فعلى الصاحب لصاحبه حق زائد على مجرد إسلامه، من مساعدته على أمور دينه ودنياه، والنصح له؛ والوفاء معه في اليسر والعسر، والمنشط والمكره، وأن يحب له ما يحب لنفسه، ويكره له ما يكره لنفسه، وكلما زادت الصحبة تأكد الحق وزاد. { وَابْنَ السَّبِيلِ} وهو: الغريب الذي احتاج في بلد الغربة أو لم يحتج، فله حق على المسلمين لشدة حاجته وكونه في غير وطنه بتبليغه إلى مقصوده أو بعض مقصوده [وبإكرامه وتأنيسه] { وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ}: أي: من الآدميين والبهائم بالقيام بكفايتهم وعدم تحميلهم ما يشق عليهم وإعانتهم على ما يتحملون، وتأديبهم لما فيه مصلحتهم. فمن قام بهذه المأمورات فهو الخاضع لربه، المتواضع لعباد الله، المنقاد لأمر الله وشرعه، الذي يستحق الثواب الجزيل والثناء الجميل، ومن لم يقم بذلك فإنه عبد معرض عن ربه، غير منقاد لأوامره، ولا متواضع للخلق، بل هو متكبر على عباد الله معجب بنفسه فخور بقوله، ولهذا قال: { إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالًا} أي: معجبا بنفسه متكبرًا على الخلق { فَخُورًا} يثني على نفسه ويمدحها على وجه الفخر والبطر على عباد الله، فهؤلاء ما بهم من الاختيال والفخر يمنعهم من القيام بالحقوق.
تفسير سورة النساء تفسير السعدي - القران للجميع
۞ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ۖ كِتَابَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ ۚ وَأُحِلَّ لَكُم مَّا وَرَاءَ ذَٰلِكُمْ أَن تَبْتَغُوا بِأَمْوَالِكُم مُّحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ ۚ فَمَا اسْتَمْتَعْتُم بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً ۚ وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا تَرَاضَيْتُم بِهِ مِن بَعْدِ الْفَرِيضَةِ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا (24) { وَ} من المحرمات في النكاح { وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ} أي: ذوات الأزواج. فإنه يحرم نكاحهن ما دمن في ذمة الزوج حتى تطلق وتنقضي عدتها. تفسير السعدي سورة النساء. { إِلَّا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ} أي: بالسبي، فإذا سبيت الكافرة ذات الزوج حلت للمسلمين بعد أن تستبرأ. وأما إذا بيعت الأمة المزوجة أو وهبت فإنه لا ينفسخ نكاحها لأن المالك الثاني نزل منزلة الأول ولقصة بريرة حين خيرها النبي صلى الله عليه وسلم. وقوله: { كِتَابَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ} أي: الزموه واهتدوا به فإن فيه الشفاء والنور وفيه تفصيل الحلال من الحرام. ودخل في قوله: { وَأُحِلَّ لَكُمْ مَا وَرَاءَ ذَلِكُمْ} كلُّ ما لم يذكر في هذه الآية، فإنه حلال طيب. فالحرام محصور والحلال ليس له حد ولا حصر لطفًا من الله ورحمة وتيسيرًا للعباد.
وشامل لنفس الصلاة، فإنه لا يجوز للسكران صلاة ولا عبادة، لاختلاط عقله وعدم علمه بما يقول، ولهذا حدد تعالى ذلك وغياه إلى وجود العلم بما يقول السكران. وهذه الآية الكريمة منسوخة بتحريم الخمر مطلقا، فإن الخمر -في أول الأمر- كان غير محرم، ثم إن الله تعالى عرض لعباده بتحريمه بقوله: { يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا} ثم إنه تعالى نهاهم عن الخمر عند حضور الصلاة كما في هذه الآية، ثم إنه تعالى حرمه على الإطلاق في جميع الأوقات في قوله: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ} الآية. ومع هذا فإنه يشتد تحريمه وقت حضور الصلاة لتضمنه هذه المفسدة العظيمة، بعد حصول مقصود الصلاة الذي هو روحها ولبها وهو الخشوع وحضور القلب، فإن الخمر يسكر القلب، ويصد عن ذكر الله وعن الصلاة، ويؤخذ من المعنى منع الدخول في الصلاة في حال النعاس المفرط، الذي لا يشعر صاحبه بما يقول ويفعل، بل لعل فيه إشارة إلى أنه ينبغي لمن أراد الصلاة أن يقطع عنه كل شاغل يشغل فكره، كمدافعة الأخبثين والتوق لطعام ونحوه كما ورد في ذلك الحديث الصحيح.
تاريخ النشر: الأربعاء 2 رمضان 1431 هـ - 11-8-2010 م
التقييم:
رقم الفتوى: 138821
53608
0
372
السؤال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: صوتان ملعونان في الدنيا والآخرة: مزمار عند نعمة ورنةً عند مصيبة. * شرح حديث صوتان ملعونان *. ماهو تخرج هذا الحديث وما درجة صحته وفى أى كتب الحديث؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن هذا الحديث رواه البزار و الضياء ، وهو موجود في الترغيب والترهيب للمنذري، والجامع الصغير للسيوطي. وقد حسنه الألباني في تحقيقه لهما. والله أعلم.
