قوله: هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ أي: اختبروا وامتحنوا. وقوله: وَزُلْزِلُوا زِلْزَالًا شَدِيدًا أي: اهتزت نفوسهم وقلوبهم، ومالت أبصارهم، وتغيرت نياتهم، فالمنافق قد أعلن نفاقه، والضعيف قد كاد يفعل ذلك، والمؤمن الثابت قال: لعلها القاضية، مع استسلامه لقضاء الله وقدره. تفسير قوله تعالى: (وإذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض... )
تفسير قوله تعالى: (وإذ قالت طائفة منهم يا أهل يثرب لا مقام لكم فارجعوا... )
معنى قوله تعالى: (وإذ قالت طائفة منهم... مع نداء الله للمؤمنين: (يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم). )
معنى قوله تعالى: (ويستأذن فريق منهم النبي يقولون إن بيوتنا عورة... )
وقوله: وَيَسْتَأْذِنُ فَرِيقٌ مِنْهُمُ النَّبِيَّ يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ وَمَا هِيَ بِعَوْرَةٍ إِنْ يُرِيدُونَ إِلَّا فِرَارًا [الأحزاب:13]. هؤلاء جماعة ضعيفة قلوبهم، مزعزعة نفوسهم، ولكنهم ليسوا من المنافقين، استأذنوا النبي صلى الله عليه وسلم بترك المعركة، بعد أن اشتد بهم الحال لمدة شهر كامل، وبلغت القلوب الحناجر، وزاغت الأبصار، فزعموا ما ليس بصحيح، زعموا أن بيوتهم عورة مكشوفة للعدو وللسراق وللمهاجمين، فهم يريدون حماية أولادهم وأموالهم، ولكن الله كذبهم وقال: (وما هي بعورة) أي: ليست مكشوفة، وليست عرضة للعدو وللسارق وللغازي، فإن بين الغزاة الكفار والمجاهدين المؤمنين في المعسكر النبوي الإسلامي خندقاً، ولا يكاد يريد واحد من جيش العدو تجاوزاً إلا تعرض للقتل أو السقوط في الخندق فيهلك.
- مع نداء الله للمؤمنين: (يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم)
- وبلغت القلوب الحناجر .. | هيئة الشام الإسلامية
- لعن الله النامصه والمتنمصه
- صحه حديث لعن الله النامصه والمتنمصه
مع نداء الله للمؤمنين: (يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم)
روت دمائهم أرض سيناء فشهد لهم أهل الأرض جميعا وأيدتهم عناية السماء، نعم الله أكبر فوق كيد المعتدين، الله أكبر فوق غدر الغادرين، الله أكبر فوق مكر الماكرين، قاتلين الأطفال، وبحر البقر شاهدة وأطفالها شهود عليكم، لكنهم سيأتون يوم القيامة فرحين بما آتاهم الله من فضله، فرحين وهم يرون أبطالنا ممسكين بأكاليل الغار وورود النصر، نعم يا جند الله لم تخذلوهم وأخذتم بثأرهم، نعم فلله دركم وسلام عليكم فى الأولين وفى الآخرين.
وبلغت القلوب الحناجر .. | هيئة الشام الإسلامية
أما المسلمون فكانوا يدعون الله: "اللهم استر عوراتنا، وآمن رَوعاتنا"، وابتهل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى ربه عز وجل: ((اللهم منزلَ الكتاب، سريع الحساب، اهزِم الأحزاب، اللهم اهزمهم وزلزلهم))، فأرسل اللهُ عليهم ريحًا وجنودًا من الملائكة، فزلزلوهم وقذفوا في قلوبهم الرعبَ، وكفَأَت الريحُ قدورَهم، وقلعت خيامَهم، وضربهم البردُ القارس حتى لم يقَرَّ لهم قرار، وبدؤوا يتهيؤون للرحيل، وأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم حذيفةَ بن اليمان إليهم ليأتي بخبرهم، فذهب ودخل بينهم ثم رجع، ولم يجد مسَّ البرد؛ بل كأنه في حمَّام - الذي يغتسلون فيه بالماء الحميم؛ أي: الحار - فلما رجع أخبر برحيل القوم ونام.
