فتاوى الشيخ ابن باز " ( 3 / 212). رابعاً:
ولا فرق بين أن تكون هذه المنكرات في الشارع أو في البيت أو في العمل ، فإن استطاع المسلم إنكارها من غير ضرر يلحقه: فلا يُعذر بترك إنكارها. قال الشيخ عبد العزيز بن باز – رحمه الله -:
فالمؤمنون والمؤمنات يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر, المؤمن لا يسكت ، إذا رأى مِن أخيه منكراً: ينهاه عنه, وهكذا إن رأى مِن أخته أو عمته أو خالته أو غيرهن, إذا رأى منهن منكراً: نهاهنَّ عن ذلك, وإذا رأى مِن أخيه في الله أو أخته في الله تقصيراً في الواجب: أنكر عليه ذلك, وأمره بالمعروف, كل ذلك بالرفق والحكمة ، والأسلوب الحسن.
حديث من رأى منكم منكرا فليغيره بيده
والله أعلم.
من رأى منكم منكرا فليغيره بيده
قال تعالى: (وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ) ليكن أمرك بالمعروف بالمعروف، وليكن نهيك عن المنكر بغير منكر، ومثاله في قوله: (الصلاة قبل الخطبة)، فيها تذكير للخليفة فلعله فعل ذلك ناسيا
الفوائد العقائدية:
1. الأعمال من الإيمان
2. الإيمان يزيد وينقص، يزيد بالطاعات وينقص بالمعاصي
3. ما يفعله من رأى منكرا - إسلام ويب - مركز الفتوى. إنكار المنكر من أعمال الإيمان
4. أعمال القلب من الإيمان، والإنكار القلبي عمل من أعمال القلب
5. يخشى على من فقد الانكار القلبي كلية أن يخرج من الايمان، وفي شأنه قال صلى الله عليه وسلم في إحدى الروايات عند مسلم إيضا: "وليس وراء ذلك من الايمان مثقال حبة خردل"
6. التكليف الشرعي على قدر الاستطاعة، قال تعالى: (فاتقوا الله ما استطعتم)
7. ضرورة اتباع الشرع وألا يُبتدع ما ليس فيه بالرأي
الفوائد العامة:
1. خروج الحاكم أو الوالي إلى الناس بنفسه ليصلي بهم الجمع والجماعات والأعياد
شرح حديث من رأى منكم منكرا
وَقَالَ: «إِنَّ الْبَيْتَ الَّذِي فِيهِ الصُّوَرُ لَا تَدْخُلُهُ الْمَلَائِكَةُ». [انظر: ٢١٠٥ - مسلم: ٢١٠٧ - فتح ٩/ ٢٤٩]. حديث: {من رأى منكم منكرا}. ثم ذكر حديث عائشة - رضي الله عنها - في النمرقة. وقد سلف في البيع. والنُّمرقة بضم النون، وحكي كسرها. والنمرق أيضًا: وسادة صغيرة، وربما سموا الطنفسة التي فوق الرجل نمرقة، ويقال: نمروق أيضًا، وقيل: المرافق، وقيل: المجالس، ولعله يعني: الطنافس وشبهها، ومثل حديث عائشة حديث عليٍّ - رضي الله عنهما -، أخرجه النسائي من حديث قتادة، عن ابن المسيب، عنه: دعوت النبي - صلى الله عليه وسلم -
ثانيًا: إذا تعذّر على المسلم تغيير المنكر بيده يُنتقل للأسلوب الثاني وهو التغيير باللسان ويكون بالتذكير وعظًا وإرشادًا بالتي هي أحسن، وإلا فما يقتضيه من الزجر والإغلاظ دون فحش إن كان أنفع. ثالثًا: إذا تعذّر تغيير المنكر باليد واللسان، انتقل إلى أضعف أسلوب في تغيير المنكر، وهو إنكاره بالقلب وكراهته وتجنّب مجالسة أهله، وهذا أضعف الإيمان إذ لا بدّ من إنكار المنكر ولا طريقة غيرها. ما يرشد إليه الحديث الشريف
في الحديث جملةٌ من الفوائد والمعاني، نذكر منها ما يلي: [٥]
ضرورة إنكار المنكر حتى لا يصير مستسهلًا عند العامّة. شرح حديث من رأى منكم منكرا. أهمية الأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر. الحثّ على التدرج في إنكار المنكر حسب الاستطاعة. ضوابط في تغيير المنكر
لتغيير المنكر ضوابط أقرّها ابن تيمية، وينبغي للمسلم مراعاتها والتّحلي بها، وهي كما يأتي: [٦]
أن لا يكون في الأمر بالمعروف أو إنكار المنكر تقصير أو مبالغة. أن تكون المصلحة في إنكار المنكر راجحة على ما قد يترتب على ذلك من مفاسد. أن لا يكون في إنكار المنكر تعديًا على صاحب المعصية سواء بزيادة الزجر أو بالعقوبة ونحوه، لقول الله تعالى: { وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ}.
