أو يقوم عالم بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم فيتناول ركنَ الزكاة: متى شرعت؟ وعلى مَن؟ ونوع المال الذي تجب فيه، وشروط وجوبه، ومصارفه، وما وراء ذلك من حِكَمٍ ومصالحَ. أما الخطابة فقد تكون موضوعاتها معلومةً بالفعل، كما في خطب الجمَع مثلاً إذا تناول الخطيب موضوع الصدق والأمانة يحث عليهما، أو موضوع الربا يحذر منه، فإن جميع السامعين يعلمون وجوب الصدق ولزوم الأمانة كما يعلمون تحريم الربا. إلا أن الخطيب حينما يتكلم عن المعلوم فإنما يريد إثارة العواطف والشعور بما علمت، ويؤثر على السامعين بما يلقيه عليهم، ويصل بهم إلى العمل بالفعل. فلا يعدِم من السامعين من يعزم على تحرِّي الصدق، أو مَن يندم على التعامل بالربا، وقد يوفق بالتزام هذا وإقلاع ذاك، وهذه هي الغاية من الخطابة الناجحة، ومن هذا تظهر خصائصها. خصائص الخطابة:
بالنظر إلى أنواع النثر مِن حِكَم وأمثالٍ ووصايا ومفاخراتٍ ونحوها وخطابةٍ ومحاضراتٍ، نجدها كلها ما عدا الخطابة والمحاضرة تسير في مجال فردي، ويتسم أغلبها بالاختصار والإيجاز، وتؤدِّي بأي أسلوب، ويؤديها أيُّ إنسان. الخطابة ام بدر يكشف حقيقة. أما الخطابة فهي تخص الجماهير، والخطيب قد يواجه جمهورًا مختلف الطبقات، متنوع المشارب، مختلف المسالك، وقد يشتمل على من لا يعرفهم ولا يعرفونه.
- الخطابة ام بدر التقى
- شرح بلوغ المرام عطية سالم
الخطابة ام بدر التقى
ثم هو يتقدَّم إليهم موجهًا ومرشدًا وقد يكون آمرًا ناهيًا، فعليه أن يستميلهم إلى جانبه ويقنعهم بمذهبه ويقودهم إلى مسلكه. الخطابة ام بدر يتفقد. وقد تكون الفكرة جديدة عليهم، أو ثقيلة على نفوسهم، مما يؤدي إلى تردد أو امتناع، ومن ثم فعليه أن يروض نفوسهم وإن كانت جامحة، ويقنع أذهانهم وإن كانت معاندة، فيصبح قائدًا للجماهير الأبية، ومحققًا لرغباته من كافة سامعيه، على اختلاف وجهاتهم، وليس هذا بالأمر الهيِّن، فقد يقدر الإنسان على ترويض الوحوش الكاسرة وتذليل الحيوانات النافرة، ويعجز عن استمالة بعض النفوس؛ لأنها فوق هذا وذاك كما شبَّههم عمر رضي الله عنه: "الناس كجمَل أنُف". ولعل مِن جميع ما تقدَّم مِن تعريف الخطابة، ونشأتها، وخصائصها تكون قد ظهَرَت لنا أهمية الخطابة وآثارها، ووجوب العناية بها. أهمية الخطابة وآثارها:
تعتبر الخطابة أثرًا من آثار الرقي الإنساني ومظهرًا من مظاهر التقدم الاجتماعي ، ولهذا عُنِيَ بها كل شعبٍ، واهتمت بها كل الأمم في كل زمانٍ ومكانٍ، واتخذتها أداةً لتوجيه الجماعات، وإصلاح المجتمعات. وقد كان للعرب في ذلك الحظُّ الأوفى، فحفلوا بها في الجاهلية وساعد عليها وجودُ عدة أسبابٍ اجتماعيةٍ أدت إلى ازدهارها ورفعة شأنها، فوصلت إلى القمة وتوَّجت بالشرف والاعتزاز من تلك الأسباب ما يأتي:
1 - طبيعة مواضيع الخطابة: وهي إما حثٌ على حربٍ، أو حض على سلمٍ، وبطبيعة الحال لا يتعرض لهذه المواضع إلاَّ من كان سيدًا مطاعًا؛ لأنه الذي يُسمَع قوله ويطاع أمره في مثل تلك المواقف، وهو الذي يملك إعلان الحرب وقَبول الصلح.
2 - التهاني أو التعازي ، وإذا أرادت قبيلة أن تهنئ قبيلةً أخرى بمكرمةٍ، كظهور فارسٍ أو نبوغ شاعرٍ أو غير ذلك، فإنها ستوفد من طرفها من يؤدي ذلك عنها، وبطبيعة الحال أيضًا لن تختار إلاَّ من أشرافها ليمثلوها ويعبروا عنها. 3 - المفاخرات والمنافرات ، ومن عادة هذين الغرضين ألاَّ يقعان إلاَّ بين قبيلين عظيمين، يرى كل قبيلٍ منهما أنه أعلى وأعظم من القبيل الآخر، فيرفع من شأنه ويحط مِن قدر مَن يقابله، وعليه فلن يتقدم لتعداد المفاخر إلاَّ الفضلاء، كل ذلك يجعل مهمةَ الخطابة فاضلة نبيلة، ويرفعها إلى المكانة العالية.