لن تجد كلام أو كتاب يفوق كلام الله وكتابه في البلاغة، ومن أجمل الأشياء في اللغة العربية هي الكناية ، فالكناية تعني ذكر كلمة يقصد بها معنى أخر، وكثيراً ما كان العرب يستخدمون الكناية في نثرهم وفي شعرهم، وهذا يرجع لفصاحة العرب وفطنتهم، ولهذا تجد هناك العديد من صور الكناية في القرآن الكريم. الكناية
الكناية هي لفظ له معنيين، احدهما ظاهر غير مقصود، أما الأخر مخفي وهو المقصود، ففي بعض الأحيان يتم قول أو كتابة كلمة معينة أو جملة معينة لها معنى معين ولكنها تخفي خلفها معنى آخر غير مباشر. تعد الكناية واحدة من الأساليب اللغوية التي يتم استخدامها في اللغة العربية، وترتبط الكناية بعلم البلاغة وهو واحد من أهم علوم اللغة العربية الذي يرتبط بصياغة الكلمات والجمل بطريقة جميلة ومؤثرة، فعندما يُصف أحد مجيدين الكلام، فيُقال عليه: فلان بليغ، أي أن له القدرة على التأثير في الجمهور والناس المستمعين بطريقة معينة وبأسلوب شيق ومؤثر ومقنع بالكلام. لهذا تجد الكناية متواجدة في العديد من النصوص والكتابات بشتي أنواعها وخصوصاً في الشعر العربي، فأغلب الشعراء يحرصون في كل العصور على استخدام الكناية في العديد من النصوص، وخصوصاً في الأوصاف مثل وصف الطبيعة أو الشجاعة والنساء وغيرها.
ولفظه كما في صحيح مسلم عن عبد الله بن مسعود قال: لعن الله الواشمات والمستوشمات والنامصات والمتنمصات والمتفلجات للحسن المغيرات خلق الله. قال: فبلغ ذلك امرأة من بني أسد يقال لها: أم يعقوب وكانت تقرأ القرآن فأتته فقالت: ما حديث بلغني عنك أنك لعنت الواشمات والمستوشمات والمتنمصات والمتفلجات للحسن المغيرات خلق الله؟ فقال عبد الله: ومالي لا ألعن من لعنه رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ وهو في كتاب الله، فقالت المرأة: لقد قرأت ما بين لوحي المصحف فما وجدته، فقال: لئن كنت قرأتيه فقد وجدتيه، قال الله عز وجل: وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا [الحشر:7]. فقالت المرأة: فإني أرى شيئاً من هذا على امرأتك الآن، قال: اذهبي فانظري، فدخلت على امرأة عبد الله فلم تر شيئاً، فجاءت إليه فقالت: ما رأيت شيئاً، فقال: أما لو كان ذلك لم نجامعها. وأما كون بعض الناس لا يلتزم بأوامر الشرع أو لا يطبقها في واقع حياته بحجة أو بأخرى فهذا ليس بحجة، ولا يعني أن الحديث ليس بصحيح. ما الحكمة من لعن الله النامصة والمتنمصة - أجيب. وقديماً قال أمير المؤمنين علي رضي الله عنه: اعرف الحق تعرف أهله. ولمزيد من الفائدة والتفصيل عن حكم النمص وما يتعلق به وأدلة ذلك وأقوال العلماء نحيلك إلى الفتوى رقم: 8472 - والفتوى رقم: 17609.