ولأجل ما يصاحب الزعم من توهم قائله صدق ما قاله ألحق فعل زعم بأفعال الظن فنصب مفعولين. وليس كثيرا في كلامهم ، ومنه قول أبي ذؤيب: فإن تزعميني كنت أجهل فيكم فإني شريت الحلم بعدك بالجهل ومن شواهد النحو قول أبي أمية أوس الحنفي: زعمتني شيخا ولست بشيخ إنما الشيخ من يدب دبيبا والأكثر أن يقع بعد فعل الزعم أن المفتوحة المشددة أو المخففة مثل التي في هذه الآية فيسد المصدر المنسبك مسد المفعولين. والتقدير: زعم الذين كفروا انتفاء بعثهم. وتقدم الكلام على فعل الزعم في قوله تعالى ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك الآية في سورة النساء ، وقوله ثم نقول للذين أشركوا أين شركاؤكم الذين كنتم تزعمون في سورة الأنعام وما ذكرته هنا أوفى. لمن الخطاب في قوله تعالى : ( قُلْ بَلَىٰ وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ ) - كنز الحلول. والمراد ب الذين كفروا هنا المشركون من أهل مكة ومن على دينهم. واجتلاب حرف ( لن) لتأكيد النفي فكانوا موقنين بانتفاء البعث. ولذلك جيء إبطال زعمهم مؤكدا بالقسم لينقض نفيهم بأشد منه ، فأمر النبيء - صلى الله عليه وسلم - بأن يبلغهم عن الله أن البعث واقع وخاطبهم بذلك تسجيلا عليهم أن لا يقولوا ما بلغناه ذلك. وجملة ( قل بلى) معترضة بين جملة ( زعم الذين كفروا) وجملة ( فآمنوا بالله ورسوله.
القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة التغابن - الآية 7
قل بلى وربي لتبعثن - YouTube
لمن الخطاب في قوله تعالى : ( قُلْ بَلَىٰ وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ ) - كنز الحلول
هي أيام عيد، أيام أكل وشرب، قال النبي ﷺ: أيام التشريق أيام أكل وشرب وذكر الله عز وجل [4] ، وكان يبعث من ينادي في الناس ويعلمهم: أن هذه الأيام أيام أكل وشرب وليست أيام صيام، إلا لمن فقد الهدي ولمن عجز عن الهدي. أولها هذا اليوم، والنفر الأول غدًا -يوم الجمعة- إذا رمى الجمار بعد الزوال، وأحب أن ينفر إلى مكة ليقيم فيها أيامًا أو إلى بلاده، فلينفر قبل غروب الشمس من منى، يمر بمكة، ويطوف طواف الوداع إن كان طاف طواف الإفاضة، أو يطوف طواف الإفاضة وينوي الوداع معه، ثم ينفر بعده إذا أحب، أو يقيم في مكة ما شاء الله، ثم إذا عزم على السفر طاف طواف الوداع. والنفر الثاني يوم السبت يوم الثالث عشر، فإذا غابت الشمس انتهت أيام التشريق، وانتهت أيام الرمي، ولو جلس في منى فليس عليه رمي؛ لو جلس الرابع عشر في منى ما عليه رمي، انتهت أيام الرمي بغروب الشمس. قل بلى وربي لتبعثن. وهذه الأيام هي أيام تكبير أيضًا مطلق ومقيد؛ في أدبار الصلوات وبقية الأوقات يكبر، في الضحى، وفي الظهر، وفي الليل؛ كان عمر في هذه الأيام يكبر في مخيمه، فيسمعه الناس وترتجُّ منى تكبيرًا؛ في أسواقهم وفي طرقاتهم؛ يذكِّر الناس . وهذه هي أيام الذبح؛ مثل الضحايا والهدايا في هذه الأيام الأربعة، هذا الصحيح من أقوال العلماء: أربعة أيام، يوم العيد وثلاثة أيام بعده، كلها أيام ذبح إلى غروب الشمس من يوم الثالث عشر ذبح الهدايا والضحايا؛ الضحايا في جميع الدنيا -في البر والبحر، في القرى والأمصار- هذه الضحايا.
