قوله تعالى: من ورائه جهنم أي من وراء ذلك الكافر جهنم ، أي من بعد هلاكه. ووراء بمعنى بعد; قال النابغة: حلفت فلم أترك لنفسك ريبة وليس وراء الله للمرء مذهب
أي بعد الله جل جلاله; وكذلك قوله تعالى: ومن ورائه عذاب غليظ أي من بعده; وقوله تعالى: ويكفرون بما وراءه أي بما سواه; قاله الفراء. واستفتحوا وخاب كل جبار عنيد من ورائه جهنم. وقال أبو عبيد: بما بعده: وقيل: " من ورائه " أي من أمامه ، ومنه قول الشاعر: ومن ورائك يوم أنت بالغه لا حاضر معجز عنه ولا بادي
وقال آخر: أترجو بنو مروان سمعي وطاعتي وقومي تميم والفلاة ورائيا
وقال لبيد: أليس ورائي إن تراخت منيتي لزوم العصا تحنى عليها الأصابع
يريد أمامي. وفي التنزيل: وكان وراءهم ملك أي أمامهم ، وإلى هذا ذهب أبو عبيدة وأبو علي قطرب وغيرهما. وقال الأخفش: هو كما يقال هذا الأمر من ورائك ، أي سوف يأتيك ، وأنا من وراء فلان أي في طلبه وسأصل إليه. وقال النحاس في قوله من ورائه جهنم أي من أمامه ، وليس من الأضداد ولكنه من توارى; أي استتر. وقال الأزهري: إن وراء تكون بمعنى خلف وأمام فهو من الأضداد ، وقاله أبو عبيدة أيضا ، واشتقاقهما مما توارى واستتر ، فجهنم توارى ولا تظهر ، فصارت من وراء لأنها لا ترى ، حكاه ابن الأنباري وهو حسن.
وَاسْتَفْتَحُوا وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ | منتدى الرؤى المبشرة
وكان في المخطوطة مكان " الجبرية " الثانية: " الجبر ننبه " ، غير منقوطة ، وأساء كتابتها. (23) الأثر: 20612 - هذا الذي أثبته هو الذي جاء في المخطوطة ، وطابق ما خرجه السيوطي في الدر المنثور 4: 73 ، عن مجاهد ، ونسبه لابن جرير ، وابن المنذر وابن أبي حاتم ، وكان في المطبوعة هنا. " يقول: استنصروا على أَعدائهم ومعانديهم ، أَي على من عاند عن اتباع الحق وتجنَّبه ". (24) الأثر: 20616 - هذا إسناد مقحم فيما أرجح ، وإنما هو صدر الإسناد رقم: 20612 اجتلبته يد الناسخ سهوًا إلى هذا المكان. والله أعلم. (25) الأثر: 20618 - في هذا الخبر أيضًا زيادة لا أدري كيف جاءت ، فاقتصرت على ما في المخطوطة ، وهو مطابق لما خرجه السيوطي في الدر المنثور 4: 73 ، عن إبراهيم النخعي ، ونسبه لابن جرير وحده ، والزيادة التي كانت المطبوعة هي: " أي الحائد عن اتباع طريق الحق" وانظر الخبر التالي ، بلا زيادة أيضًا. (26) الأثر: 20619 - " مطرف بن بشر " ، لا أدري ما هو ، ولم أجد له ذكرًا في شيء مما بين يدي. وجاء ناشر المطبوعة فجعله " مطرف ، عن بشر " بلا دليل. وَاسْتَفْتَحُوا وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ | منتدى الرؤى المبشرة. (27) في المطبوعة ، والدر المنثور 4: 73: " بعيد عن الحق " ، وأرى الصواب ما في المخطوطة ، انظر ما سلف في تفسير " عنيد " ص:.. 542 ، 543 (28) في المطبوعة: " معرض عنه " ، كأنه زادها من عنده.
قوله تعالى: ويسقى من ماء صديد أي من ماء مثل الصديد ، كما يقال للرجل الشجاع أسد ، أي مثل الأسد ، وهو تمثيل وتشبيه. وقيل: هو ما يسيل من أجسام أهل النار من القيح والدم. وقال محمد بن كعب القرظي والربيع بن أنس: هو غسالة أهل النار ، وذلك ماء [ ص: 307] يسيل من فروج الزناة والزواني. وقيل: هو من ماء كرهته تصد عنه ، فيكون الصديد مأخوذا من الصد. وذكر ابن المبارك ، أخبرنا صفوان بن عمرو عن عبيد الله بن بسر عن أبي أمامة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في قوله: ويسقى من ماء صديد يتجرعه قال: يقرب إلى فيه فيكرهه فإذا أدني منه شوى وجهه ووقعت فروة رأسه فإذا شربه قطع أمعاءه حتى تخرج من دبره يقول الله: وسقوا ماء حميما فقطع أمعاءهم ويقول الله: وإن يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل يشوي الوجوه بئس الشراب خرجه الترمذي ، وقال: حديث غريب ، وعبيد الله بن بسر الذي روى عنه صفوان بن عمرو حديث أبي أمامة لعله أن يكون أخا عبد الله بن بسر. يتجرعه أي يتحساه جرعا لا مرة واحدة لمرارته وحرارته. ولا يكاد يسيغه أي يبتلعه; يقال: جرع الماء واجترعه وتجرعه بمعنى. وساغ الشراب في الحلق يسوغ سوغا إذا كان سلسا سهلا ، وأساغه الله إساغة. و يكاد صلة; أي يسيغه بعد إبطاء ، قال الله تعالى: وما كادوا يفعلون أي فعلوا بعد إبطاء ، ولهذا قال: يصهر به ما في بطونهم والجلود فهذا يدل على الإساغة.
