقات ويبقى الود، فلو وقف كل إنسان عند كل زلة لأخيه ما بقي ود بين أحد. التجاهل فن من فنون تجاوز المشاكل، فمن استطاع أن يتغافل عن الكثير من الكلمات ومن الأفعال فحينها حقاً يجتاز مزيداً من المشاكل، إذ يقول الكاتب جبران خليل جبران" إذا تعلمت التجاهل فقد اجتزت نصف مشاكل الحياة". في التغافل الصحة والعافية وكسب النفس إذ يقول مالكوم إكس"إذا لم تتقن التجاهل ستخسر الكثير أولهم عافيتك". التغافل دهاء وذكاء، فالتغافل عكس الغفلة، إذ يقول جورج ماكدونالد"التجاهل وقت الغضب ذكاء، والتجاهل وقت المصاعب إصرار، والتجاهل وقت النصيحة البناءة غرور، فانتبه متى تتجاهل". التغافل.. فن لا يتقنه إلا الأذكياء - أخبار السعودية | صحيفة عكاظ. التغافل يطفئ الشر بين الناس، حيث يقول الأعمش رحمة الله عليه"التغافل يطف شراً كثيراً" فالتغافل يطفئ الشرور والحروب بين الناس ويجعل الجميع يشعر بالراحة والسعادة والحب. التغافل يجعل الحياة تروق للجميع" لقول أمير المؤمنين علي بن أبي طالب"من لم يتغافل تنغصت عيشته". مواقف عن التغافل
الدين الإسلامي دين مكارم الأخلاق والمحبة، فكل من دخل الإسلام قلبه بصدق أعطى الناس جميعاً درس عظيم في الخلق الرفيع، ومن أعظم المواقف التي وردت عن المسلمين والأئمة في التغافل المواقف الأتية:
دخل عمر بن عبد العزيز المسجد في ليلة مظلمة، فمر برجل نائم فعثر به فرفع الرجل رأسه وقال أمجنون أنت؟، ولكنه لا يعرف أعرف أنه أمير المؤمنين فقال عمر، لا فهم به الحرس، فأوقفهم عمر قائلاً مه، إنما سألني أمجنون، وقلت له لا.
التغافل.. فن لا يتقنه إلا الأذكياء - أخبار السعودية | صحيفة عكاظ
ففي قوله -عليه الصلاة والسلام-: "فإني أحب أن أخرج إليكم وأنا سليم الصدر". إشارةٌ إلى منابذة مسلك تتبع المخفي؛ لسلامة الصدر، وغرس الوحشة فيه والحزن وسوء الظن. قال الحسن البصري -رحمه الله-: "ما استقصى كريم قط! ". فأين كرم النفس ممن يفتش عن الزلات صغيرها وكبيرها، ويعاتب على الهفوات جليلها وحقيرها؟! إن من يفعل ذلك لا يجلب على نفسه سوى الغم والحزن، والنكد والشقاء. وَمَنْ لَمْ يُغْمِضْ عَيْنَهُ عَنْ صديقِهِ *** وَعَنْ بَعْضِ مَا فِيهِ يَمُتْ وَهْوَ عَاتِبُ وَمَنْ يَتَتبَعْ جَاهِدًا كُلَّ عَثْرَةٍ *** يَجِدْهَا وَلا يَسْلَمْ لَهُ الدَّهْرَ صَاحِبُ قال علي -رضي الله عنه-: "من لم يتغافل تنغصت عيشته". أخي: قل لي بربك: كيف يهنأ بعيشه، من يقف عند كل كلمة يسمعها، ويحاسب على كل خطأ، وينقر عن كل مستتر، ويتتبع كل عورة، ويرُدُّ على كل مجادل؟! تالله لهذا من مضيعة الوقت، واستهلاك البدن، وهو مفسدة للود، ومجلبة للعداوات. فما أحرانا أن نتمثل قول الشاعر: وَلَقَدْ أَمُرُّ عَلَى اللَّئِيمِ يَسُبُّنِي *** فَمَضْيُتُ ثُمَّةَ قُلْتُ لَا يَعْنِينِي قال ابن حبان -رحمه الله-: "من لم يعاشر الناس على لزوم الإغضاء عما يأتون من المكروه، وترك التوقع لما يأتون من المحبوب كان إلى تكدير عيشه أقرب منه إلى صفائه، وإلى أن يدفعه الوقت إلى العداوة، والبغضاء أقرب منه أن ينال منهم الوداد وترك الشحناء".
معظم النَّاسِ يَسْعَونَ جاهدينَ لتحقيقِ السَّعادةِ والنَّجاحِ، ونَجَاحُ الإنسانِ في حياتِهِ يَكمُنُ في صِدْقِهِ، وإخلاصِه مع رَبِّهِ وتطبيقِه لأحكامِ شَرعِهِ، ومعاشرتِه للنَّاسِ بأحسنِ الأخلاق وأفضلها، وحماية اللسان من الخوض فيما لا يَعني و لا يُغني، لأنّ الرسولَ -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- قد وجّه المسلمَ لاغتنام طاقاتِه فيما ينفعُه، وتركِ ما يضرُّه، ففي الحديث الصحيح: "مِن حُسْنِ إسلامِ المرءِ تَرْكُه مَا لا يَعنِيهِ" رواه الترمذيّ وحسّنه. ومن حِرصِهِ – صلى الله عليه وسلم- على غرسِ المحبّةِ والأخوّةِ بين أفرادِ أمّتِهِ قال عليه الصّلاة والسّلام: " مَنْ رأى منكُم مَنكَرًا فليغيِّرهُ بيدِهِ، فإنْ لم يستطِعْ فَبِلسَانِهِ، فإنْ لم يستطِعْ فبقلبِهِ، وذلك أضعفُ الإيمانِ " رواه مسلم. فقوله عليه الصلاة والسلام "مَنْ رأى" دليلٌ عَلَى أَنَّ الإِنكَارَ مُتَعَلِّقٌ بِالرُّؤْيَةِ، فَلَوْ كَانَ مَسْتُورًا فَلَمْ يَرَهُ، وَلَكِنْ عَلِمَ بِهِ، فالْمَنْصُوصُ عَنْ الإمام أَحْمَدَ-رحمه الله- فِي أَكْثَرِ الرِّوَايَاتِ أَنَّهُ لا يَعْرِضُ لَهُ، وَأَنَّهُ لا يُفَتِّشُ عَمَّا اسْتَرَابَ بِهِ". لذا لا يجوز للإنسان أنْ يظنَّ بالنّاس سُوءاً أو أنْ يقولَ فيهم سوءاً ظناً منه أو اعتقاداً في ارتكابهم للمنكر، لأنّ مَنْ "رأى" ليس كمن ظنَّ أو اعتقد، كما أنَّ مِن سلامة الإنسان تغافله عن معاصي الناس وأخطائِهم ما لم يُجاهروا بها.