لعن الله النامصه والمتنمصه
قال: "والمتفلجات للحسن" يعني تطلب الحسن المتفلجة نحن عرفنا المتفلجة هي التي تفرق بين الأسنان لتبدو جميلة ويكون ذلك غالبًا لمن تقدم بها العمر فأسنانها تكون مصتكة، أو تكاد، فتباعد بينها لتبدو كأنها شابة حديثة السن، وهذا لا يجوز لا للشابة ولا لغير الشابة، لكن هنا قال: "للحسن" فدل ذلك على أنه إن كان لغرض طبي فهذا لا إشكال فيه، وقد ذكرت من قبل أنه جاء في رواية صحيحة أن ذلك: "إلا لعلة"، يعني جاء فيه الاستثناء فإن كان لعلة فلا إشكال في ذلك. قال: "المغيرات خلق الله"، إذن العلة هي تغيير خلق الله -تبارك وتعالى-، فقالت له امرأة في ذلك يعني لابن مسعود يعني كيف تلعن؟ تقول: "لعن الله" أين هذا؟
فقال: "وما لي لا ألعن من لعن رسول الله ﷺ، وهو في كتاب الله"، هذه المرأة تقول: "أنا قرأت القرآن وما وجدت هذا فيه، فقال: إن كنت قرأتيه فقد وجدتيه فقرأ عليها قوله تعالى: وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا [الحشر:7]" [4] ، متفق عليه.
صحه حديث لعن الله النامصه والمتنمصه
عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- قال: «لعن النبي -صلى الله عليه وسلم- الوَاصِلَةَ والمُسْتَوْصِلَةَ، والوَاشِمَةَ والمُسْتَوشِمَةَ». [ صحيح. حديث لعن الله النامصه والمتنمصه. ] - [متفق عليه. ] الشرح
الحديث دلَّ على تحريم وصل المرأة شعرها بشعرٍ آخر، وكذلك تحريم الوشم، طلبا للزينة والجمال، لأنَّ هذه الأعمال من كبائر الذنوب؛ لما فيها من الغش والتشبه باليهود، وكذلك الوشم لما فيه من تغيير خلق الله -تعالى-؛ لأنهم أول من فعل الوصل، وعليه فالفاعل لهذه الأمور والمفعول به يشملهما اللعن. الترجمة:
الإنجليزية
الفرنسية
التركية
الأوردية
الإندونيسية
البوسنية
الروسية
الصينية
الفارسية
الهندية
الكردية
البرتغالية
عرض الترجمات
يقول المصنف -رحمه الله-: المتفلجة هي التي تبرد من أسنانها ليتباعد بعضها من بعض قليلاً، وتحسنها وهو الوشر، -الوشر كأن يكون بالمبرد ونحو ذلك؛ لتستوي هذه الأسنان-، والنامصة وهي التي تأخذ من شعر حاجب غيرها وترققه؛ ليصير حسنًا، والمتنمصة التي تأمر من يفعل بها ذلك. إذن أقول: إذا كان هذه النصوص الآن بهذه المثابة اللعن في أمر إنما يفعل من أجل الزينة والحسن، فهل يطيق الإنسان لعنة الله أن يقوم بها ويقعد، ويأكل ويشرب، ويذهب وينتقل ولعنة الله تلاحقه من أجل حف حاجب من يطيق هذا؟! وللأسف بعض النساء لربما تتساهل في هذا، وتقول: ما دام الدعوة خربانة، فتفعل أشياء أخرى من عمليات التجميل أيضًا في الأنف، أو في الشفة، أو نحو ذلك بحجة أنها تنمص الحاجب، فلا تسأل عن عمليات التجميل، وكشف العورات مما يندى له الجبين، فيجرؤها هذا العمل هذه الكبيرة يعني هي تقول: ما دام حلت عليها لعنة الله إذن فلتفعل الباقي، يعني أما يكتفي الإنسان بلعنة واحدة إن كان ولا بدّ بدلاً من أن تتابع عليه لعنات الله، فكيف يفكر الإنسان؟! وكيف يجترئ؟! وكيف يجعل آخرته في خطر؟! ما صحة حديث: لعن الله النامصة والمتنمصة؟. بل حتى دنياه في خطر! إنسان تنزل عليه لعنة الله كيف يضحك؟! كيف ينام؟!