ويقول الإمام أبو الحسن علي بن مهدي الطبري ، وهو من شيوخ الأشاعرة الأولين: (ت:
380هـ):
" ومما يدل على أن الاستواء ـ ههنا ـ ليس بالاستيلاء: أنه لو كان كذلك ، لم يكن
ينبغي أن يخص العرش بالاستيلاء عليه دون سائر خلقه ، إذ هو مستول على العرش على
سائر خلقه ، وليس للعرش مزية على ما وصفته ". معنى استوى في قوله تعالى ثم استوى على العرش - موقع محتويات. انتهى من "تأويل الآيات المشكلة" لابن مهدي (178). فنؤمن بأن الله تعالى قد
استوى على العرش ، استواء حقيقيا يليق بجلاله سبحانه، ليس كاستواء البشر ، ولكن
كيفية الاستواء مجهولة بالنسبة لنا ؛ ولذا ، فإننا نفوض كيفيته إلى الله ، كما قال
الإمام مالك وغيره لما سئل عن الاستواء: "الاستواء معلوم، والكيف مجهول" ، انظر:
"مجموع الفتاوى" لشيخ الإسلام ابن تيمية (3/25). قال الإمام الدارمي رحمه
الله ، تعليقا على قول الإمام مالك السابق:
" وصدق مالك ؛ لا يُعقَل منه كيف ، ولا يُجهل منه الاستواء ، والقرآن ينطق ببعض ذلك
في غير آية " انتهى من " الرد على الجهمية " (ص/105). وقال الإمام يحي بن عبد
العزيز الكناني ، رحمه الله:
" أما قولك: كيف استوى ؛ فإن الله لا يجري عليه: (كيف) ؛ وقد أخبرنا أنه استوى
على العرش ، ولم يخبرنا كيف استوى ؛ فوجب على المؤمنين أن يصدقوا ربهم باستوائه على
العرش ، وحرُم عليهم أن يصفوا كيف استوى ؛ لأنه لم يخبرهم كيف ذلك ، ولم تره العيون
في الدنيا فتصفه بما رأت ، وحرم عليهم أن يقولوا عليه من حيث لا يعلمون ؛ فآمنوا
بخبره عن الاستواء ، ثم ردوا علم (كيف استوى) إلى الله" انتهى ، نقله ابن تيمية في
"درء تعارض العقل والنقل" (6/118).
“ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْش” – التصوف 24/7
[٥]
تفسير الآية الكريمة
يُقصد بالآية الكريمة أنه سبحانه وتعالى خلق العرش ورفعه وأعلاه بعد أن كان العرش على الماء وبلا عمد، وكيفية الاستواء هنا على سبيل الكناية وحقيقتها مجهولة والإيمان بها واجب، والمراد من الاستواء على العرش هو نفاذ القدرة وجريان المشيئة وبأنه ارتفع عليهنّ فدبرهن بقدرته وخلقهن سبع سموات، وليس المقصود به هيئة الجلوس لأنه سبحانه في كل شيء وكل وجه لا يشبه الخلق، لما أخبر عن نفسه في قوله تعالى: ( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ) ، [٦] فدل أنه لا يوجد تشابه بينه وبين أي شيء من مخلوقاته وهو يخالف الخلق من جميع الجهات. [٧]
ونُقِل عن القفّال -رحمه الله- أنه قال: العرش في كلامهم: هو السرير الذي يجلس عليه الملك، ثم جعل العرش كناية عن نفس الملك، [٨] وذهب آخرون أيضاً للقول بأنه السرير الذي يجلس عليه للملك وليس المقصود به العلو والارتفاع بحد ذاته، لقوله تعالى عن بلقيس ملكة سبأ في القرآن الكريم ( وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ) ، [٩] أي سرير ملكٍ عظيم وتم الردُّ على هذا القول بأن المقصود في الآية ليس سرير الملك، والقول بذلك يوجب أن الله لم يكن مستوياً على مُلْكه قبل خلق الأرض ورفع السماوات وهذا غير صحيح.
معنى استوى في قوله تعالى ثم استوى على العرش - موقع محتويات
السؤال: أولى رسائل هذه الحلقة رسالة وصلت إلى البرنامج من الجمهورية العربية السورية، حماة، باعث الرسالة المستمع أنور الحسين أخونا يقول: أرجو أن تتفضلوا بتفسير قول الله تعالى: الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ الرَّحْمَنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا [الفرقان:59]، جزاكم الله خيراً؟
الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.
التفريغ النصي - شرح العقيدة الواسطية [9] - للشيخ خالد بن عبد الله المصلح
أما الإرادة القدرية فهي نافذة لا يمنعها شيء، كما قال : إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ [يس:82]، هذه إرادة قدرية نافذة، وهكذا قوله جل وعلا: فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلامِ [الأنعام:125]، هذه إرادة كونية، إذا أراد الله هداية العبد إرادة كونية شرح صدره للإسلام ومن عليه بالقبول حتى يهتدي.
فتاوى ذات صلة