صوتان ملعونان صحة الحديث الشريف والدراسات الإسلامية
طبعاً الردود قوية وتظهر ذكاء الكاتب على خصومه، لكن من خلال قراءتي لردود الخصوم على هذا الكتاب ستجد أيضاً قوة في ردودهم، مما يؤكد نفس ما ذكرته في ال..
الكتاب رائع جداً في تفصيله وطرحه للقضية مدار البحث، أكثر ما استفدته بعد قرائتي للبحث خلا قناعتي بحل الغناء والموسيقى بأصل الإباحة في الأشياء، أن أبحث في الآراء المخالفة ووجاهتها، كنت على قناعة عمياء قبل قراءة الكتاب بحرمة الغناء لا نقاش، لكن الآن أنا مستعد لتقبل أي رأي مخالف في أي مسألة شرعية أخرى ومناقشتها بهدوء. أظن علينا قبل قراءة هذا الكتاب 1/ نزع العاطفة 2/ قراءة الأقوال المعارضة قبله بعده.. لن أقيم على الحكم المطلق... إنما تقيمي الأول هو لجهد الشيخ بهذا الكتاب.. تفصيل ممل ودقيق.. وليس بالمعنى ممل ممل... بل لكثرة التفاصيل:/
كتاب جدير أن يُـقرأ وأن ينظر في منهجية كاتبه بصرنا الله بالحق
الله يفتح عليك
كتاب قيم جداً وفريد في مجاله بذل فيه مؤلفه مايقارب ٣٠ عاماً في البحث وتأليفه حاول فيه قدر استطاعته ان يكون محايداً في طرح الآراء. الموسيقى والغناء في ميزان الإسلام by عبد الله بن يوسف الجديع. الجديع غفر الله له اجتهد ولم يصب ، في هذا الكتاب انتقائية غير محمودة للأدلة وتتبع لمواقع الظن ، و الشيخ النميري محمد عثمان الصبار ألف مصنف يعنى بشبهات هذا الكتاب ، جدير لمن رام الحق الاطلاع عليه
صوتان ملعونان صحة الحديث اول
الرئيسية عن الشيخ الوثائق والمخطوطات التطبيقات الإلكترونية جديد الإصدارات المكتبة المقروئة خطب الجمعة المحاضرات العامة المكتبة المرئية دروس الحرمين مؤسسة الشيخ مستويات طالب العلم اللقاءات والفتاوى الكتب المترجمة
عدد دروس الحرمين 345 درس عدد الكتب المقروءة 205 كتاب عدد خطب الجمعة 11 خطبة عدد الفتاوى 13500 فتوى عدد المواد المرئية 6 مادة عدد الكتب المترجمة 1 كتاب
جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة الشيخ محمد بن صالح العثيمين الخيرية
برمجة وتطوير مجموعة زاد
2022 ©
صوتان ملعونان صحة الحديث 1
قد يقول قائل، إن انتشار المحرم لا يُعلِّل بالضرورة الحكم عليه بالحلية. فأقول، إنني لا أنوي هنا تحليل حرام ولا تحريم حلال، وإنما أقرأ المسألة من أصلها. نور الدين عبد الكريم* لا يزال الجدل حول الحكم الشرعي للموسيقى قائماً، فعلى الرغم من انشار وتشعب استخداماتها، إلا أنها ما تزال محل خلاف ونقاش مستمر. صوتان ملعونان صحة الحديث مع خطيبتي. ففي عصرنا الحديث لا تكاد تخلو محطة تلفزيونية، أو قناة إذاعية، أو موقع تواصل اجتماعي من مقاطع أو أجزاء موسيقية. هذا بالاضافة إلى الأدوات التي نتعامل معها في حياتنا اليومية مثل السيارات، والآلات، والهواتف، والحواسيب، والأجراس، والساعات، والمنبهات، وغيرها الكثير. الموسيقى والناس وبناء على هذا الانتشار والواقع الذي فرض نفسه، اختلف تعامل الناس معها حسب حكمهم عليها؛ فمنهم من يرى أنها محرمة بسائر أنواعها، وبالتالي يحاول أن يتجنب الاستماع إليها ما استطاع إلى ذلك سبيلا، فنجده يقلب عن القناة بعد انتهاء نشرة الأخبار، كي لا يستمع إلى الموسيقى التي تليها، أو يضع اصبعيه في أذنيه إن سمع موسيقى صادرة من متجر مجاور أثناء تجوله في السوق، ويحرص على أن تكون نغمة هاتفه آيات قرآنيه، أو مقاطع صوتية خالية من الموسيقى.
وأقول ما أفسد هذا من قول!!