منهم كردم ومرداس وأبو لبابة. 17139 - حدثنا ابن وكيع قال: حدثنا جرير عن يعقوب عن جعفر عن سعيد قال: الذين ربطوا أنفسهم بالسواري: هلال وأبو لبابة وكردم ومرداس وأبو قيس. وقال آخرون: كانوا سبعة. القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة التوبة - الآية 102. 17140 - حدثنا بشر قال: حدثنا يزيد قال: حدثنا سعيد عن قتادة [ ص: 450] قوله: ( وآخرون اعترفوا بذنوبهم خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا عسى الله أن يتوب عليهم) ذكر لنا أنهم كانوا سبعة رهط تخلفوا عن غزوة تبوك ، فأما أربعة فخلطوا عملا صالحا وآخر سيئا: جد بن قيس وأبو لبابة وحرام وأوس ، وكلهم من الأنصار وهم الذين قيل فيهم: ( خذ من أموالهم صدقة تطهرهم) الآية. 17141 - حدثنا محمد بن عبد الأعلى قال: حدثنا محمد بن ثور ، عن معمر عن قتادة: ( خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا) قال: هم نفر ممن تخلف عن تبوك. منهم: أبو لبابة ومنهم جد بن قيس تيب عليهم قال قتادة: وليسوا بثلاثة. 17142 - حدثنا القاسم قال: حدثنا الحسين قال: حدثنا أبو سفيان عن معمر عن قتادة: ( وآخرون اعترفوا بذنوبهم) قال: هم سبعة منهم: أبو لبابة كانوا تخلفوا عن غزوة تبوك ، وليسوا بالثلاثة. 17143 - حدثت عن الحسين بن الفرج قال: سمعت أبا معاذ قال: أخبرنا عبيد بن سليمان قال: سمعت الضحاك يقول في قوله: ( وآخرون اعترفوا بذنوبهم خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا) نزلت في أبي لبابة وأصحابه ، تخلفوا عن نبي الله - صلى الله عليه وسلم - في غزوة تبوك ، فلما قفل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من غزوته ، وكان قريبا من المدينة ندموا على تخلفهم عن رسول الله وقالوا: " نكون في الظلال والأطعمة والنساء ، ونبي الله في الجهاد واللأواء.
- القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة التوبة - الآية 102
- ما الفرق بين التنطع والغلو والاجتهاد؟
- الغلو
القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة التوبة - الآية 102
وآخرون اعترفوا بذنوبهم خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا عسى الله أن يتوب عليهم - للشيخ ياسر الدوسري - YouTube
فإذ كان ذلك [ كذلك] ، وكان الله - تبارك وتعالى - قد وصف في قوله: ( وآخرون اعترفوا بذنوبهم) بالاعتراف بذنوبهم جماعة علم أن الجماعة الذين وصفهم بذلك ليست الواحد ، فقد تبين بذلك أن هذه الصفة إذا لم تكن إلا لجماعة - وكان لا جماعة فعلت ذلك في ما نقله أهل السير والأخبار وأجمع عليه أهل التأويل إلا جماعة من المتخلفين عن غزوة تبوك - صح ما قلنا في ذلك. وقلنا: " كان منهم أبو لبابة " ؛ لإجماع الحجة من أهل التأويل على ذلك.
صوت المحاضرة: ما هو الغلو ومن هم المغالون ؟
ما الفرق بين التنطع والغلو والاجتهاد؟
الغلو هناك العديد من الأمور التي يجب أن تنضبط في النفس البشرية، وأن يتحكم بها الإنسان حتى لا تكبر وتتحول إلى مشكلة لديه ويتأثر بها الآخرون أيضا، ومن هذه الأمورمسألة الغلو والتطرف، حيث إن الغلو هو تجاوز الحد والإسراف في أمر ما إلى الحد الذي يخرج فيه الشخص عن الحق ويدخل في دائرة الباطل والخطأ. ويستخدم مصطلح الغلو في كثير من الأمور كالأمور الدينية والفكرية وغير ذلك الكثير، ومما لا شك فيه أن لهذا الغلو أثرا سلبيا على الفرد والمجتمع، وسنسلط الضوء في هذا المقال على الغلو والنواحي التي قد يتطرق ووسائل لها الغلو، وطريقة كيف يكون تأثير ونتائج هذا الغلو على الأفراد والمجتمعات. آثارالغلو في الدين والفكر كما قلنا سابقا فإن الغلو هو تجاوز الحد، وإذا أردنا أن نتحدث عن الغلو في الدين والعبادات كمثال قوي وشائع على هذا الأمر، فسنتحدث عن الغلو في العبادات لدرجة أن تفعل ما ليس من السنة أو من الدين، فكثرة الصلاة بلا توقف، واستمرار الصيام بلا إفطار، واليقظة بلا نوم هي من الغلو في العبادات التي لم يكن عليها نبينا -عليه الصلاة والسلام-، فقد كان رسولنا محمد -صلى الله عليه وسلم- يصلي ويرقد ويصوم ويفطر، فكان وسطا بين الأمور -عليه الصلاة والسلام-، والوسطية والاعتدال هي خير الأمور.
الغلو
وقال أبو بكر الجصاص: "هو مجاوزة حد الحق فيه". والغلو في الصالحين مِنْ أخطر وأعظم الوسائل والأسباب التي توقع في الشرك بالله عز وجل، بل إن بداية الشرك بالله أتت من الغلو في الصالحين وإنزالهم فوق منزلتهم، والاعتقاد بأنهم يعلمون الغيب، وأن الخير والنفع بيدهم، ويأتي عن طريقهم. وأَوَّلُ ما حدث ووقع الشِّرْكُ في قَوْمِ نُوحٍ عليه السلام كان بِسَبَبِ الغُلُوِّ في مَحَبَّةِ الصالحين وتَعْظِيمِهِم فَوْق ما شَرَعه الله.
كما أنّ الغلوّ قد يكونُ بالفِكر، فترى الذين يُغالونَ في تطرّفهِم الفكريّ ويُصدرونَ الأحكام التي ما أنزلَ اللهُ بها من سُلطانٍ، وبسبب الفهم السقيم للأمور قد يجرّونَ الويلات على أنفسهم وعلى المُجتمع، فهُم قد لا يحترمون الآخرين، بل قد يرونَ كُلَّ مُخالفٍ لهُم في الرأي إنساناً لا يستحقُّ الحياة أو هوَ مُتطرّفٌ، ويجب التخلّص منه وهذا هو بعينهِ الغلوّ والتطرّف والفساد في الأرض. ومِن نيرانِ الغلوّ ورحِم التطرّف الفكريّ والتشدد العقليّ خرجتَ الجماعات التي ألّهت أفكارها واستبدّت بآرائها، فحكمت على الآخرينَ بالخطأ والفشل والرجعيّة، ونصّبوا أنفسهم أرباباً للحقّ وحُماةً له، والغلوّ مما لا شكَّ أنّهُ يقتل التنوّع في المُجتمع، ويقضي على الإبداع الفرديّ والجماعيّ، كما أنّهُ يجعل الشخص مبغوضاً عند الناس لتعاليه عليهِم برأيه واستبداده به، والغلوّ هوَ في نهايةِ الأمر نارٌ لا تأكلُ إلاّ أصحابها.