وقد فاتني أن أذكر -وهذا لابد أن يضاف في موضعه- فيما يتعلق بقوله: ( أثقل الصلاة على المنافقين، صلاة العشاء وصلاة الفجر)، أن الوعيد سيق في شأن أهل هاتين الصلاتين، كما صح بذلك الحديث، وقيل: سيق الوعيد في شأن صلاة الفجر لما جاء في طرق أخرى، وقيل: إنه في شأن تاركي صلاة الجمعة، كما جاء عن البيهقي ، ولا تعارض بين هذه الروايات؛ لأنها كلها روايات صحيحة، فتحمل على التهديد على ذلك كله، وأكثر ما يتخلف المنافقون عن صلاة العشاء وصلاة الفجر. أما صلاة العشاء: فلأنها توافق وقت مجيئهم إلى بيوتهم، وجلوسهم مع أهليهم وأولادهم وراحتهم، بعد تعب النهار ونصبه، وفي نفس الوقت هي في ظلام، بحيث ربما خفي أمرهم على الناس، فلا يعلمون صلوا أم لم يصلوا. أما صلاة الفجر: فهي توافق النوم، وقد توافق شدة البرد في وقت الشتاء، وكذلك هي توافق ظلاماً، فربما خفي أمرهم على الناس، فلذلك كانت ثقيلة عليهم؛ لعدم وجود الدافع إليها، بخلاف المؤمن، فإنه يخف إلى هاتين الصلاتين، لما يعلم من عظيم فضلهما.
شرح بلوغ المرام عطية سالم
حكم البصاق في المسجد، وأن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عنه إلا أن يبصق الإنسان عن يساره تحت قدمه أو عن يساره أو تحت قدمه ويدفنه، أو يبصق في ثوبه ثم يفرك بعضه ببعض ويطوي بعضه ببعض، هذه بعض الأحكام التي مضت معنا في دروس بلوغ المرام مما يتعلق بالمساجد، وينبغي أن تكون حاضرة في الأذهان عند بحث موضوع المساجد. شرح حديث عائشة في الأمر ببناء المساجد في الدور وتنظيفها وتطييبها
شرح حديث: (قاتل الله اليهود اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد)
شرح حديث عائشة في بناء النصارى المسجد على قبر الصالح منهم
ويتألف المسجد من جزءين ( المدخل، قاعة الصلاة) المدخل مستطيل يبلغ طوله 26 مترا وعرضه 4 أمتار وتعلو سقف المدخل خمس قباب محمولة على عقود مدببة أعلاها القبة الوسطى التي شيّدت فوق مدخل المسجد الذي يقع في الجهة الشمالية، فيما يبلغ طول المساحة الداخلية للمسجد قاعة الصلاة ثلاثين مترًا والعرض خمسة عشر مترًا وقسّمت إلى رواقين وسقفت بست قباب في صفّين متوازيين أكبرها قبة المحراب وفي جدار الصالة الشرقيّة نافذتان مستطيلتان تعلو كل واحدة نافذتان صغيرتان فوقهما نافذة ثالثة مستديرة ومثل ذلك في جدار الصالة الغربي. ويتوسط المحراب جدار الصالة الجنوبي ويقع عن يمين المحراب منبر رخامي له 9 درجات تعلوه قبة مخروطية الشكل وبابه من الخشب المزخرف عليه كتابات عثمانية في حين أن المئذنة في الناحية الشمالية الغربية للمسجد ويعلوها جسم أسطواني به باب للخروج إلى الشرفة وتنتهي المئذنة بقبة منخفضة مشكلة بهيئة فصوص يعلوها فانوس ويتوجها هلال. وجرت كسوة المسجد من الخارج بالأحجار البازلتية السوداء وطليت قبابه وجدرانه الداخلية وتجاويف القباب بالنورة (البياض) وظلّلت الأكتاف والعقود باللون الأسود ما أعطى المسجد منظرًا جميلًا بتناسق اللونين، ووضع في مدخل المسجد لوحة خضراء جميلة كتب عليها بخط جميل مسجد الغمامة الذي يتميز بقبابه الكثيرة الجميلة، أما أقواسه الخارجية فإنها تحفة معمارية قلَّ نظيرها بنيت بالحجارة الغامقة اللون تفصل بينها خطوط بيضاء وفي الداخل فالأقواس الجميلة توحي بروعة الفن الهندسي الذي صممها واليد الصانعة التي نفذتها.