لمن الخطاب في قوله تعالى : ( قُلْ بَلَىٰ وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ ) – المعلمين العرب
فبالأوامر وامتثالها تحصل النجاة، وبترك النواهي والمعاصي كذلك، هذا هو النور: أن تكون على بصيرة وبينة، تعرف هذا وهذا؛ تعرف الأوامر فتأتي بها وتؤديها، وتعرف النواهي فتحذرها وتجتنبها، فهذا هو المقصود، مع الإيمان والتصديق بذلك هذا هو الواجب على الجميع -الجن والإنس- أن يعرفوا أوامر الله فيمتثلوها، وأن يعرفوا نواهيه فيجتنبوها؛ وذلك بالتفقه في الدين بالتعلم، وبالعناية بكتاب الله وسنة رسوله ﷺ وبسؤال أهل الذكر. يقول عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح: من يرد الله به خيرًا يفقهه في الدين [1] ، ويقول ﷺ: من سلك طريقًا يلتمس به علمًا سهل الله له به طريقًا إلى الجنة [2]. لمن الخطاب في قوله تعالى قل بلى وربي لتبعثن. ويقول: مثل ما بعثني الله به من الهدى والنور كمثل غيث أصاب أرضًا؛ فكانت منها طائفة طيبة قبلت الماء، فأنبتت الكلأ والعشب الكثير، وكانت منها أجادب أمسكت الماء -يعني: مواضع مطمئنة أمسكت الماء- فنفع الله بها الناس فشربوا وسقوا وزرعوا، وأصاب طائفة أخرى إنما هي قيعان لا تمسك ماءً ولا تنبت كلأ -وهذه هي حال الناس- فذلك مثل من فقه في دين الله ونفعه ما بعثني الله به فعلم وعلَّم، ومثل من لم يرفع بذلك رأسًا ولم يقبل هدى الله الذي أرسلت به [3]. هذه هي أقسام الناس مثل الأرض: أرض طيبة قبلت الماء فأنبتت الكلأ والعشب الكثير، وهم: أهل العلم والإيمان والتعليم والتوجيه والإرشاد.
وطائفة أمسكت الماء فنفع الله بها الناس فشربوا وسقوا، وهم: حملة العلم، فحملوه للناس حتى استفادوا منه وفجرّوا ينابيعه للناس؛ حفظوه وفقَّهوا غيرهم من طريق أهل العلم الذين نقلوه عنهم وأخذوه عنهم، فهم حفظة استفادوا وأفادوا، وأهل العلم والفقه في الدين وأهل التبصر استخرجوا ما فيه من العلوم، استخرجوا ما فيه من الأحكام والفوائد ونشروها في الناس، مثل إذا أخذوا الماء فشربوا وسقوا وزرعوا. وغالب الخلق مثل القيعان؛ لا تمسك ماء ولا تنبت كلأ، هذه هي حال أكثر الخلق، لا خير فيهم؛ لا علم ولا عمل، كما قال تعالى: وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ [يوسف:103]، وقوله: وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ [سبأ:13]، وقوله: وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللّهِ [الأنعام:116]، وقال سبحانه: وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلَّا فَرِيقًا مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ [سبأ:20]. فاحذر أن تكون من الأكثرين المعْرِضِين الضالين، واحرص أن تكون من القليل الناجي، من المؤمنين الصادقين المصدقين، المتفقهين في الدين المتعلمين.